تبادل ضربات يستبق وصول هوكستين

غارة على وسط بيروت وصاروخ على تل أبيب

الدخان يتصاعد من مدينة الخيام نتيجة القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من مدينة الخيام نتيجة القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)
TT

تبادل ضربات يستبق وصول هوكستين

الدخان يتصاعد من مدينة الخيام نتيجة القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من مدينة الخيام نتيجة القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)

ينتظر أن يصل إلى بيروت اليوم الموفد الأميركي آموس هوكستين ليتبلغ رد لبنان على المبادرة الأميركية لوقف النار بين إسرائيل و«حزب الله». ويأتي وصوله المرتقب في ظل ضربات متبادلة شملت غارة على وسط بيروت تلاها صاروخ على تل أبيب.

وأكد رئيس البرلمان نبيه بري لـ«الشرق الأوسط» أن زيارة هوكستين قائمة في موعدها، مستغرباً ما أشيع عن تأجيلها.

وبينما استبقت إسرائيل وصول هوكستين إلى لبنان بشن غارة مسائية على محلة زقاق البلاط في وسط بيروت، ما أدى إلى دمار كبير وسقوط ضحايا وجرحى، قال رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو إن هوكستين لن يصل إلى بيروت إذا لم يبلغه اللبنانيون مسبقاً بموافقتهم على الاتفاق.

وكشفت مصادر سياسية لبنانية، لـ«الشرق الأوسط»، أن إيران نصحت «حزب الله» بضرورة إعطاء فرصة للمفاوضات لعلها تتوصل لوقف النار، نظراً للوضع المأساوي الذي يتخبط به البلد ويستدعي تضافر الجهود لإنقاذه بوضع حد للعدوان الإسرائيلي.


مقالات ذات صلة

تشاؤم إسرائيلي حول الاتفاق مع لبنان: لا يساوي الورق الذي سيكتب عليه

شؤون إقليمية دمار خلفته غارات إسرائيلية في لبنان (أ.ب)

تشاؤم إسرائيلي حول الاتفاق مع لبنان: لا يساوي الورق الذي سيكتب عليه

ذكرت أوساط سياسية في تل أبيب أن مبعوث الرئيس الأميركي للموضوع اللبناني، آموس هوكستين، قرر تمديد زيارته إلى بيروت والقدوم إلى إسرائيل.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي ميقاتي يستقبل هوكستين في بيروت (رئاسة الحكومة)

المعارضة المسيحية ترفض «تغييب الدولة» عن مفاوضات إنهاء الحرب

رفضت المعارضة المسيحية في لبنان المفاوضات الجارية الآن للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في الجنوب، عادّةً أن المفاوضات «هي بين إسرائيل و(حزب الله)».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي جنود لبنانيون في البترون شمال لبنان حيث نفذت عملية اختطاف عماد أمهز في عملية كوماندوز إسرائيلية (رويترز)

غالبية نيابية مؤيدة لتمديد ولاية قائد الجيش اللبناني... رغم «مشاغبات» إعلام «حزب الله»

كلّما ارتفع منسوب التفاؤل بقرب التوصّل لوقف إطلاق النار في جنوب لبنان وتنفيذ القرار 1701، ازدادت وتيرة الحملة التي يخوضها «حزب الله» وحلفاؤه ضدّ الجيش.

يوسف دياب
المشرق العربي السفينة الحربية الألمانية المشاركة في «يونيفيل» تطلق صواريخ خلال تدريبات قرب جزيرة كريت الشهر الماضي (أرشيفية - د.ب.أ)

مصدر دبلوماسي: ألمانيا لم تُسأل عن المشاركة بلجنة تنفيذ اتفاق بين لبنان وإسرائيل

استبق مصدر دبلوماسي غربي المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل بوساطة أميركية بالتأكيد أن ألمانيا لم تُفاتح بمشاركتها بلجنة مقترحة لمراقبة تنفيذ «1701».

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي برج مراقبة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يتقدم على ساحل جنوب لبنان لقطع طريق الناقورة

وسّع الجيش الإسرائيلي نطاق عملياته في محاولة لقطع الطريق الساحلي جنوب مدينة صور عند نقطة البياضة، وعزل منطقة الناقورة ومحيطها بطول 9 كيلومترات.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

إدارة بايدن تفرض عقوبات جديدة ضد مستوطنين وكيانات 

منظر عام لمستوطنة إفرات اليهودية بالضفة الغربية (أ.ب)
منظر عام لمستوطنة إفرات اليهودية بالضفة الغربية (أ.ب)
TT

إدارة بايدن تفرض عقوبات جديدة ضد مستوطنين وكيانات 

منظر عام لمستوطنة إفرات اليهودية بالضفة الغربية (أ.ب)
منظر عام لمستوطنة إفرات اليهودية بالضفة الغربية (أ.ب)

فرضت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عقوبات جديدة على منظمات استيطانية، طالت هذه المرة جمعية «أمانا»، وهي المنظمة التنموية الرئيسية للحركة الاستيطانية، في أحدث سلسلة من العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة ضد مشروع الاستيطان.

وقالت «هيئة البث الرسمية» الإسرائيلية إن وزارة الخزانة الأميركية أعلنت فرض عقوبات على المستوطنين والمنظمات الاستيطانية بما فيها «أمانا». وينص توضيح وزارة الخارجية الأميركية للعقوبات، من بين أمور أخرى، على أن «أمانا هي أكبر هيئة متورطة في إقامة البؤر الاستيطانية غير القانونية. وقد أسست (أمانا) العشرات من البؤر الاستيطانية غير القانونية وهي متورطة بشكل مباشر في الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية بملكية خاصة».

وتشمل قائمة العقوبات الأميركية الجديدة شبتاي كوشلوفسكي، وإيتمار يهودا ليفي، وزوهر صباح، بالإضافة إلى منظمتي «بار أمانا بيلدينغز» و«إيال هاري يهودا». وحسب وزارة الخزانة الأميركية فإن كوشليفسكي مرتبط بمنظمة «هشومير يوش» التي أدرجت بالفعل في قائمة العقوبات في وقت سابق، وإيتامار يهودا ليفي مرتبط بشركة البناء «إيال هاري يهودا» التي أضيفت الآن إلى قائمة العقوبات. أما الشخص الثالث زوهار صباح، الذي وجهت إليه النيابة العامة الإسرائيلية في سبتمبر (أيلول) اتهامات بالمشاركة في هجوم عنيف ضد فلسطينيين ونشطاء في قرية المعرجات بالضفة الغربية، فقد اتهمته وزارة الخزانة الأميركية بالتورط في أعمال عنف ومضايقات أخرى ضد الفلسطينيين. ويدير زوهار بؤرة زراعية غير قانونية في منطقة غور الأردن، وهي بؤرة أخرى لعنف المستوطنين ضد الرعاة الفلسطينيين.

وفي بداية الشهر الماضي، أضاف الأميركيون منظمة «شباب التلال» والناشطين الاستيطانيين إيتان جورداني وأفيهاي سويسا إلى قائمة العقوبات التي تستهدف المستوطنين المتطرفين الذين يُلحقون الضرر بالفلسطينيين. وقالت «تايمز أوف إسرائيل» إنه رغم تراجع حدة تأثير هذه الخطوة بعد انتخاب دونالد ترمب هذا الشهر، والذي قد يلغي مثل هذه العقوبات، فإنها لا تزال ترسل إشارة إلى الدول الغربية الأخرى التي سبق أن حذت حذو الولايات المتحدة في فرض عقوبات مماثلة ضد المتطرفين الإسرائيليين في الضفة الغربية خلال العام الماضي. وكانت المملكة المتحدة وكندا قد فرضتا عقوبات على منظمة «أمانا» في وقت سابق من هذا العام.

وتجمد العقوبات أي أصول لـ«أمانا» في الولايات المتحدة، وتمنع المؤسسات الأميركية، بما في ذلك البنوك الإسرائيلية، من تقديم خدمات للمنظمة. كما تمنع المواطنين الأميركيين والمنظمات الأميركية من التبرع لها.

وتؤثر الخطوة على نحو 60 ألف مستوطن يحملون الجنسية الأميركية، وذلك لأن العقوبات تشمل بنداً يقضي بتجميد كل أملاكهم في الولايات المتحدة، كما تحظر العقوبات أن ينفذوا أعمالاً تجارية مع الجهات التي تخضع للعقوبات.

وقالت الباحثة والمحاضرة في جامعة حيفا وفي «معهد سياسة الشعب اليهودي»، سارة ياعيل هيرشهورن، التي أجرت أبحاثاً حول الأميركيين في المستوطنات في الضفة الغربية، إنه «يوجد 60 ألف أميركي على الأقل يسكنون في الضفة، وعددهم أكبر إذا أضفنا المناطق التي تم ضمها للقدس، مثل (مستوطنتي) غيلو وراموت. وربما تكون هذه التقديرات ناقصة ويكون عددهم أكثر». وأضافت أن هؤلاء الأميركيين «اشتروا بيوتهم في الضفة عن طريق (أمانا). وهم يوجدون في جميع المستوطنات، لكن كثيرين جداً منهم موجودون في غوش عتصيون ومستوطنتي أفرات ونافيه دانييل، حيث يوجد كثير من المستوطنين هناك من الناطقين بالإنجليزية».

وانتقد السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل دافيد فريدمان العقوبات على الفور، واتهم إدارة بايدن «بالتدخل في قضية تقسيم المناطق الإسرائيلية الداخلية بالكامل». وأدان رئيس منظمة «يشع» الاستيطانية يسرائيل غانتس العقوبات، واتهم الإدارة بـ«تعزيز محور الشر»، والعمل «ضد الكتاب المقدس». وتملك منظمة «أمانا» أصولاً بقيمة نحو 600 مليون شيقل (160.4 مليون دولار) وتبلغ ميزانيتها عشرات الملايين من الشواقل سنوياً، وفقاً لمنظمة «السلام الآن» التي تنظم حملات ضد حركة الاستيطان.

وبحسب منظمة «السلام الآن»، فقد ساعدت «أمانا» واستثمرت مبالغ كبيرة من المال في إنشاء ودعم كثير من البؤر الاستيطانية الزراعية غير القانونية، بما في ذلك تلك الخاضعة حالياً للعقوبات الأميركية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في إعلانه عن العقوبات، يوم الاثنين: «تتخذ الولايات المتحدة اليوم إجراءات ضد 3 كيانات و3 أفراد لدورهم في أعمال العنف التي تستهدف المدنيين أو في تدمير الممتلكات أو الاستيلاء عليها». وأضاف: «أفعالهم، جماعياً وفردياً، تقوض السلام والأمن والاستقرار في الضفة الغربية وسلامة الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء».

ورحبت حركة «السلام الآن» بالعقوبات الجديدة، وقالت إن «(أمانا)... يجب حظرها ليس فقط في الولايات المتحدة، بل أيضاً في إسرائيل أولاً وقبل كل شيء».

وفي المجمل، تم فرض عقوبات على 17 فرداً و16 كياناً من خلال أمر تنفيذي وقَّعه الرئيس جو بايدن في فبراير (شباط) الماضي، سمح للولايات المتحدة باستهداف أولئك الذين يزعزعون الاستقرار في الضفة الغربية، في الوقت الذي يزداد فيه الإحباط بسبب فشل إسرائيل في اتخاذ إجراءات حازمة ضد عنف المستوطنين.