اشتباكات عنيفة بين القوات الإسرائيلية و«حزب الله» في الجنوب وغارات على «الضاحية» وصور 

دخان القصف الجوي الإسرائيلي يتصاعد في أحد أحيار مدينة صور الجنوبية (أ.ف.ب)
دخان القصف الجوي الإسرائيلي يتصاعد في أحد أحيار مدينة صور الجنوبية (أ.ف.ب)
TT

اشتباكات عنيفة بين القوات الإسرائيلية و«حزب الله» في الجنوب وغارات على «الضاحية» وصور 

دخان القصف الجوي الإسرائيلي يتصاعد في أحد أحيار مدينة صور الجنوبية (أ.ف.ب)
دخان القصف الجوي الإسرائيلي يتصاعد في أحد أحيار مدينة صور الجنوبية (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان مقتضب اليوم (السبت)، إنه يشن ضربات جوية على عدة أهداف في منطقة صور بجنوب لبنان.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قد ذكر في وقت سابق أن الجيش وجّه أوامر إخلاء إلى سكان 15 قرية في جنوب لبنان. وطالب المتحدث سكان القرى بإخلاء بيوتهم والتوجه فوراً إلى شمال نهر الأولي.

واستهدفت غارات إسرائيلية جديدة ضاحية بيروت الجنوبية، السبت، بعد إصدار الجيش الإسرائيلي تعليمات بإخلاء أحد أحيائها، في الوقت الذي أفادت فيه الأنباء بوقوع اشتباكات عنيفة إثر محاولة إسرائيلية التسلل مجدداً إلى الأراضي اللبنانية.

وأظهرت لقطات خدمة البثّ المباشر في «وكالة الصحافة الفرنسية» الدخان يتصاعد فوق أبنية في الضاحية الجنوبية شبه الخالية من السكان، بعدما أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة «إكس» إنذاراً إلى سكان حارة حريك بإخلاء الحي.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية بأن غارة إسرائيلية استهدفت حيّاً في وسط مدينة صور في جنوب لبنان، يقع قرب منطقة تضم مواقع أثرية، وقالت الوكالة إنّ الغارة «استهدفت حي الآثار؛ ما أدى إلى تدمير مبنيين وتضرّر مجموعة أبنية».

وكانت «الوكالة الوطنية للإعلام» ذكرت في وقت سابق، السبت، أن «العدو» نفذ 3 غارات، بينها واحدة قرب بلدية حارة حريك، وأوضحت أن «الغارة الأولى على حارة حريك أدت إلى تدمير عدد من المباني وأضرار في المحيط».

من جهته، أفاد تلفزيون ناطق بلسان جماعة «حزب الله» اللبنانية اليوم بأن الجيش الإسرائيلي جدد توغله باتجاه أطراف بلدة شمع في جنوب لبنان. وقال إن ذلك جرى تحت غطاء ناري واسع على بلدة شمع المتصلة ببلدة طيرحرفا، مشيراً إلى أن تلك منطقة غير مرئية للقرى المقابلة.

ووفق «الوكالة الوطنية للإعلام»، السبت، تدور اشتباكات عنيفة إثر محاولة إسرائيلية للتسلل مجدداً إلى الأراضي اللبنانية عبر بلدات جنوبية. وأفادت الوكالة بأن «العدو يحاول التسلل مجدداً إلى الأراضي اللبنانية عبر بلدة الضهيرة ومحور طيرحرفا والجبين، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين المقاومة والعدو الإسرائيلي». وأشارت الوكالة إلى أن «البلدات المذكورة تتعرض لقصف معاد». وقالت الوكالة: «جدد جنود العدو توغلهم في اتجاه أطراف بلدة شمع المتصلة ببلدة طيرحرفا، وهي منطقة غير مرئية للقرى المقابلة، تحت غطاء ناري واسع».


طائرة مسيَّرة إسرائيلية تحلق فوق الضاحية الجنوبية في بيروت (أ.ب)

كما أفادت الوكالة بأن «القصف المدفعي استهدف منطقة حامول والأطراف الغربية لبلدة طيرحرفا وعلما الشعب، كما أن الغارات استهدفت بلدات مجدل زون والحي الغربي في طيرحرفا».

وفي جنوب لبنان، شنت إسرائيل غارات، خلال الليل وفجر السبت، استهدفت قرى عدة، لا سيما في منطقة بنت جبيل، وفق الوكالة اللبنانية.

يأتي ذلك بعدما شن الطيران الحربي الإسرائيلي، مساء يوم الجمعة، غارات استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت وعدداً من المناطق في جنوب لبنان.

تصاعد الدخان فوق الضاحية الجنوبية لبيروت بعد غارة إسرائيلية (رويترز)

وغادر معظم السكان الضاحية التي كان يقطنها ما بين 600 و800 ألف شخص قبل الحرب، وفقاً للتقديرات، منذ بدء إسرائيل شنّ غارات مكثّفة عليها في نهاية سبتمبر (أيلول)، لكن كثيراً منهم يعودون في ساعات الصباح لتفقّد منازلهم ومتاجرهم.


مقالات ذات صلة

إعلام لبناني: لاريجاني نقل رسالتين للأسد وبري

المشرق العربي رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وعلي لاريجاني كبير مستشاري المرشد الإيراني في بيروت (أ.ب)

إعلام لبناني: لاريجاني نقل رسالتين للأسد وبري

نقل تلفزيون «الميادين» عن علي لاريجاني كبير مستشاري المرشد الإيراني قوله إنه نقل رسالتين للرئيس السوري بشار الأسد ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أحد عمال البلدية ينتشل العلم اللبناني من بين الأنقاض في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)

مسعفة تبحث عن والدها بين الأنقاض بعد غارة إسرائيلية على شرق لبنان

على خطى والدها علي، انضمت سوزان كركبا إلى صفوف الدفاع المدني في لبنان، لكنها لم تكن لتصدّق أنّها ستُضطر يوماً إلى البحث عن جثته بين أنقاض مركز لجهاز الإسعاف.

«الشرق الأوسط» (دورس)
المشرق العربي المفتي دريان يستقبل السفير بخاري في دار الفتوى (المركزية)

بخاري يؤكد حرص السعودية على أمن لبنان ووقف الحرب

أكد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، حرص المملكة على أمن لبنان واستقراره ووقف العدوان الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بري خلال لقائه السفيرة الأميركية الخميس (مجلس النواب)

بري لـ«الشرق الأوسط»: الورقة الأميركية لا تتضمن حرية حركة لإسرائيل... ولا قوات «أطلسية»

بري تعليقاً على استهداف مسقط رأسه ومناطق نفوذه: ضغط نتنياهو «ما بيمشيش معنا».

ثائر عباس (بيروت)
المشرق العربي جورج إبراهيم عبد الله لدى اقتياده إلى محكمة في مدينة ليون الفرنسية عام 1986 (متداوَلة)

محكمة فرنسية تأمر بالإفراج عن الناشط اللبناني جورج عبد الله

وافقت محكمة فرنسية، الجمعة، على الطلب الحادي عشر للإفراج المشروط عن الناشط اللبناني جورج إبراهيم عبد الله.

«الشرق الأوسط» (باريس)

أكراد سوريا يتحسبون لتمدد الحرب نحو «إدارتهم الذاتية»

«قوات سوريا الديمقراطية» خلال عرض عسكري في ريف دير الزور (الشرق الأوسط)
«قوات سوريا الديمقراطية» خلال عرض عسكري في ريف دير الزور (الشرق الأوسط)
TT

أكراد سوريا يتحسبون لتمدد الحرب نحو «إدارتهم الذاتية»

«قوات سوريا الديمقراطية» خلال عرض عسكري في ريف دير الزور (الشرق الأوسط)
«قوات سوريا الديمقراطية» خلال عرض عسكري في ريف دير الزور (الشرق الأوسط)

ألقت نتائج الانتخابات الأميركية بظلالها على أكراد سوريا، ومصير «إدارتهم الذاتية» وجناحها العسكرية «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) بعدما جدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، التهديد بشن عملية عسكرية ضد مناطق نفوذهم شمال شرقي البلاد، وبعد قصف الجيش الأميركي مقرات تتبُّع ميليشيات إيرانية منتشرة شرق سوريا في 13 من الشهر الحالي، واستمرار التوتر مع القوات السورية النظامية بريف محافظة دير الزور (شرقاً).

ويرى الصحافي شيروان يوسف، مدير منصة «Defacto» وهي مجلة إلكترونية ومنصة حوارية، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن التهديدات التركية ليست بجديدة، واستبعد تنفيذها لأن أنقرة ليست في موقع يؤهلها لشن هجوم بري، ويقول: «في ظل التغيُّرات التي تحدث في غزة وبيروت وتل أبيب، وطهران، لن تسمح الدول الكبرى بفتح جبهات أخرى تزيد الفوضى الموجودة بالشرق الأوسط» في إشارة إلى روسيا والولايات المتحدة.

من أضرار القصف التركي على مناطق متفرقة شمال شرقي سوريا نهاية أكتوبر 2024 (الشرق الأوسط)

وعلى الرغم من أن تركيا سبق أن نفذت 3 عمليات عسكرية في شمال سوريا خلال السنوات الماضية؛ ستفضي أي عملية جديدة، بحسب الصحافي يوسف، إلى «فوضى عارمة تؤدي لموجات نزوح كبيرة لا تتحملها دول المنطقة برمتها، لا سوريا ولا لبنان أو الأردن والعراق»، مشيراً إلى أن اتفاقية خفض التصعيد التي أبرمتها إدارة ترمب السابقة مع تركيا سارية المفعول، كما أن أي هجوم محتمل ستواجهها «قسد» بمقاومة غير مسبوقة؛ «لأن قوات (قسد) باتت تمتلك جيشاً كبيراً وأسلحة نوعية حصلت عليها من التحالف الدولي».

وتعيش مناطق شمال شرقي سوريا التي تتمتع بنوع من الحكم الذاتي منذ 2014، مزيداً من الحذر والترقب لما ستؤول إليه التحركات الدولية والإقليمية وتولي دونالد ترمب رئاسة أميركا، بداية العام المقبل.

ويقول براء صبري، وهو باحث كردي مساهم في «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى»، لـ«الشرق الأوسط» إن المطلوب من أكراد سوريا وسلطات الإدارة الذاتية وقوات «قسد»، مراجعة علاقاتها مع شريكتها واشنطن، وتحديد طبيعة تواصلها مع دمشق وموسكو.

القيادية الكردية إلهام أحمد رئيسة دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية (الشرق الأوسط)

يضيف: «لا يمكن أن تقبل (قسد) أن تبقى مكشوفة بهذه الصورة أمام العدوان التركي من دون أن تستطيع اتخاذ موقف صارم، من تخاذل شريكتها التحالف الدولي وواشنطن ولأكثر من مرة»، منوهاً بأن تركيا اتخذت مناطق شمال شرقي سوريا شماعة لتنفيس غضب الشارع التركي وخلافاتها الداخلية مع معارضتها، مشيراً إلى أن «منطقة روج أفا (غرب كردستان) أصلاً منطقة هشة ومنهكة من سنوات الحرب، ولا يملك سكانها تلك المرونة والقدرة على العيش والبقاء لهذا النمط مدة طويلة».

وعن علاقة قوات «قسد» الكردية في سوريا مع «حزب العمال الكردستاني» التركي، يوضح صبري: «لا بد لـ(قسد) إن كانت لها تلك العلاقات القوية مع (حزب العمال الكردستاني) كما تتهمها تركيا؛ أن تشجع قادة الحزب على الانخراط في عملية السلام المفترضة بين تركيا والكُرد؛ لأن بناء السلام هناك يعني تخفيف الخطر عن شمال شرقي سوريا والعكس».

وتتهم تركيا الولايات المتحدة والتحالف الدولي بتقديم الدعم العسكري للوحدات الكردية، العماد العسكرية لقوات «قسد»، بدعوى حربها على «داعش» الإرهابي، غير أن أنقرة تعدها جناحاً سورياً لـ«حزب العمال الكردستاني» التركي، وطالبت واشنطن برفع الغطاء عن «قسد».

دورية روسية بالقرب من نقطة عسكرية أميركية متمركزة شمال شرقي سوريا في بلدة رميلان النفطية التابعة لمحافظة الحسكة (الشرق الأوسط)

وحذرت القيادية الكردية إلهام أحمد، رئيسة دائرة العلاقات الخارجية بالإدارة الذاتية، في حديث صحيفة «دير شبيغل» الألمانية، نهاية الشهر الماضي، من موقف الإدارة الأميركية الجديد، ومغبة انسحابها من المنطقة؛ إذ «ستندلع الاشتباكات على الفور، وسيجري ملء فراغ السلطة من قِبل جهات فاعلة أخرى كتركيا، وستغرق المنطقة في الفوضى، وتتمدد إيران وميليشياتها الشيعية، ويتعزز الحضور الروسي»؛ ما سيمكن نظام الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق من مهاجمة الإدارة الذاتية وقواتها العسكرية.

ولفتت إلهام أحمد إلى أن إردوغان «يريد أن يأخذ أراضينا تحت سيطرته، حتى خلايا (داعش) الإرهابية ستهاجمنا أيضاً، فالقوى النائمة للتنظيم ستخرج من مخابئها للقتال من جديد من أجل استعادة أراضيها السابقة».

وتشكلت «قوات سوريا الديمقراطية» عام 2015، وتحولت لجيش الإدارة الذاتية، وتسيطر اليوم على مناطق شاسعة تنتشر في 4 محافظات سورية، إلى جانب أكبر حقول النفط، وأبرزها في ريف دير الزور.

ميرفان إبراهيم، وهو كاتب سوري متخصص بالشؤون الكردية، وصف «قسد» بأنها «قوات انضباطية عسكرية تتبع سلطة الإدارة، تقوم بواجباتها للحفظ على السلم الداخلي، ومحاربة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، وقوام هذه القوات من المكون العربي من أبناء المنطقة، ومع ذلك لم تسلم من اتهامها في التخطيط الانفصالي».

وشدد إبراهيم في حديث لـ«الشرق الأوسط» على أن أنقرة تريد توافقاً مع دمشق خصوصاً بالملف الكردي؛ لأن همها الأساسي هو إنهاء تجربة «الإدارة الذاتية»، ومن ثم «مهما فعلت الإدارة فلن تخرج من عباءة تهمة الانفصال، تركيا تعيش أزمة حقيقة، ولمسنا ذلك من خلال محاولتها حل القضية الكردية ضمن جغرافيتها، فالدول القومية لا تستطيع الخروج بسهولة من هذا الإطار نحو حوار حقيقي للسلام الداخلي».