هدف أوغارتي المتأخر يمنح أوروغواي فوزاً مثيراً على كولومبيا

في تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم

مانويل أوغارتي (يسار) والفرحة بهدفه القاتل (رويترز)
مانويل أوغارتي (يسار) والفرحة بهدفه القاتل (رويترز)
TT

هدف أوغارتي المتأخر يمنح أوروغواي فوزاً مثيراً على كولومبيا

مانويل أوغارتي (يسار) والفرحة بهدفه القاتل (رويترز)
مانويل أوغارتي (يسار) والفرحة بهدفه القاتل (رويترز)

سجَّل مانويل أوغارتي هدفاً قربَ النهاية، ليمنح أوروغواي فوزاً مثيراً 3 - 2 على ضيفتها كولومبيا في تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم 2026. وسجَّل لاعب وسط مانشستر يونايتد هدف الفوز من تسديدة من مدى قريب في الدقيقة الـ11 من الوقت المحتسب بدل الضائع ليحسم المباراة المثيرة، ويضع حداً لسلسلة من 4 مباريات في التصفيات دون انتصار لأوروغواي.

وقال مارسيلو بيلسا، مدرب أوروغواي في مؤتمر صحافي: «الانتصارات، مثل الذي حققناه اليوم، مفيدةٌ لأنها تمنح كل الأطراف المحيطة هذا الشعور القوي كما هي الحال في منتخب أوروغواي. كان من الضروري أن نفوز مرة أخرى. بغض النظر عن الطريقة التي حدث بها هذا الفوز، الذي كان مثيراً للغاية، فقد كان فوزاً مهماً. نحن نسير في الاتجاه الصحيح».

وافتتحت كولومبيا التسجيل بعد نحو نصف ساعة من البداية عن طريق ركلة حرة رائعة من لاعب الوسط المهاجم خوان كينتيرو مرت من الحائط البشري وسكنت الشباك. وردت أوروغواي بهدفين في غضون 3 دقائق بعد بداية الشوط الثاني، إذ حوَّل المدافع الكولومبي دافينسون سانشيز تمريرة عرضية بالخطأ في مرماه في الدقيقة 57 قبل أن يضع رودريغو أغيري فريقه في المقدمة بتسديدة سلسلة.

بيلسا مدرب أوروغواي (رويترز)

وقال أغيري (30 عاماً) المفعم بالمشاعر عقب مشاركته الأولى مع منتخب بلاده: «أنا سعيد للغاية. لا زلت غير قادر على تجاوز ما حدث في المباراة، وكيف كان شعوري عندما سجَّلت هدفاً. أنا سعيد للغاية. لا أصدق ذلك». وفي نهاية مثيرة، أدركت كولومبيا التعادل مرة أخرى في الدقيقة السادسة من الوقت المحتسب بدل الضائع عبر هدف البديل أندريس غوميز احتاج لمراجعة مطولة من تقنية الفيديو لاحتسابه.

ثم سجَّل أوغارتي أول أهدافه الدولية ليضمن الفوز لأوروغواي التي تحتل المركز الثاني في ترتيب التصفيات برصيد 19 نقطة، متقدمة بفارق الأهداف عن كولومبيا التي تملك رصيد النقاط نفسه. واشتعلت مدرجات ملعب «سنتيناريو» التاريخي باحتفالات الجماهير، بعدما ثأرت أوروغواي لخسارتها الحافلة بالأحداث أمام كولومبيا 0 - 1 في نصف نهائي «كوبا أميركا» في يوليو (تموز) الماضي. وتتصدر الأرجنتين التصفيات برصيد 22 نقطة رغم خسارتها 1 - 2 في باراغواي يوم الخميس الماضي.

وقال نيستور لورينسو مدرب كولومبيا: «كانت مباراة متكافئة وصعبة. لعبنا بشكل جيد وتمكَّنا من السيطرة، ولكن في بعض الحالات ارتكبنا بعض الأخطاء كلفتنا كثيراً. طريقة استقبال الأهداف تجعلك تشعر بالإحباط والذنب، لكن بعدها تعافى الفريق وأحرزنا هدف التعادل، وما حدث في النهاية كان محبطاً، وهو الخسارة بهذه الطريقة». وستلعب أوروغواي في المباراة المقبلة على أرض البرازيل صاحبة المركز الرابع يوم الثلاثاء المقبل، في حين تستضيف كولومبيا منتخب الإكوادور.

وفي مباراة أخرى، تعادلت بيرو دون أهداف مع تشيلي في ليما ليبتعد المنتخبان أكثر عن المراكز المؤهلة لكأس العالم. وظلت بيرو في المركز التاسع بـ7 نقاط، متقدمة بفارق نقطة واحدة عن تشيلي متذيلة الترتيب. وتتأهل أول 6 منتخبات مباشرة إلى نهائيات كأس العالم التي تستضيفها الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.



كيف أصبحت بريطانيا تفتقر إلى المديرين الفنيين الجيدين؟

من خلال الانتقال إلى الدول الإسكندنافية حصل غراهام بوتر على مزيد من الوقت لصقل مهاراته الخططية  والإدارية (غيتي)
من خلال الانتقال إلى الدول الإسكندنافية حصل غراهام بوتر على مزيد من الوقت لصقل مهاراته الخططية والإدارية (غيتي)
TT

كيف أصبحت بريطانيا تفتقر إلى المديرين الفنيين الجيدين؟

من خلال الانتقال إلى الدول الإسكندنافية حصل غراهام بوتر على مزيد من الوقت لصقل مهاراته الخططية  والإدارية (غيتي)
من خلال الانتقال إلى الدول الإسكندنافية حصل غراهام بوتر على مزيد من الوقت لصقل مهاراته الخططية والإدارية (غيتي)

يُعد روبن أموريم أحدث مدير فني يأتي من البرتغال للعمل في إنجلترا خلال السنوات الأخيرة، بعد أن كان الأمر ولفترة طويلة يسير في الاتجاه المعاكس، حيث سبق أن تولى القيادة الفنية لسبورتنغ لشبونة 8 مدربين إنجليز واسكوتلندي وويلزي على مدار تاريخ النادي، لكن آخر هؤلاء كان بوبي روبسون في عام 1992.

وعمل كل من فيك باكنغهام وفريد بنتلاند وجون توشاك لفترات طويلة في إسبانيا، لكن من النادر الآن أن ترى مديرين فنيين بريطانيين بالخارج. وحتى المنتخب الإنجليزي الأول تعاقد مؤخراً مع المدير الفني الألماني توماس توخيل، وهو الأمر الذي تسبب في كثير من الذعر بين بعض الفئات التي تتساءل عن السبب الذي لا يجعل مديراً فنياً إنجليزياً يتولى هذه المهمة. لكن إحدى المشكلات الرئيسية تتمثل في أنه لا يمكن لأي مدير فني إنجليزي أن يتباهى بأنه يمتلك نفس خبرات ونجاحات توخيل في بلدان مختلفة.

ويُعد ليام روزنيور وويل ستيل الإنجليزيين الوحيدين اللذين يتوليان تدريب أندية في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى خارج وطنهما، ولكي نكون صادقين، تجب الإشارة إلى أن إنجلترا ليس لها الفضل في تقدم ستيل في مسيرته التدريبية، فقد وُلد في بلجيكا لأبوين إنجليزيين وتلقى تعليمه في مدرسة باللغة الفرنسية، كما أنه اكتسب خبراته التدريبية من خلال العمل في الدوري الفرنسي. وعلاوة على ذلك، من الصعب العثور على مديرين فنيين بريطانيين آخرين يسيرون على نفس طريق روزنيور.

ويقول بول كليمنت، الذي عمل مساعداً للمدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي في باريس سان جيرمان وريال مدريد وبايرن ميونيخ، قبل أن يصبح مديراً فنياً مع سيركل بروج: «أعتقد أنه من الرائع أن تفعل ذلك، سواء من حيث الخبرة في مجال كرة القدم، أو في الحياة بشكل عام. وفي ظل الوضع الحالي من المنافسة القوية على الوظائف وجاذبية الوظائف في إنجلترا، يتعين عليك توسيع فرص العمل التي تنافس عليها».

وغالباً ما يُنظر إلى غراهام بوتر باعتباره أبرز مثال على ما يتعلق بترك المرء لمنطقة الراحة الخاصة به لتطوير نفسه مديراً فنياً. لقد قاد المدافع السابق لساوثهامبتون فريق أوسترسوند للترقي من دوري الدرجة الرابعة السويدي إلى الدوريات الأعلى، ثم للمشاركة في المسابقات الأوروبية. ومن خلال الانتقال إلى الدول الإسكندنافية، حصل بوتر على مزيد من الوقت لصقل مهاراته الخططية والتكتيكية والإدارية، وهو ما ساعده في بناء فلسفته الخاصة ووضع خطة تم تنفيذها بنجاح في سوانزي سيتي وبرايتون.

في الواقع، هناك قدر هائل من البيانات المتاحة بغض النظر عن المكان الذي يعمل به الشخص في العالم؛ إذ يُمكن تتبع نجاح المدير الفني في أي مكان. وغالباً ما يكون هناك عدد أقل من المباريات في الخارج، وهو ما يمنح المديرين الفنيين مزيداً من الأيام في ملعب التدريب مع لاعبيهم، ويسمح لهم بمزيد من الوقت لصقل أسلوب قابل للنقل والتطبيق في أماكن أخرى طوال مسيرتهم التدريبية. ويبحث المديرون الرياضيون عن دليل على قدرة المدير الفني على تحقيق التقدم مع أي نادٍ، بالشكل الذي حققه بوتر في بلدة صغيرة بالسويد.

هناك تصور في أوروبا بأن التدريب البريطاني قد دخل في حالة من الركود، نظراً لأن هناك تركيزاً شديداً على اللعب بطريقة 4 - 4 - 2 وإرسال كرات عرضية إلى داخل منطقة الجزاء. يقول كليمنت: «لا أتذكر أنني أجريت محادثة مع أي شخص قال إن المديرين الفنيين الإنجليز أقوياء أو جيدون حقاً! هذا لا يعني أنه لا يوجد مديرون فنيون إنجليز جيدون، لأنه يوجد بالتأكيد. لكن بشكل عام، فإن سمعة المديرين الفنيين الإنجليز في القارة ليست جيدة».

يُحب مُلاك الأندية رؤية دليل على أن المدير الفني لديه خبرة في التعامل مع كثير من الجنسيات، لكن اللغة يمكن أن تكون حاجزاً والسعي إلى تعلم لغة جديدة يجعل كثيرين لا يفضلون الرحيل للخارج. كان تيري فينابلز دائماً لديه مترجمه الذي يثق به إلى جانبه في برشلونة، كما أن أندية أخرى، مثل سبارتا براغ، تكون لديها اللغة الإنجليزية لغة أولى في ملعب التدريب على الرغم من عدم وجود متحدثين أصليين بها. ومع ذلك، عندما لا تكون هناك لغة مشتركة، فإن تعلم كيفية توصيل الرسالة من دون كلمات يعد أداة مفيدة ويساعد في تنمية مهارات التواصل.

يقول كليمنت: «فكرة الانتقال للخارج تسبب الذعر لبعض المدربين، الذي يشعرون بالقلق من مشكلة التواصل والخروج من منطقة الراحة الخاصة بهم. أنا سعيد جداً لأنني فعلت ذلك. ممارسة التدريب بلغة ثانية أمر صعب للغاية، لكنه مفيد. لقد عملت في إسبانيا وألمانيا وبلجيكا وإنجلترا وفرنسا، وأصبحت علاقاتي باللاعبين أفضل. إن اكتساب هذه الخبرات وتبادل المعرفة والمعلومات وتبادل الخبرات التي مررت بها، أمر إيجابي بالتأكيد».

ولا شك أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي جعل الأمور أكثر صعوبة، وخير مثال على ذلك آندي مانغان، من ستوكبورت، الذي لم يُسمح له بالانضمام إلى طاقم التدريب في ريال مدريد، على الرغم من أن بوروسيا دورتموند لديه أليكس كلابهام، وبايرن ميونيخ لديه آرون دانكس. من الضروري للمسؤولين عن هذه الصناعة إيجاد مسارات معينة لمساعدة المدربين في الوصول إلى مختلف أنحاء القارة وسط تداعيات الخروج من الاتحاد الأوروبي، وإلا ستكون هناك مخاطرة بالوجود في جزر منعزلة.

ستيف بولد هو المدير الفني لفريق لوميل الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية ببلجيكا، ويساعده المدير الفني السابق لمنتخب إنجلترا تحت 18 عاماً ريان غاري. ويعمل كل منهما في إطار مجموعة سيتي لكرة القدم التي ساعدت ديس باكنغهام وليام مانينغ في تحقيق النجاح بعد الفترات التي قضاها كل منهما بالهند وبلجيكا، والتي عاشا خلالها أساليب حياة وظروف مختلفة. لم يكن أي منهما لاعباً بارزاً، لذا بدآ التدريب في سن مبكرة نسبياً، وسرعان ما سافرا إلى الخارج لاختبار نفسيهما وبناء سيرة ذاتية مثيرة للإعجاب في عالم التدريب.

يقول كليمنت: «لا أتردد في السفر إلى الخارج مرة أخرى، وسأستمتع بمثل هذه التجربة وأرغب في خوضها مرة أخرى. لا أرى نفسي مديراً فنياً إنجليزياً، بل أرى نفسي مدرباً دولياً لديه هذه الخبرات». لا يوجد مسار واحد محدد للوصول إلى القمة - أو حتى إلى المستوى المتوسط - لكن يبدو أن بريطانيا تتخلف عن الركب فيما يتعلق بالمديرين الفنيين الجيدين. وبينما كان المدربون الإنجليز ينقلون الثورات الكروية ذات يوم إلى بلدان أخرى، فإنهم الآن يحاولون اللحاق بالركب. وتجب الإشارة إلى أن الدورات التدريبية وحدها لا تكفي، بل يكون المدرب في بعض الأحيان بحاجة إلى تحمل المخاطر في أماكن أخرى من أجل الحصول على الخبرات اللازمة.

*خدمة «الغارديان»