«حزب الله» يعوّل «على الميدان» لوقف الحرب ويتوعد بـ«آلاف» المقاتلين

إسرائيل تُنذر بإخلاءات في الضاحية بالتزامن مع خطاب أمينه العام

TT

«حزب الله» يعوّل «على الميدان» لوقف الحرب ويتوعد بـ«آلاف» المقاتلين

أمين عام "حزب الله" نعيم قاسم يتحدث عبر الشاشة (رويترز)
أمين عام "حزب الله" نعيم قاسم يتحدث عبر الشاشة (رويترز)

أصدر الجيش الإسرائيلي إنذارات لإخلاء الضاحية الجنوبية لبيروت، بالتزامن مع خطاب ألقاء الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم، الأربعاء، قال فيه إنّه لدى الحزب عشرات الآلاف من المقاتلين المدرَّبين لمواجهة إسرائيل، مشيراً إلى أنه لا يعوّل على نتائج الانتخابات الأميركية لوقف «عدوان» إسرائيل التي يخوض مواجهة مفتوحة معها منذ أكثر من شهر.

وبينما كان إعلام «حزب الله» يبثّ كلمة مسجّلة لقاسم، في ذكرى مرور أربعين يوماً على اغتيال الأمين العام السابق للحزب حسن نصر الله، في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، أنذر الجيش الإسرائيلي سكان 3 مناطق في المنطقة بإخلائها. وقال قاسم في كلمته: «ما يوقف الحرب العدوانية هو الميدان بقسمَيه: الحدود، والجبهة الداخلية» الإسرائيلية. وأضاف: «لدينا عشرات الآلاف من المجاهدين المقاومين المدربين الذين يستطيعون المواجهة والثبات» عند الحدود مع إسرائيل، مؤكداً أن «الإمكانات متوفرة سواء في المخازن أو أماكن التموضع» و«قابلة لأن تُمدنا لفترة طويلة».

واتهم قاسم، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بأنه «أمام مشروع كبير جداً يتخطّى غزة وفلسطين ولبنان إلى الشرق الأوسط». وقال إن خطة نتنياهو تسعى إلى «إنهاء وجود حزب الله»، ثم «احتلال لبنان ولو من بُعد، في الجو، والتهديد وجعل لبنان شبيهاً بالضفة الغربية»، وفي المرحلة الثالثة «العمل على خريطة الشرق الأوسط».

وقال قاسم: «نحن الآن في حالة دفاعية لمواجهة هذا العدوان والأهداف التوسعية التي أرادها، توقّع العدو أن يُنهي المرحلة الأولى (أي إنهاء حزب الله) بعملية البيجر واللاسلكي واغتيال القيادات» وفي مقدمهم نصر الله، و«هذا ما يُمكن أن يُسهّل عليه أن يجتاح لبنان، ولذلك أحضر 5 فرق على الحدود مؤلَّفة من 65 ألفاً من الجنود والضباط على قاعدة أن يدخلوا إلى لبنان بعد أن فقد لبنان، حسب اعتقاده، قيادة المقاومة وارتبك بهذا العمل الكبير على المستوى الأمني».

لبنانيون يستمعون إلى خطاب قاسم على مقهى في بيروت (رويترز)

ورأى قاسم أن «أمراً واحداً فقط هو الذي يوقف هذه الحرب العدوانية، هو الميدان بقسميه: الحدود ومواجهة المقاومين للجيش الإسرائيلي على الحدود، والآخر هو الجبهة الداخلية وأن تصل إليها الصواريخ والطائرات حتى تدفع ثمناً حقيقياً وتعلم أنّ هذه الحرب ليست حرباً قابلة لأن ينجح فيها الإسرائيلي».

جاءت كلمة قاسم بعد ساعات من إعلان الحزب استهدافه بالصواريخ قاعدة تدريب عسكرية قرب مطار بن غوريون جنوب تل أبيب، في أول استهداف يتبناه الفصيل المدعوم من طهران في محيط المرفق الجوي الحيوي.

وقال قاسم إنه إذا كان الإسرائيليون «يراهنون على أنهم يُطيلون الحرب وتصبح حرب استنزاف... فنحن حاضرون»، مؤكداً أنه «مهما مرّ الوقت سنبقى صامدين... نواجهكم».

وأوضح أن وقف العدوان الإسرائيلي لا يتوقف على نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة التي تقود وساطة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وتابع: «لن نبني توقّع وقف العدوان على حراك سياسي، ولن نستجدي لوقف العدوان (...) ولا نبني على الانتخابات الأميركية سواء نجحت (كامالا) هاريس أو نجح (دونالد) ترمب»، مضيفاً: «سنُعوّل على الميدان». وشدد على أن «سقف» أي تفاوض مع إسرائيل «هو حماية السيادة اللبنانية بشكل كامل غير منقوص»، داعياً الجيش اللبناني إلى إصدار موقف يوضح فيه تفاصيل «الخرق» الإسرائيلي في مدينة البترون الساحلية (شمال)، حيث أعلنت إسرائيل، السبت، أن قوة كوماندوز بحرية «اعتقلت عنصراً رفيعاً في حزب الله» ونقلته إلى أراضيها للتحقيق معه.

وقال قاسم: «أنْ يدخل الإسرائيلي بهذه الطريقة، هذا أمر فيه إساءة كبيرة للبنان، وفيه انتهاك لسيادة لبنان»، مضيفاً: «لتُسأل (يونيفيل) خصوصاً الألمان عمّا رأوه في تلك الليلة وما الذي فعلوه؟».


مقالات ذات صلة

لبنان: «اتحاد النقل الجوي» ينفي شائعات إخلاء المطار

المشرق العربي مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت يظهر وسط استمرار القصف الإسرائيلي (رويترز)

لبنان: «اتحاد النقل الجوي» ينفي شائعات إخلاء المطار

نفى «اتحاد النقل الجوي» بلبنان، في بيان، الأربعاء، الشائعات التي انتشرت حول طلب إخلاء مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي دورية لجنود أميركيين على مشارف الرميلان بالحسكة شمال شرقي سوريا التي يسيطر عليها الأكراد (أرشيفية - أ.ف.ب)

ترمب قد يغيّر المعادلة في سوريا

ترمب قال لناشطين سوريين إنه سيطلب من الأطراف المعنية «الوقف الفوري لإطلاق النار والانتقال إلى طاولة المفاوضات»، وسيوجه تحذيرات إلى إيران لوقف تمويل ميليشياتها.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الفريق أول هرتسي هاليفي (الثاني يساراً) يلتقي كبار الضباط في 4 نوفمبر 2024 (الجيش الإسرائيلي)

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: يجب الاستعداد لتوسيع العملية البرية في لبنان

قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الفريق أول هرتسي هاليفي، إن الجيش يجب أن يستعد لتوسيع الهجوم البري ضد «حزب الله» في لبنان.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية صورة نشرها موقع «مجلس خبراء القيادة» من خطاب قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي الأربعاء

قائد «الحرس الثوري»: تم إعادة بناء «حزب الله»... ولا خوف على إيران

قال قائد «الحرس الثوري»، حسين سلامي، لرجال دين متنفّذين في إيران، إنه جرى إعادة بناء جماعة «حزب الله» اللبنانية برغم الخسائر، وفقدانها عديداً من القيادات.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
المشرق العربي عمال إنقاذ ومواطنون بمحيط موقع استهدفته غارة إسرائيلية في بعلبك شرق لبنان (أ.ف.ب)

إسرائيل و«حزب الله» ينتقلان إلى قصف الأعماق

استأنف الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، إخلاء أحياء سكنية بالضاحية الجنوبية لبيروت، بعد قصف «حزب الله» محيط «مطار بن غوريون» في تل أبيب لأول مرة منذ بدء الحرب.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

لبنان: «اتحاد النقل الجوي» ينفي شائعات إخلاء المطار

مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت يظهر وسط استمرار القصف الإسرائيلي (رويترز)
مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت يظهر وسط استمرار القصف الإسرائيلي (رويترز)
TT

لبنان: «اتحاد النقل الجوي» ينفي شائعات إخلاء المطار

مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت يظهر وسط استمرار القصف الإسرائيلي (رويترز)
مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت يظهر وسط استمرار القصف الإسرائيلي (رويترز)

نفى «اتحاد النقل الجوي» بلبنان، في بيان، الأربعاء، الشائعات التي انتشرت حول طلب إخلاء مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وأكّد أن الأعمال تسير كالمعتاد في المطار.

ونفى الاتحاد في بيانه «الشائعات التي سرت اليوم عن لسان رئيس مجلس إدارة (طيران الشرق الأوسط) بأنه يطلب من فنيّي ومهندسي الطيران المغادرة، وإخلاء مطار رفيق الحريري الدولي ببيروت وترحيل الطائرات».

وأضاف: «يهمنا كاتحاد نقل جوي معنيين وعاملين في مطار رفيق الحريري الدولي أن ننفي جملةَ وتفصيلَ هذه الشائعات، والتي تهدف إلى نشر الفوضى في المطار وعند اللبنانيين، ونؤكد أن الأعمال تسير كالمعتاد، وفي شكل طبيعي».

يُذكَر أن «شركة طيران الشرق الأوسط»، الخطوط الجوية اللبنانية، لا تزال تُسيّر رحلاتها من وإلى بيروت، بالرغم من الأوضاع الأمنية التي يمرّ بها لبنان.