الجيش الإسرائيلي يدفع لواءً جديداً إلى جباليا... مع احتدام المعارك

3 ألوية تعمل في المنطقة بعد نحو شهر على بدء عملية ثالثة فيها... وضحايا الحرب أكثر من 43 ألفاً

بيت لاهيا في شمال قطاع غزة بعد قصف إسرائيلي يوم الجمعة (أ.ف.ب)
بيت لاهيا في شمال قطاع غزة بعد قصف إسرائيلي يوم الجمعة (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يدفع لواءً جديداً إلى جباليا... مع احتدام المعارك

بيت لاهيا في شمال قطاع غزة بعد قصف إسرائيلي يوم الجمعة (أ.ف.ب)
بيت لاهيا في شمال قطاع غزة بعد قصف إسرائيلي يوم الجمعة (أ.ف.ب)

دفع الجيش الإسرائيلي بلواء عسكري جديد إلى مخيم جباليا شمال قطاع غزة، بعد أسابيع من المعارك الضارية هناك.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن لواء «كفير» انضم إلى لواءي «جفعاتي» و«401» في جباليا. وبذلك تكون هناك 3 ألوية تعمل في جباليا التي تواجه فيها القوات الإسرائيلية مقاومة شرسة.

وبدأت إسرائيل في الخامس من الشهر الماضي، عملية عسكرية في شمال قطاع غزة، تستهدف إخلاء مناطق واسعة تحت النار الكثيفة، ما أثار مخاوف من أن إسرائيل تنفذ ما يُعرف بخطة الجنرالات هناك. وتنص «خطة الجنرالات» التي أُعِدَّت من قِبل جنرالات سابقين في الجيش الإسرائيلي، قادهم رئيس مجلس الأمن القومي سابقاً، غيورا آيلاند، إلى ضرورة القضاء بشكل كامل على أي وجود لحركة «حماس» في شمال القطاع، من خلال إفراغ المنطقة من سكانها تماماً، وتحويلها إلى منطقة عسكرية مغلقة، ومنع دخول المساعدات الإنسانية إليها، وَعَدّ كل من يتبقى بداخلها «إرهابياً»، والعمل على تصفيته.

وكان مخيم جباليا محور الهجوم العسكري الإسرائيلي، لكن الهجمات المروعة وأوامر الإخلاء طالت مناطق أخرى قريبة مثل بيت لاهيا وبيت حانون القريبتين. وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن جيش الاحتلال كثف هجماته في جباليا وبيت لاهيا وأجزاء من بيت حانون، السبت، ويقوم بتنفيذ عمليات مفاجئة ومركزة في مربعات سكنية في محيط المستشفيات ومراكز الإيواء مثل المدارس والمراكز الثقافية، بهدف اعتقال فلسطينيين والتحقيق معهم. وأضافت: «إنهم يحاولون الوصول إلى معلومات محددة، لكنهم يواجهون مقاومة شرسة».

جانب من عمليات توزيع الطحين في دير البلح بوسط قطاع غزة السبت (أ.ب)

وأكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن معارك ضارية تدور في جباليا. وبحسب مصادر «الشرق الأوسط» اضطرت القوات الإسرائيلية إلى التركيز أكثر على استخدام الطائرات المسيّرة المسماة «كواد كابتر» والدبابات الإلكترونية في محاولات استكشاف أماكن المقاتلين الفلسطينيين الذين شنوا هجمات مباغتة عدة ضد القوات شملت إطلاق نار، وإطلاق صواريخ مضادة، وتفجير عبوات ناسفة.

وأعلنت «كتائب القسام»، الذراع العسكري لحركة «حماس»، شن هجمات عدة في جباليا استهدفت دبابات ومدرعات وآليات وجنوداً بما في ذلك «تفجير منزل مفخخ مسبقاً في قوة صهيونية راجلة وإيقاعها بين قتيل وجريح قرب مدرسة الفاخورة غرب معسكر جباليا شمال القطاع، وقد أعلن العدو عن مقتل ضابط و3 جنود في هذه العملية» و«تنفيذ كمين مركّب استهدف جرافة صهيونية من نوع (D9) بقذيفة (الياسين 105) ومجموعة من جنود الاحتلال بعبوة مضادة للأفراد وإيقاعهم بين قتيل وجريح قرب مدرسة الفاخورة».

ولوحظ في ساعة مبكرة من صباح السبت تحليق مكثف لطائرات مروحية وهبوط بعضها في منطقة الفالوجا، ما يشير إلى تعرُّض القوات الإسرائيلية لكمائن جديدة داخل جباليا، الأمر الذي يؤكد ضراوة المعارك.

والهجوم الإسرائيلي الحالي على جباليا هو الثالث من نوعه بعد أن أعلن الجيش في مرتين سابقتين أنه هزم «حماس» هناك، وفكك ذراعها العسكرية.

والهجوم المستمر على جباليا يتزامن مع هجمات في بيت لاهيا وبيت حانون، ومع تصاعد العمليات العسكرية في شمال غربي مخيم النصيرات وسط القطاع.

رجل يحضّر الطعام لنازحين فلسطينيين وسط أبنية مدمرة بمدينة غزة السبت (أ.ف.ب)

ودمرت الطائرات الإسرائيلية منازل عدة في المناطق المستهدفة. وأكد شهود عيان أن القوات الإسرائيلية تعتمد على الكثافة النارية من خلال الطائرات المسيّرة لمنع أي احتكاك بها على بعد مسافة لا تقل عن كيلومتر واحد من مكان تمركزها، وتستهدف كل جسم متحرك في تلك المناطق، وتحاول تثبيت قواعد لإطلاق النار في منطقة النصيرات القريبة من محور نتساريم وفي أحياء الزيتون والصبرة وتل الهوى شمالاً.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، السبت، أن قوات الاحتلال ارتكبت 7 مجازر جديدة ضد العائلات في غزة، وقالت إن الهجمات الإسرائيلية «أسفرت عن استشهاد 55 فلسطينياً، وإصابة 192 آخرين خلال الـ 24 ساعة الماضية». وبحسب الصحة فإن «إجمالي حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ارتفعت إلى 43314 شهيداً و102019 إصابة». ولا تشمل هذه الأرقام الضحايا الذين ما زالوا تحت الأنقاض، أو الذين لا يستطيع الدفاع المدني الوصول إليهم.


مقالات ذات صلة

آلاف الفلسطينيين يحتشدون عند محور نتساريم للسماح لهم بالعودة إلى مناطقهم

المشرق العربي نازحون فلسطينيون غادروا جنوب قطاع غزة يصلون بأمتعتهم إلى أقرب نقطة ممكنة من محور نتساريم (أ.ف.ب)

آلاف الفلسطينيين يحتشدون عند محور نتساريم للسماح لهم بالعودة إلى مناطقهم

تجمعت مئات العائلات الفلسطينية عند حاجز نتساريم الإسرائيلي العسكري وسط قطاع غزة، في انتظار أن يسمح لهم الجيش بالعودة إلى مناطقهم التي نزحوا منها منذ 15 شهراً.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي نازحون فلسطينيون في النصيرات بوسط قطاع غزة (رويترز)

إعلام فلسطيني: قتيل وجرحى برصاص قوات إسرائيلية وسط قطاع غزة

أفادت قناة «الأقصى»، السبت، بمقتل فلسطيني وإصابة آخرين برصاص قوات إسرائيلية في شارع صلاح الدين وسط قطاع غزة، ولم يذكر التلفزيون تفاصيل أخرى.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون ينتظرون في وسط غزة السماح لهم بالعودة إلى الشمال السبت (أ.ب)

غزة: النازحون متحمسون للعودة من الجنوب للشمال ويخشون عراقيل إسرائيلية

توافد النازحون الغزيون الموجودون في جنوب قطاع غزة إلى أقرب نقطة من جنوب محور نتساريم للتجهز للعودة إلى مناطق سكنهم شمالاً.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي رهينة إسرائيلية أفرجت عنها حركة «حماس» اليوم تلتقي عائلتها (رويترز) play-circle 00:36

إسرائيل تنتظر من «حماس» تحديثاً حول وضع 26 محتجزاً سيتم إطلاقهم

أفادت صحيفة أميركية، السبت، بأن إسرائيل تنتظر الحصول على تحديث من حركة «حماس» حول وضع 26 محتجزاً من المقرر إطلاق سراحهم في الأسابيع القادمة وفق اتفاق وقف النار.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي مقاتل فلسطيني يرفع علامة النصر لدى دخول شاحنات تحمل مساعدات على طريق صلاح الدين شرق خان يونس 19 يناير 2025 (د.ب.أ)

وصول 70 أسيراً فلسطينياً إلى مصر عقب إفراج إسرائيل عنهم

ذكرت قناة «القاهرة الإخبارية»، اليوم السبت، أن معبر رفح مع قطاع غزة استقبل 70 أسيراً لإبعادهم خارج الأراضي الفلسطينية، وفق صفقة التبادل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الأمم المتحدة: «حرب غزة» أودت بحياة أكثر من 13 ألف طفل فلسطيني

فلسطينيون جثامين ثلاثة أطفال قتلوا في غارة إسرائيلية على غزة (ا.ب)
فلسطينيون جثامين ثلاثة أطفال قتلوا في غارة إسرائيلية على غزة (ا.ب)
TT

الأمم المتحدة: «حرب غزة» أودت بحياة أكثر من 13 ألف طفل فلسطيني

فلسطينيون جثامين ثلاثة أطفال قتلوا في غارة إسرائيلية على غزة (ا.ب)
فلسطينيون جثامين ثلاثة أطفال قتلوا في غارة إسرائيلية على غزة (ا.ب)

قالت وكالة تابعة للأمم المتحدة، السبت، إن الحرب في غزة كانت مدمرة بالنسبة للأطفال، حيث قتل فيها أكثر من 13 ألف طفل فلسطيني، فضلاً عن إصابة نحو 25 ألفاً، كما نقل أكثر من 25 ألفاً آخرين إلى المستشفيات بسبب سوء التغذية.

وقال نائب السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة، جيمس كاريكي، في الآونة الأخيرة لمجلس الأمن: «كونك طفلاً، فإن غزة هي أخطر مكان في العالم يمكن أن تكون فيه».

وتابع: «أطفال غزة لم يختاروا هذه الحرب، ومع ذلك فقد دفعوا الثمن الأكبر».

وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، الخميس، أنه من بين 40 ألفاً و717 جثة فلسطينية تم التعرف عليها حتى الآن في غزة، كان ثلثها أي ما يعادل 13319لأطفال. وقالت الوكالة إن هذه الأرقام صادرة عن وزارة الصحة في غزة.

وأفادت وكالة الأمم المتحدة للطفولة، يونيسف، أن تقديراتها تشير إلى إصابة 25 ألف طفل بناء على تحليل للمعلومات التي تم جمعها مع وزارة الصحة في غزة.