هوكستين يريد «إغلاق» الاتفاق مع نتنياهو قبل عرضه على لبنان

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستقبل المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكستين قبل اجتماعهما في مكتب رئيس الوزراء في القدس (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستقبل المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكستين قبل اجتماعهما في مكتب رئيس الوزراء في القدس (د.ب.أ)
TT

هوكستين يريد «إغلاق» الاتفاق مع نتنياهو قبل عرضه على لبنان

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستقبل المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكستين قبل اجتماعهما في مكتب رئيس الوزراء في القدس (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستقبل المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكستين قبل اجتماعهما في مكتب رئيس الوزراء في القدس (د.ب.أ)

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، الجمعة، عن أن سبب قرار آموس هوكستين، كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون لبنان، ومستشار الرئيس لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، المغادرة إلى واشنطن من دون التعريج على بيروت، يعود إلى إصرارهما على وضع صيغة اتفاق محكم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لا يستطيع وضع عراقيل إضافية أمامه.

شروط نتنياهو

وقالت هذه المصادر إن هناك تقدماً في المفاوضات مع نتنياهو، لكنه لا يكفي لتقديم عرض متماسك للحكومة اللبنانية و«حزب الله»، وهما يسعيان لإغلاق جميع الثغرات مع نتنياهو أولاً. وكشفت أيضاً عن أن نتنياهو وضع شروطاً جديدة على المقترح الأميركي للاتفاق مع لبنان، وأبدى إصراره على أن يتضمن الاتفاق بنداً يحفظ لإسرائيل حرية العمليات في لبنان في إطار أي تسوية لإنهاء الحرب.

وقال نتنياهو خلال لقائه مع هوكستين وماكغورك، حول المبادرة الأميركية، إن «الأمر الأساسي ليس أوراق اتفاق كهذا أو غيره، ولا الأرقام 1701 و1556، وإنما قدرة وإصرار إسرائيل على ضمان تنفيذ الاتفاق وإحباط أي تهديد من لبنان على أمنها، وبشكل يعيد سكاننا إلى بيوتهم بأمان».

موقف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية

وفي نهاية المحادثات التي أجراها هوكستين وماكغورك، اتُفِق على أن يعودا إلى واشنطن ليجريا تعديلات على المقترح الأميركي. وقالت المصادر، وفقاً للقناة الـ13، إن المبعوثين الأميركيين كانا سعيدين بموقف المؤسسة الأمنية، كما عبر عنه وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش هيرتسي هاليفي، ورئيس الموساد ديفيد بانياع، ورئيس المخابرات العامة رونين بار، والذين أكدوا جميعاً أن الحرب استنفدت نفسها، أكان ذلك على غزة أو على لبنان، وآن لها أن تتوقف باتفاق سياسي يحول الإنجازات العسكرية الكبيرة التي تحققت، وخصوصاً تصفية الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، ورئيس المكتب السياسي لـ«حركة حماس» يحيى السنوار، وتصفية معظم القدرات العسكرية للتنظيمين، إلى إنجازات سياسية واستراتيجية. وأكدت التسريبات أن الجيش وضع آليات جيدة لحماية أمن الدولة وسكانها يمكن تطعيمها باتفاقيات رسمية، وهذه هي مهمة القيادة السياسية. ولكن قيادة الجيش حرصت على الإشارة إلى أن الأضواء يجب أن تسلط على رئيس الوزراء نتنياهو، «الذي يصعب معرفة نواياه».

نتنياهو «يسمع ويصمت»

وقال ضابط في هيئة الأركان العامة الإسرائيلية لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن «نتنياهو لا يعطي إجابات. يسمع ويصمت، ويشعرك بأنه يريد فقط كسب الوقت، مع أن الوقت ليس في صالحنا دائماً، وقد يأخذنا إلى حرب استنزاف لا يعرف آخرها».

وأضاف: «نهاية الحرب على لبنان لن تتأثر باحتلال قرى أخرى في جنوب لبنان»، وأن «مجرد وضع الهدف أمام الجيش الإسرائيلي (بإبعاد قوات «حزب الله» وعودة سكان بلدات الشمال)، لا يعني أن تنتهي الحرب بنيران الطيران والمدفعية، وعملياً ليس بالاجتياح البري أيضاً. لكن ما دام لا يتم التوصل إلى اتفاق دائم فسيضطر الجيش الإسرائيلي إلى تعميق الإنجازات العملياتية من أجل دفع (حزب الله) والحكومة اللبنانية ودول الوسطاء، وبينها الولايات المتحدة وروسيا، إلى وضع نهاية بشروط مريحة لإسرائيل. والهدف الآن هو تغيير الوضع الاستراتيجي».

«تعميق» العملية العسكرية

وقال المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، يوسي يهوشواع، إن قادة الجيش الإسرائيلي يهددون بأنه «كلما ابتعد الاتفاق السياسي (بشروط مريحة لإسرائيل) سنضطر إلى تعميق العملية العسكرية، ولذلك هناك إمكانية أن نتلقى تعليمات بمواصلة الاجتياح بشكل أكبر من الخطة الأصلية. فإما اتفاقاً وإما حرب استنزاف، وإذا وصلنا إلى حرب الاستنزاف فسنضطر إلى إنشاء حزام أمني يضمن عودة السكان إلى بيوتهم» في شمال إسرائيل.

وبحسب مصادر سياسية في تل أبيب، أوضح هوكستين صعوبة إيجاد مسؤول واحد في لبنان يوافق على اتفاق ينص على حق إسرائيل في مهاجمة لبنان بالطيران أو بالاجتياح البري. لكن الرئيس الأميركي يستطيع التعهد بدعم إسرائيل في حال خرق الاتفاق ومساندتها في مهاجمة مواقع لبنانية، وسيعمل هوكستين على وضع الصيغة المطلوبة في واشنطن. وعندما ينجز رسالة الضمانات ويوافق عليها نتنياهو شخصياً وخطياً، سيعود إلى بيروت ليعرضها على حكومتها.

ضمانات أميركية

وبحسب القناة الـ11، فإن إسرائيل تطالب بأن تتضمن رسالة الضمانات تعهداً أميركياً بأن تكون للجيش الإسرائيلي «حرية عمل» في لبنان، في حال لم يقم الجيش اللبناني وقوات «يونيفيل» بمنع نشاط «حزب الله»، وتوسيع تفويض «يونيفيل»، وأن يعمل الجيش اللبناني على تدمير البنية التحتية العسكرية التي أقامها «حزب الله» في الجنوب، وإرغام قوات «حزب الله» على الانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني.

وهناك شرط آخر تطالب به إسرائيل هو أن تعمل بنفسها على منع نقل أسلحة من سوريا إلى لبنان، ومنع تسلح «حزب الله». وأفاد موقع «واينت» الإلكتروني، بأن التقديرات في الحكومة الإسرائيلية هي أنه «سيكون من الصعب على لبنان أن يوافق على قسم من هذه الشروط، لكننا مصرون عليها».

وبموجب الخطوات الأميركية، فإن المطلوب الآن إغلاق الاتفاق من جميع جوانبه مع نتنياهو، حتى لا يبقى أمام «حزب الله» مجال للرفض أو الاعتراض. فإذا أصر على الرفض، ستتفهم الولايات الإجراءات الإسرائيلية العسكرية؛ أي ممارسة الضغط على الحزب وعلى لبنان عموماً.


مقالات ذات صلة

استمرار الجسر الإغاثي السعودي إلى لبنان بوصول الطائرة الـ17

الخليج الطائرة الإغاثية السعودية السابعة عشرة تصل إلى لبنان (واس)

استمرار الجسر الإغاثي السعودي إلى لبنان بوصول الطائرة الـ17

وصلت إلى «مطار رفيق الحريري الدولي» في مدينة بيروت اللبنانية، اليوم السبت، الطائرة الإغاثية السعودية السابعة عشرة التي يسيّرها «مركز الملك سلمان للإغاثة».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي صورة تظهر مبنى متضرراً في أعقاب الضربات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

إسرائيل تشن أعنف الغارات على جنوب لبنان والبقاع... والمسيّرات لا تفارق الأجواء

سُجلت اليوم (السبت) أعنف الغارات على الجنوب والبقاع، في حين لم تفارق المسيّرات الإسرائيلية أجواء العاصمة بيروت والعديد من المناطق اللبنانية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية تصاعد الدخان في الجانب اللبناني من الحدود مع إسرائيل (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يقترب من المرحلة الأولى من عمليته البرية بجنوب لبنان

كشفت هيئة البث الإسرائيلية أنّ الجيش يقترب من نهاية المرحلة الأولى من العمليّة البرية بجنوب لبنان بعد شهر من بدئها.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية عناصر من قوات الأمن الإسرائيلية يجمعون أدلة من سيارة مدمرة في موقع هجوم بطائرة مسيرة (رويترز) play-circle 00:30

«حزب الله» يعلن استهداف قواعد عسكرية واستخباراتية في إسرائيل

أصيب ما لا يقل عن 19 شخصاً ليل الجمعة - السبت في الطيرة في وسط إسرائيل جراء سقوط صاروخ على مبنى، على ما أعلنت السلطات.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي لبنانيان يستقلان دراجة نارية يمران بمبان دمرها القصف الإسرائيلي في حارة حريك بضاحية بيروت الجنوبية أمس (أ.ف.ب)

لبنان: التدمير الإسرائيلي يتقدم على الحلول السياسية

تقدم التدمير الإسرائيلي على الحلول السياسية المقترحة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان، إذ اندفع الجيش الإسرائيلي إلى تصعيد غير مسبوق بالقصف الجوي في جنوب

ثائر عباس (بيروت)

«حماس» تؤكد مقتل اثنين من قادتها في غارة إسرائيلية على خان يونس

فلسطينيون يتفقدون مبنى دمّره قصف إسرائيلي على مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتفقدون مبنى دمّره قصف إسرائيلي على مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ب)
TT

«حماس» تؤكد مقتل اثنين من قادتها في غارة إسرائيلية على خان يونس

فلسطينيون يتفقدون مبنى دمّره قصف إسرائيلي على مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتفقدون مبنى دمّره قصف إسرائيلي على مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ب)

أكدت حركة «حماس» الفلسطينية، اليوم (الجمعة)، مقتل القياديين عز الدين كساب وأيمن عايش في غارة إسرائيلية على خان يونس بجنوب قطاع غزة.

وقالت الحركة، في بيان نقلته «وكالة أنباء العالم العربي»، إن إسرائيل استهدفت سيارة كان يستقلها كساب، العضو بمكتب العلاقات الوطنية ولجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة وعايش عضو اللجنة، في محافظة خان يونس ما أدى إلى مقتلهما.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق اليوم، إنه قتل القيادي عز الدين كساب، خلال غارة جوية في خان يونس. ووصفه الجيش بأنه أحد آخر قادة «حماس» البارزين المسؤولين عن التنسيق مع الجماعات الأخرى في القطاع.

وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن «جيش الدفاع والشاباك قضيا على الإرهابي المدعو عز الدين كساب عضو المكتب السياسي لحماس ومسؤول ملف العلاقات الوطنية في التنظيم».

وأضاف في بيان أنه «أغارت طائرة لسلاح الجو بتوجيه استخباري دقيق من هيئة الاستخبارات والقيادة الجنوبية والشاباك، في وقت سابق اليوم، في منطقة خان يونس، وقضت على كساب عضو المكتب السياسي في الحركة ومسؤول العلاقات الوطنية فيه والمسؤول عن العلاقة والتنسيق بين حماس وباقي التنظيمات الارهابية في قطاع غزة».

وحسب أدرعي، كان كساب «يعتبر مركز قوة مهم في حماس حيث كان مسؤولاً عن علاقات استراتيجية وعسكرية للتنظيم مع باقي الفصائل وصاحب صلاحيات في اتخاذ قرارات عسكرية. كما أمر بتنفيذ مخططات إرهابية ضد دولة إسرائيل».

واختتم أدرعي بيانه بالقول إن كساب «كان من أواخر أعضاء المكتب السياسي الذين بقوا على قيد الحياة داخل قطاع غزة حيث تم القضاء مع المدعو كساب أيضاً على مساعده وهو المدعو أيمن عياش».