مصادر من «حماس» لـ«الشرق الأوسط»: مؤشرات جديدة على مقتل محمد الضيف

رسائل مكتوبة من شخصيات كانت تحيط بقائد «القسام» أكدت فقدان الاتصال به منذ يوليو الماضي

دمار موقع استهدفته إسرائيل في المواصي قرب خان يونس يوم 13 يوليو الماضي ضمن عملية استهداف قائد «القسّام» محمد الضيف (أ.ف.ب)
دمار موقع استهدفته إسرائيل في المواصي قرب خان يونس يوم 13 يوليو الماضي ضمن عملية استهداف قائد «القسّام» محمد الضيف (أ.ف.ب)
TT

مصادر من «حماس» لـ«الشرق الأوسط»: مؤشرات جديدة على مقتل محمد الضيف

دمار موقع استهدفته إسرائيل في المواصي قرب خان يونس يوم 13 يوليو الماضي ضمن عملية استهداف قائد «القسّام» محمد الضيف (أ.ف.ب)
دمار موقع استهدفته إسرائيل في المواصي قرب خان يونس يوم 13 يوليو الماضي ضمن عملية استهداف قائد «القسّام» محمد الضيف (أ.ف.ب)

كشفت مصادر مطلعة من حركة «حماس» أن قيادة الحركة داخل قطاع غزة وخارجه تلقت مؤشرات جديدة تؤكد اغتيال محمد الضيف، القائد العام لـ«كتائب القسام»، الذراع العسكرية للحركة، وهو أمر أعلنته إسرائيل سابقاً، لكن «حماس» نفته.

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن بعض الشخصيات التي كانت تحيط بالضيف أكدت بعد عودة التواصل معها، ومع قيادة الحركة، أنه فُقد الاتصال به منذ العملية التي استهدفته إلى جانب رافع سلامة، قائد لواء خان يونس في «القسام»، بتاريخ 13 يوليو (تموز) 2024، في منطقة مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة.

وبحسب المصادر، فإن هذه الشخصيات نقلت رسالة مكتوبة تؤكد فقدان الاتصال بالضيف، وأنه فعلياً قد عُثر بعد أيام من الهجوم في مكان استهدافه على نصف جسد شخص يعود بنسبة كبيرة للضيف، لكن لم يتم التأكد حينها من ذلك بسبب التشوهات التي طالت بقايا الجثة.

وقالت المصادر إن نصف الجسد الذي يُعتقد أنه للضيف احتُفظ به ساعات طويلة، وأُخذت عينات منه قبل أن يُسمح بدفنه في إحدى مقابر خان يونس.

وأشارت المصادر إلى أن تلك العينات أكدت للشخصيات المسؤولة عن أمن الضيف أن نصف الجسد يعود إليه، إلا أن التشوهات التي لحقت بالجثة ظلت تضع شكوكاً لدى بعض المقربين منه ولدى عائلته بأنه اغتيل حقاً، لكن مع طول فترة غيابه وانقطاع التواصل معه بات مؤكداً لدى قيادات «القسام» أنه قُتل بالفعل.

وأوضحت المصادر أن سبب تأخر وصول رسائل تأكيدات مقتل الضيف لقيادات الحركة هو الواقع الأمني، وصعوبة التواصل بين قيادات الحركة، والاعتماد على الكادر البشري في نقل الرسائل، إلى جانب كثير من الظروف المعقَّدة المتعلقة بطبيعة الضيف وتحركاته واختفائه، علماً أنه كان يحيط نفسه بسرية تامة منذ عقود، الأمر الذي دفع البعض ليطلق عليه اسم «رجل الظل».

صورة مفترضة لمحمد الضيف نشرتها إسرائيل (أرشيفية)

وأكدت المصادر أنه جرى التحقيق مع شخصين على الأقل أحدهما «مراسل بريد» ينقل الرسائل بين قيادات «كتائب القسام» بشبهة التعاون مع إسرائيل والإبلاغ عن مكان الضيف وسلامة، مشيرةً إلى أنه من سكان رفح، وكان برفقة «مراسل بريد» آخر من خان يونس وكان مسؤولاً عن نقل الرسائل بشكل مباشر لرافع سلامة، ويعرف أماكنه، وينقل له باستمرار الرسائل.

ولم تفصح المصادر عن تفاصيل أو مصير من حُقق معهما، وهل تبين أن لأي منهما علاقة بالمعلومات التي تسببت في عملية الاغتيال.

وكان الهجوم وقع قبيل ظهر 13 يوليو الماضي، وأدى لمقتل نحو 90 فلسطينياً بعد سلسلة غارات عنيفة هزت منطقة مواصي خان يونس بشكل مفاجئ.

وبعد ساعات من الهجوم، أكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» مقتل رافع سلامة قائد لواء خان يونس، مشيرة إلى أنه دُفن في مقبرة بالمدينة من قبل بعض أقاربه وعناصر «القسام». وذكرت حينها صحيفة «نيويورك تايمز» أن إسرائيل استخدمت قنابل عدة تزن الواحدة منها 2000 رطل.

ونفت «حماس» مراراً وتكراراً أن يكون الضيف قد قُتل، وأكد متحدثون باسمها حتى في الأسابيع القليلة الماضية أنه لا يزال على قيد الحياة، ويقود «القسام»، بينما كانت إسرائيل في كل مرة تؤكد مقتله بما في ذلك من خلال إعلان رسمي في الأول من أغسطس (آب) الماضي قال فيه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن جيشه قتل الضيف.


مقالات ذات صلة

«المقاومة الإسلامية في العراق» تتبنى الهجمات بالمسيّرات على إيلات الإسرائيلية

شؤون إقليمية مواطنون يسيرون بالقرب من ملصق كُتب عليه «أعيدوهم إلى ديارهم الآن» لدعم الرهائن المختطفين في تل أبيب (رويترز)

«المقاومة الإسلامية في العراق» تتبنى الهجمات بالمسيّرات على إيلات الإسرائيلية

أعلنت «المقاومة الإسلامية في العراق» تنفيذ أربع هجمات بطائرات مسيّرة، اليوم (السبت)، ضد «أهداف حيوية» في مدينة إيلات الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) يظهر إلى جانب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (رويترز)

تحقيق بتسريب معلومات استخباراتية سرية من مكتب نتنياهو... واعتقال مشتبه بهم

كشف قاضٍ إسرائيلي أمس (الجمعة) عن اعتقال عدد من المشتبه بهم لاستجوابهم في إطار تحقيق مستمر في تسريب وثائق سرية مزعومة من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية السياسي الإسرائيلي بيني غانتس يعزي عائلة مزارع قُتل في هجوم من لبنان على شمال إسرائيل يوم 1 نوفمبر الحالي (رويترز)

إسرائيل: مخصصات الأمن خُمس الموازنة العامة

صادقت الحكومة الإسرائيلية، الجمعة، على الموازنة العامة للدولة لعام 2025، بمبلغ 607.4 مليار شيقل (الدولار يساوي 3.7 شيقل). وأقرت الحكومة في إطارها إجراء تقليصات

شؤون إقليمية السياسي الإسرائيلي بيني غانتس يعزي عائلة مزارع قُتل في هجوم من لبنان على شمال إسرائيل يوم 1 نوفمبر الحالي (رويترز)

إسرائيل تقر أكبر موازنة عسكرية في تاريخها

أقرت الحكومة الإسرائيلية، أمس، موازنتها لعام 2025، وتضمنت تقليصات كبيرة في قطاعات التعليم والصحة والمواصلات والخدمات الاجتماعية مقابل زيادة مخصصات الأمن

نظير مجلي ( تل أبيب) «الشرق الأوسط» (غزة)
الولايات المتحدة​ قاذفة أميركية تقود سرباً من المقاتلات خلال تدريبات مشتركة فوق إسرائيل في يناير 2023 (أ.ب)

تحذيراً لإيران... «البنتاغون» يعلن نشر قدرات عسكرية إضافية بالشرق الأوسط

أعلنت الولايات المتحدة نشر قدرات عسكرية جديدة في الشرق الأوسط ستصل خلال الأشهر المقبلة في خطوة تأتي «دفاعا عن إسرائيل» ولتحذير إيران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«حماس» تؤكد مقتل اثنين من قادتها في غارة إسرائيلية على خان يونس

فلسطينيون يتفقدون مبنى دمّره قصف إسرائيلي على مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتفقدون مبنى دمّره قصف إسرائيلي على مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ب)
TT

«حماس» تؤكد مقتل اثنين من قادتها في غارة إسرائيلية على خان يونس

فلسطينيون يتفقدون مبنى دمّره قصف إسرائيلي على مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتفقدون مبنى دمّره قصف إسرائيلي على مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ب)

أكدت حركة «حماس» الفلسطينية، اليوم (الجمعة)، مقتل القياديين عز الدين كساب وأيمن عايش في غارة إسرائيلية على خان يونس بجنوب قطاع غزة.

وقالت الحركة، في بيان نقلته «وكالة أنباء العالم العربي»، إن إسرائيل استهدفت سيارة كان يستقلها كساب، العضو بمكتب العلاقات الوطنية ولجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة وعايش عضو اللجنة، في محافظة خان يونس ما أدى إلى مقتلهما.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق اليوم، إنه قتل القيادي عز الدين كساب، خلال غارة جوية في خان يونس. ووصفه الجيش بأنه أحد آخر قادة «حماس» البارزين المسؤولين عن التنسيق مع الجماعات الأخرى في القطاع.

وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن «جيش الدفاع والشاباك قضيا على الإرهابي المدعو عز الدين كساب عضو المكتب السياسي لحماس ومسؤول ملف العلاقات الوطنية في التنظيم».

وأضاف في بيان أنه «أغارت طائرة لسلاح الجو بتوجيه استخباري دقيق من هيئة الاستخبارات والقيادة الجنوبية والشاباك، في وقت سابق اليوم، في منطقة خان يونس، وقضت على كساب عضو المكتب السياسي في الحركة ومسؤول العلاقات الوطنية فيه والمسؤول عن العلاقة والتنسيق بين حماس وباقي التنظيمات الارهابية في قطاع غزة».

وحسب أدرعي، كان كساب «يعتبر مركز قوة مهم في حماس حيث كان مسؤولاً عن علاقات استراتيجية وعسكرية للتنظيم مع باقي الفصائل وصاحب صلاحيات في اتخاذ قرارات عسكرية. كما أمر بتنفيذ مخططات إرهابية ضد دولة إسرائيل».

واختتم أدرعي بيانه بالقول إن كساب «كان من أواخر أعضاء المكتب السياسي الذين بقوا على قيد الحياة داخل قطاع غزة حيث تم القضاء مع المدعو كساب أيضاً على مساعده وهو المدعو أيمن عياش».