تعميم قضائي يتيح الإفراج عن 1200 موقوف بالسجون اللبنانية

ظروف الحرب والخطر الأمني وراء اتخاذ القرار

سجن رومية من أكثر السجون اكتظاظاً في لبنان (الوكالة الوطنية للإعلام)
سجن رومية من أكثر السجون اكتظاظاً في لبنان (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

تعميم قضائي يتيح الإفراج عن 1200 موقوف بالسجون اللبنانية

سجن رومية من أكثر السجون اكتظاظاً في لبنان (الوكالة الوطنية للإعلام)
سجن رومية من أكثر السجون اكتظاظاً في لبنان (الوكالة الوطنية للإعلام)

فرضت الحرب الإسرائيلية على لبنان إجراءً قضائياً اتخذه النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار، يقضي بـ«تسهيل إجراءات تقديم المدعى عليه الموقوف طلبات لتخلية سبيله، وتأمين وصولها إلى المراجع القضائية التي تضع يدها على ملفات هؤلاء الموقوفين، وذلك بالنظر للظروف الأمنية التي أدت إلى اكتظاظ السجون في لبنان». وكشف مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط» عن أن «تطبيق هذا التعميم سيؤدي إلى إطلاق سراح أكثر من نحو 1200 موقوف في السجون اللبنانية كافة، التي باتت تحتوي على ثلاثة أضعاف قدرتها الاستيعابية». وأشار إلى أن «تنفيذ مضامين هذا التعميم يستدعي تعاوناً من إدارة السجون في قوى الأمن الداخلي، ومن السلطة القضائية أيضاً».

وسبق التعميم تذليل مجموعة من العقبات، بما يسهّل على الجهات المعنية مساعدة الموقوفين في خروجهم من السجون، وجاء في تعميم الحجار أنه «بالنظر للظروف الأمنية الراهنة التي أدّت إلى تفاقم أزمة الاكتظاظ في السجون والنظارات، وتفعيلاً لنص المادة 108 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، وتسريعاً لإجراءاتها بالتعاون مع الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، يُعمل بآلية تسهيل إجراءات تقديم المدعى عليه الموقوف طلب تخلية سبيله وتأمين وصوله إلى المرجع القضائي الواضع يده على الملف”. وأكد الحجار في قراره، أنه «يتاح للموقوف التوقيع على طلب تخلية سبيله في السجن مكان توقيفه، وتتولّى الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان تسلم الطلبات من السجون وتأمين وصولها إلى المراجع القضائية الواضعة يدها على ملفات الموقوفين؛ تمهيداً للبتّ بها وفق الأصول بالسرعة المرجوة».

وأكد المصدر القضائي أن النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار «حضّ القضاة على تنفيذ هذا التعميم والاستجابة الفوريّة للنظر بطلبات إخلاء السبيل التي تتوافر فيها شروط المادة 108 من أصول المحاكمات الجزائية»، مشدداً على «ضرورة الأخذ بالاعتبار الظروف الأمنية الصعبة، خصوصاً أن كلّ المحاكم والدوائر القضائية تبلّغت مضمون هذا التعميم».

وخلال الأسابيع الماضية، صدرت بيانات عن وزير العدل هنري الخوري، ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبّود، تحثّ القضاة والمساعدين القضائيين على «تقدير الوضع الأمني خلال انتقالهم من وإلى قصور العدل بما لا يعرّض حياتهم للخطر». وأشار المصدر القضائي إلى أنه «يمكن للقضاة خلال مناوبتهم في مكاتبهم أو في المحاكم المسارعة فوراً إلى البتّ بطلب إخلاء السبيل بعد استطلاع رأي قضاة النيابات العامة المعنيين أيضاً بالتعاون في هذا الملفّ».

وعلمت «الشرق الأوسط» بأن الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان عيّنت سبعة محامين للتفرّغ لملفّ السجون، وتسلّم طلبات إخلاء السبيل من الموقوفين الذين قضوا مدة التوقيف الاحتياطي في السجن وما زالوا قيد الاعتقال». وأشارت المعلومات إلى أن الهيئة «فعّلت نشاطها بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي التي أبدت تجاوباً معها لتسهيل مهامها وإطلاق سراح كلّ موقوف تنطبق عليه نصّ المادة 108 من قانون أصول المحاكمات الجزائية». وتنصّ المادة المذكورة على أنه «لا يجوز أن تتعدى مدة التوقيف في الجنحة شهرين يمكن تمديدها مدة مماثلة كحد أقصى في حالة الضرورة القصوى، ولا يجوز أن تتعدى مدة التوقيف في الجناية ستة أشهر يمكن تجديدها لمرة واحدة بقرار معلل، ما خلا جنايات القتل والمخدرات والاعتداء على أمن الدولة والجنايات ذات الخطر الشامل وجرائم الإرهاب، وفي حال كان الموقوف محكوماً عليه سابقاً بعقوبة جنائية».

ويعوّل القائمون على وضع السجون على أن يأخذ هذا التعميم طريقه إلى التنفيذ بأسرع وقت ممكن، وأكد مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» أن «نسبة الاكتظاظ في السجون بلغت 320 في المائة، خصوصاً بعد أن جرى إفراغ سجون الجنوب ومراكز التوقيف في الضاحية الجنوبية ونقل نزلائها إلى السجون المركزية في المحافظات الأخرى».

وكشف المصدر الأمني عن أن «التقديرات الأولية تفيد بأن تطبيق هذا التعميم قد يفضي خلال أيام قليلة إلى إطلاق سراح 1200 موقوف»، مشيراً إلى أن قوى الأمن الداخلي «بدأت تسهيل مهام الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، لكي تدخل إلى كلّ السجون وتطلع على ظروف الموقوفين الذين يستوفون شروط الإفراج عنهم». وأوضح أن «تعاون قوى الأمن يفترض أن يلاقيه تعاون من قبل القضاء، سواء قضاة التحقيق والمحاكم على اختلافها بما فيها المحكمة العسكرية».


مقالات ذات صلة

صور ومقاطع فيديو تظهر نسف إسرائيل مئات المباني في جنوب لبنان

المشرق العربي دخان يتصاعد من مدينة الخيام نتيجة القتال بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني (رويترز)

صور ومقاطع فيديو تظهر نسف إسرائيل مئات المباني في جنوب لبنان

أظهرت صور الأقمار الاصطناعية والفيديوهات دماراً واسع النطاق في ست قرى على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل، حيث تظهر تدميراً كلياً أو جزئياً لـ1085 مبنى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة (رويترز)

لبنان يوجّه تهمة الإثراء غير المشروع لمحافظ المصرف المركزي السابق

قال مسؤولون قضائيون إن السلطات اللبنانية وجّهت تهمة الإثراء غير المشروع إلى محافظ مصرف لبنان السابق، وأصدرت مذكرة توقيف بحقه.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو (رويترز)

نتنياهو يسكب «ماء بارداً» على المتحمسين لوقف إطلاق النار في لبنان أو غزة

وضع نتنياهو شروطاً جديدة للاتفاق مع لبنان، وأبدى إصراره على أن يتضمن الاتفاق بنداً يحفظ لإسرائيل حرية العمليات في لبنان في إطار أي تسوية لإنهاء الحرب.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية نقل جثمان امرأة قُتلت في حيفا الخميس (أ.ف.ب)

مقتل 7 أشخاص في إسرائيل بهجمات «حزب الله»

في أكبر حصيلة من القتلى المدنيين الإسرائيليين منذ الهجوم البري على الأراضي اللبنانية قبل 37 يوماً، قُتل 7 أشخاص وأُصيب ثامن بجروح خطيرة في خليج حيفا والمطلة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
تحليل إخباري دبابة إسرائيلية محمولة على شاحنة في منطقة حدودية مع لبنان (رويترز)

تحليل إخباري تراجع القتال في بلدات حدودية جنوب لبنان

تراجع القتال بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» على جبهات القطاعين الغربي والأوسط في جنوب لبنان، وتركَّز في محيط مدينة الخيام.

نذير رضا (بيروت)

تقرير: سارة نتنياهو طلبت مرافقة مقاتلات «إف-35» لطائرة رئيس الوزراء

بنيامين نتنياهو وزوجته سارة بعد نتائج الاقتراع الأولي للانتخابات البرلمانية الإسرائيلية بمقر حزبه بالقدس في نوفمبر 2022 (أ.ب)
بنيامين نتنياهو وزوجته سارة بعد نتائج الاقتراع الأولي للانتخابات البرلمانية الإسرائيلية بمقر حزبه بالقدس في نوفمبر 2022 (أ.ب)
TT

تقرير: سارة نتنياهو طلبت مرافقة مقاتلات «إف-35» لطائرة رئيس الوزراء

بنيامين نتنياهو وزوجته سارة بعد نتائج الاقتراع الأولي للانتخابات البرلمانية الإسرائيلية بمقر حزبه بالقدس في نوفمبر 2022 (أ.ب)
بنيامين نتنياهو وزوجته سارة بعد نتائج الاقتراع الأولي للانتخابات البرلمانية الإسرائيلية بمقر حزبه بالقدس في نوفمبر 2022 (أ.ب)

ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن سارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، طلبت مرافقة طائرتين من طراز «إف-35» لطائرة رئيس الوزراء، خلال رحلته لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وفقاً لمصادر.

وبحث السكرتير العسكري لرئيس الوزراء، رونين جوفمان، هذا الطلب مع قائد سلاح الجو تومر بار، الذي رفضه.

وبعد مقتل زعيم «حزب الله» حسن نصر الله، كانت سارة نتنياهو قلقة من توجيه ضربة صاروخية لطائرة زوجها، وقدمت طلباً جديداً.

وقال مكتب رئيس الوزراء إن هناك قلقاً من رغبة إيران أو «حزب الله» في الانتقام واستهداف طائرة نتنياهو، وجرت الموافقة على هذا الطلب، وكان من المقرر أن تُرافق المقاتلات الطائرة.

ووفقاً للمصادر، قدّم مكتب رئيس الوزراء طلباً إضافياً إلى سلاح الجو؛ لالتقاط صورة للطائرة وهي محاطة بطائرات مقاتلة؛ لإظهار أنها محمية، ولكن سلاح الجو رفض وأصدر تعليمات للطائرات المقاتلة بالتحليق خلف الطائرة؛ حتى لا تكون مرئية للتصوير.

وأبلغ مكتب نتنياهو الصحافة بمرافقة طائرات «إف-35» للطائرة بسبب مخاوف من التهديد الصاروخي.

سارة نتنياهو تعمل بوصفها أقرب مستشارة لزوجها وتتعرض لانتقادات بسبب انشغالها بأمور سياسية منذ اندلاع حرب غزة (رويترز)

وفي المقابل، رد مكتب نتنياهو قائلاً: «هذه أخبار كاذبة تماماً، وهجوم آخر لا أساس له من الصحة على زوجة رئيس الوزراء، ولم يتعامل رئيس الوزراء ولا زوجته مع أي قضية تتعلق بالطائرة أو أي من مكوناتها، والقرارات المتعلقة بأمن رئيس الوزراء تتخذها فقط الجهات الأمنية، ويجري تحديدها في إطار التقييمات المهنية المستمرة، وبالإضافة إلى ذلك، وعلى عكس الادعاء الكاذب والسخيف في التقرير، يجب تأكيد أن مكتب رئيس الوزراء لم يقدم أياً مما يسمى طلبات خاصة لطاقم الطائرة أو سلاح الجو».

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان: «يجري تحديد أمن طائرة رئيس الوزراء وفقاً لتقييم الوضع والإجراءات ذات الصلة».

وقالت الصحيفة إن طلبات مكتب رئيس الوزراء لسلاح الجو تؤكد مرة أخرى مدى انشغال نتنياهو ودائرته، وقلقهم بشأن سلامته، إلى حد إضافة مهام إلى أجهزة الأمن المنشغلة بالفعل أثناء الحرب، ففي الأشهر الأخيرة، طلب مكتب نتنياهو من جهاز الشاباك تعزيز تأمين نجل نتنياهو، يائير، الذي يقيم في ميامي، بسبب المخاوف من إيران في أعقاب الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل.

وأدى إطلاق طائرة دون طيار باتجاه منزل نتنياهو في قيسارية، في منتصف أكتوبر (تشرين الأول)، إلى رفع مستوى التأهب حول نتنياهو مرة أخرى، ومن ثم، جرت زيادة الأمن حول رئيس الوزراء وعائلته.

ولأسباب أمنية، جرى نقل اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي من مكانه المعتاد في مكتب رئيس الوزراء إلى طابق تحت الأرض في مبنى حكومي آخر.

وفي الآونة الأخيرة، كانت هناك تكهنات متزايدة بأن نتنياهو قد يطلب تأخير أو تغيير مكان شهادته في محاكماته، المقرر أن تبدأ في أوائل ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مستشهداً أيضاً بأسباب أمنية.