باسيل يتبرأ من «حزب الله»: أسقط عن لبنان حجة «الدفاع عن النفس»

«الكتائب» يرفض أن تنتهي الأمور بالعودة إلى الوضع السابق

النائب جبران باسيل (رويترز)
النائب جبران باسيل (رويترز)
TT

باسيل يتبرأ من «حزب الله»: أسقط عن لبنان حجة «الدفاع عن النفس»

النائب جبران باسيل (رويترز)
النائب جبران باسيل (رويترز)

وجّه رئيس «التيار الوطني الحر»، جبران باسيل، انتقادات لافتة لحليفه السابق «حزب الله»، عادّاً أنه «أسقط عن لبنان حجة (الدفاع عن النفس)، وأضعف حاله، وكشف قوته العسكرية»، معلناً أن تياره «ليس في وضع تحالف مع (الحزب)».

ويأتي موقف باسيل، الحليف السابق لـ«حزب الله»، مع ارتفاع المواقف التي تحمّل «الحزب» مسؤولية وصول الوضع في لبنان إلى ما هو عليه اليوم، بعدما اتخذ القرار منفرداً بفتح جبهة الإسناد مع غزة. وحمّل رئيس «التيار»، في حديث لقناة «العربية»، إسرائيل مسؤولية العدوان على لبنان و«الحزب» مسؤولية الخطأ الاستراتيجي الخاص بـ«وحدة الساحات»، مؤكداً أن سياسة «وحدة الساحات» هي لمصلحة دول أخرى وليست لمصلحة لبنان.

ورأى باسيل أن «(حزب الله) أسقط عن لبنان حجة (الدفاع عن النفس) بإسناد غزة»، عادّاً أنه «أضعف حاله، وكشف قوته العسكرية، فيما بات لبنان كله مكشوفاً للاعتداءات الإسرائيلية». وأعلن أنه لم يعد في وضع التحالف مع «حزب الله»، قائلاً: «اختلفنا مع (حزب الله) بسبب الحرب الحالية، ولسنا اليوم في وضع تحالف معه»، عادّاً أن «(حزب الله) أخطأ عندما عمل على (وحدة البيت الشيعي) على حساب لبنان».

وفي حين لفت إلى أن إيران «تحارب بـ(حزب الله) وباللبنانيين»، عبّر عن خوفه من الفوضى في لبنان، قائلاً: «نحن أمام خطر فتنة داخلية، ولبنان أمام خطر وجودي وتقسيمي، وأدعو إلى اللامركزية الإدارية وليس التقسيم». وفيما قال إنه لن يدعم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، عدّ أن قائد الجيش العماد جوزيف عون «لا يملك مشروعاً لإنجاح لبنان، ولا يجمع اللبنانيين».

وفي هذا الإطار، عدّ حزب «الكتائب اللبنانية» أن المرحلة التي يمرّ بها لبنان من أخطر المراحل في تاريخه، وأن من شأنها أن تشكل مفصلاً في رسم صورته لأجيال مقبلة. وأكد في بيان له، بعد اجتماع المكتب السياسي برئاسة رئيس «الكتائب» النائب سامي الجميل، أنه «بعد كل النزاعات والصعوبات، لن يرضى، تحت أي ظرف من الظروف، أن تنتهي الأمور بالعودة إلى الوضع السابق من انعدام الدولة بكامل مظاهرها، وتجيير قرارها إلى دول قريبة وبعيدة، وإلى انتشار السلاح بعدما أثبت على مر عقود أنه المصدر الأول لمصادرة قرار الدولة، والاستيلاء على مقدراتها، وقهر اللبنانيين وتعريضهم لشتى أنواع الاحتلالات».

من جهته، جدد رئيس جهاز العلاقات الخارجية في «القوات اللبنانية»، الوزير السابق ريشار قيومجيان، التأكيد على أن «الحل في لبنان اليوم هو بتطبيق القرار (1701)»، عادّاً، في حديث تلفزيوني، أن «المطلوب أن تظهر الحكومة جدية ومصداقية في تطبيقه، وألا نتذاكى على المجتمع الدولي، بل أن نطبق الـ(1701) بكل مندرجاته وما يتضمنه من قرارات مثل (القرارين) (1559)، و(1680)».

وشدد على أن «المطلوب من (الحزب) تسليم سلاحه ومواقعه للجيش اللبناني، في أول خطوة جدية، وحينها تعمل الحكومة على تعزيز نشر الجيش في الجنوب وكل الشعب اللبناني سيكون خلفه».


مقالات ذات صلة

لبنان: مقتل 24 وإصابة 45 في غارات إسرائيلية على بعلبك الهرمل

المشرق العربي عناصر الدفاع المدني يبحثون عن ضحايا بعد قصف إسرائيلي على مدينة بعلبك في 14 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

لبنان: مقتل 24 وإصابة 45 في غارات إسرائيلية على بعلبك الهرمل

أفادت وزارة الصحة اللبنانية اليوم (السبت)، بأن الغارات الإسرائيلية على بعلبك الهرمل اليوم، قتلت 24 وأصابت 45 آخرين في حصيلة غير نهائية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
المشرق العربي عمال يزيلون الأنقاض من موقع غارة جوية إسرائيلية على احد المنازل في بعلبك (أ.ف.ب)

لبنان: مقتل 5 في قصف إسرائيلي على بعلبك

أفادت تقارير إعلامية لبنانية اليوم (السبت) بمقتل خمسة في قصف إسرائيلي استهدف بلدة شمسطار في بعلبك.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الولايات المتحدة​ وزير الدفاع الإسرائيلي لويد أوستن (إ.ب.أ)

أوستن يؤكد لكاتس أهمية ضمان أمن الجيش اللبناني والـ«يونيفيل»

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن الوزير لويد أوستن تحدث مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي عناصر من الجيش اللبناني تقف قرب المبنى المستهدف في البسطة (الشرق الأوسط) play-circle 00:39

مصدر أمني لبناني: استهداف قيادي بـ«حزب الله» في ضربة بيروت

كشف مصدر أمني لبناني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن «قيادياً كبيراً» في «حزب الله» الموالي لإيران جرى استهدافه في الغارة الإسرائيلية التي طاولت فجر اليوم بيروت.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

تقرير: ترمب قد يفرض عقوبات على مدعي «الجنائية الدولية» رداً على مذكرة اعتقال نتنياهو

مقر المحكمة الجنائية في لاهاي (أ.ف.ب)
مقر المحكمة الجنائية في لاهاي (أ.ف.ب)
TT

تقرير: ترمب قد يفرض عقوبات على مدعي «الجنائية الدولية» رداً على مذكرة اعتقال نتنياهو

مقر المحكمة الجنائية في لاهاي (أ.ف.ب)
مقر المحكمة الجنائية في لاهاي (أ.ف.ب)

قالت صحيفة «تليغراف» البريطانية، إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يفكر في فرض عقوبات على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية البريطاني، كريم خان، بسبب مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وذكرت الصحيفة أن مايك والتز، الذي سيشغل منصب مستشار الأمن القومي لترمب، قال إن المحكمة الجنائية الدولية «ليست لديها مصداقية»، ووعد «برد قوي على التحيز المعادي للسامية للمحكمة» عندما تتولى إدارة ترمب منصبها في 20 يناير (كانون الثاني).

وأضافت الصحيفة أن كريم خان قد يكون من بين المسؤولين المستهدفين بعقوبات من قبل ترمب.

ومثل إسرائيل، لا تعترف الولايات المتحدة بسلطة المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقراً لها، ودعا كبار الجمهوريين إلى فرض عقوبات على كبار المسؤولين في المحكمة الجنائية الدولية رداً على مذكرات الاعتقال.

ويجري التحقيق مع خان بشأن مزاعم سوء السلوك الجنسي وهو ينفي هذه الاتهامات.

وخلال فترة ولايته الأولى في منصبه، فرض ترمب عقوبات على المدعي العام السابق للمحكمة بسبب تحقيق في جرائم حرب مزعومة ارتكبتها القوات الأميركية في أفغانستان.

وفي ذلك الوقت، وصف مايك بومبيو، وزير الخارجية آنذاك، المحكمة بأنها «مؤسسة فاسدة تماماً».

في النهاية، ألغى الرئيس الأميركي جو بايدن العقوبات المفروضة على المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا، التي تضمنت حظراً للسفر، عندما تولى منصبه في عام 2021، لكن هناك توقع بأن ترمب قد يعيد تنفيذ الاستراتيجية نفسها رداً على معاملة المحكمة الجنائية الدولية لإسرائيل.

دونالد ترمب (رويترز)

ويمكنه أيضاً سحب مشاركة الولايات المتحدة ومواردها من التحقيقات التي تقودها المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب الروسية في أوكرانيا.

وأي عقوبات تُفرض على خان وموظفيه قد تهدد العلاقة بين بريطانيا وترمب إذا اختار رئيس الوزراء البريطاني الجديد، كير ستارمر، الامتثال لأوامر الاعتقال.

وتقود الولايات المتحدة ردود فعل دولية عنيفة ضد المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقراً لها، حتى مع تردد المملكة المتحدة بشأن ما إذا كانت ستحتجز رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقالت بريطانيا إنها تحترم المحكمة ورفضت الإفصاح عما إذا كان سيتم اعتقال نتنياهو إذا جاء إلى المملكة المتحدة.

ودعت سفيرة إسرائيل لدى المملكة المتحدة، تسيبي هوتوفلي، جميع الدول إلى رفض الأمر «الهزلي» للمحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو.

وفي مقال لها في صحيفة «تليغراف»، اتهمت هوتوفلي المحكمة بـ«إيجاد أرضية مشتركة مع حماس»، وقالت: «نشكر الولايات المتحدة والدول الحليفة الأخرى التي رفضت القرار الهزلي للمحكمة وندعو الدول الأخرى إلى أن تحذو حذوها في رفض هذا الظلم. لقد أظهرت المحكمة الجنائية الدولية أن كل زعيم ديمقراطي يسعى إلى الدفاع عن شعبه قد يصبح هدفاً للمحكمة».

وأشارت ألمانيا إلى أنها لن تحتجز نتنياهو بسبب ماضيها النازي وعلاقتها الخاصة بالدولة اليهودية، على الرغم من كونها عضواً في المحكمة الجنائية الدولية.

وتعهد فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر العضو في الاتحاد الأوروبي، بتحدي اعتقال نتنياهو، وبدلاً من ذلك دعاه لزيارة بلاده.

وتمثل مذكرة الاعتقال المرة الأولى في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية الممتد 22 عاماً التي يسعى فيها قضاتها إلى اعتقال زعيم دولة مدعومة من الغرب.

والدول الأعضاء في المحكمة البالغ عددها 124 دولة، بما في ذلك بريطانيا، مسؤولة عن تنفيذ مذكرات الاعتقال التي تصدرها.

وفي إشارة إلى الانقسامات بين الدول الأوروبية، وعدت آيرلندا وإيطاليا وهولندا باعتقال نتنياهو، إذا وصل إلى أراضيها، وأكدت فرنسا موقف المحكمة لكنها لم تقل ما إذا كان نتنياهو سيواجه الاعتقال إذا عبر حدودها.

وأكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة، بما في ذلك ألمانيا والمجر، ستكون ملزمة بتنفيذ مذكرات الاعتقال.