الضفة الغربية تواجه «أخطر موسم زيتون على الإطلاق»

متطوع أجنبي يساعد المزارعين الفلسطينيين في قطف الزيتون خلال موسم الحصاد في قرية قصرة، جنوب نابلس في الضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)
متطوع أجنبي يساعد المزارعين الفلسطينيين في قطف الزيتون خلال موسم الحصاد في قرية قصرة، جنوب نابلس في الضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)
TT

الضفة الغربية تواجه «أخطر موسم زيتون على الإطلاق»

متطوع أجنبي يساعد المزارعين الفلسطينيين في قطف الزيتون خلال موسم الحصاد في قرية قصرة، جنوب نابلس في الضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)
متطوع أجنبي يساعد المزارعين الفلسطينيين في قطف الزيتون خلال موسم الحصاد في قرية قصرة، جنوب نابلس في الضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)

سيواجه المزارعون الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة «أخطر موسم زيتون على الإطلاق»، كما حذر خبراء في الأمم المتحدة، داعين المستوطنين والقوات الإسرائيلية إلى عدم التدخل.

وأوصى الخبراء بـ«حضور أجنبي» ليشكّل عازلاً بين الجانبين. وقال زهاء عشرة من الخبراء الأمميين المستقلين إن المزارعين الفلسطينيين يواجهون الترهيب وتقييد الوصول إلى الأراضي والمضايقات الشديدة والهجمات من قبل المستوطنين الإسرائيليين المسلحين وقوات الأمن الإسرائيلية.

وقال الخبراء في بيان: «في عام 2023، شاب الحصاد زيادة حادة في القيود المفروضة على الحركة والعنف من قبل القوات الإسرائيلية والمستوطنين»، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

امرأة فلسطينية تمشي على طريق مدمر بعد يوم من اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جنين للاجئين الفلسطينيين شمال الضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)

وأضافوا أنه في العام الماضي «واجه الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، أعلى مستوى من عنف المستوطنين الإسرائيليين».

وذكر البيان أن المستوطنين اعتدوا على الفلسطينيين وأضرموا النار في محاصيلهم أو ألحقوا بها الضرر، وسرقوا الأغنام ومنعوهم من الوصول إلى أراضيهم ومياههم ومناطق الرعي.

وأضافوا: «في العام الماضي، استولت إسرائيل أيضاً على أراضٍ فلسطينية إضافية، أكثر من أي سنة خلال الأعوام الثلاثين الماضية»، محذّرين من أنه «من المتوقع أن يزداد (الوضع) سوءاً».

«تحديات... تهديدات... ومضايقات»

ويعيّن الخبراء المستقلون مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، إلا أنهم لا يتحدثون باسم المنظمة.

وأبرز الخبراء أهمية موسم الزيتون في حياة الفلسطينيين وثقافتهم، عادّين «تقييد موسم قطاف الزيتون وتدمير البساتين ومنع الوصول إلى مصادر المياه، محاولات من جانب إسرائيل لتوسيع مستوطناتها غير القانونية».

ومن بين الخبراء الذين وقعوا البيان، مقرّرة الأمم المتحدة الخاصّة في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيزي.

يحمل مزارع فلسطيني كيسًا من الزيتون خلال موسم الحصاد في قرية قصرة، جنوب نابلس في الضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)

وأكد الخبراء، ومنهم معنيّون بالحق في الغذاء ومياه الشرب الآمنة والصرف الصحي والسكن اللائق، أن المزارعين الفلسطينيين يواجهون «تحديات وتهديدات ومضايقات هائلة» في الوصول إلى أشجار الزيتون العائدة لهم.

وقالوا إنه في عام 2023، لم يتم حصاد أكثر من 9600 هكتار (24 ألف فدان) من الأراضي المزروعة بالزيتون في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة بسبب القيود التي فرضتها إسرائيل.

ويعني ذلك خسارة 1200 طن متري من زيت الزيتون قيمتها 10 ملايين دولار.

وحذّر الخبراء من أن «هذا الوضع يتوقع أن يزداد سوءاً»، إذ ألغت السلطات الإسرائيلية أو لم تصدر تصاريح تسمح للمزارعين بالوصول إلى أراضيهم. وحثوا القوات الإسرائيلية على الامتناع عن التدخل في قطاف الزيتون هذا العام و«تركيز جهودها على سحب الاحتلال وتفكيك المستوطنات».

متطوعون فلسطينيون وأجانب يأخذون استراحة خلال موسم قطف الزيتون في قرية قصرة جنوب نابلس بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)

كرر الخبراء أنهم «سيواصلون الدعوة إلى الحماية، بما في ذلك من خلال وجود أجنبي يعمل عازلاً بين الفلسطينيين ومعتديهم، وحماية المزارعين الفلسطينيين وأسرهم».

وتشهد الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 تصاعداً في وتيرة العنف منذ فترة طويلة، لكن الوضع تدهور منذ اندلعت الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

قتلت القوات والمستوطنون الإسرائيليون أكثر من 737 فلسطينياً على الأقل في الضفة منذ اندلاع الحرب في غزة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقُتل 24 إسرائيلياً على الأقل، بينهم عناصر أمن، في هجمات نفّذها فلسطينيون في المنطقة خلال الفترة ذاتها، بحسب مسؤولين إسرائيليين.


مقالات ذات صلة

إسرائيل ليست عضواً في «الجنائية الدولية»... كيف تلاحق المحكمة نتنياهو وغالانت؟

شؤون إقليمية بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت (أ.ب)

إسرائيل ليست عضواً في «الجنائية الدولية»... كيف تلاحق المحكمة نتنياهو وغالانت؟

ما يجب أن نعرفه عن النطاق القانوني للمحكمة الجنائية الدولية، حيث تسعى إلى اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي جنازة فلسطينيين قُتلوا في غارة إسرائيلية في مدينة غزة (رويترز)

مستشفيات غزة مهددة بالتوقف عن العمل... و19 قتيلاً في القصف الإسرائيلي

حذرت وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس» في قطاع غزة أمس (الجمعة)، من توقف كل مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الولايات المتحدة​ دمار جراء غارة إسرائيلية في غزة في 22 نوفمبر 2024 (رويترز)

ترمب ووعد إنهاء الحروب: ورقة انتخابية أم خطط واقعية؟

انتزع ترمب الفوز من منافسته الديمقراطية، معتمداً وعوداً انتخابية طموحة بوقف التصعيد في غزة ولبنان، واحتواء خطر إيران، ووضع حد للحرب الروسية - الأوكرانية.

رنا أبتر (واشنطن)
المشرق العربي دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)

إسرائيل تملأ غياب هوكستين بالغارات والتوغلات

تملأ إسرائيل غياب الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكستين الذي يحمل مبادرة أميركية لوقف إطلاق النار، بالغارات العنيفة، وتوسعة رقعة التوغل البري الذي وصل إلى مشارف

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)

«نتنياهو المطلوب» يقلق إسرائيل على ضباطها

في ظلّ معلومات عن اتجاه دول أجنبية إلى تقليص اتصالاتها مع الحكومة الإسرائيلية غداة صدور مذكرة توقيف دولية بحق رئيسها، بنيامين نتنياهو، وأخرى بحق وزير دفاعه

نظير مجلي (تل أبيب)

بغداد تلقّت «تهديداً واضحاً» من إسرائيل

رئيس البرلمان العراقي خلال «منتدى السلام» في دهوك (إكس)
رئيس البرلمان العراقي خلال «منتدى السلام» في دهوك (إكس)
TT

بغداد تلقّت «تهديداً واضحاً» من إسرائيل

رئيس البرلمان العراقي خلال «منتدى السلام» في دهوك (إكس)
رئيس البرلمان العراقي خلال «منتدى السلام» في دهوك (إكس)

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أمس، إنَّ بغداد تلقّت «تهديداً واضحاً» من إسرائيل.

وأكد حسين، في كلمة خلال «منتدى الجامعة الأميركية» بدهوك في إقليم كردستان، أنَّ «القوات المسلحة تلقّت أوامر من رئيس الحكومة بمنع أي هجمات تنطلق من الأراضي العراقية»، وشدد على أن بلاده «لا تريد الحرب، وتسعى لإبعاد خطرها»، وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية.

من جهته، قال رئيس البرلمان محمود المشهداني، إنَّ «ما يحدث اليوم في منطقة الشرق الأوسط يمكن تسميته المجالَ الحيوي للنكبة الثانية».

بدوره، حثّ الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، الدول الكبرى على بذل «جهود جادة لحل هذه القضايا وإنهاء الحروب». ودعا رئيس «الحزب الديمقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني، إلى «إبعاد العراق عن الحرب».