أكد دبلوماسيون غربيون أن الجهود لا تزال مُركّزة على استجابة كل من إسرائيل من جهة، و«حزب الله» ومن خلفه إيران من الجهة الأخرى، للمبادرة الأميركية - الفرنسية المدعومة عربياً ودولياً لوقف الأعمال العدائية لمدة ثلاثة أسابيع، فيما دفعت الدول العشر غير دائمة العضوية في مجلس الأمن نحو المطالبة بـ«وقف النار فوراً».
وبعدما طلبوا عدم نشر أسمائهم للتحدث عما يدور في أروقة مجلس الأمن والأمم المتحدة، كشف دبلوماسيون لـ«الشرق الأوسط» أن الولايات المتحدة «لا تبدو متحمسة الآن لأي اقتراحات جديدة يمكن أن تطالب بوقف النار». وأشار أحدهم إلى أن المفاوضين الأميركيين يعدُّون أن «الأهم الآن هو الحصول على موافقة الأطراف المعنية على المبادرة التي أعلنها الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون».
وتشمل المبادرة، بالإضافة إلى الولايات المتحدة وفرنسا، كلاً من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر وأستراليا وكندا وألمانيا وإيطاليا واليابان والاتحاد الأوروبي. وخلال المشاورات المختلفة بين أعضاء مجلس الأمن، أيدت بريطانيا العمل للحصول على موافقة كل الأطراف على المبادرة.
غير أن بعض الدول في مجلس الأمن، لا سيما الجزائر وروسيا والصين، «طلبت تحركاً أكبر من مجلس الأمن للمطالبة بوقف النار»، علماً بأن الدول العشر غير دائمة العضوية في مجلس الأمن: الجزائر والإكوادور وغويانا واليابان ومالطا والموزامبيق وكوريا الجنوبية وسيراليون وسلوفينيا وسويسرا، عبرت في بيان أول مشترك عن «قلقها البالغ من تصعيد التوترات في الشرق الأوسط»، داعيةً أولاً إلى «وقف كل الأعمال العدائية فوراً». ثم شددت في بيان لاحق على التنديد باستهداف القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان «اليونيفيل»، داعية إلى «وقف فوري لإطلاق النار، والامتثال الحازم للقانون الإنساني الدولي، والاحترام والتنفيذ التامّيْن لقرار مجلس الأمن رقم 1701».
طلب جزائري
وحيال تمسك إدارة الرئيس جو بايدن بالمبادرة التي أعلنها خلال الاجتماعات رفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، لم تظهر أي مؤشرات إلى أي تحرك فاعل في مجلس الأمن من أجل المطالبة بوقف الأعمال العدائية بين القوات الإسرائيلية ومجموعات «حزب الله» على طرفي الخط الأزرق وعمليات القصف والغارات في عمق لبنان وإسرائيل.
لكن أعضاء مجلس الأمن يستعدون لعقد جلسة جديدة لمجلس الأمن بطلب من الجزائر لمناقشة أي مقترحات جديدة.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة أن الجلستين المغلقتين اللتين عقدهما مجلس الأمن، الاثنين، «لم تشهدا أي تركيز على وقف إطلاق النار».