لقاء معراب يدعو لانتخاب رئيس «لا يترك سلاحاً خارج الدولة»

خريطة طريق تستكمل بـ«حكومة سيادية» وتأكيد على أنه «لا غالب ولا مغلوب» داخلياً

رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وعدد من الشخصيات المشاركة في اللقاء الوطني الذي حمل عنوان "دفاعا عن لبنان" (القوات اللبنانية)
رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وعدد من الشخصيات المشاركة في اللقاء الوطني الذي حمل عنوان "دفاعا عن لبنان" (القوات اللبنانية)
TT

لقاء معراب يدعو لانتخاب رئيس «لا يترك سلاحاً خارج الدولة»

رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وعدد من الشخصيات المشاركة في اللقاء الوطني الذي حمل عنوان "دفاعا عن لبنان" (القوات اللبنانية)
رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وعدد من الشخصيات المشاركة في اللقاء الوطني الذي حمل عنوان "دفاعا عن لبنان" (القوات اللبنانية)

انتهى «اللقاءُ الوطني الجامع» الذي عقد في المقر العام لحزب «القوات اللبنانيّة»، في معراب، بدعوة إلى «الذهاب فوراً» نحو انتخاب رئيس جديد للبلاد وتشكيل «حكومة سيادية» تعمل لإخراج البلاد من الحال المدمرة، وشدد المجتمعون على أن هذا كلّه «لا يعني أنّ فريقاً سيكون غالباً وآخر مغلوباً، لا بل سيكون لبنان هو المنتصر لمصلحة شعبه كله وأمنه واستقراره وازدهاره».

وعقد اللقاء تحت عنوان «دفاعاً عن لبنان»، لطرح خريطة طريق إنقاذية «بعدما بلغت الحرب التي زُجّ فيها لبنان حدّاً كارثيّاً وفي ظل ما يعاني اللبنانيّون من موت وتهجير ودمار وانهيار». وشارك في المؤتمر شخصياتٌ سياسية وإعلامية واجتماعية وأمنية سابقة معارضة.

وافتتح اللقاء بكلمة وجدانية مقتضبة لرئيس «القوات» طلب فيها الوقوف دقيقة صمت وصلاة على «أرواح الضحايا الذين قضوا في الحرب الدائرة في لبنان، ومن أجل شفاء الجرحى والمصابين، من أجل بلسمة عذابات النازحين والمنكوبين، ومن أجل الذين فقدوا أحباء وأجبروا تحت وابل القصف على الانسلاخ عن بيوتهم وقراهم، ومن أجل طفولة أبناء لبنان وبناته وحقهم في العيش في وطن يضمن حقوقهم، ومن أجل انتهاء الحرب ونزف الدم وإحلال السلام وقيام دولة ومن أجل إنقاذ لبنان».

وبعد الانتهاء من المناقشات والحوارات بين المشاركين حول «الوضع العام المأساوي»، تلا جعجع البيان الختامي الذي أكدوا فيه أنّ لبنان «اليوم كسفينة تغرق، ولا ربّان لها ولا دفّة». وشددوا على «وقفة وطنية لإيقاف مآسي اللبنانيين وقلب الظروف التراكمية التي أدت إليها، فالشعب اللبناني بطوائفه وأطيافه كاملة يستحق أن يعيش الحياة الكريمة والآمنة من دون أن يبقى هاجس الحروب والدمار مصلتاً عليه».

وأضاف: «في ظل هذا الوضع المأساوي، يثابر البعض على طروحاته وكأن شيئاً لم يكن، ما يتطلب مقاربة تقدم الحلول المستدامة والجذرية، فتراكم أنصاف الحلول لم يؤدِّ سوى إلى الانهيارات والحروب. فقد أثبتت التجارب عبر التاريخ، أنه لا استقرار من دون بناء دولة تجمع جميع مواطنيها بعدالة ومساواة، ومؤسسات تحمي حقوقهم جميعاً من دون تفرقة أو تمييز. في هذه المرحلة، لا بد من استعادة هذه الدولة بعد تفكك الكيان وانهيار الهيكل على رؤوس الجميع واستمرار حروب مدمرة بسبب الهيمنة والسلاح والفساد وسيطرة قوى خارجية على قرار الحرب في لبنان، وتدخلها المباشر، المرفوض، عبر إدارة مباشرة للأعمال العسكرية استخدمت جزءاً من الشعب اللبناني في حروبها إما كأدوات قتالية أو كدروع بشرية».

وإذ شدد المجتمعون على أن «الحاجة الملحّة تستدعي أولاً، وبصورة رئيسية وقبل أي شيء آخر، التوصّل إلى وقف لإطلاق النار، الأمر الذي يضع حدّاً أوليّاً للكارثة التي يعيشها شعبنا».

قالوا: «نعلم جيّداً أن المجتمعين العربيّ والدوليّ لم تعد لديهما ثقة بالمجموعة الحاكمة في لبنان، خصوصاً بعدما تخلّت الدولة لسنوات وسنوات عن قرارها الأمني والاستراتيجي لمصلحة مجموعة وتنظيم خارج الدولة. لا ثقة للمجتمع الدولي والعربي بالمنظومة الحاكمة اليوم التي تتربص بالسلطة من دون أن تحرّك ساكناً لإنقاذ لبنان من محنته».

جانب من المشاركين في اللقاء الوطني الذي دعا اليه حزب "القوات" تحت عنوان "دفاعا عن لبنان" (القوات اللبنانية)

وأشار البيان إلى أن «أوّل خطوة في خريطة الطريق هذه هي التوصّل إلى وقف لإطلاق النار بأسرع وقت ممكن. فبغياب مبادرات دولية جدية، لم يبق لنا، للتوصل إلى وقف إطلاق النار إلاّ الذهاب لانتخاب رئيس للجمهوريّة: رئيس يطبق الدستور ويحترم القوانين المرعيّة الإجراء، رئيس ذي صدقية، يتعهّد مسبقاً بشكل واضح وجلّي بتطبيق القرارات الدولية خصوصاً القرارات 1559، 1680 و1701 وفقاً لجميع مندرجاتها، وبنود اتفاق الطائف ذات الصلة، رئيس يتعهّد بشكل واضح وصريح بأنّ القرار الاستراتيجي لن يكون إلا للدولة وللدولة وحدها فقط، رئيس يتعهّد بإعطاء الجيش اللبناني الصلاحيات اللازمة كلها لعدم ترك أي سلاح أو تنظيمات أمنية خارج الدولة، رئيس خارج الممارسات السياسية الفاشلة كلها التي عرفناها، ومشهود له بنظافة الكفّ، والاستقامة، والأخلاق العالية والوطنيّة، على أن يتبع انتخاب الرئيس فوراً استشارات نيابيّة ملزمة لتكليف رئيس للحكومة وتشكيل حكومة على الأسس السيادية عينها المنوّه بها أعلاه، وهذا كلّه لا يعني أنّ فريقاً سيكون غالباً وآخر مغلوباً، لا بل سيكون لبنان هو المنتصر لمصلحة شعبه كله وأمنه واستقراره وازدهاره».


مقالات ذات صلة

أمر عسكري إسرائيلي بإغلاق مناطق في شمال إسرائيل

شؤون إقليمية جندي إسرائيلي يمسك بمدفع رشاش على سطح آلية عسكرية على الحدود مع لبنان (إ.ب.أ)

أمر عسكري إسرائيلي بإغلاق مناطق في شمال إسرائيل

قال الجيش الإسرائيلي، السبت، إنه أصدر أمراً عسكرياً بإغلاق مناطق حول عدد من البلدات في شمال إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي نازحون يحاولون إخراج البطانيات من المبنى الذي استهدفه القصف الإسرائيلي في بلدة برجا في إقليم الخروب (أ.ب)

الجيش الإسرائيلي يوسع نطاق غاراته لتشمل مناطق في الشمال والشوف

وسّعت إسرائيل نطاق الغارات على لبنان، باستهداف مناطق في الشمال والشوف في جبل لبنان؛ حيث سقط عدد من القتلى والجرحى.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي دخان كثيف يتصاعد فوق الضاحية الجنوبية لبيروت نتيجة غارة إسرائيلية (رويترز)

لبنان: مقتل 9 أشخاص في غارات إسرائيلية استهدفت قريتين

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 9 أشخاص وإصابة 28 آخرين في غارتين إسرائيليتين، استهدفت إحداهما قرية شمال بيروت.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف (أ.ف.ب)

ماكرون يتصل ببري... وهوكستين يتواصل مع ميقاتي

يسجّل في الساعات الأخيرة حراك دبلوماسي باتجاه بيروت، الذي وصل إليها، السبت، رئيس مجلس الشورى الإيراني المحافظ محمد باقر قاليباف.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي فلسطينيون ينزحون من مناطق شمال مدينة غزة السبت (أ.ف.ب)

إسرائيل ترفع التأهب... وتعيش ثالث «غفران» وسط الحرب

رفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب مع احتفال الإسرائيليين بيوم عيد الغفران، متعهداً بمواصلة القتال في كل الجبهات بما في ذلك قطاع غزة ولبنان.

كفاح زبون (رام الله)

«حزب الله» أطلق 320 مقذوفاً على إسرائيل خلال يوم الغفران

إطلاق مقذوفات من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل (إ.ب.أ)
إطلاق مقذوفات من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

«حزب الله» أطلق 320 مقذوفاً على إسرائيل خلال يوم الغفران

إطلاق مقذوفات من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل (إ.ب.أ)
إطلاق مقذوفات من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل (إ.ب.أ)

قال الجيش الإسرائيلي إن «حزب الله» أطلق نحو 320 مقذوفاً من لبنان على إسرائيل في يوم الغفران، أقدس الأعياد اليهودية الذي بدأ مساء الجمعة، وانتهى ليل السبت.

وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية» أنه «خلال (يوم الغفران)، في نهاية الأسبوع، نحو 320 مقذوفاً أطلقتها منظمة (حزب الله) الإرهابية عبرت من لبنان إلى إسرائيل».

وأفاد الجيش بأن قواته قصفت 280 «هدفاً إرهابياً» في سياق عمليات قتالية في لبنان وقطاع غزة خلال يوم الغفران. وقال إن الأهداف «تعود إلى حزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة. وبين هذه الأهداف بنى تحتية إرهابية تحت الأرض ومخازن أسلحة ومراكز قيادة عسكرية وخلايا إرهابية وبنى تحتية إرهابية أخرى».

وفي بيان منفصل، أعلن الجيش الإسرائيلي رصد مقذوفين عبرا من شمال غزة حيث تخوض إسرائيل حرباً في مواجهة «حماس»، باتجاه مدينة عسقلان، لكنهما سقطا في منطقة غير مأهولة.

بدوره، قال «حزب الله»، في بيان اليوم السبت، إنه هاجم ضواحي مدينة تل أبيب الإسرائيلية بسرب من الطائرات المسيرة أمس.

وحذّر «حزب الله»، الجمعة، سكان مناطق في شمال إسرائيل من أن منازل وقواعد عسكرية في أحياء سكنية، بعضها في مدن كبرى، ستكون هدفاً له.

واتهم الحزب الجيش الإسرائيلي بأنه «يتخذ (...) منازل» في بعض مناطق شمال إسرائيل «مراكز تجمُّع لضباطه وجنوده، وكذلك تُوجَد قواعده العسكرية التي تدير العدوان على لبنان داخل أحياء سكنية في مدن كبرى، مثل حيفا وطبريا وعكا».

وأضاف الحزب أن «هذه المنازل والقواعد العسكرية هي (أهداف للقوة الصاروخية والجوية) له». وحذّر السكان من «الوجود قرب هذه التجمعات العسكرية حفاظاً على حياتهم، وحتى إشعار آخر».