لبنان يوسع صلاحيات الجيش في المطار... لتجنب إقفاله

اجتماع خصص لأمن المطار برئاسة ميقاتي (رئاسة الحكومة اللبنانية)
اجتماع خصص لأمن المطار برئاسة ميقاتي (رئاسة الحكومة اللبنانية)
TT

لبنان يوسع صلاحيات الجيش في المطار... لتجنب إقفاله

اجتماع خصص لأمن المطار برئاسة ميقاتي (رئاسة الحكومة اللبنانية)
اجتماع خصص لأمن المطار برئاسة ميقاتي (رئاسة الحكومة اللبنانية)

تحاول السلطات اللبنانية تجنب إقفال مطار بيروت، في لحظات حرجة تزداد فيها الضغوط العسكرية الإسرائيلية على لبنان، يتخللها قصف شبه يومي لمحيط المطار الذي يقع عند أطراف الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله»، فيما علمت «الشرق الأوسط» أنه تم توسيع صلاحيات الجيش في المطار لتأكيد الحرص اللبناني على عدم استعمال المطار لأغراض عسكرية.

ونفت مصادر رسمية لبنانية أن يكون مطار بيروت قد تعرض لتهديد إسرائيلي رسمي بقصفه، لكنها لم تنفِ أن هناك قيوداً إسرائيلية على حركة المطار والطائرات التي تهبط فيه. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إنه «في ظل هذه الضغوط الإسرائيلية، أعطت السلطات اللبنانية الجيش اللبناني (صلاحيات إضافية) لجهة التدقيق في هوية الطائرات وإعطاء الأذونات بالهبوط»، مشيرة إلى أن توسعة صلاحية الجيش الذي يحظى بثقة دولية «من شأنها أن تكون ضمانات إضافية»، مؤكدة أن جميع المسؤولين المعنيين في الحكومة اللبنانية وافقوا على هذا الإجراء.

ورأس رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، اجتماعاً خصص لبحث الوضع في مطار رفيق الحريري الدولي، شارك فيه وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، ووزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، وقائد الجيش العماد جوزاف عون. وأعلن الوزير مولوي بعد الاجتماع: «بحثنا خلال الاجتماع سبل التشدد في موضوع أمن المطار، وبنتيجة هذا الاجتماع سنعطي تعليمات مشددة لجهاز أمن المطار ولقائده ولكل عناصر الجهاز ليكونوا على جهوزية أكبر، لإجراء كل عمليات التفتيش والعمليات اللازمة لعدم ترك ثغرة في مطار رفيق الحريري الدولي، ولنؤكد ونتأكد بأن سمعة المطار باقية، ونبعد عنه أي خطر»، مؤكداً أن «كل الأذونات تصدر وفقاً للقانون ومن قبل الجيش، ونحن في جهاز أمن المطار سنتشدد في موضوع التفتيش».

أما الوزير حمية، فقال إن البحث تناول موضوع الوجود الأمني في المرافق البحرية والبرية والجوية، وأولها مطار رفيق الحريري الدولي والمرافق البحرية والمعابر البرية، وفق القوانين اللبنانية. وأكد أن «وزارة الأشغال العامة والنقل لا تعطي أي موافقة على هبوط أي طائرة قبل موافقة الجيش، التي تأتي من خلال إحالة أو برقية رسمية من القوات الجوية في قيادة الجيش، وتصل إلى المديرية العامة للطيران المدني». وأضاف: «أما في موضوع المرافق البحرية فأي سفن حربية أو مرتبطة بأعمال عسكرية، يصل إذن العلم والخبر بشأنها لرئاسة المرفأ التابع لوزارة الأشغال العامة والنقل، والتي بدورها لا تعطي موافقة مباشرة، قبل التواصل مع الغرفة البحرية المشتركة المؤلفة من الجيش والأمن العام وقوى الأمن الداخلي والأمن الدولي وغيرها. أما بالنسبة إلى المعابر البرية، فهناك أجهزة أمنية موجودة على هذه المعابر».

إلى ذلك، قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية إنّ الضربات الإسرائيلية الأخيرة على المعبر الحدودي الرئيسي بين لبنان وسوريا تعيق فرار النازحين وتعرقل عمليات المساعدات الإنسانية، محذرة من أنّها تعرض المدنيين إلى «مخاطر جسيمة». وأضافت: «حتى لو استهدفت هجمة إسرائيلية هدفاً عسكرياً مشروعاً، قد تبقى غير قانونية إذا كان يُتوقَّع أن تسبب أضراراً مدنية مباشرة غير متناسبة مع المكسب العسكري المتوقع». وتابعت: «إذا كانت قوات (حزب الله) تستخدم المعبر لنقل الأسلحة، فهي أيضاً تتقاعس عن اتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها».

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان الجمعة أنه أغار على نفق أرضي تحت الحدود اللبنانية السورية، كان «حزب الله» «يستخدمه لنقل الكثير من الوسائل القتالية».


مقالات ذات صلة

التباين يطغى على علاقة «حزب الله» - «التقدمي الاشتراكي»

المشرق العربي برّي متوسطاً ميقاتي وجنبلاط في لقاء عين التينة الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)

التباين يطغى على علاقة «حزب الله» - «التقدمي الاشتراكي»

مواقف رئيس الحزب «التقدّمي الاشتراكي»، وليد جنبلاط، الأخيرة، كشفت عن حجم التباين بينه وبين «حزب الله» في مقاربة الملفات الأساسية، وعلى رأسها ملف الحرب.

بولا أسطيح (بيروت)
شؤون إقليمية امرأة تلتقط صورة «سيلفي» بينما يسير المتظاهرون خلال تجمع لدعم الشعب الفلسطيني بالتزامن مع ذكرى 7 أكتوبر في أنقرة أول من أمس (إ.ب.أ)

تركيا ستجلي رعاياها من لبنان غداً عن طريق البحر

ستقوم تركيا بإجلاء نحو ألفَي مواطن تركي من لبنان عن طريق البحر غداً (الأربعاء)، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
خاص من داخل «سكاي بار» في وسط بيروت الذي يستقبل النازحين اللبنانيين (الشرق الأوسط)

خاص «سكاي بار» بيروت... من ملهى صاخب إلى مركز إيواء للنازحين

في ملهى «سكاي بار» الليلي وسط بيروت، ضيفة صغيرة، لا تشبه زوار الملهى التقليديين، لا عمراً ولا شكلاً.

لينا صالح (بيروت)
المشرق العربي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال مؤتمر صحافي في بيروت (مكتب رئيس الوزراء اللبناني - أ.ف.ب)

جنبلاط يدعو لفصل جبهة لبنان عن غزة... وبري متمسك بترشيح فرنجية

دعا الرئيس السابق لـ«الحزب التقدمي الاشتراكي»، وليد جنبلاط، إلى فصل مسار الحرب في لبنان عن قطاع غزة، لإعادة تفعيل المبادرات الدبلوماسية، وسط حراك عربي ودولي.

المشرق العربي مقاتلون من «حزب الله» خلال جنازة في ضاحية بيروت الجنوبية لـ3 من رفاقهم قُتلوا بسوريا في ديسمبر 2023 (أ.ف.ب)

«حزب الله» مع أولوية وقف النار جنوباً... ولا يربطه بغزة

تعدّدت التفسيرات للدوافع السياسية التي أمْلت على «حزب الله» إعطاء الأولوية لوقف النار في جنوب لبنان، من دون أن يشترط انسحابه على الجبهة الغزاوية.

محمد شقير (بيروت)

الجيش اللبناني: أولويتنا وقف العدوان وحفظ السلم الأهلي

عناصر من الجيش اللبناني (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش اللبناني (أ.ف.ب)
TT

الجيش اللبناني: أولويتنا وقف العدوان وحفظ السلم الأهلي

عناصر من الجيش اللبناني (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش اللبناني (أ.ف.ب)

أعلن الجيش اللبناني، اليوم (الثلاثاء)، أنه ينتشر على كامل مساحة الوطن بما فيها الحدود الجنوبية، مؤكداً أن أولويته «حماية المؤسسة العسكرية، ووقف العدوان، ودعم المواطنين، وحفظ السلم الأهلي والاستقرار الداخلي».

وقال الجيش اللبناني، في بيان نشره على صفحته على «إكس»: «في ظل الاعتداءات الهمجية والمتزايدة من جانب العدو الإسرائيلي على مختلف المناطق اللبنانية، وما ينتج عنها من سقوط شهداء وجرحى ودمار كبير، يهم قيادة الجيش أن توضح أن الجيش اللبناني، إذ ينتشر على كامل مساحة الوطن بما فيها الحدود الجنوبية، يتولى مسؤولياته الوطنية ويقدم الشهداء والجرحى ويحافظ على جهوزيته للدفاع عن الأرض ضمن الإمكانات المتاحة، وذلك استناداً إلى قرارات السلطة السياسية وتوجيهاتها للقيام بما يراه مناسباً من أجل حماية لبنان والمؤسسة العسكرية، والالتزام بالقرار 1701 ومندرجاته بالتنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)».

وأضاف أن «بعض وسائل الإعلام تعمد إلى إطلاق حملات تجن وافتراءات وتخوين تطال المؤسسة العسكرية وقيادتها خدمة لمصالح ضيقة وغايات سياسية»، مؤكداً أن «قيادة الجيش لن تدخل في سجالات أو مزايدات، وهي ليست معنية بأي ملفات أو استحقاقات».

وأشار إلى أن «الأولوية اليوم بالنسبة إلى القيادة هي حماية المؤسسة والمحافظة على تماسكها، ووقف العدوان، والصمود، ودعم المواطنين، ومواكبة أزمة النزوح، ومواصلة عمليات الإنقاذ بالتنسيق مع الأجهزة المختصة، تزامناً مع حفظ السلم الأهلي والاستقرار الداخلي».

ولفت إلى أن «التجارب أثبتت أن الجيش هو المؤسسة التي تشكل العمود الفقري للبنان والضمانة لكل اللبنانيين، ما يؤكد أهمية التفافهم حولها، مع تطلعنا إلى نجاح الجهود الدولية لوقف العدوان الإسرائيلي في أقرب وقت ممكن».

وأوضح أن «الجيش يبقى متماسكاً بعزيمة عسكرييه وإيمانهم وإرادتهم، واتحاد اللبنانيين حول دوره الجامع. والمطلوب اليوم هو الحفاظ على الوحدة الوطنية للحفاظ على لبنان الذي سوف يتجاوز هذه المحنة كما تجاوز الأزمات والتحديات الماضية وتغلب عليها».