10 قتلى بقصف إسرائيلي على مركز إطفاء في جنوب لبنان

عناصر من الدفاع المدني اللبناني والمارة في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى سكنياً في حي الجناح جنوب بيروت في 1 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)
عناصر من الدفاع المدني اللبناني والمارة في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى سكنياً في حي الجناح جنوب بيروت في 1 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

10 قتلى بقصف إسرائيلي على مركز إطفاء في جنوب لبنان

عناصر من الدفاع المدني اللبناني والمارة في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى سكنياً في حي الجناح جنوب بيروت في 1 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)
عناصر من الدفاع المدني اللبناني والمارة في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى سكنياً في حي الجناح جنوب بيروت في 1 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

قالت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم (الاثنين)، إن 10 من رجال الإطفاء قتلوا في ضربة إسرائيلية على مبنى اتحاد بلديات بنت جبيل في جنوب لبنان.
وأشارت الوزارة إلى أن الحصيلة أولية.
وذكرت في بيان «أدت غارة معادية همجية على مبنى اتحاد بلديات بنت جبيل في بلدة برعشيت إلى مجزرة بحق رجال إطفاء كانوا موجودين في المبنى استعدادا للانطلاق في مهماتهم الإنقاذية. وأدت الغارة في حصيلة أولية إلى استشهاد 10 من رجال الإطفاء ولا يزال رفع الانقاض مستمرا من المبنى الذي تعرض لدمار كبير».

وتواصل الطائرات الحربية الإسرائيلية منذ 23 سبتمبر (أيلول) الماضي شن غارات عنيفة على عدة مناطق في جنوب لبنان والبقاع شرق لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، وطالت الغارات العاصمة بيروت وجبل لبنان وشماله.

واستهدفت الغارات الإسرائيلية منازل المواطنين والمنشآت والطرقات والمؤسسات الصحية، وأسفرت عن مقتل المئات وجرح الآلاف ونزوح نحو مليون و200 ألف شخص من المناطق المستهدفة، حسبما أفادت «وكالة الأنباء الألمانية».

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في أول أكتوبر (تشرين الأول) الحالي بدء عملية برية مركزة في جنوب لبنان.


مقالات ذات صلة

«حزب الله» يأمر مقاتليه بعدم استهداف الجيش الإسرائيلي قرب «اليونيفيل»

المشرق العربي أفراد من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) قرب الحدود اللبنانية الإسرائيلية وهم يقفون على سطح برج مراقبة في بلدة مروحين بجنوب لبنان 12 أكتوبر 2023 (رويترز)

«حزب الله» يأمر مقاتليه بعدم استهداف الجيش الإسرائيلي قرب «اليونيفيل»

أصدر «حزب الله» تعليمات إلى مقاتليه بعدم استهداف القوات الإسرائيلية بالقرب من قاعدة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة بلبنان (اليونيفيل) في بلدة مارون الراس.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية جنود إسرائيليون خلال عملية يقولون إنها في جنوب لبنان في هذه الصورة التي صدرت في 6 أكتوبر 2024 (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يعلن أنه سيستهدف قريباً «المنطقة البحرية» في جنوب لبنان

أصدر المتحدث باللغة العربية باسم الجيش الإسرائيلي تحذيراً عاجلاً، اليوم، للأفراد لتفادي ارتياد شاطئ البحر أو ركوب قوارب على ساحل لبنان من نهر الأولي جنوباً.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي سوريون لاجئون في لبنان يعودون إلى سوريا بسبب الأعمال العدائية المستمرة بين "حزب الله" والقوات الإسرائيلية... الصورة في جديدة يابوس، سوريا، 7 أكتوبر 2024 (رويترز)

أكثر من 400 ألف شخص عبروا لبنان إلى سوريا خلال أسبوعين

أعلنت وحدة إدارة مخاطر الكوارث التابعة للحكومة اللبنانية، اليوم (الاثنين)، أن أكثر من 400 ألف شخص عبروا من لبنان إلى سوريا، غالبيتهم سوريون، في غضون أسبوعين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي وصول مساعدات إيرانية إلى مطار اللاذقية (سانا)

«المرصد»: مخاوف في صفوف النظام السوري من تصعيد يفتح جبهة الجولان

ضباط من قوات النظام السوري يشعرون بتخوف كبير من احتمال فتح الميليشيات الإيرانية لجبهة قتال ضد إسرائيل انطلاقاً من الأراضي السورية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عربية منتخب لبنان سيغيب عن التوقف الدولي الحالي (الاتحاد اللبناني)

الحرب تُبعد منتخب لبنان عن ملاعب كرة القدم

سيغيب منتخب لبنان لكرة القدم عن الوقفة الدولية المقبلة، وذلك بسبب الاعتداءات الإسرائيلية على البلاد.

فاتن أبي فرج (بيروت)

هل تلجأ «حماس» إلى خيار «القيادة الجماعية»؟

صورة تعود لعام 2012 تجمع بين قياديَّي «حماس» إسماعيل هنية وخالد مشعل في غزة (غيتي)
صورة تعود لعام 2012 تجمع بين قياديَّي «حماس» إسماعيل هنية وخالد مشعل في غزة (غيتي)
TT

هل تلجأ «حماس» إلى خيار «القيادة الجماعية»؟

صورة تعود لعام 2012 تجمع بين قياديَّي «حماس» إسماعيل هنية وخالد مشعل في غزة (غيتي)
صورة تعود لعام 2012 تجمع بين قياديَّي «حماس» إسماعيل هنية وخالد مشعل في غزة (غيتي)

دفع اغتيال إسرائيل الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني حسن نصر الله، الحزب إلى خيار «القيادة الجماعية» بهدف تلافي مخاطر عمليات ومحاولات الاغتيال الإسرائيلية، وصعوبة إجراء اجتماعات أو انتخابات تحت تهديد القصف... فهل هذا السيناريو وراد لدى حركة «حماس» خصوصاً أن الحرب المستمرة على مدار عام في «غزة» وخارجها طالت الكثير من قياداتها المؤثرة؟

أحد أبرز المعطيات التي تعزز فرضية «القيادة الجماعية» لدى «حماس» أن قائدها يحيى السنوار، لم يظهر منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، أي قبل عام، واختفت أخباره في الأسابيع القليلة الماضية، باستثناء مقطع فيديو نشره الجيش الإسرائيلي وظهر فيه داخل أحد الأنفاق، وقيل إن تاريخه كان بعد يوم من هجوم السابع من أكتوبر، ولم يُسمع صوته.

غير أن ثمة تباينات بين «حزب الله» و«حماس»: الأول أن فكرة «القيادة الجماعية» معمول بها فعلياً لدى «حماس» إلى حد كبير، إذ يُتخذ معظم القرارات بالتشاور في المكتب السياسي للحركة، بغض النظر عن النفوذ الأكيد لبعض الأشخاص.

أما نقطة التباين الثانية فهي أن نصر الله، وإن كان رمزاً لـ(حزب الله) فإن صورتيهما ترافقت على مدار 32 عاماً على رأس الحزب، فيما لم يُسمح لأي مسؤول في (حماس) بالبقاء أكثر من دورتين انتخابيتين، حسب النظام الداخلي للحركة، أي 8 سنوات فقط.

ثالثاً، أن السنوار الذي كان رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» في قطاع غزة، وأصبح رئيس الحركة بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران، كان يحظى منذ فترة طويلة بالأضواء ويملك كاريزما لا يملكها آخرون في الحركة، وحتى الآن، لا يزال كأنه على قيد الحياة.

يرى خبراء عسكريون أن بقاء السنوار حياً يحرم إسرائيل من «صورة المنتصر» (أ.ف.ب)

نقطة رابعة، في إطار التباينات، وهي أن «حماس»، مع الحرب الطويلة، وضعت نظاماً مرناً يسمح بتجاوز غياب أي مسؤول، بما في ذلك، تعذر التواصل معه لأسباب أمنية. وأخيراً من بين أشياء أخرى كثيرة، لم تنجح إسرائيل في اختراق «حماس» مثلما حدث مع «حزب الله» في لبنان، وعلى الرغم من أنها قتلت قيادات في الحركة، ما زال الكثيرون على قيد الحياة، يمارسون دورهم ويقودون المكتب السياسي وعلى رأسهم السنوار نفسه، المطلوب قتله منذ السابع من أكتوبر الماضي.

أين السنوار؟

لكن هل نقاط التباين السابقة، تعني أن الأمور تسير بسلاسة داخل «حماس» بخلاف «حزب الله»؟ لا يبدو ذلك واقعياً بالتأكيد.

تقول مصادر من «حماس» في غزة لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا أحد في (حماس) يعرف مكان السنوار تحديداً لا في الداخل ولا الخارج؛ لكنَّ أفراداً موثوقين لديهم المعلومة، ويشكّلون حلقة وصل مع باقي قيادات الحركة عند الضرورة».

وهذه الدائرة الصغيرة، وفق المصادر، «تعمل على تأمين احتياجاته، وتؤمّن تواصله مع قيادات الحركة بالداخل والخارج، بطرق معقدة وبدائية».

ويُعتقد أن محمد السنوار (شقيق يحيى)، وهو قائد كبير في «كتائب القسام»، (الجناح العسكري لحماس)، يُرجح أنه أبرز مرشح لقيادة الكتائب إذا ما كان قائدها الحالي محمد الضيف اغتيل فعلاً، هو الذي أشرف ويُشرف على مخبأ وتحركات السنوار التي اختفت تماماً في الأسابيع القليلة الماضية بشكل دفع إسرائيل إلى البحث عن مصيره وتقصي حقيقة موته.

كان السنوار بعد تعيينه رئيساً لـ«حماس»، قد حرص على إرسال رسائل باسمه، تعكس دوره الجديد، وكانت أولاها إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، والثانية إلى حسن نصر الله، والثالثة لزعيم جماعة «أنصار الله» اليمنية عبد الملك الحوثي؛ لكن رسائله انقطعت بعد ذلك بما في ذلك في الذكرى الأولى للسابع من أكتوبر.

واضطر نائب السنوار، خليل الحية، إلى الخروج برسالة الحركة في ذكرى السابع من أكتوبر، كما خرج رئيس الحركة في الخارج خالد مشعل في مقطع مصور ثانٍ، دون أن يتحدث السنوار نفسه.

وقالت مصادر من «حماس» إن «السنوار قطع اتصالاته لأسباب أمنية وجعلها على أضيق نطاق، فهو يعرف إسرائيل جيداً (بسبب تجربة الاعتقال) وبناءً عليها يتصرف، فإذا كانوا يتوقعون ظهوره فلن يظهر، والعكس بالعكس».

قادة «حماس» الذين جرت تصفيتهم وفق الجيش الإسرائيلي

وحسب المصادر التي تحدثت إلى «الشرق الأوسط» فإن «غياب السنوار الآن لا يضع أي عقبات أمام اتخاذ القرارات داخل (حماس)، وذلك بسبب الإجراءات المتبعة». موضحةً أن «أي قرار يُتخَذ الآن داخل الحركة يأتي ضمن إجراءات خاصة متَّبَعة منذ بداية الحرب».

وشرحت المصادر أن «هناك مكلفين باتخاذ أي قرار في حال غياب الاتصال مع أي قيادي مهما كان موقعه، أو هويته».

وتعكس معلومات المصادر، على ما يبدو، أن «حماس» تلجأ فعلياً إلى نظام القيادة الجماعية في حالات محددة، لكنه ليس النظام المعمول به رسمياً.

ماذا لو غاب رمز «حماس» الحالي؟

في حال تمكُّن إسرائيل من اغتيال السنوار، فليس معروفاً على وجه الدقة مَن ستختار «حماس»، لكنها ستكون قد فقدت أحد أهم قادتها في العقود الأخيرة وأكثرهم تأثيراً داخل الحركة.

ومنذ خروجه من السجن عام 2011 في صفقة تبادل، فرض السنوار حضوره داخل «حماس»، بحكم علاقته القوية بقائد كتائب «القسام» محمد الضيف.

والسنوار معروف أنه أحد أبرز صقور الحركة، وأكثرها تشدداً، وتقول إسرائيل إنه «دموي»، بخلاف هنية الذي سبقه أو خليل الحية نائبه أو أي ممن تولوا زعامة «حماس».

ومنذ تأسيس «حماس» عام 1987 تولى 4 أشخاص رئاسة المكتب السياسي هم: موسى أبو مرزوق الذي كان أول رئيس للمكتب السياسي من 1992 إلى 1996، ثم لحقه خالد مشعل من 1996 إلى 2017، وإسماعيل هنية خلفاً لمشعل منذ عام 2017 حتى اغتياله في يوليو (تموز) الماضي، ثم يحيى السنوار الذي اختير خلفاً لهنية قبل نحو شهرين.

كانت «الشرق الأوسط» قد أكدت أن اختيار السنوار جاء لأسباب من بينها «رغبته الشخصية» في ذلك، واعتذار رئيس المكتب السابق خالد مشغل عن عدم تولي المنصب، إضافةً إلى حسابات لها علاقة بإسرائيل والإقليم وطبيعة المرحلة.

واختارت «حماس» السنوار في اجتماع حاسم حضرته غالبية قيادات «حماس» في الخارج بما في ذلك قيادات قطاع غزة والضفة الغربية، وهم من أعضاء المكتب السياسي ومجلس الشورى ولجنته التنفيذية التي توجد في لبنان وتركيا قطر ومناطق أخرى.

وقال أحد المصادر لـ«الشرق الأوسط» آنذاك إنه (أي السنوار) «لولا الحرب كان ينوي الترشح أصلاً لرئاسة المكتب السياسي في دورته الجديدة».

واختيار السنوار يعكس تحكم قيادة قطاع غزة في كل المفاصل المهمة داخل «حماس» للدورة الثانية على التوالي، وهي القيادة التي خرج منها هنية ثم السنوار، وعملت بشكل حثيث على دفع تقارب «حماس» مع المحور الذي تقوده إيران.

وأغلب الظن أنه إذا نجا السنوار من هذه الحرب، فسيكون على رأس الحركة في الانتخابات المقبلة.

وتُجري «حماس» انتخابات في 4 أقاليم وتختار مكتباً سياسياً عاماً كل 4 سنوات لكن وفق دورة طويلة ومعقدة بعض الشيء.

وقال مصدر في الحركة لـ«الشرق الأوسط»: إن «غياب أي قائد لن يؤثر في مسيرتها»، مُذكِّراً باغتيال «مؤسس الحركة أحمد ياسين، وقادتها على مستويات مختلفة مثل: عبد العزيز الرنتيسي، وإسماعيل هنية، وصالح العاروري، ولم تتوقف مسيرتها بل ازدهرت». واستدرك: «كذلك الحال بالنسبة لقيادة (كتائب القسام) فبعد اغتيال صلاح شحادة، جاءهم محمد الضيف بـ7 أكتوبر... فسياسة الاغتيالات فاشلة».