إسرائيل تخترق دفاعات «حزب الله» بشكل «محدود» في بلدتين حدوديتين

إخلاء 3 مستشفيات وتحويل المنطقة الحدودية إلى «عسكرية»

الدخان يتصاعد من غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف بلدة الخيام (د.ب.أ)
الدخان يتصاعد من غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف بلدة الخيام (د.ب.أ)
TT

إسرائيل تخترق دفاعات «حزب الله» بشكل «محدود» في بلدتين حدوديتين

الدخان يتصاعد من غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف بلدة الخيام (د.ب.أ)
الدخان يتصاعد من غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف بلدة الخيام (د.ب.أ)

اخترقت القوات الإسرائيلية دفاعات «حزب الله» في بلدتين حدوديتين، وأجرت توغلاً محدوداً في بعض أحيائها، في ثالث أيام الهجوم البري الذي أطلقته على جنوب لبنان، بموازاة تحويل المنطقة الحدودية في القطاعين الشرقي والأوسط إلى منطقة عسكرية بالكامل، عبر استهداف «الدفاع المدني» والمُسعفين، وإغلاق المستشفيات العاملة، وإخلاء بعض البلدات المسيحية التي كانت لا تزال تستقبل نازحين من البلدات المجاورة.

وقال مصدر أمني لبناني، لـ«الشرق الأوسط»، إن القوات الإسرائيلية دخلت بالفعل بعض أحياء بلدتيْ: يارون، المحاذية لمدينة بنت جبيل، وكفركلا المحاذية لمرجعيون، واصفة التوغل بـ«المحدود»، وذلك في أول اختراق فعلي منذ يوم الأربعاء الماضي، حين بدأ الجيش الإسرائيلي التوغل داخل الأراضي اللبنانية.

وتبعد يارون عن كفركلا نحو 25 كيلومتراً، وتفصلهما عدة قرى تقع جميعها على الخط الحدودي. وتقع مبانٍ سكنية لبنانية على الشريط الحدودي مباشرة، خصوصاً في كفركلا والعديسة، وفي مارون الراس ويارون وعيترون.

المدفعية الإسرائيلية تطلق نيرانها باتجاه الأراضي اللبنانية (رويترز)

وتَلقى قوات المشاة، التي عبَرت الحدود اللبنانية، مقاومة من قِبل مقاتلي «حزب الله» الموجودين في المنطقة. وقال «حزب الله»، في بيان، إن مقاتليه استهدفوا «قوة لجنود العدو الإسرائيلي أثناء تقدمها باتجاه بيادر العدس غرب يارون، بقذائف المدفعية وبصلية صاروخية».

وتُعد يارون بلدة ملاصقة للشريط الحدودي، وتشهد معارك منذ ثلاثة أيام، قال «حزب الله»، خلالها، إنه نصَبَ الكمائن وفجّر عبوات ناسفة بالقوات المتقدمة، كما استهدف دبابات ميركافا كانت تحاول التوغل من نقاط محاذية باتجاه الداخل اللبناني. أما كفركلا فتقع على الشريط الشائك مباشرة، وفشلت القوات الإسرائيلية على مدى ثلاثة أيام في اقتحامها.

وقال الحزب، الجمعة، إن مقاتليه استهدفوا «قوة ‏لآليات وجنود العدوّ في سهل مارون الراس، بقذائف المدفعية، وأوقعوا فيهم ‏إصابات مؤكَّدة بين قتيل وجريح».

الدخان يتصاعد من غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف بلدة الخيام (د.ب.أ)

منطقة عسكرية

وتمهد إسرائيل للتوغل في العمق اللبناني بإخلاء المنطقة من سكانها بشكل كامل. وقال مصدر أمني لبناني إن إسرائيل «أرادت تحويل المنطقة الحدودية إلى منطقة عسكرية مغلقة، من خلال إفراغها من السكان»، لافتة إلى أن «القصف المتواصل للدفاع المدني وفِرق الإسعاف، واستهداف محيط المستشفيات، أرادت منه منع أي مظهر مدني في المنطقة يمكن أن يقدم خدمة طائرة للناس والمصابين، وهو ما سيدفع السكان إلى مغادرة المنطقة بالكامل».

وبالفعل، أقفل مستشفى مرجعيون الحكومي أبوابه بعد «غارة إسرائيلية استهدفت سيارتيْ إسعاف عند مدخله الرئيسي»، وفق ما أكد مديره، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وقضى في الغارة التي نفّذتها مُسيّرة، مُسعفان، وأُصيب 7 آخرون، وفق ما قالت مصادر ميدانية. كما جرى إخلاء مستشفى ميس الجبل، ومستشفى بنت جبيل الحكومي. أما مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل فيعمل بالحد الأدنى. وقال مستشفى ميس الجبل الحكومي، في بيان، إنه أوقف عملياته «بسبب قطع الطرق وخطوط الإمداد (...)، وصعوبة وصول طاقمه إليه». وأفيد عن غارة من مُسيّرة قصفت قرب مستشفى تبنين الحكومي، أدت لسقوط إصابات.

يُضاف ذلك إلى تعليق خدمات مستشفى قرب الضاحية الجنوبية، حيث أفاد «مستشفى السانت تريز» في منطقة الحدث، بـ«وقف خدماته الاستشفائية» بسبب الغارات الإسرائيلية التي استهدفت محيطه، ليل أمس، ما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة في مبناه ومُعداته.

دمار واسع جراء غارات إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت (د.ب.أ)

قصف جوي مكثف

يأتي التوغل البري بموازاة قصف جوي عنيف شمل عشرات القرى في جنوب لبنان، وتركّز في وديان المنطقة الحدودية التي يُنظَر إليها على أنها قاعدة إسناد صاروخي للقوات التي تتصدى للتوغل الإسرائيلي، كما توفّر الدعم من خلال قصف تجمعات وتحشيدات القوات الإسرائيلية. وقد أشار «حزب الله»، في بياناته، إلى أنه قصف تجمعاً لآليات وجنود إسرائيليين في سعسع، بصاروخ بركان ثقيل، كما قصف تجمعات لجنود في كريات شمونة بصلية صاروخية.

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 250 مقاتلاً من «حزب الله»، خلال العملية البرية، بينهم أكثر من 21 قائداً ميدانياً، من بينهم 5 قادة على مستوى الألوية، و10 من قادة السرايا، و6 قادة للفصائل. وأوضح الجيش الإسرائيلي أنه قصف أكثر من 2000 موقع لـ«حزب الله» من الجو في جنوب لبنان، بالتزامن مع العمليات البرية.

وأحصت وسائل إعلام محلية أكثر من 50 بلدة في الجنوب والبقاع، إضافة الى الضاحية جرى قصفها بحملات جوية مستمرة تنفذها إسرائيل.


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي: إطلاق أكثر من 180 صاروخاً من لبنان

المشرق العربي نظام القبة الحديدية الدفاعي يتصدى لصواريخ أُطلقت من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي: إطلاق أكثر من 180 صاروخاً من لبنان

قال الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 70 صاروخاً أُطلق من لبنان خلال الساعتين الماضيتين، مؤكداً اعتراض العديد منها بواسطة الدفاعات الجوية.

المشرق العربي لبنانيون ينظرون إلى دمار خلفته غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (د.ب.أ)

الأمم المتحدة: عدد القتلى المدنيين في لبنان بالقصف الإسرائيلي «غير مقبول»

قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك إن عدد القتلى المدنيين في لبنان جراء الحملة الإسرائيلية على جماعة «حزب الله» اللبنانية «غير مقبول».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي طفلة تحمل أغراضها على ظهرها وتعبر على قدميها بجانب الحفرة التي أحدثها القصف الإسرائيلي على معبر «المصنع» الجمعة (أ.ب)

استهداف معبر «المصنع» يثير قلق سوريين على أقربائهم في لبنان

بعد انتشار خبر استهداف إسرائيل معبر «المصنع» انهمكت عائلات سورية لديها أبناء بلبنان تنتظر عودتهم، في التواصل معهم للاطمئنان عليهم.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي مبنى يحوي مركزاً لـ«الهيئة الصحية الإسلامية» تعرض للتدمير بعد غارة إسرائيلية على بيروت (رويترز)

3 مستشفيات لبنانية تعلّق خدماتها على وقع الغارات الإسرائيلية

أعلنت 3 مستشفيات، اثنان منها في جنوب لبنان، وآخر على أطراف ضاحية بيروت الجنوبية، تعليق خدماتها، الجمعة، على وقع غارات إسرائيلية كثيفة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي آثار الغارة الإسرائيلية التي دمرت معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسوريا (رويترز)

إسرائيل تُحْكم حصارها العسكري على «حزب الله» وتقطع طرق إمداده

استكملت إسرائيل حصارها العسكري على «حزب الله»، براً وبحراً وجوّاً؛ فبعد منعها الطائرات الإيرانية والعراقية من الهبوط ببيروت قصفت معبر المصنع بين لبنان وسوريا.

يوسف دياب (بيروت)

الجيش الإسرائيلي: إطلاق أكثر من 180 صاروخاً من لبنان

نظام القبة الحديدية الدفاعي يتصدى لصواريخ أُطلقت من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى (أ.ف.ب)
نظام القبة الحديدية الدفاعي يتصدى لصواريخ أُطلقت من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي: إطلاق أكثر من 180 صاروخاً من لبنان

نظام القبة الحديدية الدفاعي يتصدى لصواريخ أُطلقت من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى (أ.ف.ب)
نظام القبة الحديدية الدفاعي يتصدى لصواريخ أُطلقت من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى (أ.ف.ب)

قال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إن أكثر من 180 صاروخاً أُطلقت من لبنان، بينها 70 صاروخاً أُطلقت خلال الساعتين الماضيتين، مؤكداً اعتراض العديد منها بواسطة الدفاعات الجوية، وسقوط بقيتها في مناطق مفتوحة.

وأضاف الجيش، في بيان نقلت عنه «تايمز أوف إسرائيل»، أن الدفاع الجوي أسقط طائرتين من دون طيار دخلتا المجال الجوي الإسرائيلي من لبنان.

وأشار إلى أن الطائرات الحربية والطائرات من دون طيار الإسرائيلية استهدفت، الخميس، عشرات المواقع التابعة لـ«حزب الله» في لبنان.

وقال الجيش إن الأهداف في بيروت شملت مخازن أسلحة، وغرف قيادة، ومواقع استخبارات، ومعدات مراقبة، وبنية تحتية أخرى.

بينما أشار إلى استهداف «عشرات مخازن الأسلحة التابعة لـ(حزب الله) ومقاتلين وراجمات صواريخ في جنوب لبنان».

وكثف الجيش الإسرائيلي قصفه ضد «حزب الله» منذ 23 سبتمبر (أيلول) بهدف إعادة سكان شمال إسرائيل الذين نزحوا جراء تبادل إطلاق النار عبر الحدود مع لبنان، إلى منازلهم. وقُتل العديد من كبار قادة «حزب الله» في ضربات جوية، وصولاً للأمين العام للحزب حسن نصر الله في غارة استهدفت مقراً تحت الأرض في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت.

وحشد الجيش الإسرائيلي العديد من الألوية المدرعة وآلاف المقاتلين قبالة الحدود الجنوبية للبنان، واشتبك عناصر من «حزب الله» وجنود إسرائيليون بشكل مباشر خلال عمليات تسلل واستطلاع للجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية.