مناورات «جس النبض» الإسرائيلية تكبدها خسائر ميدانية بجنوب لبنان

تل أبيب توسع القصف الجوي إلى وسط بيروت وجبل لبنان

TT

مناورات «جس النبض» الإسرائيلية تكبدها خسائر ميدانية بجنوب لبنان

مبنى «الهيئة الصحية الإسلامية» الذي استهدفته غارة إسرائيلية في منطقة الباشورة بوسط بيروت (رويترز)
مبنى «الهيئة الصحية الإسلامية» الذي استهدفته غارة إسرائيلية في منطقة الباشورة بوسط بيروت (رويترز)

اصطدمت إسرائيل مجدداً بمقاومة عنيفة لتدخلاتها البرية في لبنان، التي يرجّح الخبراء العسكريون أنها عمليات اختبار و«جس نبض» لدفاعات «حزب الله» الذي أوقع القوات المهاجمة في كمائن عدة عند الحدود. وبقيت المواجهات محصورة في القطاع الشرقي الذي قال الحزب إن القوات الإسرائيلية لم تستطع اختراقه عند نقطتي مارون الراس ويارون؛ حيث تم تفجير 4 عبوات بالقوات المقتحِمة، فيما واصل الجيش الإسرائيلي إطلاق تحذيرات لإفراغ القرى من سكانها، وضم إليها أكثر من 20 قرية وبلدة في منطقتي النبطية والزهراني.

وفي تطور لافت، أدخلت إسرائيل العاصمة اللبنانية إلى قائمة الاستهدافات؛ حيث قصفت إسرائيل وسط بيروت في هجوم قالت وزارة الصحة اللبنانية إنه أسقط 9 قتلى. واستهدف الهجوم مقراً للهيئة الصحية الإسلامية التابعة لـ«حزب الله» في منطقة الباشورة بوسط بيروت قرب البرلمان ومقر رئاسة الحكومة، مما يجعل منه الهجوم الإسرائيلي الأقرب لقلب العاصمة اللبنانية.

وذكرت الهيئة الصحية الإسلامية المرتبطة بـ«حزب الله»، في بيان، أن 7 من موظفيها قُتِلوا في الضربة على بيروت، من بينهم مسعفان.

 

الدخان يتصاعد من بلدة الخيام بعد غارات اسرائيلية على جنوب لبننا (إ ب أ)

 

كما كان لافتاً استهداف محطة بث في بلدة كيفون الواقعة بمحاذاة مدينة عالية في جبل لبنان، وتسكنها أغلبية شيعية، في أول استهداف من نوعه. كما استهدفت غارة أخرى بلدة المعيصرة التي تسكنها أغلبية شيعية أيضاً في قضاء كسروان ذي الغالبية المسيحية.

 

كمائن وعبوات

 

ميدانياً، قال «حزب الله» في 26 بياناً أصدرها حتى مساء الخميس، إنه قصف تحشيدات عسكرية، وفجَّر ألغاماً وعبوات بالقوات الإسرائيلية التي حاولت العبور إلى الداخل اللبناني، كما اشتبك مع مجموعات من القوات الإسرائيلية. وتركزت المواجهات، حسب بيانات الحزب، في بلدتي مارون الراس ويارون، وهي مناطق واقعة في القطاع الشرقي الذي لا تزال القوات الإسرائيلية تحاول العبور منها.

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن قواته «تواصل عملياتها البرية في جنوب لبنان»، مضيفاً أنها استهدفت مقر بلدية بنت جبيل «الذي اتخذ مخربو (حزب الله) منه مأوى ومخزن أسلحة لهم»، كما «تم القضاء على ما يقارب 60 مخرباً واستهداف نحو 200 هدف إرهابي»، حسبما قال الناطق الرسمي باسمه.

 

إخلاء القرى

 

وفي سياق محاولات إخلاء القرى في العمق، أصدر الجيش تحذيرات لأكثر من 20 قرية وبلدة في جنوب لبنان بالإخلاء على الفور، مما يرفع عدد البلدات التي تلقت تحذيرات للإخلاء إلى 70، وشملت النبطية، وهي عاصمة محافظة بالاسم نفسه، بما يشير إلى أن هناك عملية إسرائيلية جديدة يمكن أن تدفع آلافاً آخرين من اللبنانيين إلى الفرار.

 

رجل يتفقد الدمار في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد الغارات الاسرائيلية (د.ب.أ)

وتقول الحكومة اللبنانية إن أكثر من 1.2 مليون لبناني نزحوا بسبب الهجمات الإسرائيلية. وفي الضاحية الجنوبية لبيروت دوَّت عدة انفجارات الخميس، وتصاعدت أعمدة كبيرة من الدخان، بعد ضربات إسرائيلية عنيفة.

 

قصف الضاحية

 

إلى ذلك، تواصل القصف الجوي العنيف لقرى وبلدات في جنوب لبنان وشرقه، كما تركزت الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت؛ حيث دوّت 4 انفجارات عنيفة في سماء العاصمة اللبنانية. واستهدفت الغارات حي معوض في الشياح وأسفرت عن تدمير مكتب العلاقات الإعلامية في «حزب الله»، كما استهدفت مناطق الجاموس والحدت وحارة حريك، وذلك بعد غارات ليلية عنيفة استهدفت أبنية في الضاحية أدَّت إلى تدميرها على أوتوستراد هادي نصر الله وفي الغبيري وحارة حريك والسان تيريز في الحدت.

وقال الجيش الإسرائيلي إن طائرات حربية تابعة لسلاح الجو أغارت، بتوجيه استخباراتي من هيئة الاستخبارات، على أهداف لركن الاستخبارات لـ«حزب الله» في بيروت، حيث وُجِد داخلها عناصر الوحدة ووسائل جمع المعلومات ومقرات القيادة وبنى تحتية أخرى.

 

دمار هائل جراء الغارات الإسرائيلية بالضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

وقال الجيش إن «ركن الاستخبارات في (حزب الله) يعتبر المؤسسة الاستخبارية المركزية في الحزب المسؤولة عن بناء صورة استخبارية عن إسرائيل وجيش الدفاع، حيث يقود العمل الاستخباراتي في (حزب الله) بمواجهة إسرائيل، ويملك قدرات جمع المعلومات الاستراتيجية للحزب».

وقال وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، الخميس، إن نحو 2000 شخص قُتِلوا في المجمل، منهم 127 طفلاً، وأُصيب 9384 آخرون منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على لبنان على مدى العام الماضي. وسقط معظم القتلى خلال الأسبوعين الماضيين.


مقالات ذات صلة

المشرق العربي سكان يفحصون الدمار في أعقاب غارة إسرائيلية على حي المريجة في الضاحية الجنوبية لبيروت في 4 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي يعلن قتل قائد منظومة الاتصالات في «حزب الله»

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الجمعة)، إنه قتل محمد رشيد سكافي قائد منظومة الاتصالات في «حزب الله» أمس الخميس بضربة دقيقة في بيروت تستند إلى معلومات مخابراتية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية خامنئي خلال خطبة الجمعة في طهران اليوم (أ.ف.ب)

خامنئي: فقدان نصر الله أفجعنا... ولن يقودنا التسرع والانفعال

أكد المرشد الإيراني علي خامنئي في أول خطبة جمعة له منذ أكثر من 4 سنوات، أنه «فجع» بمقتل زعيم «حزب الله» حسن نصر الله، لكنه شدد على أن «التسرع لن يقودنا».

«الشرق الأوسط» (طهران)
المشرق العربي صورة لأمين عام «حزب الله» حسن نصر الله في 28 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

«حزب الله» ينفي دفن نصر الله «في مكان سري»

نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من «حزب الله» قوله، الجمعة، إن أمينه العام، حسن نصر الله الذي قُتل بغارات إسرائيلية قبل أسبوع، دُفن «مؤقتاً كوديعة».

«الشرق الأوسط» (بيروت )
المشرق العربي أشخاص بالمركز الثقافي الإيراني خلال تأبين لزعيم «حزب الله» حسن نصر الله في كويتا - باكستان 3 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

تحديات ما بعد «نصر الله»... «حزب الله» على مفترق طرق

شكَّلت شخصية حسن نصر الله رمزاً قيادياً بارزاً لجماعة «حزب الله» اللبنانية؛ ما جعل البعض ينظر إلى أن رحيله سيترك فراغاً كبيراً في الحزب.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

مجلس الأمن يؤكد دعمه «الكامل» لغوتيريش بعد قرار إسرائيل اعتباره «شخصاً غير مرغوب فيه»

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (د.ب.أ)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (د.ب.أ)
TT

مجلس الأمن يؤكد دعمه «الكامل» لغوتيريش بعد قرار إسرائيل اعتباره «شخصاً غير مرغوب فيه»

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (د.ب.أ)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (د.ب.أ)

أكّد مجلس الأمن الدولي، مساء الخميس، دعمه «الكامل» للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بعدما عدّته إسرائيل «شخصاً غير مرغوب فيه»؛ لأنه لم يدن في الحال الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدفها الثلاثاء.

وفي بيان لم يأتِ بتاتاً على ذكر إسرائيل، قال أعضاء مجلس الأمن الـ15 إنّهم «يؤكّدون ضرورة أن تكون لدى كل الدول الأعضاء (في الأمم المتحدة) علاقة مثمرة وفعّالة مع الأمين العام، وأن تمتنع عن أيّ إجراء من شأنه أن يقوّض عمله وعمل أجهزته».

وحذّرت الدول الـ15، بما فيها الدول الخمس الدائمة العضوية، وهي: الولايات المتحدة، والصين، وروسيا، وبريطانيا، وفرنسا، من أنّ «أيّ قرار لا يشمل الأمين العام للأمم المتحدة أو الأمم المتحدة يأتي بنتائج عكسية، خصوصاً في سياق تصاعد التوترات في الشرق الأوسط».

وصدر البيان عن الرئاسة السويسرية لمجلس الأمن باسم أعضاء المجلس أجمعين.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أعلن غوتيريش «شخصاً غير مرغوب فيه»، ما يعني منعه من دخول الدولة العبرية، منتقداً عدم إدانة الأمين العام الهجوم الصاروخي الإيراني على الدولة العبرية.

وقال كاتس إنّ «أيّ شخص لا يمكنه إدانة الهجوم الإيراني الشنيع على إسرائيل لا يستحق أن يُسمح بأن تطأ قدماه التراب الإسرائيلي. هذا أمين عام معادٍ لإسرائيل يدعم الإرهابيين والمغتصبين والقتلة».

لكنّ غوتيريش حرص خلال جلسة متوترة عقدها مجلس الأمن (الأربعاء)، وشارك فيها سفيرا إسرائيل وإيران، على القول: «أدين مجدداً وبقوة الهجوم الصاروخي الضخم الذي شنّته إيران على إسرائيل».

لكنّ الأمين العام عاد وانتقد كلا الطرفين، الإسرائيلي والإيراني، مندّداً بـ«دوامة العنف المقززة» في منطقة تقف على حافة «الهاوية».