واصلت إسرائيل غاراتها اليومية داخل الأراضي السورية مستهدفة، اليوم الخميس، ممرات وطرقاً غير شرعية على الحدود السورية اللبنانية في ريف دمشق الغربي.
وقالت وسائل إعلام رسمية إن الدفاعات الجوية السورية تصدّت «لأهداف مُعادية في أجواء ريف دمشق الغربي»، دون ذكر أي تفاصيل.
وأفادت مصادر إعلامية محلية بأن المضادات الأرضية حاولت اعتراض مُسيّرات إسرائيلية في أجواء يعفور وجديدة الشيباني بريف دمشق الغربي.
«المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد باستهداف إسرائيل «ممرات وطرقاً غير شرعية في الجبال المتداخلة بين الأراضي السورية واللبنانية بريف دمشق الغربي، وليس بعيداً عن الحدود الرسمية للحدود السورية اللبنانية».
وكشفت وسائل إعلام إيرانية، الخميس، عن وفاة المستشار العسكري في «الحرس الثوري» الإيراني، مجيد ديواني، متاثراً بجراحه، بعد إصابته في دمشق، على أثر غارة جوية إسرائيلية. ورجَّحت مصادر متابعة في دمشق أن يكون مجيد ديواني استُهدف في غارة إسرائيلية أصابت سيارته في المزة وفيلات غربية بدمشق، ليل الثلاثاء الماضي، والتي قضى فيها ثلاثة أشخاص، وأصيب تسعة آخرون، وفق الإعلام الرسمي.
وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل 12 من المدنيين والعسكريين، بينهم القيادي في «الحرس الثوري» الإيراني وصِهر حسن نصر الله وإعلامية، خلال سلسلة من هجمات على المزة، في اليومين الماضيين. وتُواصل إسرائيل شن هجماتها براً وجواً على الأراضي السورية، مستهدفة مواقع تتبع غالبيتها قوات النظام، وذلك بذريعة وجود «حزب الله» اللبناني والميليشيات الإيرانية، مما يسفر عن سقوط كثير من السوريين؛ من مدنيين وعسكريين جنّدتهم الميليشيات الإيرانية لصالحها مستغلّة الظروف المعيشية القاسية، بالإضافة لمقتل عدد من قوات النظام ضمن القطعات العسكرية التي تستغلها تلك الميليشيات.
وأحصى «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، منذ مطلع العام الحالي، 95 مرة قامت خلالها إسرائيل باستهداف الأراضي السورية، 78 منها جوية، و17 برية، وأسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير نحو 185 هدفاً؛ ما بين ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات.
إلى ذلك، وقع، فجر الخميس، هجوم عنيف على الساحل السوري، ضمن مناطق النفوذ الروسي.
وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، رامي عبد الرحمن، إن مُسيّرات مع طائرة حربية يرجَّح أنها إسرائيلية وزوارق في البحر شاركت في استهداف مستودع أسلحة على الساحل السوري، واستمرت العملية لنحو ساعة، وقد حاولت الدفاعات الروسية والسورية التصدي للمسيّرات، وربما أسقطت بعضها.
وأكد عبد الرحمن أن «الهدف تحقَّق ودُمّر المستودع» الذي يقع على بُعد نحو 4 كيلومترات من مطار الحميميم؛ حيث توجد أكبر قاعدة جوية روسية. ولفت إلى أنه لا يمكن الجزم إن كان مستودع السلاح المستهدف، الذي جرى تدميره بالكامل، يتبع الإيرانيين أم «حزب الله» أو قوات النظام، لكن «من غير المرجح أن يكون مستودعاً روسياً جرى استهدافه بالمسيّرات أو الهـجوم الجوي».
مصادر محلية أكدت أن المُسيرات أصابت موقعاً قريباً من شركة الطرق في جبلة عند جسر حميميم، ما أدى لوقوع انفجارات كبيرة. وبعد ساعات، قامت السلطات بتحويل حركة السير ذهاباً وإياباً على أوتوستراد اللاذقية - طرطوس، من عقدة جبلة الجنوبية حتى جسر حميميم، مروراً بمدينة جبلة.
وفي حين لم يصدر بيان رسمي سوري حول الهجوم على الساحل، قالت صحيفة «الوطن» السورية، المقرَّبة من الحكومة، إن حريقاً اندلع عند جسر جبلة، فجر الخميس، وجرت السيطرة على النيران. ونقلت «الوطن» عن مصادر محلية أنه سُمع، فجر اليوم، أصوات انفجارات في جبلة يرجَّح أنها «تصدِّي دفاعاتنا الجوية لأهداف مُعادية في سماء الساحل قبالة البحر».
مصادر أهلية متطابقة أكدت أن الهجوم كان عنيفاً جداً وسُمعت أصوات الانفجارات على مسافات بعيدة على الساحل، كما أفادت بتصدي الدفاعات الجوية المشتركة السورية والروسية للهجوم، وإسقاط عشرات الأهداف.