غارة إسرائيلية تستهدف محيط مطار بيروت... و200 صاروخ أُطلق من لبنان اليوم

«حزب الله» يعلن استهداف مستوطنات وتجمّعات للقوات الإسرائيلية وقاعدة للصناعات العسكرية

TT

غارة إسرائيلية تستهدف محيط مطار بيروت... و200 صاروخ أُطلق من لبنان اليوم

حريق في موقع الهجوم الصاروخي على مدينة المطلة في شمال إسرائيل (أ.ف.ب)
حريق في موقع الهجوم الصاروخي على مدينة المطلة في شمال إسرائيل (أ.ف.ب)

استهدفت غارة إسرائيلية، اليوم الخميس، مستودعاً متاخماً لمطار بيروت بجنوب العاصمة اللبنانية، على ما أفاد مصدر مقرب من «حزب الله» لوكالة الصحافة الفرنسية، مع استمرار الضربات الجوية المكثفة منذ 23 سبتمبر (أيلول).

ولم تتضح على الفور ماهية المستودع أو محتوياته.

وقال الجيش الإسرائيلي إن مقاتلاته نفّذت غارات على 15 موقعاً لـ«حزب الله» في بيروت اليوم. وأشار إلى أن الأهداف شملت مواقع تصنيع الأسلحة ومستودعات الأسلحة والبنية التحتية الأخرى.

بدوره، أعلن «حزب الله» - في بيان - أن عناصره استهدفوا مساء اليوم، تجمعاً للقوات الإسرائيلية في مستوطنة أفيفيم بالصواريخ، بعد أن أعلن في بيانات سابقة اليوم أن عناصره استهدفوا تجمعاً للقوات الإسرائيلية في مستوطنة كفرجلعادي ومستوطنة المطلة ومدينة صفد بالصواريخ.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم إطلاق ما يقرب من 200 صاروخ من لبنان على شمال إسرائيل (الخميس)، إلى جانب عدة مسيّرات. ولم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات أو أضرار جسيمة جراء هذه الهجمات. وأضاف الجيش أنه تم إطلاق «وابل من حوالي 85 قذيفة هاون وصاروخ» من لبنان على مدينة المطلة في شمال إسرائيل، خلال ساعة واحدة.

وبحسب الجيش، تم اعتراض بعض الصواريخ، كما تم تحديد آثار عدة منها. ولم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات في الهجوم.

وفي وقت سابق اليوم، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات لأكثر من 20 قرية وبلدة في جنوب لبنان بالإخلاء على الفور في وقت تواصل فيه إسرائيل توغلها البري هناك إثر تكبدها أكبر خسارة في يوم واحد خلال الاشتباكات مع جماعة «حزب الله» المدعومة من إيران المستمرة منذ نحو عام.

وبذلك يرتفع عدد البلدات التي تلقت تحذيرات للإخلاء إلى 70، وشملت النبطية وهي عاصمة محافظة بالاسم نفسه، بما يشير إلى أن هناك عملية إسرائيلية جديدة يمكن أن تدفع آلافا آخرين من اللبنانيين إلى الفرار.

وقال الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم، إنه اعترض طائرة مسيرة بجنوب إسرائيل ولا أنباء عن إصابات.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أنه تم رصد نحو 20 صاروخا - أطلقها «حزب الله» - في محيط مدينة المطلة شمال إسرائيل، بعد انطلاق صفارات الإنذار المتتالية في المنطقة. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات، حسبما أفادت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية.

جنود من الجيش اللبناني يؤمّنون موقعاً خارج مبنى تعرّض لغارة جوية إسرائيلية بمنطقة الكولا في بيروت 30 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

الجيش اللبناني يرد على مصادر النيران

وكان الجيش اللبناني، أعلن اليوم، أنه ردّ على «مصادر النيران» الإسرائيلية بعد مقتل جندي -هو الثاني منذ صباح اليوم في جنوب لبنان- وذلك للمرة الأولى منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقال الجيش في بيان: «استُشهد أحد العسكريين نتيجة استهداف العدو الإسرائيلي مركزاً للجيش في منطقة بنت جبيل في الجنوب، وقد ردّ عناصر المركز على مصادر النيران»، بعد وقت قصير من مقتل جندي لبناني وجرح آخر، في أثناء تنفيذهما مهمة «إنقاذ» إلى جانب الصليب الأحمر اللبناني بجنوب لبنان، وفق ما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وهذه هي المرة الأولى التي يرد فيها الجيش اللبناني على مصادر نيران إسرائيلية منذ بدء الحرب قبل عام، وفق ما قاله مصدر أمني لبناني لوكالة «رويترز».

تصاعد الدخان فوق الضاحية الجنوبية لبيروت ومحيطها بعد ضربات إسرائيلية كما شوهد من سن الفيل 3 أكتوبر 2024 (رويترز)

«حزب الله» يعلن استهداف قاعدة للصناعات العسكرية

وقالت جماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران، في بيان بعد ظهر اليوم (الخميس)، إنها استهدفت قاعدة سخنين للصناعات العسكرية الإسرائيلية في خليج حيفا برشقة صاروخية.

وأعلن «حزب الله» في بيانين منفصلين بعد ظهر اليوم، أن عناصره استهدفوا بالصواريخ، اليوم الخميس، «دبابة ميركافا في مستوطنة نطوعة الإسرائيلية وتجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في منطقة الصغرى ومنطقة الثغرة في خراج بلدة العديسة الجنوبية» عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

يُذكر أن المناطق الحدودية في جنوب لبنان تشهد تبادلاً لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله»، منذ الثامن من أكتوبر الماضي، بعد إعلان إسرائيل الحرب على غزة، وإعلان الحزب مساندة القطاع.

استهداف مقر استخبارات «حزب الله»

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف «مقر استخبارات» لجماعة «حزب الله» في بيروت، الخميس، وسط سلسلة من الغارات على مواقع تابعة للحزب في أنحاء متفرقة من لبنان.

وذكر الجيش في بيان أن «طائرات مقاتلة إسرائيلية ضربت أهدافاً تابعة لمقر استخبارات (حزب الله) في بيروت، شملت عناصر إرهابيين ينتمون إلى الوحدة، ووسائل جمع معلومات استخباراتية، ومراكز قيادة وبنى تحتية إرهابية»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

تصاعد دخان بعد غارة جوية إسرائيلية في جنوب لبنان كما شوهدت من شمال إسرائيل 3 أكتوبر 2024 (رويترز)

غارات إسرائيلية في جبل لبنان والجنوب

شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة، بعد ظهر الخميس، على بلدة كيفون في جبل لبنان، وعلى عدد من المناطق الجنوبية. وقصفت المدفعية الإسرائيلية عدداً من البلدات الجنوبية. وارتفعت الحصيلة غير النهائية لضحايا الغارة الإسرائيلية التي استهدفت، ليل أمس، منطقة الباشورة في العاصمة بيروت إلى 9 قتلى و14 جريح.

وكانت وزارة الصحة اللبنانية قد أفادت في وقت سابق بأن 46 شخصاً قتلوا وجرح 85 شخصاً جراء غارات إسرائيلية خلال الساعات الـ24 الماضية.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، أول أكتوبر الحالي، بدء عملية برية مركزة في جنوب لبنان.


مقالات ذات صلة

يوآف غالانت... العقل المدبّر وراء توسيع حرب غزّة إلى لبنان

شؤون إقليمية وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (أ.ف.ب)

يوآف غالانت... العقل المدبّر وراء توسيع حرب غزّة إلى لبنان

يعد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الجنرال السابق الذي حدد معالم الحرب الإسرائيلية على "حماس" في غزة، القوة الأبرز وراء توسيع العمليات العسكرية إلى لبنان.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي أب وابنته غادرا لبنان على متن طائرة عسكرية يونانية (أ.ب)

أجانب يسارعون لمغادرة لبنان مع احتدام الهجوم الإسرائيلي

أجلى عدد متزايد من الدول رعاياها من بيروت، الخميس، وسط تكثيف إسرائيل قصفها للعاصمة اللبنانية، وحثّت حكوماتٌ في أنحاء العالم مواطنيها على المغادرة.

«الشرق الأوسط» (أثينا - لارنكا)
المشرق العربي قوات من لواء «عتصيوني» الإسرائيلي خلال عملية له بجنوب لبنان في صورة نشرها الجيش الإسرائيلي 3 أكتوبر 2024 (الجيش الإسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لجنود من احتياطه خلال عمليات في جنوب لبنان

نشر الجيش الإسرائيلي لقطات للواء الإسرائيلي «عتصيوني» خلال عملية له في جنوب لبنان في الأيام الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ جنود إسرائيليون في دورية راجلة بقطاع غزة (أ.ف.ب)

خبراء أميركيون يحذرون من عدم وجود نهاية واضحة للحرب على لبنان

المواجهة التي جرت الأربعاء، «كانت ضمن التوقعات، خصوصاً أن البنية البشرية لمقاتلي (حزب الله) لا تزال متحصنة في عدد من القرى على الشريط الحدودي.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: مقتل 28 موظفاً صحياً في لبنان خلال 24 ساعة

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الخميس، إن 28 موظفاً بالقطاع الصحي قُتلوا في لبنان خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

عملية بقيادة أميركية تحرر إيزيدية من غزة بعد 10 سنوات في الأسر

فوزية أمين سيدو امرأة إيزيدية اختطفها «داعش» في العراق وتم إنقاذها بعملية في غزة (وزارة الخارجية العراقية)
فوزية أمين سيدو امرأة إيزيدية اختطفها «داعش» في العراق وتم إنقاذها بعملية في غزة (وزارة الخارجية العراقية)
TT

عملية بقيادة أميركية تحرر إيزيدية من غزة بعد 10 سنوات في الأسر

فوزية أمين سيدو امرأة إيزيدية اختطفها «داعش» في العراق وتم إنقاذها بعملية في غزة (وزارة الخارجية العراقية)
فوزية أمين سيدو امرأة إيزيدية اختطفها «داعش» في العراق وتم إنقاذها بعملية في غزة (وزارة الخارجية العراقية)

قال مسؤولون عراقيون وأميركيون إن شابة إيزيدية، تبلغ من العمر 21 عاماً، اختطفها مسلحون من تنظيم «داعش» في العراق قبل أكثر من عقد، تم تحريرها من قطاع غزة هذا الأسبوع، وذلك في عملية قادتها الولايات المتحدة، وشاركت فيها إسرائيل والأردن والعراق.

وتنتمي الشابة إلى الأقلية الإيزيدية، التي يوجد معظم معتنقيها في العراق وسوريا، والتي تعرضت لمقتل أكثر من 5 آلاف من أتباعها واختطاف آلاف آخرين في حملة في 2014، قالت «الأمم المتحدة» إنها شكلت إبادة جماعية.

وقال سلوان سنجاري، مدير مكتب وزير الخارجية العراقي، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن الإفراج عن الفتاة الإيزيدية تم بعد جهود استمرت لأكثر من 4 أشهر، بما تضمن عدة محاولات باءت بالفشل بسبب الوضع الأمني الصعب الناجم عن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.

وتم الكشف عن هويتها، وهي تدعى فوزية سيدو. ولم تتمكن «رويترز» من التواصل معها بشكل مباشر للحصول على تعليق.

وذكر مصدر مطلع أن مسؤولين عراقيين يتواصلون مع فوزية منذ شهور، ونقلوا بياناتها إلى مسؤولين أميركيين رتّبوا خروجها من قطاع غزة بمساعدة إسرائيل.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه نسّق مع السفارة الأميركية في القدس و«جهات دولية أخرى» في عملية تحرير فوزية.

وأضاف، في بيان، أن خاطفها قتل خلال حرب غزة، ربما في غارة إسرائيلية، ثم فرّت فوزية بعد ذلك إلى مخبأ داخل قطاع غزة.

وقال البيان: «في عملية معقدة جرى تنسيقها بين إسرائيل والولايات المتحدة وجهات دولية أخرى، تم إنقاذها مؤخراً في عملية سرية من قطاع غزة من خلال معبر كرم أبو سالم».

وأضاف الجيش أن فوزية واصلت بعد دخولها إسرائيل طريقها إلى الأردن عبر معبر جسر الملك حسين، وعادت من هناك إلى عائلتها في العراق.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن ساعدت في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) «في إجلاء شابة إيزيدية بشكل آمن من غزة للمّ شملها مع عائلتها في العراق».

وذكر المتحدث أن الفتاة اختطفت من منزلها في العراق، عندما كانت في الحادية عشرة من عمرها، وتم بيعها وتهريبها إلى قطاع غزة. وأضاف المتحدث أن خاطفها قُتل في الآونة الأخيرة، ما سمح لها بالفرار والسعي إلى العودة إلى وطنها.

صدمة نفسية

قال مدير مكتب وزير الخارجية العراقي إن فوزية في حالة بدنية جيدة، لكنها مصابة بصدمة نفسية بسبب فترة الأسر والوضع الإنساني المزري في غزة. وأضاف أن شملها مع عائلتها التأم منذ ذلك الحين في شمال العراق.

وذكر خلف سنجار، مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الإيزيدية، أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تابع القضية بشكل مباشر مع مسؤولين أميركيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي.

وأسر مسلحون من تنظيم «داعش» أكثر من 6 آلاف إيزيدي من منطقة سنجار في العراق في 2014، وتم بيع كثير منهم لأغراض الاسترقاق الجنسي، أو لتدريبهم للقتال وهم أطفال ونقلهم عبر الحدود، بما في ذلك إلى تركيا وسوريا.

وتقول السلطات العراقية إن أكثر من 3500 جرى تحريرهم أو إنقاذهم على مدى سنين، لكن لا يزال نحو 2600 في عداد المفقودين.

ويخشى أن يكون كثيرون قد لقوا حتفهم، لكن نشطاء إيزيديين يقولون إنهم يعتقدون أن مئات ما زالوا على قيد الحياة.