رسائل للداخل والخارج وجّهها رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي بشأن التوترات في الشرق الأوسط، حيث جدّد التحذير من مخاطر اندلاع «حرب إقليمية شاملة»، فيما طمأن الداخل بتأكيد أن الحكومة تعمل على «تأمين مخزون استراتيجي من الاحتياجات الأساسية للمواطنين، في ظل حالة عدم اليقين التي تعيشها المنطقة».
وأعرب مجلس الوزراء المصري، في جلسته التي انعقدت، الأربعاء، برئاسة مدبولي، عن «قلقه البالغ»، مشيراً إلى «بذل مصر المساعي كافةً للحفاظ على استقرار لبنان ووحدته وسيادته»، وفق بيان صحافي للمجلس.
ونبّه إلى أن «الخطورة الكاملة للأوضاع هي أن تؤدي الخطوات الأحادية التصعيدية من جانب إسرائيل إلى الانزلاق نحو تطورات أكثر خطورة، قد تؤدي إلى الدخول في حرب إقليمية شاملة ستعصف باستقرار المنطقة بأسرها»، وفق البيان.
وتصاعُد الأحداث، وفق البيان، «يُنذر بمنعطف خطير، ويؤكد ضرورة تدخل المجتمع الدولي، والقوى الفاعلة، للعمل على وقف فورى لإطلاق النار، حقناً للدماء، وحفاظاً على أمن المنطقة ومقدراتها».
وشدّد مجلس الوزراء المصري على «إدانة القاهرة للتصعيد الإسرائيلي الخطير بجنوب لبنان»، وأكّد «رفض مصر لأي محاولات لتكريس وضع جديد على الأرض يمسّ السيادة اللبنانية»، مطالباً بـ«حتمية الوقف الفوري لإطلاق النار في لبنان وقطاع غزة؛ لأن ذلك هو العامل الأساسي الذي سيؤدي إلى خفض التصعيد وإقرار التهدئة».
وخلال اجتماع الحكومة، قال مدبولي إن «تصاعُد التطورات التي تشهدها المنطقة خلال الآونة الأخيرة يفرض ظرفاً استثنائياً يُلقي بظلال تأثيراته على الأوضاع الاقتصادية لبلدانها، ومنها مصر، سواءً عبر ارتفاع أسعار البترول، أو التأثر الشديد لعائدات قناة السويس؛ نظراً لما يحدث في البحر الأحمر»، في إشارة إلى الهجمات التي يشنّها الحوثيون من اليمن.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كشف، الأحد، في حفل تخرّج دفعة جديدة من طلبة أكاديمية الشرطة، عن أن «قناة السويس فقدت ما بين 50 في المائة و60 في المائة من إيراداتها، أي أكثر من 6 مليارات دولار، بسبب التوترات في المنطقة خلال الشهور الثمانية الماضية».
وفي رسائل طمأنة للداخل، قال مدبولي خلال اجتماع مجلس الوزراء، إن «الحكومة تعمل على تأمين مخزون استراتيجي من الاحتياجات الأساسية للمواطنين، في ظل حالة عدم اليقين التي تعيشها المنطقة».
وبحسب مدبولي، فإن ثوابت السياسة المصرية تقوم على التوازن والاعتدال والإيجابية لإنهاء الأزمات وليس تصعيدها، تحسّباً من الانزلاق إلى مخاطر حقيقية تُهدّد الأمن الإقليمي بأكمله، مُنوهاً إلى «أهمية إجراء حوار استراتيجي بين دول المنطقة، بهدف البناء والتنمية، وتعظيم الاستفادة من مقدّرات الشعوب».
وبعد يومين من اتصال الرئيس المصري برئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي؛ لتأكيد التضامن مع بيروت، وإعلان تحريك مساعدات إنسانية لها، بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، الثلاثاء، تطورات الموقف، وأكّد «رفض مصر لأي محاولات لتكريس وضع جديد على الأرض يمسّ السيادة اللبنانية على أراضيه».