العراق يعاقب دبلوماسية لم تنسحب من كلمة نتنياهو في الأمم المتحدة

«التيار الصدري» قال إن بقاءها في القاعة «إهانة للعراقيين»

دبلوماسية في مقعد العراق بالأمم المتحدة تستمع لكلمة نتنياهو (الأمم المتحدة)
دبلوماسية في مقعد العراق بالأمم المتحدة تستمع لكلمة نتنياهو (الأمم المتحدة)
TT

العراق يعاقب دبلوماسية لم تنسحب من كلمة نتنياهو في الأمم المتحدة

دبلوماسية في مقعد العراق بالأمم المتحدة تستمع لكلمة نتنياهو (الأمم المتحدة)
دبلوماسية في مقعد العراق بالأمم المتحدة تستمع لكلمة نتنياهو (الأمم المتحدة)

قرَّر العراق إلغاء عضوية موظفة دبلوماسية من بعثة البلاد إلى الأمم المتحدة على خلفية بقائها في قاعة اجتماعات الجمعية العامة أثناء خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رغم انسحاب وفود عربية وأجنبية.

كان زعيم «التيار الصدري»، مقتدى الصدر، قد «أمر الكتلة الصدرية» المنسحبة من البرلمان بمقاضاة الموظفة لعدم انسحابها من قاعة الأمم المتحدة خلال خطاب نتنياهو.

وتداولت منصات رقمية صورة مأخوذة من فيديو للأمم المتحدة، تظهر فيها دبلوماسية تجلس في مقعد العراق خلال الكلمة الإسرائيلية، بينما كانت قاعة الاجتماع الدولي شبه خالية.

وهاجم ناشطون عراقيون وزارة الخارجية، وقالوا إن «سلوك الموظفة، رفيعة المستوى، أحرج العراق في الحفل الدولي».

وقالت مصادر خاصة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «وزارة الخارجية العراقية اتخذت إجراءً بالتحقيق الفوري مع الدبلوماسية، وتقرر إلغاء بعثتها من ممثلية العراق بالأمم المتحدة».

وأضافت المصادر، أن «الدبلوماسية العراقية سمر القيسي، وهي سكرتير ثانٍ في البعثة العراقية، ادعت أنها لم تبلَّغ بما يجب أن تقوم به خلال خطاب نتنياهو، بينما يفترض بها أن تقدّر الموقف في لحظتها وتنسحب مع الوفود المنسحبة».

وكان السوداني قد ألقى كلمة العراق في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة الماضي، وندد بـ«جرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في غزة وجنوب لبنان»، كما هاجم مجلس الأمن الدولي لـ«فشله في تحقيق أهم دور له، وهو حماية الأمن والسلم الدوليين».

صورة مأخوذة من فيديو للأمم المتحدة لمندوب إسرائيل خلال كلمة رئيس الحكومة العراقية

شكوى «التيار الصدري»

من جهته، تقدَّم رئيس كتلة «التيار الصدري» في البرلمان العراقي بشكوى قضائية ضد الدبلوماسية العراقية؛ بناءً على «أوامر زعيم التيار الصدري».

وحملت الشكوى اسم رئيس الكتلة نصار الربيعي رغم انسحابه مع عشرات النواب الصدريين من مجلس النواب قبل نحو 3 أعوام.

وجاء في نص الشكوى إنه «لدى قيام رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو بإلقاء كلمته، انسحب عدد كبير من الوفود المشاركة العربية والإسلامية، وكانت هناك هتافات احتجاجية للوفود أثناء الانسحاب، إلا أن المشكو منها (سمر بشير القيسي) وهي ضمن أعضاء الوفد العراقي المشارك باجتماعات الجمعية لم تغادر قاعة انعقاد المؤتمر».

وقال الربيعي إن «القوانين العراقية تجرّم ما حدث نتيجة عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني، وفقاً لقانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي صدر عام 2022»، وكذلك «مخالفة العرف الدبلوماسي المتعارف عليه لدى العراق والكثير من الدول العربية والإسلامية والصديقة للانسحاب خلال إلقاء الكلمة المخصصة للكيان الصهيوني».

ورأى الربيعي أن «بقاء الدبلوماسية إهانة علانية للشعب العراقي والأمتين العربية والإسلامية ومساس بالمشاعر، لا سيما أن الكيان الصهيوني يرتكب في هذا الوقت أبشع الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادة الجماعية بحق شعبنا في غزة العرب وجمهورية لبنان وباقي المناطق العربية والإسلامية».

وكان رئيس الحكومة محمد شياع السوداني قد أمر في ديسمبر (كانون الأول) 2023، وفد هيئة النزاهة العراقية بالانسحاب من مؤتمر اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد خلال إلقاء كلمة إسرائيل.

وفي يونيو (حزيران) الماضي، انسحب وزير العمل العراقي، أحمد الأسدي، من مؤتمر العمل الدولي في جنيف بعد اقتراب الوفد الإسرائيلي من المنصة لإلقاء كلمته.


مقالات ذات صلة

تعهدات تمويلية جديدة بنحو 700 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية

العالم المستشار الألماني أولاف شولتس والمدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غبرييسوس خلال قمة الصحة العالمية في برلين (أ.ف.ب)

تعهدات تمويلية جديدة بنحو 700 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية

أعلنت منظمة الصحة العالمية الإثنين أنها تلقّت في قمة الصحة العالمية في برلين تعهّدات تمويلية جديدة بنحو 700 مليون دولار للفترة 2025-2028.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي الناطق باسم القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل) أندريا تيننتي يشير إلى الضاحية الجنوبية لبيروت من مكتبه في بعبدا قرب بيروت (أ.ف.ب)

رفض أممي واسع لطلب نتنياهو إبعاد «اليونيفيل» عن الخط الأزرق

عقد مجلس الأمن جلستين منفصلتين أكد فيهما رفض استهداف إسرائيل لـ«اليونيفيل» والدعوات إلى تراجعها عن الحدود، وسط نقاش حول نزع أسلحة «حزب الله» وفقاً للقرار 1559.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي جندي إسرائيلي يسير بجوار مدخل نفق بالقرب من نقطة مراقبة تابعة لقوات «اليونيفيل» بقرية الناقورة في جنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل (د.ب.أ)

إسرائيل تصرُّ على طرد «اليونيفيل» لاحتلال مواقعها الاستراتيجية في جنوب لبنان

يرى الجيش الإسرائيلي الذي يمهد لاجتياح بري جارف في الجنوب اللبناني، في وجود قوات «اليونيفيل» عقبةً أمام تقدمه.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي (أ.ف.ب)

«الأمم المتحدة» تحث الدول على إلغاء القيود على الحدود

حثَّ المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، اليوم الاثنين، الدول على إلغاء القيود المفروضة على حدودها لمنع دخول اللاجئين والمهاجرين.

«الشرق الأوسط» (جنيف )
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)

غوتيريش: الهجمات على الـ«يونيفيل» قد ترقى إلى مستوى جريمة حرب

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الأحد)، من أن أي هجمات على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) «قد تشكل جريمة حرب».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

نتنياهو يهدد بيروت... وتصعيد عسكري ينذر بحرب مدن

نتنياهو يهدد بيروت... وتصعيد عسكري ينذر بحرب مدن
TT

نتنياهو يهدد بيروت... وتصعيد عسكري ينذر بحرب مدن

نتنياهو يهدد بيروت... وتصعيد عسكري ينذر بحرب مدن

هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمواصلة الحرب و«ضرب (حزب الله) بلا رحمة في كل أنحاء لبنان، بما يشمل بيروت»، في وقت أعلن الجيش أن ملايين الإسرائيليين هرعوا إلى الملاجئ مع انطلاق صفارات الإنذار في مناطق متفرقة من البلاد، بما في ذلك تل أبيب، ما ينذر بتصعيد خطير يرقى إلى حرب مدن مفتوحة بين الطرفين.

كان «حزب الله» أعلن مساء أمس قصف مدينة صفد في شمال إسرائيل بالصواريخ، بعد ساعات فقط من استهدافه قاعدة بحرية وثكنة عسكرية، وغداة هجوم (الأحد) على قاعدة عسكرية في حيفا أسفر عن مقتل 4 جنود ووقوع 67 جريحاً.

ووسّع الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية إلى أقصى الشمال اللبناني، إذ قتل 22 شخصاً على الأقل، في غارة استهدفت لأول مرة، بلدة أيطو ذات الغالبية المسيحية في قضاء زغرتا.

وتوسّعت رقعة القصف في الجنوب أيضاً، مع إنذارات بإخلاء مزيد من القرى والبلدات منها الزهراني التي لا يزال يسكنها الآلاف وتبعد عن الحدود نحو 40 كيلومتراً.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته داهمت نفقاً طوله 800 متر، مشيراً إلى أنه كان مقراً لقيادة «قوة الرضوان». وأضاف: «عثرنا في النفق على صواريخ لطائرات عمودية وقذائف ودراجات نارية».

وإذ كرر نتنياهو مطالبته قوات «يونيفيل» بالانسحاب إلى ما بعد الخط الأزرق، رفض أعضاء مجلس الأمن، في جلستين منفصلتين، عقدتا أمس هذه الدعوات، مذكرين بأن قوات حفظ السلام منتشرةٌ في جنوب لبنان بموجب القرار 1701.