ما أسباب اعتقاد إسرائيل بأن السنوار أُصيب أو قُتل؟

اختلاف في تقديرات المخابرات العامة والعسكرية

صورة أرشيفية ليحيى السنوار زعيم «حماس» الجديد (غيتي)
صورة أرشيفية ليحيى السنوار زعيم «حماس» الجديد (غيتي)
TT

ما أسباب اعتقاد إسرائيل بأن السنوار أُصيب أو قُتل؟

صورة أرشيفية ليحيى السنوار زعيم «حماس» الجديد (غيتي)
صورة أرشيفية ليحيى السنوار زعيم «حماس» الجديد (غيتي)

في أعقاب الأنباء التي يتم تداولها في إسرائيل، وتزعم بأن هناك احتمالاً قوياً أن يكون رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» يحيى السنوار، قد أُصيب أو حتى قُتل، كشفت مصادر أمنية في تل أبيب، الاثنين، عن أن هذه الادعاءات تعتمد على «تحقيقات استخباراتية» بيّنت أن «الرسائل التي نُشرت باسم السنوار (خلال الفترة الأخيرة) لم تصدر عنه».

وقالت المصادر، في تصريحات لوسائل إعلام عبرية، إن قيادة «حماس» تعمّدت في الأسبوعين الماضيين إرسال رسائل ادعت أنها باسم السنوار، موجهة إلى قادة «حزب الله» والحوثيين، يحييهم فيها على «الإسناد»، مضيفة أن «تحليلات هذه الرسائل ومقارنتها مع رسائل أخرى كان السنوار قد أرسلها ترجّح أنها ليست لغته ولا أسلوبه، وهذا الأمر عزز القناعة لدى أوساط استخباراتية إسرائيلية بأنه غائب تماماً، فإما أنه مصاب وإما أنه ميت.

وكانت التقارير الإسرائيلية، بما في ذلك التي نقلتها هيئة البث العام (كان) ومواقع «هآرتس» و«معاريف» و«واللا» الإخبارية، أشارت إلى أن مديرية شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان) تدعي أن السنوار ربما قُتل في الغارات الإسرائيلية على غزة؛ إلا أن جهاز المخابرات العامة الإسرائيلي (الشاباك) يتحفظ على ذلك ويقول إنه «ليس هناك دليل قاطع يشير إلى مقتله» ويعتقد أنه على قيد الحياة، وفق ما نقلته وسائل الإعلام العبرية.

وعلى إثر نشر موقف «الشاباك»، عاد الجهاز وأكد أنه «ليست لديه معلومات تؤكد أو تدحض الأمر»، وقال مسؤولون أمنيون، لوسائل إعلام عبرية عدة، إن احتمالية وفاة السنوار هي «مجرد تكهنات وليست هناك أدلة دامغة».

وفي تفسير لموقف «أمان»، قالت مصادر لصحيفة «هآرتس»، إن إسرائيل قصفت، في الأشهر الأخيرة، أنفاقاً في المناطق التي يُشتبه بأن السنوار يختبئ فيها، لكن لا يوجد مؤشر واضح على أنه أُصيب، وربما يكون هو من يتعمد الانعزال عن العالم الخارجي لبعض الوقت.

أشار مصدر ضالع في الموضوع إلى أنه «كانت في الماضي أيضاً حالات اختفى فيها واعتقدنا أنه قُتل، لكنه عاد وأطل من جديد»، مضيفاً: «في هذه اللحظة الاحتمال أن يكون السنوار قُتل بالفعل ليس عالياً، لكن المعلومة لا تزال قيد الفحص».

يُذكر أن مسؤولاً عسكرياً كبيراً، كان قد ادعى أن قواته «كانت مرات عدة قريبة من السنوار خلال الحرب في غزة، وكان بمقدورها قتله، لكن القيادة السياسية لم تصادق على ذلك».

وقال المسؤول حينها إن «الرجل يحيط نفسه بعدد من المخطوفين الإسرائيليين واغتياله يهدد حياتهم بالخطر»، وقالت جهات أخرى إنه سيكون من الغباء اغتيال السنوار قبل التوصل إلى اتفاق، فهو الرجل الأقوى في «حماس» وهو فقط القادر على التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، لكن هذا لا يغير من حقيقة أن إسرائيل تتهم السنوار، بأنه المخطِّط الرئيسي لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على إسرائيل.

وأعلنت «حماس» تعيين السنوار رئيساً لمكتبها السياسي، الشهر الماضي، بعد أيام من اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق، إسماعيل هنية، في طهران.

وعلى خلفية الطريق المسدودة في الاتصالات لصفقة المخطوفين، نُشرت أنباء عن احتمال تخلي إسرائيل و«حماس» والوسطاء المصريين والقطريين والأميركيين عن مسودة الاتفاق القائمة للصفقة، والتي وافق عليها الطرفان ثم تراجعا، وبذلت جهود في اتجاه آخر. ونشرت وسائل إعلام عبرية أنباء تقول إنه تجري مؤخراً محاولات لبلورة «صفقة أخرى» بين الأطراف.

عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة خلال احتجاج قرب مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بالقدس ليلة الاثنين (رويترز)

والفكرة البديلة، وفق الصحف العبرية، تقترح صفقة شاملة دفعة واحدة، يعود فيها كل المخطوفين، أحياء وأمواتاً إلى إسرائيل دفعة واحدة، ويتم تحرير نحو 900 أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية بالمقابل، ويتفق فيه على نزع سلاح القطاع (تفكيك مخازن الصواريخ المتبقية لـ«حماس»، هدم الأنفاق وما شابه)، لكن هناك خلافاً حول بقية التفاصيل؛ إذ تصرّ تل أبيب على أن يغادر السنوار إلى بلد آخر، ومعه كل من يرغب في مرافقته، بينما ترفض «حماس» ذلك بشدة، وتتمسك بانسحاب إسرائيل التام من القطاع والعودة إلى مواقعها قبل 7 أكتوبر.


مقالات ذات صلة

«أخطر بكثير»... ماذا تغير في مواجهة السنوار ونصر الله مع إسرائيل؟

تحليل إخباري صورة لنتنياهو خلال مظاهرة ضد التصعيد الأخير في نيويورك (أ.ف.ب)

«أخطر بكثير»... ماذا تغير في مواجهة السنوار ونصر الله مع إسرائيل؟

ما الذي يجعل المواجهة الحالية بين إسرائيل و«حزب الله» أكثر خطورة من سابقاتها؟ سياسي فلسطيني بارز يشرح لـ«الشرق الأوسط».

«الشرق الأوسط» (رام الله)
الولايات المتحدة​ أفراد عائلة الشاب محمد صلوحة يشيعون جثمانه خلال جنازته في بلدة دير البلح وسط قطاع غزة وسط الحرب الإسرائيلية على غزة (إ.ب.أ)

مستشار الأمن القومي الأميركي: «حماس» لا تريد إبرام اتفاق

قال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي، إن الرئيس جو بايدن مصمِّم على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون يصلون أمام جثامين قتلى سقطوا بالقصف الإسرائيلي في دير البلح بوسط قطاع غزة (رويترز)

إسرائيل تواصل قصف غزة... والأمطار تهدد الخيام

في وقت قال فيه مسعفون إن 10 فلسطينيين على الأقل، بينهم 4 أطفال، قُتلوا في غارتين على وسط قطاع غزة، الاثنين، غمرت أمطار غزيرة مخيمات النازحين.

كفاح زبون (رام الله) «الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي يحيى السنوار (أ.ف.ب)

تقارير: إسرائيل تحقق في احتمالية مقتل السنوار

تُحقق إسرائيل في احتمالية مقتل رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» يحيى السنوار بغزة، بعد أن تحدثت تقارير نقلتها وسائل إعلام عبرية عن هذا الأمر.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي لوحة إعلانية تحمل صورة زعيم «حماس» يحيى السنوار على مبنى في أحد شوارع طهران بإيران في 12 أغسطس 2024 (رويترز)

السنوار في رسالة للحوثي: أعددنا أنفسنا لخوض معركة استنزاف طويلة

كتب يحيى السنوار برسالة وجَّهها إلى جماعة الحوثي: «أعددنا أنفسنا لخوض معركة استنزاف طويلة»، في إشارة إلى الحرب ضد إسرائيل في غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

إسرائيل تعلن عن هجوم على مقر ل «حزب الله» في منطقة حارة حريك في بيروت

TT

إسرائيل تعلن عن هجوم على مقر ل «حزب الله» في منطقة حارة حريك في بيروت

يتجمع الناس في موقع غارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
يتجمع الناس في موقع غارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

قتل شخص واحد على الأقل وأصيب 50، باستهداف الطيران الإسرائيلي، مساء اليوم (الجمعة)، الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، معقل «حزب الله»، بسلسلة من الغارات هي الأعنف منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وسُمع صداها في أرجاء العاصمة بيروت والمناطق المجاورة.

 

وأعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ غارات جديدة ضد أهداف تابعة لـ«حزب الله»، في جنوب لبنان، وذلك بعد دقائق من خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أكد فيه أن العمليات العسكرية ضد «حزب الله» ستتواصل.

وأعلن الجيش في بيان، أنه «يضرب حالياً (...) أهدافاً تابعة لـ(حزب الله) الإرهابي في جنوب بيروت».

إلى ذلك، ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» في لبنان، أن طائرات إسرائيلية شنّت سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت. وبثّت وسائل إعلام محلية مشاهد مباشرة أظهرت أعمدة دخان تتصاعد من مواقع عدة في الضاحية الجنوبية، بينما أكدت أن الضربة غير مسبوقة.

رجل يتفاعل في موقع غارة جوية إسرائيلية في الضاحية الجنوبية (أ.ب)

وقال مصدر أمني في لبنان إن الضربات الإسرائيلية هي أكبر هجوم على الضاحية الجنوبية لبيروت منذ بداية الصراع، وأضاف: «إسرائيل قصفت منطقة يوجد فيها عادة كبار مسؤولي (حزب الله)».

المستهدف نصر الله

وقالت وسائل إعلام عبرية أن المستهدف من الضربة هو الأمين العام لـ«حزب الله»، كما نقلت «أكسيوس» نقلاً عن مصدر إسرائيلي، أن الهجوم الإسرائيلي على بيروت كان يستهدف حسن نصر الله.

وقالت «القناة الثانية عشرة» إن «هدف الضربة: نصر الله. (الجيش الإسرائيلي) يتحقق مما إذا كان الأمين العام لحزب الله موجوداً في المبنى الواقع في قلب الضاحية» الذي تم ضربه.

كذلك قالت «القناة الحادية عشرة» إن «هدف الضربة في الضاحية: نصر الله». من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في اتصال مع «وكالة الصحافة الإسرائيلية»: «لا تعليق لنا على هذا الموضوع».

وتعليقاً على هذه الأخبار، أكد مصدر مقرب من «حزب الله» دون الكشف عن اسمه، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن نصر الله «بخير»، كما قالت وكالة «تسنيم الإيرانية»، إن نصر الله في مكان آمن.

وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه هاجم مقراً لـ«حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، إن الضربة استهدفت «المقر المركزي» لـ«حزب الله» في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وجاءت الضربات بعد وقت قصير من تعهد نتنياهو بأن العمليات العسكرية ضد «حزب الله» ستتواصل، ما يقلّص الآمال حيال إمكانية تطبيق هدنة مُدتها 21 يوماً دعت إليها فرنسا والولايات المتحدة، هذا الأسبوع.

6 مبان سويت بالأرض

ودمّرت الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت 6 أبنية تماماً، على ما أفاد مصدر مقرب من الحزب، الجمعة، في هجمات تعد الأعنف على معقل «حزب الله» منذ الحرب التي خاضها ضد إسرائيل في صيف 2006.

وقال المصدر من دون الكشف عن اسمه لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «6 أبنية سُوّيت تماماً بالأرض»، بعد وقت قصير من إعلان الجيش الإسرائيلي استهداف «المقر الرئيسي» للحزب في الضاحية الجنوبية. وتردّد دويّ الانفجارات الضخمة في أرجاء العاصمة ومحيطها.

خطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

وقال نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: «ما دام (حزب الله) يختار مسار الحرب، فلا خيار أمام إسرائيل، ولدى إسرائيل كل حق في إزالة هذا التهديد، وإعادة مواطنينا إلى ديارهم بأمان»، مضيفاً أن العمليات ضد الحزب «ستتواصل إلى أن نحقق أهدافنا».

وفي بيان منفصل، تعهّد وزير الدفاع، يوآف غالانت، أيضاً بهزيمة «أعداء إسرائيل القريبين والبعيدين».

الأمم المتحدة

وقالت الأمم المتحدة إنها تتابع بقلق كبير الضربات الإسرائيلية على منطقة «مكتظة بالسكان» في الضاحية الجنوبية.

وصرّح المتحدث باسم المنظمة ستيفان دوجاريك في إفادة صحافية بأن «أي شخص ينظر إلى صور الدخان المتصاعد من منطقة مكتظة بالسكان يجب أن يشعر بالفزع»، مضيفاً: «نحاول جمع المزيد من المعلومات بينما نتحدث».

وقال ستيفان دوجاريك: «نكرر دعوتنا مرة أخرى إلى تهدئة فورية والأطراف للعودة فوراً وبشكل عاجل إلى وقف الأعمال القتالية». وشدد على أن «جميع الأطراف المعنية يجب أن تحمي المدنيين، ومن ذلك الامتناع عن شن هجمات عشوائية».