السوداني يتعهد بتحسين منظومة كهرباء العراق الصيف المقبل

قال إن «مشكلة الطاقة في نقلها وتوزيعها وليست بإنتاجها»

السوداني خلال اجتماع عبر دائرة تلفزيونية مع مسؤولين بقطاع الكهرباء (إعلام حكومي)
السوداني خلال اجتماع عبر دائرة تلفزيونية مع مسؤولين بقطاع الكهرباء (إعلام حكومي)
TT

السوداني يتعهد بتحسين منظومة كهرباء العراق الصيف المقبل

السوداني خلال اجتماع عبر دائرة تلفزيونية مع مسؤولين بقطاع الكهرباء (إعلام حكومي)
السوداني خلال اجتماع عبر دائرة تلفزيونية مع مسؤولين بقطاع الكهرباء (إعلام حكومي)

تعهد رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، بتحسين منظومة الكهرباء خلال الصيف المقبل، فيما أكد أن أزمة التجهيز سببها مشكلات في نقل الطاقة وتوزيعها.

السوداني كان يتحدث عبر دائرة تلفزيونية، الأربعاء، مع مسؤولين في وزارة الكهرباء، بالتزامن مع الإعلان عن محطات جديدة في محافظتَي صلاح الدين ونينوى (شمال بغداد).

ومن المفترض أن تساهم المحطات الجديدة في حل جزء من أزمة الكهرباء المزمنة بالبلاد، كما تقول السلطات العراقية.

وهذه ليست أول مرة يعلن فيها عن محطات جديدة، لكن الأزمة تكاد تكون مزمنة، خصوصاً مع اعتماد البلاد على الغاز الإيراني لتشغيلها.

وقال السوداني: «التشخيص العلمي يكشف عن أن هناك مشكلة في النقل والتوزيع، توازي النقص في إنتاج الطاقة الكهربائية، وأن أي تطوير في قطاع النقل وفك اختناقات الشبكة الوطنية سيكون أثره الإيجابي بمثابة إضافة قدرة جديدة لإنتاج الطاقة الكهربائية».

وطبقاً لبيان حكومي، شملت المشروعات الجديدة تجهيز محطة كهرباء سد الموصل بمحولين، ومحطة كهرباء «يارمجة» الجنوبية، وإضافة خطوط ناقلة إلى محطة «الكيارة»، إلى جانب افتتاح توسعة محطة «بيجي» التحويلية، مع تنفيذ خطوط نقل «بيجي - جنوب تكريت».

وقال السوداني إن «هذه المشاريع عانت من التلكؤ لسنوات بعد أن تعرضت إلى تخريب من عصابات (داعش)، وجرى إنجازها بكوادر وطنية كفوءة، وبتجهيز من أحدث المناشئ العالمية، وتوظيف تكنولوجيا جديدة تدخل لأول مرة على المنظومة الوطنية، خصوصاً في محطة الموصل».

فنيون يصلحون إحدى شبكات الكهرباء (صفحة وزارة الكهرباء العراقية على فيسبوك)

تخفيف الأحمال

وجدد السوداني التأكيد على «مضي الحكومة وتوجهها نحو هذا التطوير الذي يتيح المناقلة والمرونة في نقل الطاقة والتخفيف من الأحمال، وتحقيق الاستقرار في ساعات التجهيز الواصلة إلى المواطن، وهو ما سيدعم تحقيق التنمية في القطاعات الأخرى»، إضافة إلى تأكيد «التوجه بإكمال المشاريع المتلكئة كافة وإنهائها بشكل تام».

وأكد رئيس الحكومة «السعي لدخول الصيف المقبل بمنظومة كهرباء مستقرة توفر قدراً مناسباً من الطاقة في عموم البلاد».

وقال السوداني إن «كثيرين يتحدثون بأن مشكلة النقص الحاصل بالطاقة تكمن في الإنتاج، في حين أن ثقل المشكلة بمنظومة الطاقة الكهربائية في الاختناقات الموجودة بمجال النقل والتوزيع، وهذا ما حصل صيف هذا العام»، وكشف عن أن «الحكومة تنتج كميات كبيرة من الطاقة، لكنها لا تستطيع نقلها بسبب الاختناقات».

وكان وزير الكهرباء العراقي، زياد فاضل، قد أعلن أن إنتاج الطاقة الكهربائية في العراق قد بلغ 26 ألف ميغاواط، بينما حاجة العراق الفعلية تتجاوز ذلك بكثير.

ويرأى مراقبون أن السوداني اجتاز أزمة الصيف من دون احتجاجات واسعة في البلاد، لكن كثيرين يرجحون أن يتحول صيف العام المقبل إلى ميدان للتنافس الانتخابي عبر حراك احتجاجي على نقص الخدمات والطاقة.

ومنذ عام 1990، يعاني العراق من نقص كبير بالطاقة الكهربائية بسبب تدمير شبكة النقل ومحطات الإنتاج خلال حرب الخليج الثانية، وما لحقها من عقوبات اقتصادية فُرضت على العراق.

ويعتمد العراقيون على مولدات كهربائية أهلية للتزود بالطاقة، مما يشكل عبئاً كبيراً على مدخراتهم.


مقالات ذات صلة

العراق... فقدان 5500 ميغاواط من إمدادات الكهرباء

المشرق العربي السوداني مع الرئيس الإيراني خلال زيارة في سبتمبر الماضي (رئاسة الوزراء العراقية)

العراق... فقدان 5500 ميغاواط من إمدادات الكهرباء

أعلنت وزارة الكهرباء العراقية الأحد عن فقدان منظومة الكهرباء لـ5500 ميغاواط بسبب توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل.

فاضل النشمي (بغداد)
خاص صدام مع ابنته حلا في صورة غير مؤرخة (غيتي) play-circle 01:12

خاص جمال مصطفى: مشوا تباعاً إلى حبل المشنقة ولم يرف لهم جفن

يروي جمال مصطفى السلطان، في الحلقة الثانية من المقابلة الخاصة معه، كيف تلقت أسرة صدام حسين نبأ إعدامه، وقصة زواجه من حلا، كريمة صدام الصغرى، وأكلاته المفضلة.

غسان شربل
شؤون إقليمية إيرانية تمرّ أمام لوحة إعلانية مناهضة لإسرائيل كُتب عليها بالعبرية: «في الدم الذي سفكتَه ستغرق» (إ.ب.أ)

ما المتوقع عراقياً في استراتيجية إيران؟

ثمة من يعتقد أن إيران ستركز اهتمامها في مناطق نفوذها في العراق بالتزامن مع تهديدات إسرائيلية بشن هجمات على فصائل عراقية

المحلل العسكري
خاص عائلة صدام وتبدو حلا إلى يساره (أ.ف.ب) play-circle 03:44

خاص جمال مصطفى: عرفنا في المعتقل بإعدام الرئيس ونقل جثته للتشفي

ليس بسيطاً أن تكون صهر صدام حسين، وسكرتيره الثاني، وابن عشيرته، وليس بسيطاً أن تُسجن من عام 2003 وحتى 2021... فماذا لدى جمال مصطفى السلطان ليقوله؟

غسان شربل
المشرق العربي جانب من الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت (رويترز)

العراق لمجلس الأمن: إسرائيل تخلق مزاعم وذرائع لتوسيع رقعة الصراع

قالت وزارة الخارجية العراقية إن بغداد وجهت رسائل لمجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية و«التعاون الإسلامي» بشأن «التهديدات» الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

الأردن يعد الهجوم قرب سفارة إسرائيل «إرهابياً فردياً»

TT

الأردن يعد الهجوم قرب سفارة إسرائيل «إرهابياً فردياً»

سيارة لقوات الأمن الأردنية تقف قرب السفارة الإسرائيلية في عمّان (رويترز)
سيارة لقوات الأمن الأردنية تقف قرب السفارة الإسرائيلية في عمّان (رويترز)

لم تكشف التحقيقات الأولية الأردنية، بشأن الهجوم المسلح الذي وقع قرب السفارة الإسرائيلية بمنطقة الرابية في عمّان، وصنفته الحكومة «إرهابياً»، حتى مساء الأحد، عن ارتباطات تنظيمية لمُنفذه، ما رجحت معه مصادر أمنية تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، أن يكون «عملاً فردياً ومعزولاً وغير مرتبط بتنظيمات».

وكان مسلح أطلق النار، فجر الأحد، على دورية شرطة تابعة لجهاز الأمن العام الأردني، وانتهى الهجوم بمقتل المنفذ بعد ساعات من الملاحقة، ومقاومته قوات الأمن بسلاح أتوماتيكي، ما أسفر عن إصابة ثلاثة عناصر أمنية.

وذهبت المصادر الأردنية إلى أن «(الهجوم الإرهابي) لم يؤكد نوايا المنفذ، إذ بادر بإطلاق النار على دورية أمن عام كانت موجودة في المنطقة التي تشهد عادة مظاهرات مناصرة لغزة».

أردنيون يُلوحون بالأعلام خلال احتجاج خارج السفارة الإسرائيلية في عمان على خلفية حرب غزة (أ.ف.ب)

وأفادت معلومات نقلاً مصادر قريبة من عائلة المنفذ، بأنه «ينتمي لعائلة محافظة وملتزمة دينياً، تسكن إحدى قرى محافظة الكرك (150 كيلومتراً جنوب عمّان)، وأن الشاب الذي يبلغ من العمر (24) عاماً، قُتل بعد مطاردة بين الأحياء السكنية، وهو صاحب سجل إجرامي يتعلق بتعاطي المخدرات وحيازة أسلحة نارية، وقيادة مركبة تحت تأثير المخدر».

«عمل معزول»

ووصفت مصادر أمنية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» الحادث بأنه «عمل فردي ومعزول وغير مرتبط بتنظيمات»، وأضافت المصادر أن التحقيقات الأولية أفادت بأن المهاجم تحرك «تحت تأثير تعاطي مواد مخدرة، وقد تم ضبط زجاجات ومواد حارقة، الأمر الذي يترك باب السؤال مفتوحاً عن هدف منفذ العملية ودوافعه».

وذكّرت عملية فجر الأحد بحدث مشابه نفذه «ذئب منفرد» لشاب اقتحم مكتب مخابرات عين الباشا شمال العاصمة، وقتل 5 عناصر بمسدس منتصف عام 2016، الأمر الذي يضاعف المخاوف من تحرك فردي قد يسفر عن وقوع أعمال إرهابية تستهدف عناصر أمنية.

وكشف بيان صدر عن «جهاز الأمن العام»، صباح الأحد، عن أن «مطلق الأعيرة النارية باتجاه رجال الأمن في منطقة الرابية، مطلوب ولديه سجل جرمي سابق على خلفية قضايا جنائية عدة من أبرزها قضايا المخدرات».

وذكر البيان الأمني الذي جاء على لسان مصدر أن «من بين القضايا المسجلة بحق هذا الشخص حيازة المخدرات وتعاطيها، وفي أكثر من قضية، والقيادة تحت تأثير المواد المخدرة، وإلحاق الضرر بأملاك الغير، ومخالفة قانون الأسلحة النارية والذخائر».

دورية أمنية أردنية تتحرك يوم الأحد قرب السفارة الإسرائيلية في عمّان (رويترز)

ولفت البيان إلى أن «منفذ العمل الإرهابي كان قد بادر وبشكل مباشر بإطلاق الأعيرة النارية تجاه عناصر دورية أمنية (نجدة) كان توجد في المكان قاصداً قتل أفرادها بواسطة سلاح أوتوماتيكي كان مخبئاً بحوزته، إضافةً إلى عدد من الزجاجات والمواد الحارقة».

«الدفاع عن النفس»

وأضاف البيان أن «رجال الأمن اتخذوا الإجراءات المناسبة للدفاع عن أنفسهم وطبقوا قواعد الاشتباك بحرفية عالية، للتعامل مع هذا الاعتداء الجبان على حياتهم وعلى حياة المواطنين من سكان الموقع»، موضحاً أن «رجال الأمن المصابين قد نُقلوا لتلقي العلاج، وهم في حالة مستقرة الآن بعد تأثرهم بإصابات متوسطة، وأن التحقيقات متواصلة حول الحادث».

وعدَّ الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، الوزير محمد المومني، في تصريحات عقب الهجوم أنه «اعتداء إرهابي على قوات الأمن العام التي تقوم بواجبها»، مؤكداً أن «المساس بأمن الوطن والاعتداء على رجال الأمن العام سيقابل بحزم لا هوادة فيه وقوة القانون وسينال أي مجرم يحاول القيام بذلك القصاص العادل».

ولفت المومني إلى أن «الاعتداء قام به شخص خارج عن القانون، ومن أصحاب سجلات إجرامية ومخدرات، وهي عملية مرفوضة ومدانة من كل أردني»، مشيراً إلى أن «التحقيقات مستمرة حول الحادث الإرهابي الآثم لمعرفة كل التفاصيل والارتباطات وإجراء المقتضيات الأمنية والقانونية بموجبها».