أنباء عن حملة اعتقالات في الساحل السوري

شملت طبيبين... وتضارب حول أسبابها

صورة نشرتها «الشبكة السورية» في «إكس» للمعتقلين الثلاثة
صورة نشرتها «الشبكة السورية» في «إكس» للمعتقلين الثلاثة
TT

أنباء عن حملة اعتقالات في الساحل السوري

صورة نشرتها «الشبكة السورية» في «إكس» للمعتقلين الثلاثة
صورة نشرتها «الشبكة السورية» في «إكس» للمعتقلين الثلاثة

تضاربت الأنباء حول حملة اعتقالات تشنّها الأجهزة الأمنية في مدينة اللاذقية على الساحل السوري. ففي حين قالت مصادر إعلامية معارضة إن الحملة تستهدف نشطاء معارضين في الساحل، معقل النظام السوري، ذكرت مصادر أخرى أن الاعتقالات تتم في إطار حملة مكافحة الفساد.

إلا أن معلومات أخرى أشارت إلى أسباب تتعلق برفض المعتقلين دفع إتاوات مالية لجهات نافذة.

وسجلت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» قيام عناصر من فرع الأمن العسكري في مدينة اللاذقية في 14 أغسطس (آب) الماضي باعتقال نقيب الأطباء السابق الطبيب زهير إبراهيم خير بيك (69 عاماً) من أبناء مدينة اللاذقية، مع ابن عمه إياد سهيل خير بيك، وهو تاجر في قطع السيارات، أثناء توجههما من مدينة اللاذقية إلى بلدة كسب في ريف محافظة اللاذقية، وتم اقتيادهما إلى فرع الأمن العسكري في اللاذقية.

كما سجلت الشبكة قيام عناصر من الفرع الأمني ذاته باعتقال صاحب مشفى الصوفي في مدينة اللاذقية الطبيب أحمد مظهر الصوفي (80 عاماً) في 9 سبتمبر (أيلول) الحالي.

وقالت «الشبكة» في تقرير، الثلاثاء، إن «الثلاثة جرى اعتقالهم بطريقة تعسفية دون أي مذكرة قضائية، ودون تمكين المعتقلين من التواصل مع ذويهم أو محامين، أو معرفة التهم الموجهة إليهم».

ونقلت «الشبكة» عن مصادر مقربة من المعتقلين بأن السلطات «فرضت تعتيماً كاملاً على وضع المعتقلين الثلاثة، ومنعت بشكل قاطع أي تواصل معهم أو حتى مع ذويهم، بما في ذلك المحامون أو الحقوقيون»، كما تم رفض جميع محاولات عائلاتهم وجهات مقربة من المعتقلين معرفة أسباب الاعتقال أو تقديم أي معلومات حول حالتهم الصحية أو القانونية.

ووفق مصادر محلية، فإن الطبيبين المعتقلين من الشخصيات المعروفة في اللاذقية، ويتميزان بموقف سياسي مستقل على مسافة واحدة من المعارضة والسلطة. ورجّحت المصادر أن يكون سبب الاعتقال رفض الانصياع لمطالب بعض المتنفذين في المدينة بدفع الإتاوات، مستبعدة ما يقال عن أن سبب الاعتقال مكافحة الفساد؛ لأن المعتقلين لا سيما الطبيبين من الشخصيات المشهود لهم في اللاذقية بطيب السمعة. حسب تعبير المصادر.

وقد أفادت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» بأن الطبيب زهير خير بيك يمتلك معملاً لتغليف الحمضيات والخضراوات وسبق وتعرّض لضغوط قضائية في محاولة لإجباره على التنازل عن معمله المتخصص بتغليف الحمضيات والخضراوات لصالح أحد المتنفذين.

ويشار إلى أن الكاتب السوري المعارض ماهر شرف الدين كان أول من كشف عن اعتقال الطبيبين زهير خير بيك وأحمد مظهر صوفي وإياد خير بيك عبر حلقة خاصة على بثها قبل أيام على قناته في موقع «يوتيوب»، وقال شرف الدين نقلاً عن مصادره الخاصة إن أسباب اعتقال زهير خير بيك لنزاع على ملكية معمله مع أحد المتنفذين المقربين من السلطة، عبر القضاء الذي أنهى القضية لصالح خير بيك، أما اعتقال ابن عمه إياد فالهدف منه ابتزاز عائلته لدفع فدية. وأكد شرف الدين أن عائلة الطبيب خير بيك تلتزم الصمت بسبب تلقيها تهديدات من السلطة. لافتاً إلى أن عائلة خير بيك من أبرز العائلات العلوية والطبيب خير بيك شخصية اعتبارية لدى العلويين ومعروف بأنه صاحب موقف «متمايز» عن الموقف العام في الساحل من السلطة. وقد تم اعتقاله مع ابن عمه بتهمة القيام بنشاطات معارضة والاتصال مع المعارضة في الخارج. في حين ما زالت أسباب اعتقال الطبيب الصوفي مجهولة.

وتزايدت الأصوات المعارضة للسلطات السورية في منطقة الساحل معقل النظام السوري والخزان البشري الرئيسي لقواته، خلال الأعوام القليلة الماضية مع اشتداد حدة الفقر في معظم قرى الساحل مع تدهور الوضع المعيشي في البلاد عموماً وفي ريف الساحل خصوصاً جراء مقتل مئات الآلاف من شبابها ورجالها في الحرب.

وشهد العام الأخير اعتقال الكثير من النشطاء في الساحل، أبرزهم المحامي سامر رجب، والناشط أيمن الفارس، وأحمد إبراهيم إسماعيل والصحافية لمى عباس وغيرهم.


مقالات ذات صلة

هجوم إسرائيلي يستهدف معبراً بريف حمص عند الحدود السورية - اللبنانية

المشرق العربي الدخان يتصاعد من المباني بعد قصف سابق على حمص (أرشيفية - رويترز)

هجوم إسرائيلي يستهدف معبراً بريف حمص عند الحدود السورية - اللبنانية

ذكرت «وكالة الأنباء السورية»، السبت، أن الطائرات الإسرائيلية شنّت هجوماً استهدف معبر جوسية بمنطقة القصير في ريف حمص عند الحدود السورية - اللبنانية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية أحد مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا (إعلام تركي)

تراجع أعداد اللاجئين السوريين في تركيا لأقل من 3 ملايين

تراجعت أعداد اللاجئين السوريين الخاضعين لنظام الحماية المؤقتة في تركيا إلى أقل من 3 ملايين لاجئ.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي تشييع اثنين من ضحايا هجوم تدمر في الحطابية بمحافظة حمص الجمعة (متداولة)

بعد هجوم تدمر... قيادات إيرانية تتحرك من سوريا نحو العراق

أنباء عن مغادرة قياديين في «الحرس الثوري الإيراني» وميليشيات تابعة لإيران، الأراضي السورية متجهة إلى العراق؛ خشية تعرضهم للاستهداف.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي رجال أمن وإنقاذ في موقع استهدفته غارة إسرائيلية في دمشق (أرشيفية - أ.ب)

تحذير أممي من انزلاق سوريا إلى «حريق إقليمي واسع»

رأت نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، نجاة رشدي، أن منطقة الشرق الأوسط تشهد «خطراً عميقاً»، ودعت إلى «عمل حاسم» لمنع انزلاق سوريا إلى «حريق إقليمي».

علي بردى (واشنطن)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان متحدثاً في البرلمان التركي (الخارجية التركية)

أنقرة: الأسد لا يريد عودة السلام في سوريا

أوضح وزير الخارجية التركي فيدان أن الرئيس السوري لا يريد السلام في سوريا، وحذر من أن محاولات إسرائيل لنشر الحرب بدأت تهدد البيئة التي خلقتها «عملية أستانة».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

مقتل مسلح وإصابة 3 أفراد أمن بإطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في عمّان

أرشيفية لمبنى السفارة الإسرائيلية في عمان
أرشيفية لمبنى السفارة الإسرائيلية في عمان
TT

مقتل مسلح وإصابة 3 أفراد أمن بإطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في عمّان

أرشيفية لمبنى السفارة الإسرائيلية في عمان
أرشيفية لمبنى السفارة الإسرائيلية في عمان

أعلنت قوات الأمن الأردنية، فجر اليوم (الأحد)، مقتل مسلح بعد فتحه النار على عناصر أمن في منطقة السفارة الإسرائيلية بالعاصمة الأردنية عمان، مشيرة إلى إصابة ثلاثة من أفراد الأمن العام أثناء العملية.

وذكرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا)، أن مديرية الأمن العام «تعاملت فجر اليوم الأحد مع حادثة إطلاق عيارات نارية تجاه إحدى الدوريات العاملة في منطقة الرابية في العاصمة عمان... مما أسفر عن مقتل الجاني».

من جانبه، قال وزير الاتصال الحكومي والمتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني إن حادثة إطلاق النار «تعد اعتداءً إرهابياً» على قوات الأمن. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية عن المومني قوله «استقرار الأردن وأمنه خط أحمر ولن يسمح لأي كان العبث به».

وكانت وكالة «رويترز» للأنباء، قد نقلت عن شهود عيان، قولهم إن الشرطة الأردنية فرضت طوقاً أمنياً في محيط السفارة الإسرائيلية في العاصمة عمان بعد سماع طلقات نارية.

وذكر شاهدان أن سيارات الشرطة والإسعاف هرعت إلى حي الرابية حيث توجد السفارة، بعد سماع إطلاق نار متقطع.

وقال مصدر أمني، إن الشرطة ناشدت السكان بالبقاء في منازلهم بينما يبحث أفراد الأمن عن مطلقي الرصاص.

والمنطقة القريبة من السفارة التي تخضع لحراسة مكثفة من المناطق المعروفة التي تنظم بها احتجاجات عادة ضد إسرائيل.

وشهد الأردن بعض أكبر الاحتجاجات السلمية في المنطقة مع تصاعد المشاعر المعادية لإسرائيل بسبب الحرب في غزة.