«منشور إخلاء» إسرائيلي يعزز المخاوف في لبنان

نتنياهو يتوعد الحوثيين... وهاليفي لا يتوقع نهاية قريبة لحرب غزة


سوريون يجمعون أمتعتهم استعداداً لمغادرة قرية الوزاني في جنوب لبنان أمس بعدما أسقط الجيش الإسرائيلي منشورات تطالبهم بإخلاء المنطقة (أ.ف.ب)
سوريون يجمعون أمتعتهم استعداداً لمغادرة قرية الوزاني في جنوب لبنان أمس بعدما أسقط الجيش الإسرائيلي منشورات تطالبهم بإخلاء المنطقة (أ.ف.ب)
TT

«منشور إخلاء» إسرائيلي يعزز المخاوف في لبنان


سوريون يجمعون أمتعتهم استعداداً لمغادرة قرية الوزاني في جنوب لبنان أمس بعدما أسقط الجيش الإسرائيلي منشورات تطالبهم بإخلاء المنطقة (أ.ف.ب)
سوريون يجمعون أمتعتهم استعداداً لمغادرة قرية الوزاني في جنوب لبنان أمس بعدما أسقط الجيش الإسرائيلي منشورات تطالبهم بإخلاء المنطقة (أ.ف.ب)

عزّز منشور إسرائيلي، ألقي على بلدات حدودية في جنوب لبنان، مخاوف السكان من توسع الحرب ضد «حزب الله»، خصوصاً أن المنشور طلب منهم إخلاء منازلهم.

ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن الجيش الإسرائيلي أن أحد ألويته (اللواء 769) بادر إلى إلقاء المنشور «من دون الحصول على موافقة من قبل قيادة الشمال»، وأنه فُتح تحقيق في الأمر. وقالت مصادر محلية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» إن من صمد من السكان خلال الأشهر الماضية اتخذ قراره بالمغادرة في ظل التصعيد الذي تشهده جبهة الجنوب.

وفي إطار اتساع «الحروب المواكبة» لحرب غزة، وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحوثيين بدفع «ثمن باهظ» بعد هجوم تبنّته الجماعة الحوثية بصاروخ استهدف تل أبيب، أمس (الأحد). ولم يُعلن عن خسائر بشرية، رغم أن الجماعة قالت إن الدفاعات الإسرائيلية أخفقت في صدّ الصاروخ الذي قالت إنه «فرط صوتي». وأعلن الجيش الإسرائيلي سقوط الصاروخ بمنطقة مفتوحة، وقالت الشرطة الإسرائيلية إن عناصر في منطقة شفيلا، جنوب شرقي تل أبيب، عزلت مكان تحطم الصاروخ.

وعلى جبهة حرب غزة، قال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، إنه لا يعرف متى ستنتهي الحرب، مؤكداً مع قرب دخول المواجهات عامها الثاني، أن جيشه «ليس قريباً بعدُ من إنهاء الحرب». وأضاف هاليفي، في لقاء «عاصف» مع أهالي محتجزين: «كلما طالت الحرب أصبح من الصعب إعادتهم».


مقالات ذات صلة

«انتصار للبيت الأبيض»... صحف تحلل اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

المشرق العربي نازحون في أثناء عودتهم إلى قراهم بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» الذي دخل حيز التنفيذ يوم الأربعاء 27 نوفمبر 2024... الصورة في أبلح شرقي لبنان (أ.ب)

«انتصار للبيت الأبيض»... صحف تحلل اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

رأى موقع «بوليتيكو» أن اتفاق وقف إطلاق النار «انتصار كبير للبيت الأبيض»، وقالت «نيويورك تايمز» إن بايدن يريد تذكّره بأنه وضع الشرق الأوسط على طريق تسوية دائمة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية صورة أرشيفية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

إسرائيل قايضت فرنسا: المشاركة في اتفاق وقف النار مقابل الحصانة لنتنياهو

أكد مسؤولون إسرائيليون أن مشاركة فرنسا في اتفاق وقف النار في لبنان جاء مقابل التنازل عن الالتزام بأوامر الاعتقال التي أصدرتها الجنائية الدولية ضد كل من رئيس…

كفاح زبون (رام الله)
الولايات المتحدة​ فلسطينيون يبكون أمام جثث أقاربهم الذين قُتلوا في الغارات الإسرائيلية بمستشفى الأهلي العربي (المعمداني) بغزة قبل تشييع جنازتهم (د.ب.أ)

بايدن: أميركا تبذل جهداً آخر للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الأربعاء، إن بلاده ستبذل جهداً آخر مع تركيا ومصر وقطر وإسرائيل وآخرين للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الخليج رجل يُلوّح بعَلم لبنان بمدينة صيدا في حين يتجه النازحون إلى منازلهم بعد سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ف.ب)

السعودية ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

أعربت وزارة الخارجية السعودية عن ترحيب المملكة بوقف إطلاق النار في لبنان.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شؤون إقليمية وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس (رويترز) play-circle 00:29

كاتس: إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في غزة هو الهدف الأبرز بعد وقف النار بلبنان

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن الهدف الأبرز لتل أبيب بعد وقف إطلاق النار في لبنان يتمثل بصفقة جديدة للإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

عشرات آلاف اللبنانيين يتهافتون إلى بلداتهم الجنوبية

TT

عشرات آلاف اللبنانيين يتهافتون إلى بلداتهم الجنوبية

نازحون عائدون إلى البقاع في شرق لبنان بعد إعلان وقف إطلاق النار (أ.ب)
نازحون عائدون إلى البقاع في شرق لبنان بعد إعلان وقف إطلاق النار (أ.ب)

لم ينتظر آلاف الجنوبيين بزوغ الفجر ليتوجهوا إلى بلداتهم وقراهم التي تركوها مرغمين نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، الذي دخل مَنْحى تصعيدياً غير مسبوق، في 23 سبتمبر (أيلول) الماضي.

المشهد في ذلك اليوم على أوتوستراد بيروت - الجنوب بعد عشرات إنذارات الإخلاء التي وجهها الجيش الإسرائيلي بدا معاكساً تماماً لمشهد 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، اليوم الأول لوقف إطلاق النار.

وحدها زحمة السير الخانقة كانت عنصراً مشتركاً بين المشهدين. في يوم «النزوح الكبير»، علق عشرات الآلاف وقد اعتصرت قلوبهم الحسرة والحزن أكثر من 8 ساعات على الطريق بحثاً عن مأوى. أما في يوم «العودة الكبير»، فهؤلاء أنفسهم عادوا مبتهجين رغم قناعة قسم كبير منهم بأن منزله دمر بالكامل، وأن رحلة الإعمار قد تكون طويلة.

لبنانيون يحملون صور رئيس البرلمان نبيه بري وأمين عام «حزب الله» السابق حسن نصر الله في جنوب لبنان (أ.ب)

وبدأت قوافل السيارات تتجه نحو الجنوب مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الساعة الرابعة من فجر الأربعاء، وكانت الزحمة تزداد مع تقدم ساعات النهار. بعض الوافدين إلى الجنوب توجه حصراً للاطمئنان إلى حال منزله ليحدد بعد ذلك ما إذا كان سيعود مع عائلته خلال الساعات اللاحقة، أما القسم الأكبر فصعد وكامل أفراد عائلته إلى سيارته التي حمّلها ما استطاع من أغراض، ولسان حاله: «حتى ولو كانت منازلنا مدمرة فسننصب الخيم في قرانا وبلداتنا ونعيد إعمارها».

وبينما وضع المئات الفرش على أسطح السيارات، ورفع آخرون مبتهجين أعلام «حزب الله» و«حركة أمل» وشارات النصر، أقفل آخرون شبابيكهم أمام الكاميرات، وبدت وجوههم مرهقة وحزينة، الأرجح لفقدانهم أحبة ونتيجة رحلة التهجير الصعبة التي استمرت لمعظمهم شهرين وأسبوعاً، ولقسم منهم أكثر من عام.

وأصرّ أحد العائدين على الحديث إلى إحدى الكاميرات قائلاً: «ها نحن نعود إلى أرضنا صامدين منتصرين رغم أنوف كل من عولوا على تهجيرنا. لا همّ إذا كان منزلنا صامداً أو مدمّراً، فكل البيوت في الجنوب بيوتنا، وسنعيد بناء بلداتنا وقرانا أجمل مما كانت».

لبنانيون يحتفلون بالعودة إلى ديارهم بعد إعلان وقف إطلاق النار (أ.ب)

وشهدت طريق الأوتوستراد الساحلي بين صيدا وبيروت، وتحديداً عند مدخل صيدا الشمالي على ساحل إقليم الخروب - المسرب الغربي، زحمة كبيرة للسيارات المتجهة إلى الجنوب، في حين رصدت «الوكالة الوطنية للإعلام» قوافل النازحين العائدة منذ الرابعة فجراً إلى النبطية، حيث غصت الطرق من صيدا إلى الزهراني، وصعوداً نحو النبطية، وهي ترفع الأعلام اللبنانية وأعلام «حزب الله».

وأقام عدد من المواطنين على طريق العودة نقاطاً وزعوا فيها الحلوى والمياه، ووضعوا أغاني وطنية وحزبية صدحت في الأرجاء عبر مكبرات للصوت.

وانتشر أكثر من فيديو صوّره جنوبيون عائدون إلى قراهم لدبابات وجنود إسرائيليين موجودين فيها، إذ إن قرار وقف إطلاق النار لم ينص على خروج إسرائيلي فوري منها، وإنما أعطى مهلة 60 يوماً لإتمام الانسحاب. وسمعت طلقات نارية خلال محاولات لجنود إسرائيليين إبعاد العائدين إلى القرى من مواقع ونقاط وجودهم.

وظهر شبان وصلوا إلى بلداتهم وهم ينزعون أعلام إسرائيلية رُفِعت على أعمدة وأبنية، على وقع هتافات «النصر».

واستبقت قيادة الجيش عودة المواطنين بدعوتهم إلى التريّث في العودة إلى القرى والبلدات الأمامية التي توغّلت فيها قوات العدو الإسرائيلي بانتظار انسحابها وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، وشددت على أهمية الالتزام بتوجيهات الوحدات العسكرية المنتشرة في المنطقة حفاظاً على سلامتهم.

كما دعت الأهالي العائدين إلى سائر المناطق لتوخي الحيطة والحذر من الذخائر غير المنفجرة والأجسام المشبوهة من مخلّفات العدو الإسرائيلي، والاتصال بغرفة عمليات قيادة الجيش على الرقم (١١٧) للإفادة عنها، أو إبلاغ أقرب مركز للجيش أو للقوى الأمنية الأخرى.