الأردن: رئيس الوزراء من خارج «الخيارات التقليدية»

جعفر حسان على رأس «حكومة اقتصادية»

كتاب عن الاقتصاد الأردني لرئيس الوزراء المُعين جديداً جعفر حسان
كتاب عن الاقتصاد الأردني لرئيس الوزراء المُعين جديداً جعفر حسان
TT

الأردن: رئيس الوزراء من خارج «الخيارات التقليدية»

كتاب عن الاقتصاد الأردني لرئيس الوزراء المُعين جديداً جعفر حسان
كتاب عن الاقتصاد الأردني لرئيس الوزراء المُعين جديداً جعفر حسان

كلّف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، مدير مكتبه، جعفر حسان، رئيساً للوزراء خلفاً لبشر الخصاونة. وشكل اختيار رجل للمنصب من خارج «الخيارات التقليدية»، مفاجأة لنخب سياسية شغلها البحث عن شخصية سياسية وازنة لقيادة مرحلة عنوانها «مواجهة مجلس النواب الجديد»، الذي شهد فوز حزب جبهة العمل الإسلامي بـ31 مقعداً في الانتخابات الأخيرة، ليكون أكبر كتلة برلمانية للمرة الأولى.

يذكر أن حسان بدأ حضوره في العمل العام، مطلع الألفية، عندما تردد اسمه في مواقع الإدارات الرئيسية في الديوان، لكنه ظل متحفظاً في حضوره وظهوره الاجتماعي والإعلامي، ومن عمله في وزارة التخطيط مع رؤساء وزراء عديدين.

توقعت مصادر تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، أن تتضح صورة الحكومة الجديدة التي يطغى عليها الاهتمام الاقتصادي، قبل نهاية الأسبوع الجاري، وأن يشهد الأردن تجاذبات بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.


مقالات ذات صلة

معبر «نصيب» للمغادرين من سوريا ومطار عمّان بديلاً لـ«دمشق» و«بيروت»

المشرق العربي أرشيفية لازدحام حركة المسافرين بين سوريا والأردن عبر معبري نصيب وجابر

معبر «نصيب» للمغادرين من سوريا ومطار عمّان بديلاً لـ«دمشق» و«بيروت»

في ظل مخاوف تدحرج الحرب من لبنان إلى سوريا تزداد أعداد المغادرين عبر معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وبات مطار عمّان الدولي بديلاً لمطاري بيروت ودمشق الدوليين.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني متحدثاً أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي (أ.ف.ب)

مصادر رسمية: الأردن منتبه لخطر التهجير... ومشعل لم يأتِ بجديد

رأت مصادر أردنية تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، أن تصريحات قائد حركة «حماس» بالخارج، خالد مشعل، بشأن خطط التهجير الإسرائيلية لفلسطينيي الضفة الغربية «لم تأتِ بجديد».

محمد خير الرواشدة (عمّان)
المشرق العربي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال مؤتمر صحافي في بيروت (مكتب رئيس الوزراء اللبناني- أ.ف.ب)

الصفدي: الأردن لن يكون ساحة حرب ولن يسمح بتهديد أجوائه

أكد نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، اليوم (الاثنين) أن الأردن لن يكون ساحة حرب، ولن يسمح بتهديد أجوائه.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي قوات أميركية على الحدود السورية الأردنية (أرشيفية - سينت كوم)

روسيا تعلن قصف موقعين لمسلحين قرب التنف في سوريا

ذكرت وكالة الإعلام الروسية، اليوم، أن القوات الجوية الروسية نفذت ضربات على موقعين لمسلحين في سوريا على أطراف منطقة التنف التي تضم قاعدة عسكرية أميركية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الخليج الشيخ محمد بن زايد والملك عبد الله الثاني بن الحسين خلال حضور توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين (وام)

دعوة إماراتية أردنية لتكثيف العمل لمنع اتساع الصراع في المنطقة

بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين العلاقات الثنائية ومختلف جوانب التعاون والعمل المشترك.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

خيارات «حزب الله» السياسية «ضيقة»

عناصر من «حزب الله» يسيرون حاملين أعلام الحزب خلال تجمُّع جماهيري بمناسبة يوم القدس في بيروت (رويترز)
عناصر من «حزب الله» يسيرون حاملين أعلام الحزب خلال تجمُّع جماهيري بمناسبة يوم القدس في بيروت (رويترز)
TT

خيارات «حزب الله» السياسية «ضيقة»

عناصر من «حزب الله» يسيرون حاملين أعلام الحزب خلال تجمُّع جماهيري بمناسبة يوم القدس في بيروت (رويترز)
عناصر من «حزب الله» يسيرون حاملين أعلام الحزب خلال تجمُّع جماهيري بمناسبة يوم القدس في بيروت (رويترز)

لا أولوية لدى «حزب الله» راهناً غير صد الهجمات الإسرائيلية البرية عند الحدود الجنوبية؛ لأن أداءه هناك هو الذي سيرسم ملامح المرحلة المقبلة؛ إذ سيعطيه دفعاً حين يحين موعد التفاوض، أو يمهِّد لتقليص دوره، وفق ما يرى مراقبون لبنانيون.

رغم أن الحزب كلّف رئيس المجلس النيابي نبيه بري بمهمة التفاوض باسمه في موضوع وقف النار، وأعلن تأجيل النقاشات في أي ملفات سياسية أخرى عدَّها «تفصيلية»، فإن المواقف التي تَصْدُر عن بعض نوابه ومسؤوليه تُظهر تخبطاً في إدارة هذه المرحلة السياسية، بعدما كان أمينه العام السابق حسن نصر الله، الذي اغتالته إسرائيل الشهر الماضي، هو الذي يرسم كل الأطر والسياسات.

ولعل أبرز ما يوحي بالتخبط هو عدم اتضاح ما إذا كان «حزب الله» قد قرر فعلياً فك ربط جبهة لبنان بجبهة غزة، أو أنه لا يزال يطمح لوقف نار يشمل الجبهتين.

وترجِّح مصادرُ سياسية مواكبة للملف أن يكون هناك «توزيع أدوار بين الحزب ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كلفه بالتفاوض على أساس فك الارتباط، بينما يتجنب مسؤولو الحزب ونوابه عبر الإعلام التطرق للملف، وإن أُحْرِجوا فإنهم يتحدثون عن استمرار الربط حتى لا يُحسبَ عليهم أي تراجع أو انكسار».

انتهاء سيطرة الحزب

يرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية ببيروت الدكتور هلال خشان أن «(حزب الله) مستمر اليوم من دون قيادة سياسية أو عسكرية، وبات واضحاً أن ما كان معروضاً عليه قبل شهرين لوقف النار لم يعد معروضاً عليه اليوم»، لافتاً إلى أن «ما كان يعارضه بشدة في المرحلة الماضية، وبالتحديد لجهة رفض فصل مسار غزة عن مسار الحرب في لبنان، وافق عليه اليوم، ولكن بعد فوات الأوان».

الدخان يتصاعد عقب غارة إسرائيلية على مارون الراس في جنوب لبنان الجمعة (إ.ب.أ)

ويرى خشان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه لا خيار أمام «حزب الله» بعد الذي تَعَرَّض له «إلا التحول إلى حزب سياسي، وهذا سيحدُث عاجلاً أم آجلاً»، مشيراً إلى أننا في المرحلة المقبلة سنرى تمدُّد الدولة وازدياد نفوذها بعدما كان «حزب الله» هو المسيطر عليها، وقد بدأ ذلك يحدث عملياً بتسليم الجيش اللبناني مطار بيروت».

ويضيف خشان: «الخشية بعد انتهاء الحرب أن يقوم الحزب المكسور بردات فعل داخل لبنان، لكننا نعتقد أننا سنشهد إشكالات سيكون الجيش والقوى الأمنية قادرين على ضبطها».

ويرجح خشان أن «تبقى الحصة الشيعية في الدولة اللبنانية على حالها، لكنها ستذهب في معظمها مستقبلاً إلى (حركة أمل)، خصوصاً أن حاكم لبنان الفعلي راهناً هو الرئيس بري»، في إشارة إلى أن حاكم المصرف المركزي بالإنابة وسيم منصوري من المحسوبين على بري.

أفول زمن الاستقواء

من جهته، يرى الناشط السياسي المحامي أنطوان نصر الله أنه «من المبكر الحديث عن المفاوضات السياسية وعن احتمال تحوُّل (حزب الله) إلى حزب سياسي»، لافتاً إلى أن «العين اليوم على الميدان على أساس أن مدى صمود المقاومة وتحقيق أهدافها بصد الهجمات سيحدد دور الحزب ونفوذه مستقبلاً».

ويرى نصر الله في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «حزب الله» لم يعُد متماسكاً بطروحاته السياسية، موضحاً أن موافقته على تطبيق القرار 1701 ستعني ضمنياً الموافقة على القرار 1559، على أساس أن الأول يلحظ تطبيق كل القرارات الدولية.

ويضيف: «المرحلة لا تزال ضبابية جداً. ومهما كانت وضعية الحزب بعد الحرب فإنه يُفترض أن يعيد كل حساباته».

وينبه نصر الله إلى أنه من المفترض التعامل بالكثير من التروي مع المرحلة المقبلة، خصوصاً بغياب السيد حسن نصر الله الذي كان «ضمانة للسلم الأهلي»، مؤكداً أنه يُفترض احتضان مناصري الحزب للخروج من هذا المأزق بأقل الأضرار الممكنة، خصوصاً أننا بعد وقف النار سنكون مع نازحين لبنانيين وفلسطينيين وسوريين موجودين في مناطق ومجتمعات معيَّنة؛ ما يهدد التركيبة اللبنانية القائمة، ويوجب الانفتاح على سوريا والعرب وأوروبا، وانتهاج سياسات خارجية وداخلية واضحة ومتحركة.

مرحلة جديدة

يشير نصر الله أيضاً إلى أن «لبنان يتجه لمرحلة جديدة سيكون على (حزب الله) التأقلم معها، أبرز معالمها أن الأولوية ستكون للدولة ومؤسساتها، وانتهاء زمن سياسة الاستقواء والتكبر على المجموعات الأخرى، بعدما تبيَّن للحزب أنه بحاجة إليها في زمن الحرب، اجتماعياً وسياسياً وإعلامياً. كما على الحزب أن يُسلّم بأن لبنان لم يعد يحتمل خوض حروب عن فلسطين وسوريا واليمن وسواها من الدول».