لبنان... سباق بين الحرب الواسعة والتصعيد المدروس

«أحزمة نار» إسرائيلية تشبه القصف التمهيدي لهجوم بري

الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

لبنان... سباق بين الحرب الواسعة والتصعيد المدروس

الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)

أتت الحزمة الجديدة من التهديدات الإسرائيلية بالتفرغ لجبهة الشمال وتوسيع الحرب على لبنان، التي افتتحها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لتقض مضاجع اللبنانيين مجدداً بعدما اطمأنوا في الأسابيع الماضية إلى أن رد «حزب الله» المحدود على اغتيال أحد قادته الكبار، فؤاد شكر، لن يؤدي إلى حرب شاملة لكونه يبقى ضمن تصعيد مدروس.

وتزامنت هذه التهديدات مع تصعيد عسكري متجدد بين «حزب الله» وإسرائيل، في موازاة توسيع الجيش الإسرائيلي أحزمته النارية إلى مجرى نهر الليطاني الذي تكرر استهدافه على مدى أيام، فيما بدا بمثابة قصف تمهيدي لعملية عسكرية محتملة بالداخل اللبناني.

ويرى البعض أن التهدئة في غزة قد تنعكس تصعيداً على جبهة جنوب لبنان - شمال إسرائيل، انطلاقاً من مواقف المسؤولين الإسرائيليين الذين يعلنون الجاهزية لـ «معركة الشمال» بعد الحرب على القطاع. في المقابل، لا يزال بعض آخر يؤكد أن التصعيد مستبعد وأن مصير جبهتي لبنان وغزة سيكون واحداً.


مقالات ذات صلة

المشرق العربي جنود إسرائيليون في غزة أمس (أ.ب)

مقتل 14 شخصاً على الأقل بغارات إسرائيلية على غزة

ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن 14 فلسطينياً على الأقل قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية على غزة، يوم السبت.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي جنود إسرائيليون يتخذون مواقعهم بجوار مدخل نفق يستخدمه مسلحو «حماس» في جنوب قطاع غزة (أ.ب)

إسرائيل تفرج عن 9 معتقلين من غزة

أفرجت السلطات الإسرائيلية، اليوم (السبت)، عن 9 فلسطينيين من قطاع غزة، ممن اعتقلوا خلال الحرب المتواصلة على القطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي الوفد العربي - الإسلامي برئاسة الأمير فيصل بن فرحان في صورة تذكارية مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشير (وسط) ووزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألبارس (الرابع من اليسار) ومسؤول السياسة الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل (الثالث من اليمين) في مدريد أمس (إ.ب.أ)

اجتماع مدريد... مساعٍ جديدة نحو «هدنة غزة»

بعد محادثات في الدوحة مع حركة «حماس»، عدّها الوسطاء «بادرة أمل»، تعالت مطالب مشاركين في اجتماع وزاري عربي - إسلامي - أوروبي في مدريد، أمس، بوقف إطلاق النار في

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي نتنياهو متوسطاً وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي في 23 أكتوبر 2023 (د.ب.أ)

«الليكود» يطالب نتنياهو بتنفيذ «خطة الجنرالات» لترحيل سكان غزة

ينظم حزب «الليكود» الحاكم عريضة موقعة من نواب، موجهة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يطالبونه فيها بتنفيذ «خطة الجنرالات» الرامية إلى ترحيل سكان قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

لقاء حزبي بالشويفات لإنهاء الإشكالات الدرزية - الشيعية في الجبل

الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط (الشرق الاوسط)
الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط (الشرق الاوسط)
TT

لقاء حزبي بالشويفات لإنهاء الإشكالات الدرزية - الشيعية في الجبل

الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط (الشرق الاوسط)
الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط (الشرق الاوسط)

اعتبارات داخلية وخارجية تحكم اللقاء الدرزي - الشيعي، المقرر عقده يوم الأحد المقبل، في مقرّ بلدية الشويفات (المدخل الجنوبي لبيروت)، بعضها علني يرتبط بوحدة الموقف من «دعم المقاومة» في مواجهة العدوان الإسرائيلي على لبنان، والانحياز الكامل للقضيّة الفلسطينية، والبعض الآخر غير معلن ويتصل بإنهاء الاستفزازات التي تشهدها بعض قرى جبل لبنان، تحديداً بلدات درزية، مع نازحين من أبناء الجنوب وعدم استقبالهم.

لكنّ اللقاء الذي عُدّلت وجهته من تجمّع شعبي - جماهيري حاشد إلى اجتماع حزبي - سياسي مغلق، توسّعت دائرة المشاركين فيه ليضمّ «الحزب التقدمي الاشتراكي»، و«الحزب الديمقراطي اللبناني» (حزبان درزيان)، و«الثنائي الشيعي» المتمثّل بحركة «أمل» و«حزب الله»، و«تيّار المستقبل» و«الحزب السوري القومي الاجتماعي»، وقادة أمنيين وشخصيات سياسية واجتماعية. أما الغائب الأبرز عنه فهي الأحزاب المسيحية رغم حضور بعض الشخصيات المسيحية التي تتقاطع في خياراتها السياسية مع «حزب الله» و«محور الممانعة».

جنبلاط وأرسلان يرعيان اللقاء

التحضيرات اللوجستية والترتيبات الأمنية للقاء باتت شبه منجزة، وتنصبّ الجهود الآن على العناوين التي سيطرحها المشاركون. وكشفت مصادر سياسية مواكبة للتحضيرات أن «أهمية اللقاء تكمن برعايته من قبل الزعيمين الدرزيين وليد جنبلاط وطلال أرسلان، بما يمثلان من ثقل في الشارع الدرزي ويعّبران عن ثوابت طائفة الموحدين الداعمة للقضيّة الفلسطينية، وتحرير الأراضي المحتلة وحقّ الشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلّة».

وأكدت لـ«الشرق الأوسط» أن «التقارب ما بين جنبلاط وأرسلان حول قضية فلسطين ودعم المقاومة في لبنان أبعد بكثير مما يحكى عن نسج علاقات سياسية تؤسس لتحالفات انتخابية في المستقبل». وأشارت المصادر إلى أن «الجهد الأكبر ينصب في هذه المرحلة على وأد أي محاولة للفتنة وقطع الطريق على من يحاول التسلل إلى البيت الدرزي، أو من خلاله، لخلق إشكالات مع الشركاء في الوطن، خصوصاً الأخوة من أبناء الطائفة الشيعية العزيزة، الذين هُجِّروا من قراهم في الجنوب هرباً من الجرائم الإسرائيلية».

لقاء لكل المكونات

وبخلاف ما يروّج عن أن اللقاء كان من الأساس درزياً - درزياً لبحث الإشكالات بين مناصري «الحزب الاشتراكي» بقيادة النائب تيمور وليد جنبلاط، و«الحزب الديمقراطي اللبناني» برئاسة النائب السابق طلال أرسلان، أوضح عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب هادي أبو الحسن، أن اللقاء «ليس محدداً بين الحزب الاشتراكي والحزب الديمقراطي، بل وجّهت الدعوات لكلّ المكونات ذات الحضور الفاعل في منطقة الشويفات، ومنها (حزب الله) و(حركة أمل)». وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «الظروف التي يمرّ بها لبنان وفلسطين، خصوصاً بعد النكبة التي حلت بغزّة، دفعت هذه القوى إلى ضرورة تشخيص الصراع والتأكيد على موقفها الثابت من الصراع مع العدو الإسرائيلي».

وكان مقرراً أن ينعقد اللقاء، الأسبوع الماضي، إلا أن عوامل عدة طرأت واستدعت إدخال تعديلات، أهمها توسيع دائرة المشاركين فيه لتكون نتائجه مضمونة. وأوضح أبو الحسن أن اللقاء ليس موجهاً إلى الداخل، ولا يشكل اصطفافاً بوجه أي فريق لبناني آخر. وقال: «نحن منحازون لقضية فلسطين، ولدعم الشعب الفلسطيني، ولا حياد في معركة قائمة بين المجرم والضحية»، لافتاً إلى أن اللقاء سيكون مشهداً جامعاً، ويعبّر عن هوية الشويفات الحقيقية وانتمائها إلى عروبتها وقضيها المركزية وهي قضية فلسطين العادلة».

50 شخصية

وتستضيف بلدية الشويفات في مقرّها هذا اللقاء، الذي يضمّ حوالي 50 شخصيّة من كلّ القوى والأحزاب التي تحظى بتمثيل شعبي في هذه المنطقة ذات التنوع الطائفي والسياسي. وأعلن مصدر قيادي في «تيّار المستقبل»، أن التيار «سيشارك في لقاء الشويفات، انطلاقاً من كونه مكوناً أساسياً من نسيج المنطقة الاجتماعي، وحريصاً على السلم الأهلي وإرساء أفضل العلاقات بين مكوناتها تحت سقف العيش المشترك».

الإشكالات الداخلية لن تحجب الاهتمام عن العنوان الأساس للقاء، إذ عدَّ مدير الإعلام في «الحزب الديمقراطي اللبناني» جاد حيدر، أن «العلاقة مع المقاومة في لبنان والقضية الفلسطينية ستتصدّران جدول اللقاء، من دون أن يغفل أن العلاقة الدرزية الشيعية مطروحة بقوّة على جدول النقاش». وكشف حيدر لـ«الشرق الأوسط» أن الاجتماع «سيشدد على ضرورة إزالة التشنجات التي حصلت في الجبل، والتأكيد على أن الجبل يحمي ظهر المقاومة، وأهمية أن تبقى العلاقات الدرزية - الشيعية بأفضل حال». وقال: «الطائفة الدرزية تعرف موقعها من القضية الفلسطينية والمقاومة في مواجهة العدوان الإسرائيلي على لبنان وغزّة وكل فلسطين، ولا بدّ من إزالة رواسب بعض التوترات التي حصلت في الجبل منذ أسابيع، وقطع الطريق على أي فرصة لزعزعة استقرار الجبل، خصوصاً الشويفات، التي تمثّل بوابة هذا الجبل»، مشيراً إلى أن «كل فريق سيبدي موقفه ويناقش تحت ثوابت حماية البلد واستقراره والحفاظ على تنوعه وعدم السماح لمرتهنين لأجندات خارجية أن يتلاعبوا بالأمن والاستقرار في الجبل وكل لبنان».