بزشكيان يدعو من البصرة إلى «الاتحاد» في غرب آسيا

مصادر عراقية تنفي إعادة التفاوض على تسديد ديون طهران

الرئيس الإيراني يرتدي في مدينة البصرة العراقية عباءة عربية (أ.ف.ب)
الرئيس الإيراني يرتدي في مدينة البصرة العراقية عباءة عربية (أ.ف.ب)
TT

بزشكيان يدعو من البصرة إلى «الاتحاد» في غرب آسيا

الرئيس الإيراني يرتدي في مدينة البصرة العراقية عباءة عربية (أ.ف.ب)
الرئيس الإيراني يرتدي في مدينة البصرة العراقية عباءة عربية (أ.ف.ب)

في آخر أيام زيارته للعراق، دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى «الاتحاد» بين دول غرب آسيا لتأمين مصالحها، كما فعل الاتحاد الأوروبي.

واختتم بزشكيان، الجمعة، جولته إلى العراق التي استغرقت ثلاثة أيام بزيارة محافظة البصرة الغنية بالنفط أقصى جنوبي البلاد.

وكان في استقبال بزشكيان في مطار البصرة الدولي، مسؤولون محليون أبرزهم المحافظ أسعد العيداني ورئيس مجلس المحافظة خلف البدران.

وقال العيداني، في تصريح للصحافيين، إن «العراق وإيران في خندق واحد للتصدي إلى إسرائيل».

وقال بزشكيان في كلمة ألقاها في المركز الثقافي النفطي في البصرة، أمام حشد من شيوخ القبائل والسياسيين: «كنّا دائماً معاً، ويجب أن نعود متحدين لأن ذلك يؤمِّن تقدمنا العلمي والاقتصادي».

وتابع بزشكيان: «نرى المواطن الأوروبي يمكنه ركوب القطار والسفر من فرنسا إلى جميع الدول الأوروبية (...) لماذا لا نستطيع نحن في المنطقة السفر بسهولة إلى مدن مختلفة في دول غرب آسيا».

وشدد بزشكيان على «متابعة مشروع خط القطار من الشلامجة إلى البصرة بكل قوة»، ووصف المشروع بأنه «الخطوة الأولى لتقوية التقارب أكثر بين البلدين».

وكان بزشكيان وصل إلى بغداد، الأربعاء الماضي، ووقَّعَ مع الحكومة الاتحادية 14 مذكرة تفاهم في التجارة والتدريب والعمالة وتفويج السياحة الدينية.

بزشكيان دعا إلى تطبيق نموذج الاتحاد الأوروبي بين دول غرب آسيا (إ.ب.أ)

تضارب حول تسديد الديون

إلى ذلك، نفى مسؤول حكومي أن يكون العراق وإيران بحثا آلية جديدة لتسديد الديون المترتبة على الحكومة في بغداد.

وقال المسؤول العراقي: «ما تم تداوله بشأن بحث هذا الملف خلال زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لا أساس له من الصحة».

ومع ذلك، قالت مصادر دبلوماسية، الجمعة، إن العراق أبلغ إيران التزامه بتسديد الديون دون خرق قيود العقوبات الأميركية المفروضة على طهران.

ويدفع العراق لإيران أموالاً مقابل حصوله على الغاز المطلوب لتوليد الطاقة الكهربائية، على أن يودعها في بنوك غير عراقية، يكون التصرف فيها مقيداً بالرقابة الأميركية.

وأوضحت المصادر، أن الحكومة العراقية «لم تتفاعل مع مقترحات إيرانية لتغيير هذه الآلية».

بزشكيان دعا إلى تعزيز الروابط الاقتصادية بين العراق وإيران (رويترز)

بدورها، نقلت وسائل إعلام محلية وإقليمية، أن الحكومة العراقية رفضت اقتراحاً إيرانياً بالتزامن مع زيارة الرئيس مسعود بزشكيان، لتسوية الديون باستخدام إحدى العملتين الدينار العراقي أو الريال الإيراني.

وحسب مصادر «الشرق الأوسط»، فإن المقترح الإيراني ليس جديداً، وغالباً ما يتم رفضه بسبب القيود الأميركية. وأكد أحد المصادر أن «الأمر شديد التعقيد والحساسية ولا يمكن التحايل على القيود».

ويعتمد العراق على واردات الغاز من إيران لتلبية احتياجاته، لا سيما في قطاع الطاقة. غير أن تسديد الديون لم يكن سهلاً بسبب العقوبات التي راكمت الديون إلى مبالغ طائلة.

وأخيراً، كشف رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، عن أن بلاده «تقدر مساعدة إيران في شراء الغاز من تركمانستان. ورغم العقوبات القائمة، قدم لنا الإيرانيون دعماً كبيراً».

وقال السوداني إن حجم الديون العراقية لإيران في تغير مستمر. وفي يوليو (تموز) 2023، قدّر يحيى آل إسحاق، رئيس غرفة التجارة الإيرانية - العراقية، هذه الديون بنحو 10 مليارات دولار. وأوضح أن هناك اتفاقاً على استخدام هذه الديون، التي تُحتفظ بها في بنك «TBI» العراقي، لشراء سلع غير محظورة مثل المواد الأساسية والأدوية.

واستخدمت إيران المدفوعات الأخيرة لهذا البنك من أجل تكاليف الحجاج الإيرانيين وأغذيتهم التي تستوردها إيران.


مقالات ذات صلة

بغداد تكشف هوية 6 قادة لـ«داعش» قتلوا في الأنبار

المشرق العربي صورة نشرها الجيش العراقي لرتل خلال مطاردة خلايا «داعش» في الأنبار

بغداد تكشف هوية 6 قادة لـ«داعش» قتلوا في الأنبار

كشف جهاز المخابرات العراقي وقيادة العمليات المشتركة، عن نتائج فحص الحمض النووي لقادة في تنظيم «داعش»، الذين قضوا في ضربة عراقية - أميركية في وادي الغدف.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي لقطة من مقطع فيديو يُظهر أنقاض مبنى في سكينية بشمال العراق تعرّض لغارة جوية عام 2021 (رويترز)

تركيا تعلن تحييد 19 عنصراً من حزب العمال الكردستاني شمال العراق

أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الجمعة، تحييد 19 عنصراً من تنظيم حزب العمال الكردستاني «بي كيه كيه» الانفصالي، في غارات جوية بشمال العراق.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
المشرق العربي صورة أرشيفية لأفراد من الشرطة الاتحادية العراقية يحملون أسلحتهم أثناء القتال ضد مسلحي تنظيم «داعش» على خط المواجهة بالمدينة القديمة في الموصل 7 يوليو 2017 (رويترز)

المخابرات العراقية تعلن مقتل 6 من قادة «داعش» في عملية بغرب البلاد

كشف جهاز المخابرات العراقي، الجمعة، عن مقتل 6 من كبار قيادات تنظيم «داعش» في عملية نفذها الجهاز، بالتعاون مع التحالف الدولي في محافظة الأنبار.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي صورة عامة للسفارة الأميركية بالمنطقة الخضراء في بغداد 7 يناير 2020 (رويترز)

السفارة الأميركية في بغداد تتهم مجموعات موالية لإيران بـ«الاعتداء على مجمع الدعم الدبلوماسي»

اتهمت سفارة الولايات المتحدة في بغداد، الجمعة، مجموعات موالية لإيران بـ«الاعتداء على مجمع الدعم الدبلوماسي في بغداد» الثلاثاء، مؤكدة الاحتفاظ بحق الدفاع عن النف

«الشرق الأوسط» (بغداد)
شؤون إقليمية الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان التقى مسعود بارزاني في أربيل (إكس)

بارزاني: إيران تقف معنا دائماً في الأوقات الصعبة

في ثاني أيام زيارته الرسمية إلى العراق، أجرى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الخميس، لقاءات مع المسؤولين الكرد في أربيل والسليمانية، بإقليم كردستان.

«الشرق الأوسط» (أربيل)

الاهتمام الدولي بلبنان يتأرجح على وقع تطورات الجبهة الجنوبية

بوريل مجتمعاً برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي (أ.ف.ب)
بوريل مجتمعاً برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي (أ.ف.ب)
TT

الاهتمام الدولي بلبنان يتأرجح على وقع تطورات الجبهة الجنوبية

بوريل مجتمعاً برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي (أ.ف.ب)
بوريل مجتمعاً برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي (أ.ف.ب)

يتبدّل الاهتمام الدولي بلبنان بتبدّل التطورات العسكرية على الجبهة الجنوبية، وخطر اندلاع حرب موسعة بين «حزب الله» وإسرائيل أو تراجعها.

فبعد أسابيع طويلة من انكفاء الموفدين الدوليين، حلّ منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، ضيفاً في بيروت في زيارة خاطفة، حاملاً نصيحة للمسؤولين اللبنانيين تشدد على «ضرورة تنفيذ القرار 1701 لتجنّب التصعيد، وأخذ التهديدات الإسرائيلية على محمل الجدّ»، بينما قللت مصادر شاركت في جانب من لقاءات المسؤول الأوروبي من أهمية زيارته، ووصفتها بأنها «وداعية» عشية مغادرته منصبه.

وبخلاف ما يحكى عن رسالة أوروبية حملها بوريل ودعا إلى عدم تجاهلها، قالت مصادر مقربة من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، إنه «لم يتلقَّ أي رسالة من بوريل، لكن خلال اللقاءات الوداعية التي أجراها الأخير مع القيادات اللبنانية، دعا إلى الالتزام بالقرار 1701 خياراً وحيداً لنزع فتيل الانفجار والتمهيد للحل السياسي».

لا زيارة قريبة لهوكستين

ونفت المصادر نفسها لـ«الشرق الأوسط» تلقي لبنان معلومات رسمية عن «زيارة قريبة لمبعوث الرئيس الأميركي أموس هوكستين إلى بيروت». ونقلت عن شخصية دبلوماسيّة مطلعة على أجواء واشنطن أن هوكستين «سيزور تل أبيب في مهمّة صعبة تتعلّق بوقف النار في غزّة، فإذا نجح بهذه المهمة فقد يعرّج على بيروت، لكن لا تفاؤل بإمكان الوصول إلى نتائج إيجابية».

ولم تُخفِ المصادر أن «الوفود الدولية باتت مقتنعة بأن ظروف الحلّ في لبنان غير ناضجة، أقله لجهة إقناع (حزب الله) بفصل جبهة غزّة عن لبنان».

غياب الموفدين الدوليين يملأه رئيس الحكومة باتصالات يجريها مع المسؤولين الدوليين. وأكدت المصادر المقربة من رئيس الحكومة، أن الأخير «كثّف في الأيام الأخيرة اتصالاته بدول القرار، ولقاءاته مع سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، لحضّهم على ممارسة الضغط الكافي على إسرائيل لوقف اعتداءاتها واستباحتها للسيادة اللبنانية ووضع حدّ للتدمير الممنهج»، مشيرة إلى أنه «دائماً ما يحذّر من خطر انزلاق الأمور نحو حرب واسعة تريدها إسرائيل بأي ثمن».

وتتباين الآراء حيال تكثيف زيارات المسؤولين الدوليين إلى لبنان حيناً، وتراجعها إلى حدّ الغياب التام أحياناً.

السفير شديد: فرص الحرب تقلصت

وعدّ سفير لبنان السابق في واشنطن، أنطوان شديد، أن «انخفاض خطر توسّع الحرب ما بين إسرائيل ولبنان، والكلام الصادر عن المرشد الأعلى في إيران (علي خامنئي) عن التراجع التكتيكي، وأمين عام حزب الله (حسن نصر الله) عن التهدئة والعودة إلى العمليات الروتينية، كل ذلك عكس ارتياحاً لدى الجهات الدولية وأملاً بتقلّص فرص الحرب».

ورأى شديد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «خطر الحرب لم ينتهِ ويبقى قائماً، لكن كلام المرشد والاتصالات الجارية بمسؤولين دوليين للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على لبنان، يعطيان انطباعاً عن اتفاق خفيّ تعمل الدول الكبرى على إنجازه من أجل احتواء التصعيد»، لكنه دعا في الوقت نفسه، إلى «البقاء على يقظة تامة، وأن نأخذ تهديدات القادة الإسرائيليين على محمل الجدّ».

ولا ينفكّ القادة الإسرائيليون، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، عن إطلاق التهديدات بشّن هجوم على لبنان، وتحويل الاهتمام من غزّة إلى الجبهة الشمالية.

ورأى السفير شديد أن «تهديدات قادة العدو يجب أن تؤخذ على محمل الجدّ، لكن حتى الآن نجح الأميركيون في الضغط على إسرائيل ومنعها من توسيع الحرب في الشمال، لما لذلك من تداعيات كبيرة على لبنان، وأيضاً على إسرائيل والمنطقة برمتها». وقال: «صحيح أن العمليات الإسرائيلية لا تزال على وتيرتها من الغارات والتدمير والاغتيالات، وآخرها اغتيال قيادي للحزب في البقاع الغربي، لكن يبدو أن (حزب الله) يعدّها ضمن قواعد الاشتباك ولا يغامر بالردّ عليها في العمق الإسرائيلي».

ومع أن الأمور لا تزال تحت السيطرة، لكن ثمة خشية من أن يستغلّ نتنياهو انصراف الاهتمام الأميركي إلى معركة الانتخابات الرئاسية، ويوسّع عملياته في لبنان، وربما أبعد من ذلك. وبرأي السفير شديد، فإن نتنياهو «قد يرفع وتيرة الضغط على (حزب الله)، لكن في الوقت نفسه يعرف أن الحرب مع لبنان لها حسابات مختلفة وأثمان كبيرة»، مؤكداً أن الأميركيين «لديهم رؤية لحلّ النزاع بين لبنان وإسرائيل، وهذا الحل بات بمتناول هوكستين، الذي ينتظر وقف الحرب لوضعه موضع التنفيذ، خصوصاً فيما يتعلّق بالترسيم البري بين البلدين».