مقتل 3 فلسطينيين في غارة إسرائيلية على مدرسة شمال قطاع غزة

نازحون فلسطينيون في مدرسة عمرو بن العاص التي قصفتها إسرائيل في حي الشيخ رضوان بقطاع غزة (أ.ف.ب)
نازحون فلسطينيون في مدرسة عمرو بن العاص التي قصفتها إسرائيل في حي الشيخ رضوان بقطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مقتل 3 فلسطينيين في غارة إسرائيلية على مدرسة شمال قطاع غزة

نازحون فلسطينيون في مدرسة عمرو بن العاص التي قصفتها إسرائيل في حي الشيخ رضوان بقطاع غزة (أ.ف.ب)
نازحون فلسطينيون في مدرسة عمرو بن العاص التي قصفتها إسرائيل في حي الشيخ رضوان بقطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة، السبت، أن غارة جوية إسرائيلية استهدفت مدرسة تؤوي نازحين فلسطينيين، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، بينما أعلن الجيش أنه استهدف مقراً لقيادة «حماس».

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل، لوكالة الصحافة الفرنسية: «ثلاثة شهداء وأكثر من 20 إصابة تم انتشالهم، بعد قصف الطيران الحربي الإسرائيلي بصاروخين مصلى وغرفة صف في مدرسة عمرو بن العاص التي تؤوي نازحين في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة».

من جانبه، أعلن الجيش تنفيذ «ضربة دقيقة» على المدرسة. وأضاف، في بيان، أن الضربة استهدفت «إرهابيين كانوا يعملون داخل مركز قيادة وسيطرة تابع لـ(حماس) متحصنين داخل مجمع كان يستخدم في السابق كمدرسة عمرو بن العاص».

وقصف الجيش الإسرائيلي، في الأشهر الأخيرة، مدارس أخرى في القطاع، خصوصاً في مدينة غزة، بذريعة أنها تضم مراكز قيادة تابعة لحركة «حماس»، وهو ما تنفيه الحركة.

لجأ آلاف النازحين إلى المدارس في غزة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و«حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) رداً على هجوم غير مسبوق شنته الحركة في جنوب إسرائيل.

ودخلت الحرب، السبت، شهرها الثاني عشر من دون مؤشرات إلى تراجع حدة القصف والغارات الإسرائيلية القاتلة أو احتمال التوصل إلى هدنة سريعة والإفراج عن رهائن.

أدى هجوم «حماس» على إسرائيل إلى مقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، حسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى بيانات رسمية. ويشمل هذا العدد الرهائن الذين قضوا خلال احتجازهم.

وتسبّبت حملة القصف والعمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة بمقتل أكثر من 40 ألف قتيل على الأقل، وفقاً لوزارة الصحة في غزة. وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى من النساء والأطفال.


مقالات ذات صلة

«حزب الله» يعلن قصف شمال إسرائيل رداً على مقتل مسعفين بجنوب لبنان

شؤون إقليمية دخان يتصاعد جنوب لبنان بعد قصف إسرائيلي يوم أمس السبت (ا.ف.ب)

«حزب الله» يعلن قصف شمال إسرائيل رداً على مقتل مسعفين بجنوب لبنان

أعلن «حزب الله» اللبناني أنه أطلق وابلاً من الصواريخ على شمال إسرائيل رداً على هجوم أسفر، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية، عن مقتل ثلاثة مسعفين بجنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ب)

إردوغان يدعو لتشكيل تحالف إسلامي ضد إسرائيل

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم السبت، إن الدول الإسلامية يتعين عليها أن تشكل تحالفاً ضد ما وصفه «بالتهديد التوسعي المتزايد» من جانب إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
المشرق العربي أسرى فلسطينيون في سجن إسرائيلي (أرشيفية - مصلحة السجون)

إسرائيل جمعت قاعدة معلومات استخباراتية من معتقلي غزة

حوّلت إسرائيل المعتقلين الفلسطينيين من غزة إلى المصدر الاستخباراتي الأول والأهم في الكثير من مراحل الحرب الحالية في القطاع.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي منظر عام لـ«محور فيلادلفيا» على الحدود بين جنوب قطاع غزة ومصر (أ.ف.ب)

أزمة «فيلادلفيا»... مقترح جديد بشأن «أكبر عقبات» اتفاق «هدنة غزة»

تحدّثت وسائل إعلام أميركية عن إمكانية تدريب واشنطن قوات فلسطينية ونشرها على المحور، بديلاً للجيش الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الدخان يتصاعد من بلدة كفركلا في جنوب لبنان نتيجة القصف الإسرائيلي (د.ب.أ)

ارتفاع وتيرة المواجهات في جبهة جنوب لبنان... وتل أبيب ترفض ربطها بهدنة غزة

ارتفعت وتيرة المواجهات في الجنوب بين إسرائيل و«حزب الله» في وقت كشف فيه وزير الخارجية اللبناني عن أن تل أبيب غير مهتمة بوقف النار في جبهة الجنوب

«الشرق الأوسط» (بيروت)

إسرائيل تستعد لمعركة طويلة وسط «تضاؤل» فرص الهدنة

جريح فلسطيني يظهر إلى جانب جثامين لأشخاص قتلوا جراء قصف إسرائيلي في دير البلح وسط غزة 7 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)
جريح فلسطيني يظهر إلى جانب جثامين لأشخاص قتلوا جراء قصف إسرائيلي في دير البلح وسط غزة 7 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تستعد لمعركة طويلة وسط «تضاؤل» فرص الهدنة

جريح فلسطيني يظهر إلى جانب جثامين لأشخاص قتلوا جراء قصف إسرائيلي في دير البلح وسط غزة 7 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)
جريح فلسطيني يظهر إلى جانب جثامين لأشخاص قتلوا جراء قصف إسرائيلي في دير البلح وسط غزة 7 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

تستعد إسرائيل لمعركة مكثفة وطويلة على عدة جبهات، في ضوء المعلومات والتقديرات المتزايدة حول فشل التوصل إلى اتفاق لوقف النار في قطاع غزة. ويشمل المخطط الإسرائيلي تغيير خطط القتال في غزة، ومواصلة العمليات في الضفة الغربية، وحرباً محتملة على جبهة لبنان قد تتحول إلى نزاع إقليمي.

وأكدت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية هذا الواقع، قائلة إن إسرائيل تستعد فعلياً لسيناريو عدم التوصل إلى صفقة لفترة طويلة، ومن ثم ستتغير طريقة المعارك في قطاع غزة بهدف زيادة الضغط العسكري على «حماس»، في حين سيواصل سلاح الجو تدمير القاذفات بشكل منهجي في لبنان، استعداداً لمعركة كبيرة، وسيعمل في كل مناطق الضفة الغربية.

في الأثناء، أرجأت الولايات المتحدة تقديم خطة جديدة لوقف النار لعدة أيام، بسبب عدم التفاؤل بفرص نجاحها في الوقت الحالي، وفق ما قالت هيئة البث الرسمية. وجاء في تقرير بثته شبكة «كان» أن الإدارة الأميركية متشائمة إزاء رغبة «حماس» في التوصل إلى اتفاق، وإمكانية المضي قدماً في المفاوضات معها.

ويأتي ذلك، من بين أمور أخرى، في أعقاب مقتل المختطفين الستة في قطاع غزة. وقالت «كان» إن «حماس» طالبت في الأيام الأخيرة بالإفراج عن عدد أكبر من الأسرى الأمنيين الفلسطينيين بوصفه جزءاً من الصفقة، على الرغم من أن هناك عدداً أقل من الأسرى الإسرائيليين الأحياء الذين يمكن إطلاق سراحهم. إضافة إلى ذلك، صدمت الإدارة الأميركية من قيام «حماس» بنشر مقاطع فيديو للمختطفين الذين قتلوا مؤخراً.

ووفق «كان»، فإن كل ذلك قاد إلى تأخر البيت الأبيض في تقديم الخطوط العريضة لخطته. وقالت مصادر مطلعة على الأمر إن الوسطاء يحاولون باستمرار تقديم اقتراح وساطة للتوصل إلى حل، «لكن في الوقت الحالي تعتقد كل من إسرائيل و(حماس) أن الجانب الآخر لا يريد صفقة؛ لذلك لا يوجد اتفاق في الأفق».

جانب من الحدود بين قطاع غزة ومصر التي تعرف بـ«محور فيلادلفيا» (د.ب.أ)

فيلادلفيا والأسرى

وكتب روني بين يشاي، كبير المراسلين العسكريين والمحللين الاستراتيجيين في صحيفة «يديعوت»، وهو مقرب من قيادة الجيش، أن اقتراح التسوية الأميركي بشأن صفقة وقف الحرب متوقف حالياً، بسبب مطالب جديدة تقدمت بها «حماس»، وهي إصرار قائد الحركة يحيى السنوار على تحديد عدد من الأسرى الأمنيين في السجون الإسرائيلية، دون ارتباط بعدد المختطفين الأحياء الذين سيطلق سراحهم. كما رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التنازل تماماً عن موضوع محور فيلادلفيا، لتصبح هاتان المسألتان أهم العقبات أمام التوصل إلى صفقة.

وقال بين يشاي إن المؤسسة السياسية والأمنية في إسرائيل توصلت فعلاً إلى استنتاج مشترك تجمع عليه جميع الأطراف المعنية بأن فرص تحقيق انفراجة في صفقة تؤدي إلى وقف طويل لإطلاق النار لمدة 6 أسابيع، ضئيلة، إن لم تكن بالأساس معدومة، ومن ثم، عقد رئيس الوزراء نقاشاً أمنياً بمشاركة فريق التفاوض وكبار مسؤولي الأمن، الخميس الماضي، بهدف الاستعداد لسيناريو عدم وجود صفقة لفترة طويلة، واستمرار الحرب على جميع الجبهات والساحات.

ووفق «يديعوت»، فإن إسرائيل لا تعلق كثيراً من الأمل على اقتراح الوساطة الأميركية، وتقدر أنها تهدف فقط إلى الحفاظ على زخم المفاوضات لمنع إيران وحلفائها من زيادة تحركاتهم في المنطقة. وعلى خلفية ذلك، تستعد إسرائيل لمعركة مكثفة وطويلة على جميع الجبهات، بما في ذلك في الشمال وفي الضفة، والصعوبة الرئيسية التي سيتعين على الجيش الإسرائيلي مواجهتها في حالة مثل هذه الحملة هي الحاجة إلى زيادة قواته البشرية إلى أقصى حد، بما في ذلك الاحتياطي.

طفل جريح في مستشفى بعد إصابته بقصف إسرائيلي في دير البلح بوسط غزة (أ.ف.ب)

المرحلة الرابعة

ووفق الخطة الإسرائيلية، سينتقل الجيش في غزة إلى المرحلة الرابعة؛ حيث ستعمل إسرائيل بشكل أساسي فوق الأرض بناءً على معلومات استخباراتية، وستمنع عودة السكان والمسلحين إلى شمال غزة من خلال وجودهم العملي والهجومي في محور نتساريم، بما يضمن أيضاً تجنيب الجيش البقاء داخل مواقع دائمة تجعله هدفاً ثابتاً لهجمات «حماس».

ويقدر الجيش الإسرائيلي أن «حماس» تنهار فعلياً، لكنها لا تزال قادرة على شن حرب عصابات؛ لذلك سيقوم الجيش بعمليات متنقلة بشكل رئيسي فوق الأرض وفي الأماكن التي يقدر الجيش بأنه لا يوجد فيها أسرى إسرائيليون تحت الأرض، وسيعمل على ألا يسمح للمسلحين الفلسطينيين بالخروج إلى السطح من أجل الضغط عليهم.

وضمن الخطة، ناقش السياسيون والعسكريون مسألة «اليوم التالي»، خاصة فيما يتعلق بتوزيع المساعدات الإنسانية، وثمة اقتراح بأن يقوم الجيش الإسرائيلي بهذه المهمة. وبالفعل، بدأ الجيش بدراسة الطرق التي يمكن من خلالها السيطرة على عملية التوزيع بالتعاون مع الولايات المتحدة، بحيث لا تتحول هذه المساعدات إلى شريان حياة لقيادات وعناصر حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي».

طفلان فلسطينيان نازحان يفرزان القمامة في أحد شوارع دير البلح في ظل الحرب الدائرة (أ.ب)

الخطة الأخرى

أما الخطة الأخرى التي تجري مناقشتها، وفق «يديعوت»، فهي كيفية نقل سكان شمال القطاع إلى ملاجئ آمنة وسط القطاع، وعندما يصبح الشمال خالياً من السكان سيعمل الجيش الإسرائيلي بعدوانية ضد نحو 5 آلاف مسلح أو أقل ما زالوا في بيت لاهيا وبيت حانون والزيتون والدرج وغيرها.

وجرى وضع الخطط لغزة، فيما تقرر مواصلة مهاجمة شمال الضفة الغربية، وربما جنوبها، حسب الحاجة، كما جرى الاتفاق على الحاجة المتزايدة للتحرك لإعادة سكان الشمال المهجرين قرب الحدود مع لبنان. وقالت «يديعوت» إن الجيش منخرط بالفعل في مرحلة تحضيرية لحملة جوية وبرية واسعة النطاق في جنوب لبنان.

ووفق الصحيفة ذاتها، فإن «حزب الله» لا يزال يمتلك القدرة على إطلاق الصواريخ؛ لذلك، وبصفته جزءاً من التحضير لحملة كبيرة في جنوب لبنان، يقوم سلاح الجو بتدمير منصات إطلاق الصواريخ بشكل منهجي، وفقاً لمعلومات استخباراتية أو طريقة جرى تطويرها لـ«اصطياد منصات الإطلاق».

وأضافت: «المداولات في الوقت الحالي تتعلق بشكل رئيسي بنطاق العملية البرية والجوية». وقال مسؤول إسرائيلي: «سنحتاج إلى الأميركيين معنا في الشمال، سواء في تحقيق التسوية من خلال المفاوضات الدبلوماسية، خاصة إذا اضطررنا قريباً جداً إلى الدخول في حملة بلبنان». وتابعت الصحيفة «أنه يمكن التقدير بأن نقطة اتخاذ القرار على المستوى السياسي والأمني ​​في إسرائيل بشأن الشروع في هذه الحملة أصبحت الآن أقرب من أي وقت مضى، وأن القيادة الشمالية تستعد لها بشكل محموم».