ارتفاع وتيرة المواجهات في جبهة جنوب لبنان... وتل أبيب ترفض ربطها بهدنة غزة

سقوط مسيّرة لـ«حزب الله» في بلدة عين إبل

الدخان يتصاعد من بلدة كفركلا في جنوب لبنان نتيجة القصف الإسرائيلي (د.ب.أ)
الدخان يتصاعد من بلدة كفركلا في جنوب لبنان نتيجة القصف الإسرائيلي (د.ب.أ)
TT

ارتفاع وتيرة المواجهات في جبهة جنوب لبنان... وتل أبيب ترفض ربطها بهدنة غزة

الدخان يتصاعد من بلدة كفركلا في جنوب لبنان نتيجة القصف الإسرائيلي (د.ب.أ)
الدخان يتصاعد من بلدة كفركلا في جنوب لبنان نتيجة القصف الإسرائيلي (د.ب.أ)

ارتفعت وتيرة المواجهات في جنوب لبنان بين إسرائيل و«حزب الله»، في وقت كشف فيه وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب عن أن تل أبيب غير مهتمة بوقف النار في جبهة الجنوب، بعد تجدد تهديدات تل أبيب بالاستعداد لتنفيذ هجوم على لبنان.

وقال بوحبيب في حديث لقناة «الجزيرة» إن إسرائيل نقلت لنا رسالة عبر وسطاء مفادها أنها غير مهتمة بوقف إطلاق النار في لبنان حتى بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. مع العلم أن «حزب الله» يربط الجبهتين معاً، ويؤكد أن التوصل إلى هدنة في غزة سينسحب بذلك على جهة الجنوب. وأتى كلام بوحبيب بعد ساعات على إعلان رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أن قواته تستعد لاتخاذ خطوات هجومية داخل لبنان.

وقال هاليفي، خلال جولة تفقدية في الجولان، إن الجيش الإسرائيلي يركّز على مواجهة «حزب الله»، وإن الهجمات التي شُنت خلال الشهر الأخير، وعدد عناصر الحزب الذين قُتلوا كبير للغاية، مضيفاً: «الجيش الإسرائيلي يسعى لتخفيف التهديدات التي يتعرض لها سكان المنطقة الشمالية وهضبة الجولان، وذلك تزامناً مع الاستعداد للهجوم في مرحلة لاحقة»، من دون أن يذكر تفاصيل إضافية.

وميدانياً، سجّل في الساعات الأخيرة زيادة في التوتر على جبهة الجنوب مع تكثيف الجيش الإسرائيلي من وتيرة غاراته الجوية، مستهدفاً مناطق خلفية للبلدات الحدودية، حيث يقدر عدد الغارات التي أطلقت في الأيام الأخيرة على الجنوب بأكثر من مائة غارة.

وسقطت مسيّرة لـ«حزب الله» في بلدة عين إبل المسيحية، في جنوب لبنان بعيد إطلاقها باتجاه إسرائيل. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بسقوط «درون» في عين إبل، مشيرة إلى أن فريق الهندسة في الجيش اللبناني يعمل للكشف عليها. وقالت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» إن المسيرة انطلقت من لبنان والجيش عمل على تفكيكها، نافية المعلومات التي أشارت إلى سقوط مسيرتين ووقوع إصابات.

صورة متداولة للمسيرة التي سقطت في عين إبل

ونفذ «حزب الله» عمليات عدة خلال الساعات الأخيرة، وأعلن في بيانات متفرقة استهدافه التجهيزات التجسسية في موقع مسكفعام وموقع الراهب وانتشاراً لجنود العدو في محيط مستوطنة «منوت»، موقع حدب يارون.

وأعلن كذلك عن استهدافه قاعدة جبل نيريا (مقر قيادي تشغله حالياً قوات من لواء غولاني) بصليات من صواريخ الكاتيوشا، «رداً على ‏‏‏اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة».

وفي الجنوب، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن القصف الإسرائيلي استهدف بلدة رب، واستهدفت مسيرة إسرائيلية أحد بساتين الوزاني بثلاثة صواريخ، كما ألقيت قنابل مضيئة على سهل مرجعيون. كذلك، سقطت قذائف هاون على أطراف علما الشعب واللبونة في القطاع الغربي، بحسب «الوطنية»، مشيرة إلى أن غارتين استهدفتا قبريخا وبني حيان، وشنّ الطيران الحربي غارات على أحراج كونين بصواريخ جو - أرض.

وكان قد سجل، مساء الجمعة، تصاعداً في وتيرة القصف الذي أدى إلى إصابة أحد المواطنين في بلدة كفركلا، كما أدى القصف بالقذائف الفوسفورية على بلدة برج الملوك، إلى إصابة مواطن بحال اختناق استدعت إدخاله إلى المستشفى، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية.

لبنان يردّ على الرسالة الإسرائيلية المتعلقة بالقرار 1701

وردّ لبنان على الرسالة الإسرائيلية المتعلّقة بتطبيق القرار 1701، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية في بيان لها، مشيرة إلى أن بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وجّهت رسالة إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة رداً على الرسالة المتطابقة الإسرائيلية حول تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 والمقدمة من المندوب الإسرائيلي في بداية الشهر الحالي، وأشار الوزير بوحبيب بموجبها إلى أن بوابة الحل الدائم هي من خلال التطبيق الشامل والكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 بكافة بنوده ومندرجاته، وليس بصورة انتقائية كما يحاول الطرف الآخر.

وأضافت الرسالة «أن التطبيق الشامل للقرار 1701 يعني انسحاب إسرائيل من كافة الأراضي اللبنانية المحتلة، ووقف اعتداءاتها على سيادة لبنان واستهدافها للمدنيين اللبنانيين والأهداف المدنية، وانخراطها في عملية إظهار الحدود اللبنانية الجنوبية البرية المعترف بها دولياً، والمؤكد عليها في اتفاقية الهدنة لعام 1949، بإشراف ورعاية الأمم المتحدة. كما طالب لبنان الدول الأعضاء في مجلس الأمن والمجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لتطبيق القرار 1701 بكافة بنوده، وجدد التزامه الكامل بالقوانين الدولية وبالشرعية الدولية، مشدداً «على الدور الأساسي والفاعل لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، بحسب الولاية الممنوحة لها، بهدف مساعدة الدولة اللبنانية على بسط سلطتها على كامل أراضيها من خلال تقوية القوات المسلحة اللبنانية».

«حزب الله»: المقاومة دخلت في مسار النصر الاستراتيجي التاريخي

في غضون ذلك، يرى «حزب الله»، على لسان عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق، أن «المقاومة في لبنان واليمن وفلسطين والعراق دخلت في مسار النصر الاستراتيجي التاريخي»، مجدداً التأكيد على ربط جبهة الجنوب بوقف إطلاق النار في غزة.

وقال قاووق: «العدو الإسرائيلي يزداد ضعفاً، بينما المقاومة ازدادت قوة وعدة وعدداً دفاعاً وهجوماً، عسكرياً وسياسياً، وهي بردّها على الاعتداءات الإسرائيلية، أكدت أنها لا تؤخذ لا بالتهديدات ولا بالتهويلات ولا بالمدمّرات ولا بحاملات الطائرات».

وشدّد على أن «المقاومة لن تسمح بإسكات جبهات المساندة، وستبقى في الموقع المتقدم لنصرة غزة، ولن يكون للعدو من مجال لإنقاذ المستوطنين وإعادتهم إلى منازلهم إلا عن طريق واحد، وهو إيقاف العدوان على غزة».


مقالات ذات صلة

مقتل 3 مسعفين وإصابة 2 بقصف إسرائيلي على جنوب لبنان

المشرق العربي الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)

مقتل 3 مسعفين وإصابة 2 بقصف إسرائيلي على جنوب لبنان

أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة اللبنانية، السبت، مقتل 3 مسعفين في بلدة فرون.

«الشرق الأوسط» (بيروت )
المشرق العربي المجلس الشرعي الاسلامي مجتمعاً برئاسة مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان (الوكالة الوطنية)

«المجلس الشرعي»: عرقلة انتخاب رئيس للبنان تأتي ضمن مسلسل شلّ الدولة

عدَّ «المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى» أن العرقلة التي تحيط بانتخاب الرئيس تأتي ضمن مسلسل شل الدولة ومؤسساتها الدستورية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي صورة ملتقطة من موقع في شمال إسرائيل على الحدود مع لبنان تظهر تصاعد الدخان أثناء القصف الإسرائيلي لمنطقة لبنانية في 4 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

غارة إسرائيلية على بلدة عيترون في جنوب لبنان

شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي، صباح الجمعة، غارة استهدفت بلدة عيترون في جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أعضاء من جماعة «حزب الله» يحملون الأعلام خلال تجمع إحياءً ليوم شهداء الحزب السنوي في الضاحية الجنوبية لبيروت 11 نوفمبر 2022 (رويترز)

رجل لبناني بلجيكي قد يعترف في أميركا بتهم بتسهيلات مالية ﻟ«حزب الله»

يتوقع أن يعترف شخص يحمل الجنسيتين اللبنانية والبلجيكية تتهمه الولايات المتحدة بتسهيل تعاملات مالية لجماعة «حزب الله» اللبنانية خلال محاكمته في قضية جنائية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الراعي يتوسط النواب آلان عون وإبراهيم كنعان وإلياس بوصعب وسيمون أبي رميا (الوكالة الوطنية)

النواب السابقون بكتلة باسيل يلمّحون إلى «تحالف وطني» بالانتخابات الرئاسية اللبنانية

لمح النائب اللبناني إبراهيم كنعان المستقيل من «التيار الوطني الحر»، إلى محاولة تشكيل «تحالف وطني» بهدف انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

«المجلس الشرعي»: عرقلة انتخاب رئيس للبنان تأتي ضمن مسلسل شلّ الدولة

المجلس الشرعي الاسلامي مجتمعاً برئاسة مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان (الوكالة الوطنية)
المجلس الشرعي الاسلامي مجتمعاً برئاسة مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان (الوكالة الوطنية)
TT

«المجلس الشرعي»: عرقلة انتخاب رئيس للبنان تأتي ضمن مسلسل شلّ الدولة

المجلس الشرعي الاسلامي مجتمعاً برئاسة مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان (الوكالة الوطنية)
المجلس الشرعي الاسلامي مجتمعاً برئاسة مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان (الوكالة الوطنية)

عدَّ المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى أن العرقلة التي تحيط انتخاب الرئيس تأتي ضمن مسلسل شل الدولة ومؤسساتها الدستورية، وحثّ القيادات السياسية والوطنية على تحمّل مسؤولياتها الوطنية والأخلاقية والمبادرة إلى انتخاب رئيس جامع.

وأتت مواقف المجلس الشرعي في الاجتماع الذي عقده برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، حيث توقف مطولاً، حسب بيان صادر عنه، «أمام ظاهرة استمرار تعثّر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يكون انتخابه تجديداً للوفاق الوطني وللالتزام بالمبادئ الدستورية والقانونية لإدارة شؤون الدولة»، واصفاً: «العرقلة التي تحيط بانتخاب الرئيس بأنها تأتي ضمن مسلسل شل الدولة ومؤسساتها الدستورية بأساليب متنوعة ومتعددة الأَوجه».

وأكد المجلس على قناعته بـ«أن انتخاب رئيس للجمهورية يشكل خطوة لا يمكن من دونها الانتقال من حالة التعثر والتقهقر التي يمرّ بها لبنان»، مشيراً إلى أن «المحاولات التي تقوم بها دول عربية شقيقة ودول أجنبية صديقة لمساعدة لبنان على الخروج من دوامة الفراغ الرئاسي تتعثّر باستمرار، فيما تراوح المساعي والجهود البرلمانية في مكانها بين الدعوات إلى الحوار أو التشاور أو الانتخاب. وبذلك انتقل الاهتمام السياسي من أولوية انتخاب رئيس للدولة يحفظ دستورها ويصون وحدتها الوطنية ويخرجها مما هي عليه، إلى الوقوع في جدلية كيف وأين ومتى يجري الانتخاب، وكأن لبنان لم يسبق له أن انتخب رئيساً من قبل».

وحثّ «المجلس الشرعي»، «القيادات السياسية والوطنية على الخروج من دوامة الدوران في هذا الفراغ المرفوض، وتحمّل مسؤولياتها الوطنية والأخلاقية، والمبادرة إلى انتخاب رئيس جامع يفتح انتخابه صفحة جديدة في سجلّ التاريخ اللبناني الحديث».

وتوقف المجلس كذلك أمام ظاهرة الإهمال المتمادي في إدارة الشؤون العامة، وتبادل إلقاء التهم بالتقصير على هذه الجهة أو تلك، خصوصاً في موضوع الكهرباء الذي تتعثر محاولات تأمينه، ولو في حده الأدنى، إلى الأمور الحياتية اليومية للمواطنين، على الرغم من الجهود الحثيثة التي يقوم بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على هذا الصعيد وعلى سائر المستويات.

وحذر المجلس من «نيات الكيان الصهيوني الغاشم ضد لبنان وشعبه»، مؤكداً أن وحدة اللبنانيين هي الأساس في مواجهة الغطرسة العدوانية التي يمارسها العدو على الجنوب وسائر المناطق اللبنانية، ونوه بصمود أهلنا في بلدات وقرى الجنوب وضرورة تعزيز دعمهم وصمودهم لمواجهة الأخطار المحدقة بهم، ودعا جميع القوى الفاعلة في الجنوب إلى التضافر وبذل الجهود والتضامن وعدم إثارة أي نعرات تعكر صفو وحدتهم الوطنية.

وأبدى المجلس «استغرابه واستنكاره الشديد لتقاعس المجتمع الدولي ومؤسساته عن ممارسة الضغط السياسي والأمني والاقتصادي على الكيان الصهيوني في فلسطين لوضع حد لحرب الإبادة التي يواصل ارتكابها في غزة، والآن في الضفة الغربية من فلسطين، والمحاولات المتكررة للاعتداء على المسجد الأقصى».