انطلاق عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية الجزائرية

TT

انطلاق عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية الجزائرية

عاملان يحضران صندوق أوراق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية في الجزائر (رويترز)
عاملان يحضران صندوق أوراق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية في الجزائر (رويترز)

فتحت مراكز الاقتراع، اليوم (السبت)، أبوابها للتصويت بالانتخابات الرئاسية الجزائرية التي يتنافس فيها ثلاثة مرشحين، وهم مرشح حزب جبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش، والمرشح الحر عبد المجيد تبون، ومرشح حركة مجتمع السلم عبد العالي حساني شريف.

وأحصت هيئة الانتخابات 24 مليوناً و351 ألفاً و551 مسجلاً من بينهم 23 مليوناً و486 ألفاً و61 ناخباً داخل الوطن، موزعين على 47 في المائة نساء و53 في المائة رجالاً، في حين بلغت نسبة المسجلين أقل من 40 سنة 36 في المائة. ويحظى الرئيس المنتهية ولايته عبد المجيد تبون (78 عاماً) بدعم أحزاب الغالبية البرلمانية، وأهمها جبهة التحرير الوطني، الحزب الواحد سابقاً، والحزب الإسلامي حركة البناء الذي حل مرشحه ثانياً في انتخابات 2019، وهو ما يجعل إعادة انتخابه أكثر تأكيداً.

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (رويترز)

كان مقرراً إجراء هذه الانتخابات عند انتهاء ولاية تبون في ديسمبر (كانون الأول)، لكنه أعلن في مارس (آذار) تنظيم انتخابات مبكرة في 7 سبتمبر (أيلول). وانطلقت عملية التصويت، بالنسبة لأفراد الجالية الوطنية بالخارج يوم الاثنين الماضي عبر 117 لجنة موزعة على 18 لجنة بفرنسا، و30 لجنة بباقي الدول الأوروبية، و22 بالدول العربية، و21 بالدول الأفريقية، و26 بكل من آسيا وأميركا.

وعلق أستاذ العلوم السياسية محمد هناد على «فيسبوك» بأن «الفائز يبدو معروفاً مسبقاً»، وذلك «بالنظر إلى نوعية المرشحين وقلة عددهم غير العادية، وكذا الظروف التي جرت فيها الحملة الانتخابية التي لم تكن سوى مسرحية للإلهاء»، كما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

أوراق الاقتراع في أحد مراكز الاقتراع قبل فتح صناديق الاقتراع خلال الانتخابات الرئاسية في الجزائر (رويترز)

ويرغب تبون في «مشاركة مكثفة، فهذا هو الرهان الأول؛ إذ لم ينسَ أنه انتُخب في عام 2019 بنسبة مشاركة ضعيفة، ويريد أن يكون رئيساً طبيعياً وليس منتخباً بشكل سيئ»، على ما أكد مدير مركز الدراسات حول العالم العربي والمتوسط في جنيف الجزائري حسني عبيدي.

وكانت الانتخابات التي حملته إلى كرسي الرئاسة قبل خمسة أعوام شهدت عزوفاً قياسياً بلغ 60 بالمائة؛ إذ كانت مظاهرات «الحراك» العارمة المطالبة بالديمقراطية لا تزال في أوجها. وحصل فيها على 58 بالمائة من الأصوات.

وفي مواجهة شبح عزوف مكثف، بالنظر لانعدام رهانات هذا الاقتراع، قام تبون ومؤيدوه، وكذلك فعل منافساه، بجولات عدة على امتداد البلاد منذ منتصف أغسطس (آب)، داعين الناخبين إلى مشاركة قوية.

عامل انتخابي يقف بالقرب من صندوق اقتراع في مركز اقتراع خلال الانتخابات الرئاسية في الجزائر (رويترز)

لكن مجريات الحملة الانتخابية لم تحظَ سوى باهتمام ضئيل، خصوصاً أنها جرت على غير العادة في عز الصيف في ظل حر شديد.

وفي الخارج، بدأ الجزائريون المهاجرون الإدلاء بأصواتهم منذ الاثنين، وعددهم 865490 ناخباً، بحسب الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات.

كذلك، خُصصت مراكز اقتراع متنقلة للقاطنين في المناطق النائية داخل البلاد.

سيدة جزائرية تدلي بصوتها في الانتخابات الرئاسية (أ.ف.ب)

ركز المرشحون الثلاثة خطاباتهم أثناء الحملة الانتخابية على القضايا الاجتماعية والاقتصادية، متعهدين العمل على تحسين القدرة الشرائية وتنويع الاقتصاد ليصبح أقل ارتهاناً بالمحروقات التي تشكل 95 بالمائة من موارد البلاد من العملة الصعبة.

ووعد تبون، مستنداً إلى حصيلة اجتماعية واقتصادية محسنة، بزيادات جديدة في الأجور ومعاشات المتقاعدين وتعويضات البطالة، وببناء مليونَي مسكن، فضلاً عن زيادة الاستثمارات لإيجاد 400 ألف فرصة عمل وجعل الجزائر «ثاني اقتصاد في أفريقيا» بعد جنوب أفريقيا.


مقالات ذات صلة

شولتس مرشح حزبه للانتخابات المبكرة في ألمانيا

أوروبا أولاف شولتس يتحدث بعد اختياره مرشحاً للانتخابات المبكرة في برلين الاثنين (رويترز)

شولتس مرشح حزبه للانتخابات المبكرة في ألمانيا

قرر الاشتراكيون الديمقراطيون دعم أولاف شولتس رغم عدم تحسن حظوظ الحزب، الذي تظهر استطلاعات الرأي حصوله على نحو 15 في المائة فقط من نوايا التصويت.

«الشرق الأوسط» (برلين)
المشرق العربي الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الجديدة للبرلمان الأردني (رويترز)

جدل «الإخوان» في الأردن يعود من بوابة البرلمان

مع بدء الدورة العشرين لمجلس النواب الأردني، الذي انتخب في العاشر من سبتمبر (أيلول) الماضي، بدأ الشحن الداخلي في معادلة الصراع بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.

محمد خير الرواشدة (عمّان)
شمال افريقيا ممثلو دول أوروبية داخل مركز العدّ والإحصاء التابع لمفوضية الانتخابات الليبية (المفوضية)

ليبيا: إجراء الانتخابات المحلية ينعش الآمال بعقد «الرئاسية» المؤجلة

قال محمد المنفي رئيس «المجلس الرئاسي» إن إجراء الانتخابات المحلية «مؤشر على قدرة الشعب على الوصول لدولة مستقرة عبر الاستفتاءات والانتخابات العامة».

جمال جوهر (القاهرة)
الولايات المتحدة​ الملياردير إيلون ماسك (رويترز)

هل يمكن أن يصبح إيلون ماسك رئيساً للولايات المتحدة في المستقبل؟

مع دخوله عالم السياسة، تساءل كثيرون عن طموح الملياردير إيلون ماسك وما إذا كان باستطاعته أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا وزير الداخلية جيرالد دارمانان (اليمين) متحدثاً إلى الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي (رويترز)

زلزال سياسي - قضائي في فرنسا يهدد بإخراج مرشحة اليمين المتطرف من السباق الرئاسي

زلزال سياسي - قضائي في فرنسا يهدد بإخراج مرشحة اليمين المتطرف من السباق الرئاسي، إلا أن البديل جاهز بشخص رئيس «حزب التجمع الوطني» جوردان بارديلا.

ميشال أبونجم (باريس)

قيادي في «حماس»: الحديث عن هدنة 5 أيام في غزة مرفوض

«حماس» تقول إن عرض هدنة في قطاع غزة لمدة 5 أيام هو أمر مرفوض (أ.ف.ب)
«حماس» تقول إن عرض هدنة في قطاع غزة لمدة 5 أيام هو أمر مرفوض (أ.ف.ب)
TT

قيادي في «حماس»: الحديث عن هدنة 5 أيام في غزة مرفوض

«حماس» تقول إن عرض هدنة في قطاع غزة لمدة 5 أيام هو أمر مرفوض (أ.ف.ب)
«حماس» تقول إن عرض هدنة في قطاع غزة لمدة 5 أيام هو أمر مرفوض (أ.ف.ب)

قال القيادي في حركة «حماس» أسامة حمدان اليوم الاثنين إن عرض هدنة في قطاع غزة لمدة 5 أيام هو أمر مرفوض، مؤكدا أن الحركة معنية في الوقت نفسه بوقف الحرب.

وأضاف حمدان لتلفزيون «الميادين» اللبناني: «نحن معنيون بوقف العدوان على شعبنا، والحديث عن هدنة لـ5 أيام ثم العودة إلى القتال لا يحقق مطلبه»، مشيرا إلى أن آخر عرض أميركي كمقترح لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة تم تقديمه قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية الماضية.

وتابع قائلا: «الإسرائيلي يريد أن يسترجع الأسرى لدى المقاومة وأن ترفع الأخيرة راية الاستسلام ثم يقرر إذا ما أراد وقف الحرب أم لا».

وحول وضع الأسرى في ظل المعارك الدائرة في القطاع، قال حمدان: «لا أحد يستطيع أن يجزم بأي أمر بشأن وضعية الأسرى وحالتهم».

وأضاف: «في غزة معركة تدور، إذا انقطعت أخبار الآسرين من المقاومة تنقطع أخبار الأسرى الإسرائيليين. إذا استشهد المقاوم الذي يهتم بأسرى إسرائيليين فإن حياتهم تصبح في خطر عندما يخسرون من يهتم بهم».

وانهارت العديد من جولات المفاوضات للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» برعاية مصرية وقطرية وأميركية، باستثناء هدنة واحدة جرى التوصل إليها لمدة أسبوع في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أبلغت قطر «حماس» وإسرائيل بأنها ستوقف جهودها في الوساطة حتى يظهرا «الاستعداد والجدية» لاستئناف المحادثات.

وقال خليل الحية القائم بأعمال رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة في وقت سابق هذا الشهر إن المقترح الأميركي الأخير لوقف إطلاق النار «لم يتحدث عن وقف الحرب ولا عودة النازحين، بل عن إعادة بعض الأسرى الإسرائيليين فقط»، وأضاف: «نريد أن يتوقف هذا العدوان، ويجب أن يتوقف أولاً لكي يتم أي تبادل للأسرى».