المعارضة ترفض «السلة المتكاملة» لحل الأزمة اللبنانية

تشدد على انتخاب رئيس للجمهورية أولاً

كرسي الرئاسة اللبنانية في قاعة السفراء بقصر بعبدا (غيتي)
كرسي الرئاسة اللبنانية في قاعة السفراء بقصر بعبدا (غيتي)
TT

المعارضة ترفض «السلة المتكاملة» لحل الأزمة اللبنانية

كرسي الرئاسة اللبنانية في قاعة السفراء بقصر بعبدا (غيتي)
كرسي الرئاسة اللبنانية في قاعة السفراء بقصر بعبدا (غيتي)

عاد الحديث مؤخراً في بيروت عن تسويق خارجي وداخلي لطرح يقول بسلةٍ متكاملةٍ للحل، تلحظ اتفاقاً على اسم رئيس الجمهورية، كما على اسم رئيس الحكومة، وضمناً مشروعي الطرفين.

وكان الفرنسيون أول من طرح فكرة هذه السلة حين اقترحوا انتخاب رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، مقابل تعيين السفير السابق نواف سلام رئيساً للحكومة. ويبدو أن باريس، وحسب معلومات «الشرق الأوسط»، لا تزال تعتقد أن الحل يجب أن يلحظ تفاهماً واسعاً يشمل الحكومة ورئيسها، وليس اسم رئيس الجمهورية فقط.

ولفت الجمعة حديث المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، القريب من «الثنائي الشيعي» («حزب الله» و«حركة أمل») عن أن «ما نريده تسوية بحجم الإنقاذ الرئاسي والحكومي معاً، للنهوض بالبلد من جديد وبشكل مشترك».

صفقة لن نقبل بها

إلا أن مصدراً قيادياً في حزب «القوات اللبنانية» أكد رفض المعارضة طرح السلة المتكاملة للحل، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن متمسكون بالدستور ولسنا في وارد الذهاب إلى أي صفقة من هذا القبيل، خصوصاً أننا نعاني منذ سنتين من شغور رئاسي نتيجة عدم الالتزام بالدستور الذي يقول بوضوح تام بانتخاب رئيس بجلسة مفتوحة ودورات متتالية بعيداً عن مقولة إلزامية الحوار كمدخل للانتخاب».

وشدد المصدر على أنه «يجب أولاً انتخاب رئيس، وبعدها يُصار إلى تكليف رئيس حكومة، على أن يشكل هو الحكومة. هذا هو المسار المفترض الالتزام به. فمن بعد كل الكلام الذي سمعناه مع الشغور الرئاسي المستمر، تفاقمت المخاوف لدينا من الذهاب قدماً إلى مزيد من تكريس أعراف بعيدة عن الدستور تزيد وتكبر»، مرجحاً أن يكون «الكلام بهذا الموضوع كما بالحوار الذي يسبق الانتخابات إنما هدفه حرف النظر عن الفريق المعطل للانتخابات الرئاسية».

الاستسلام يحولنا رهينة

من جهتها، نبهت النائبة في كتلة نواب حزب «القوات اللبنانية» (كتلة «الجمهورية القوية») غادة أيوب، من تحول «الضغوط على فريق المعارضة، ومنه القوات اللبنانية، تحت شعار تعطيل الحوار لانتخاب رئيس»، مشددة على أن «المعارضة كانت منذ بدء الشغور جاهزة لانتخاب رئيس للجمهورية».

وأكدت أيوب في حديث إذاعي «تمسك المعارضة بالدستور لانتخاب رئيس للجمهورية»، مشيرة إلى أن «الذهاب إلى حوار في غياب رئيس من دون البحث في الملفات الأساسية، ومنها قرار الحرب، أمر مرفوض». ورأت «أن تعاطي المعارضة مع ملف رئاسة الجمهورية هو الأمل الوحيد للحفاظ على هوية لبنان ووحدة شعبه، وإذا تم الاستسلام للضغوط والقبول بالحوار فسوف نكون رهينة فريق معين».

تسهيل لمهمة إسرائيل

في المقابل، عدَّ عضو تكتل «التنمية والتحرير»، النائب هاني قبيسي، أن «الفريق الآخر (المعارضة) رفض دعوتنا إلى الحوار وترك لبنان من دون رئيس للجمهورية وفي حال انقسام، بحكومة مستقيلة ومواقف سياسية بعيدة من الحس الوطني». وقال: «أن تترك الأمور بهذا الشكل تسهيل لمهمة إسرائيل في لبنان، وتسهيل للدور الغربي الذي لا يريد مكاناً للمقاومة في الشرق الأوسط».


مقالات ذات صلة

تراجع لهجة وعمليات «حزب الله» يقابله مواصلة إسرائيل قصفها المكثف

المشرق العربي غارة إسرائيلية تستهدف أحراج بلدة زبقين في جنوب لبنان (رويترز)

تراجع لهجة وعمليات «حزب الله» يقابله مواصلة إسرائيل قصفها المكثف

دخلت المواجهات العسكرية بين «حزب الله» وإسرائيل منذ فترة في مرحلة من الاستقرار النسبي، بعدما بات واضحاً أنه لا مصلحة للطرفين بتوسعة القتال.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي أعضاء من «حزب الله» يحملون الأعلام خلال تجمع إحياءً ليوم شهداء الحزب السنوي في الضاحية الجنوبية لبيروت 11 نوفمبر 2022 (رويترز)

جبهة «إسناد غزة» تكشف الدور الهجومي لسلاح «حزب الله»

فرضت جبهة جنوب لبنان واقعاً جديداً على «حزب الله» الذي بدّل وظيفة سلاحه من الدفاع عن لبنان إلى سلاح هجوم، الأمر الذي يفتح النقاش واسعاً للبحث في مصير هذا السلاح

يوسف دياب (بيروت)
تحليل إخباري حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة (أ.ب)

تحليل إخباري توقيف سلامة يتصدر المشهد السياسي... فهل يعيد خلط الأوراق؟

يتصدر توقيف حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، بجرائم مالية، المشهد السياسي، لما يمكن أن يترتب على توقيفه من تداعيات مفتوحة لما لديه من أسرار مالية وسياسية.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي رياض سلامة قبيل مغادرته مكتبه في «مصرف لبنان» يوم 31 يوليو 2023 بعد 30 عاماً من توليه المنصب (رويترز)

القضاء اللبناني يبقي رياض سلامة موقوفاً ويرحّل استجوابه إلى الاثنين

تسلّم قاضي التحقيق الأول في بيروت ملفّ حاكم «مصرف لبنان» السابق رياض سلامة، وادعاء النيابة العامة المالية ضدّه، وقرر استمرار توقيفه واستجوابه الاثنين المقبل.

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي الراعي يتوسط النواب آلان عون وإبراهيم كنعان وإلياس بوصعب وسيمون أبي رميا (الوكالة الوطنية)

النواب السابقون بكتلة باسيل يلمّحون إلى «تحالف وطني» بالانتخابات الرئاسية اللبنانية

لمح النائب اللبناني إبراهيم كنعان المستقيل من «التيار الوطني الحر»، إلى محاولة تشكيل «تحالف وطني» بهدف انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

محافظة دمشق تدعو الأهالي إلى «حوار» حول مستقبل مدينتهم

العاصمة السورية دمشق
العاصمة السورية دمشق
TT

محافظة دمشق تدعو الأهالي إلى «حوار» حول مستقبل مدينتهم

العاصمة السورية دمشق
العاصمة السورية دمشق

فوجئ سكان العاصمة السورية دمشق، بتوجيه محافظة دمشق دعوة إليهم للانضمام إلى جلسات الحوار التي ستجريها تحت عنوان «من أجل دمشق نتحاور باعتبار أن كل مواطن مسؤول»، للمشاركة في حوار حول مستقبل مدينتهم.

وقالت المحافظة في بيان صادر عنها نشرته وسائل الإعلام، إنها ستقيم «جلسات حوارية تشاركية تهدف للتعرف على آراء ومقترحات أهالي المدينة حول المشروعات والخدمات اللازمة لتنمية الأحياء وتطويرها». وأكد البيان سعي المحافظة لأن تكون جلسات الحوار «فرصة قيّمة» للمساهمة الفعالة في رسم المستقبل، عادّاً آراء ومقترحات المواطنين «المفتاح لتحقيق تنمية مستدامة تلبي احتياجات جميع أفراد المجتمع والأجيال القادمة». ودعت محافظة دمشق كل من يرغب بالمشاركة للانضمام إلى الحوار ليكونوا «جزءاً من هذا الحوار البناء والمثمر».

وعدّت صحيفة «الوطن» المحلية هذه المبادرة الأولى من نوعها في سوريا، لافتة إلى أنها تأتي في إطار «اللامركزية الإدارية، وانطلاقاً من مبدأ: كل مواطن مسؤول». وقالت مصادر متابعة في دمشق لـ«الشرق الأوسط»، إن هذه السابقة لافتة في توقيتها المتزامن مع توقيع محافظة دمشق وبلدية طهران «اتفاق توأمة» لتعزيز وتعميق التعاون وتبادل الخبرات في مختلف المجالات.

وقالت المصادر إن الإسراع في توقيع اتفاق التوأمة يؤكد وجود إلحاح إيراني ضاغط على الحكومة السورية لتنفيذ مشروعات مدنية تشارك فيها إيران، بهدف تجذير وجود إيران في العاصمة دمشق وفرض سيطرتها عليها. ورجحت المصادر أن تكون محافظة دمشق قد لجأت إلى دعوة الأهالي للمشاركة بطرح آرائهم عبر الحوار «لرمي كرة التباطؤ في ملعب الرأي العام المحلي»، لأنه معلوم مسبقاً أن الوجود الإيراني في دمشق يستفز الدمشقيين عموماً.

وكان رئيس بلدية طهران، علي رضا زاكاني، صرح الخميس، عقب توقيع اتفاقية التوأمة مع محافظ دمشق، بأن الاتفاقية تهدف إلى «تنمية التعاون بشتى المجالات». وقال إن «أهم الأعمال والمشروعات تنفذها طهران في مجال النقل العام، وما وصلت إليه فيما يخص مترو الأنفاق وتحويل جميع حافلات النقل العام إلى العمل بالطاقة الكهربائية وإدارة ملف النفايات الصلبة، وغيرها من المشروعات للنهوض بالواقع الخدمي والاقتصادي للمدينة».

وأبدى محافظ دمشق، طارق كريشاتي، استعداد محافظة دمشق للتعاون مع بلدية طهران للنهوض بمستوى الخدمات والمساهمة في تنفيذ مجموعة من المشروعات الاستراتيجية التي تحتاج إليها دمشق، مثل مترو الأنفاق وملف النفايات وقطاع النقل، وفق ما نقلته وكالة «سانا» الرسمية.

ومن المشروعات المطروحة في دمشق مترو الأنفاق لتخفيف الازدحام المروري، ويتألف كمرحلة أولى من 16 محطة بطول 17 كيلومتراً كمرحلة أولى، ويمتد من منطقة المعضمية غرب المحافظة إلى منطقة القابون شرقاً، علماً بأن منطقتي المعضمية والقابون دمرتا بنسبة تصل إلى 70 في المائة خلال الحرب. ومن المشروعات إحداث مواقف للسيارات تحت الحدائق العامة، وهي مشروعات تم تداول أنباء عن إقامة أحدها تحت حديقة السبكي مع بداية الحرب قبل أكثر من 10 سنوات، ولم يتحقق رغم تهديم الحديقة وإعادة بنائها ببطء، وتم خلالها إغلاقها مع أنها تعدّ من أهم المساحات الخضراء التي تتنفس منها العاصمة.

وعادت تلك المشروعات لتطرح مؤخراً، لكن تحت حديقة الجاحظ العريقة، الأمر الذي نفته المحافظة بعد موجة انتقادات لتلك الأفكار التي عدّت نوعاً من تخريب ذاكرة المدينة.

وأثارت دعوة محافظة دمشق إلى التحاور من أجل دمشق كثيراً من الاستغراب، إذ سبق وجرى تمرير كثير من المشروعات الكبرى التي من شأنها تغيير وجه العاصمة من دون اهتمام يذكر بالانتقادات الكثيرة التي أثيرت حولها، وما قد تلحقه من أضرار بالسكان، بحسب ما وصل إليه تحقيق استقصائي.

ونشرت منصة «سيريا إنديكيتور» تحقيقاً حول وضع سكان منطقة المزة - بساتين الرازي في دمشق، بعد تهجيرهم من بيوتهم عام 2017 تنفيذاً لمرسوم رئاسي صدر في 2012، نص على إحداث مشروعي «ماروتا سيتي» و«باسيليا سيتي». وبحسب التحقيق، تُقدر العائدات الاستثمارية المتوقعة من «ماروتا سيتي» وحدها بما يراوح بين 52 و105 تريليونات ليرة تقريباً (ما يُعادل ما بين 3.5 و7 مليارات دولار).

وبحسب المنصة، ينطوي ملف المشروعين على تفاصيل «يتداخل فيها الفساد بسوء التخطيط والإدارة، وتأثير العقوبات بصراع على النفوذ والمال»، حيث تحول ملاك العقارات الذين هجروا إلى «متسولين على أبواب محافظة دمشق، وأبواب المكاتب العقارية»، بحسب تعبير أحد المتضررين.

ومن بين 7500 عائلة أخليت من بيوتها، استحقت 5500 عائلة «مساكن بديلة»، على أن تُسدد أثمانها، إلا أن أحداً لم يتسلم منزله، حيث تسير أعمال مشروع «ماروتا سيتي» ببطء شديد.