العراق: مفاجآت «سرقة القرن» تهز القضاء

قاضي «النزاهة» فتح النار على الجميع وقال إن المتهم الرئيسي «عربة لنقل الأموال»

رئيس «هيئة النزاهة» القاضي حيدر حنون (يسار) خلال مؤتمر صحافي في أربيل
رئيس «هيئة النزاهة» القاضي حيدر حنون (يسار) خلال مؤتمر صحافي في أربيل
TT

العراق: مفاجآت «سرقة القرن» تهز القضاء

رئيس «هيئة النزاهة» القاضي حيدر حنون (يسار) خلال مؤتمر صحافي في أربيل
رئيس «هيئة النزاهة» القاضي حيدر حنون (يسار) خلال مؤتمر صحافي في أربيل

فجّر رئيس «هيئة النزاهة» العراقية مفاجآت في القضية المعروفة محلياً بـ«سرقة القرن»، وقال إن المتهم الرئيسي فيها «عربة لنقل الأموال»، فيما كشف عن مذكرة قبض صدرت بحقه.

وفي مؤتمر صحافي غلب عليه التوتر في مدينة أربيل، فتح القاضي حيدر حنون، أمس (الأربعاء)، النار على الجميع وأطلق سيلاً من المعلومات بخصوص السرقة والتحقيقات فيها. وقال إن «المتهم بسرقة الأمانات الضريبية، نور زهير، زوّر 114 صكاً مالياً، وعليه أن يعاقب بـ114 حكماً».

وكشف رئيس «النزاهة» عن أن «القاضي ضياء جعفر (الذي يحاكم زهير منذ أشهر) يلاحقني بمذكرة قبض، مع العلم بأن ملفات السرقة اختفت عنده». لكن حنون استدرك أن «التقصير في قضية نور زهير أمر بيني وبين القاضي جعفر، وأطالب البرلمان باستجواب كلينا في جلسة علنية». وتابع حنون: «أفضل أن أودع السجن بشرف، من دون أن أتستر على المتهمين». وهتف أمام الصحافيين: «هيئة النزاهة مستضعفة».

وكشف قاضي «النزاهة» عن أن «القضاة والوزراء تسلّموا قطع أراضٍ بمساحات 600 متر مربع من الحكومة السابقة لضمان الولاء»، وقال: «قبلناها جميعاً». وأكمل القاضي تصريحاته المتشعبة حول القضية، بأن «شخصاً بغيضاً وبائساً سرق فيديو من هاتف أحد القضاة وأراد ابتزازي»، في إشارة إلى تسريب صوتي نسب إلى حنون، وهو يتحدث عن استيلاء قضاة على قطع أراض.


مقالات ذات صلة

إسرائيل لاستخدام «كل القوة» في الضفة

شؤون إقليمية تلميذة فلسطينية لدى مغادرتها حصة دراسية داخل خيمة مع تعطل العام الدراسي الجديد في خان يونس بجنوب قطاع غزة أمس (رويترز)

إسرائيل لاستخدام «كل القوة» في الضفة

اتسعت رقعة المواجهة بين الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية والجيش الإسرائيلي، في وقت قال وزير الدفاع، يوآف غالانت، إن ما وصفه بـ«صحوة الإرهاب» في الضفة

كفاح زبون (رام الله) «الشرق الأوسط» ( لندن)
شمال افريقيا الرئيسان المصري والتركي بعد مؤتمرهما الصحافي المشترك في أنقرة أمس (إ.ب.أ)

مصر وتركيا لتأسيس «مرحلة صداقة جديدة»

فتحت زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى تركيا آفاقاً أمام تأسيس مرحلة جديدة من الصداقة بين البلدين تقوم على تعزيز التعاون في مختلف المجالات وتعميق

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة خلال لقائه مع موظفي «المركزي» في اليوم الأخير من ولايته 31 يوليو 2023 (إ.ب.أ)

القضاء اللبناني يوجه تهماً إلى سلامة غداة توقيفه

وجّه القضاء اللبناني، أمس (الأربعاء)، إلى حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، تهم «اختلاس الأموال العامة والإثراء غير المشروع وتبييض الأموال»، وذلك غداة توقيفه.

يوسف دياب (بيروت)
الخليج 
أجرت السعودية مؤخراً دراسة تحليلية حول الحيز المالي، مما ساعد في إعادة معايرة الإنفاق الاستثماري وفقاً لرؤية 2030 (الشرق الأوسط)

«صندوق النقد»: السعودية حققت تقدماً هائلاً بتحولها الاقتصادي

أعلن صندوق النقد الدولي أن الاقتصاد السعودي حقق «تقدماً هائلاً» في إطار التحول الاقتصادي «غير المسبوق» الذي تشهده المملكة، متوقعاً نمو قطاعها غير النفطي بواقع

هلا صغبيني (الرياض)
المشرق العربي حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واشنطن تعلن تدمير منظومة صواريخ حوثية

أعلنت الولايات المتحدة تدمير أحد أنظمة الصواريخ الحوثية التي كانت تشكل تهديداً وشيكاً للقوات الأميركية والسفن التجارية في البحر الأحمر.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

نتنياهو و«حماس» يتبادلان الاتهامات بإفشال مفاوضات الهدنة

مدرعة إسرائيلية تسير على طول شارع مُدمَّر في جنين بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)
مدرعة إسرائيلية تسير على طول شارع مُدمَّر في جنين بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو و«حماس» يتبادلان الاتهامات بإفشال مفاوضات الهدنة

مدرعة إسرائيلية تسير على طول شارع مُدمَّر في جنين بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)
مدرعة إسرائيلية تسير على طول شارع مُدمَّر في جنين بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)

تبادلت حركة «حماس» ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الاتهامات بشأن تعثّر المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد مرور 11 شهراً على بدء الحرب.

وبعد ساعات على اتهام نتنياهو حركة «حماس» «برفض كلّ شيء» في محادثات الهدنة، ألقت الأخيرة باللوم عليه في «إفشال» المساعي في هذا الإطار عبر الإصرار على عدم الانسحاب من محور فيلادلفيا في قطاع غزة المحاذي للحدود المصرية، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويأتي تبادل الاتهامات في وقت يواجه فيه نتنياهو ضغوطاً لإبرام اتفاق من شأنه إطلاق سراح الرهائن الذين خُطفوا خلال هجوم «حماس» على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، في أعقاب إعلان السلطات الإسرائيلية (الأحد) العثور على جثث 6 رهائن قُتلوا على أيدي «حماس» في نفق في جنوب قطاع غزة.

وقال نتنياهو، الأربعاء، «رفضت (حماس) كلّ شيء، وعندما نحاول إيجاد أرضية تمهّد لإطلاق المفاوضات، يرفضون، ويقولون (ليس هناك ما يمكن مناقشته)».

ويتمسّك نتنياهو بالسيطرة على محور فيلادلفيا، مؤكداً أن ذلك لمنع تهريب السلاح من مصر إلى «حماس»، التي تَسبّب هجومها على الدولة العبرية في اندلاع الحرب.

وتشترط الحركة من جهتها انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من قطاع غزة. وأكدت، في بيان (الخميس)، أن «قرار نتنياهو التوصل لاتفاق بعدم الانسحاب من محور صلاح الدين (فيلادلفيا) يهدف بإفشال المفاوضات».

وقالت عبر تطبيق «تلغرام»: «لسنا بحاجة إلى مقترحات جديدة»، مضيفة: «المطلوب الآن هو الضغط على نتنياهو وحكومته وإلزامهما بما تم التوافق عليه»، في إشارة إلى الاقتراح الذي كان قد تقدّم به الرئيس الأميركي جو بايدن في مايو (أيار)، ووافقت عليه «حماس» في يوليو (تموز)، وينص على 3 مراحل تنتهي بانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.

وقال مسؤول في إدارة بايدن (الأربعاء): «نرى أن هذا الاتفاق، المعقّد لكن الضروري، هو التسوية الأكثر قابلية للحياة، وربما الوحيدة القابلة للحياة لإنقاذ حياة الرهائن ووقف الحرب وجلب الانفراج إلى غزة مع أخذ أمن إسرائيل في الاعتبار».

وأضاف: «لا شيء في الاتفاق يلحظ ممر فيلادلفيا، لكن الاتفاق ينص على الانسحاب من المناطق المأهولة».

وأشار إلى أن الإسرائيليين «تقدموا خلال الأسبوعين الماضيين يخفّفون بموجبه وجودهم في محور فيلادلفيا، ما يبدو وكأنه يتماشى مع مضمون الاتفاق».

وأثار العثور على جثث 6 رهائن في نفق تحت الأرض في مدينة رفح، حزناً وغضباً عارمَين في إسرائيل، خصوصاً من عائلاتهم التي رأت أن اتفاقاً لوقف إطلاق النار كان كفيلاً بعودتهم أحياء. كما أعقبت ذلك احتجاجات شعبية رافقها إضراب جزئي (الاثنين) في بعض البلدات والقطاعات الاقتصادية.

ويفترض أن تسير مظاهرة جديدة، مساء اليوم في تل أبيب، في إطار التحرك الشعبي نفسه.

وأدى هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر إلى مقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، يستند إلى بيانات رسمية.

وتوعّدت إسرائيل بـ«القضاء» على «حماس». وتردّ منذ ذلك الحين بقصف وعمليات برية في قطاع غزة، تسبّبت بمقتل ما لا يقل عن 40861 شخصاً، وفقاً لوزارة الصحة التابعة لـ«حماس». وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى من النساء والأطفال.

ميدانياً، أفاد مصدر طبي «وكالة الصحافة الفرنسية» بمقتل 4 أشخاص «جراء قصف لخيام نازحين داخل مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة».

وقال الجيش الإسرائيلي إنّه ضرب «مركز قيادة» يستخدمه أفراد حركتَي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في دير البلح.

كذلك، قُتل شخص وأُصيب آخرون بجروح جراء قصف إسرائيلي استهدف خيمة في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة، وفقاً لمسعفين في الهلال الأحمر الفلسطيني.

ما يحدث في الضفة الغربية

بموازاة ذلك، يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في الضفة الغربية المحتلة منذ 9 أيام.

وأكّد وزير الدفاع، يوآف غالانت، (الأربعاء) أنّه «يجب القضاء على كل إرهابي، وإذا استسلم يجب اعتقاله، لا يوجد خيار آخر»، مضيفاً: «يجب القضاء على هذه المنظمات الإرهابية التي تحمل أسماء مختلفة، سواء في نور شمس أو طولكرم أو الفارعة أو جنين»، وهي مناطق في الضفة الغربية.

وقال الجيش (الخميس)، في منشور على تطبيق «تلغرام»، إنّه شنّ «ثلاث غارات جوية محدّدة الأهداف ضدّ إرهابيين مسلّحين شكّلوا تهديداً للجنود» الإسرائيليين في منطقة طوباس التي تضم مخيّم الفارعة للاجئين.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إنّ غارة استهدفت سيارة أسفرت عن مقتل 5 رجال تتراوح أعمارهم بين 21 و30 عاماً، وإصابة اثنين آخرين بجروح.

وأفاد شهود عيان «وكالة الصحافة الفرنسية» باقتحام «عدد كبير» من القوات الإسرائيلية مخيّم الفارعة قرب طوباس «حيث سُمع دوي انفجارات».

وبدأت العملية العسكرية الإسرائيلية في 28 أغسطس (آب)، وأُطلق عليها اسم «المخيمات الصيفية» وتشمل جنين وطوباس وطولكرم في شمال الضفة. وقُتل فيها 35 فلسطينياً، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، بينهم مقاتلون وأطفال.

وقُتل جندي إسرائيلي في جنين، حيث سقط أغلب القتلى الفلسطينيين.

وقالت حنان ناطور، وهي من سكان مخيم جنين، «انتشرت حالة من الذعر بينما كان الجيش يفجّر كلّ شيء من دون الأخذ في الاعتبار وجود أطفال في المكان».

ودمّرت القوات الإسرائيلية البنية التحتية في جنين وفي أماكن أخرى في الضفة الغربية. وقالت الأمم المتحدة إنّ الجيش يقيّد الوصول إلى المستشفيات، ويستخدم «تكتيكات شبيهة بالحرب».

حملة التطعيم في غزة

وتسبّبت الحرب في قطاع غزة بدمار هائل، وأزمة إنسانية كارثية في القطاع الذي يناهز عدد سكانه 2.4 مليون شخص. وأدى دمار البنية التحتية إلى انتشار الأمراض، وظهور أول حالة شلل أطفال في القطاع منذ 25 عاماً؛ ما دفع الأمم المتحدة إلى إطلاق حملة تطعيم (الأحد) في ظل «هُدن إنسانية» وافقت عليها إسرائيل.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنّ نحو 200 ألف طفل في وسط غزة تلقّوا أول جرعة من اللقاح ضد شلل الأطفال، ومن المقرّر أن تبدأ المرحلة الثانية (الخميس) في الجنوب قبل أن تنتقل إلى الشمال.

وتهدف الحملة إلى تطعيم أكثر من 640 ألف طفل، على أن يتم تلقّي الجرعات الثانية في غضون 4 أسابيع تقريباً.

اقرأ أيضاً