جنود إسرائيليون يعتدون على سائقي شاحنات الإغاثة لأهل غزة

بعد شهور من اعتداءات نفذها مستوطنون متطرفون

شاحنة مساعدات لغزة في مرفأ أشدود الإسرائيلي يوم 30 أغسطس الماضي (الجيش الإسرائيلي - رويترز)
شاحنة مساعدات لغزة في مرفأ أشدود الإسرائيلي يوم 30 أغسطس الماضي (الجيش الإسرائيلي - رويترز)
TT

جنود إسرائيليون يعتدون على سائقي شاحنات الإغاثة لأهل غزة

شاحنة مساعدات لغزة في مرفأ أشدود الإسرائيلي يوم 30 أغسطس الماضي (الجيش الإسرائيلي - رويترز)
شاحنة مساعدات لغزة في مرفأ أشدود الإسرائيلي يوم 30 أغسطس الماضي (الجيش الإسرائيلي - رويترز)

بعد شهور من اعتداءات المستوطنين المتطرفين، قام جنود من جيش الاحتياط الإسرائيلي بمهاجمة عدد من السائقين الفلسطينيين الذين يعملون في منظمات الإغاثة الإنسانية الدولية، وينقلون بالشاحنات مواد الإغاثة للمواطنين في قطاع غزة.

ووفق تقرير نشرته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، الثلاثاء، فإن عدداً من جنود الاحتياط المرابطين على الحدود قرب معبر أبو سالم قاموا باختراق حدود قطاع غزة، من دون سبب، واعتدوا على سائقين فلسطينيين يعملون في منظمات إغاثة إنسانية دولية.

وجاء في التقرير أن الجنود وقادتهم كانوا يعرفون تماماً أن هؤلاء السائقين يقومون بعمل يعيشون من ورائه، وقبل توظيفهم خضعوا لفحص أمني من «الشاباك» (جهاز المخابرات الإسرائيلية العامة) ولم يتم تعيينهم إلا بعد موافقة إسرائيل وتأكدها من أنهم ليسوا «أعضاء في حماس أو مشتبهاً بهم». ويشير التقرير إلى أن آخر حادث اعتداء وقع في نهاية الأسبوع الماضي بعد أن طُلب من جنود الاحتياط من وحدة «ماغن»، المتمركزة على «الجانب الإسرائيلي» من المعبر، تقديم المساعدة في نقل المساعدات الإنسانية عبر معبر كرم أبو سالم. وشعر بعض الجنود «بعدم الارتياح تجاه هذه المهمة وقرروا الاعتداء على سائقي الشاحنات كوسيلة احتجاج»، وفق التقرير.

وأوضحت الصحيفة أن هذه لم تكن الحادثة الوحيدة التي يعبّر فيها جنود الاحتياط عن رفضهم للمشاركة في عمليات نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكن هذه المرة اتسمت بالعنف.

وعبر الجنود الحدود دون إذن أو تنسيق مع قوات الاحتلال العاملة في المنطقة، واعتدوا على السائقين، وقيدوهم بأصفاد وغطوا أعينهم بعصابات. ثم تركوهم مقيدين على الجانب الفلسطيني من المعبر، وغادروا دون إبلاغ أي جهة. وتمكّن أحد مديري المعبر من التعرف على الاعتداء من خلال كاميرات المراقبة، حسب ما نشرت الصحيفة.

صورة وزعها الجيش الإسرائيلي لجنوده داخل قطاع غزة يوم الجمعة الماضي (الجيش الإسرائيلي - أ.ف.ب)

وعلى الرغم من أن منظمات الإغاثة وإدارة المعبر تقدمت بشكاوى إلى قادة الفرقة 162 والفرقة العسكرية المسؤولة عن غزة في الجيش الإسرائيلي، ومع وجود توثيق للحادث، لم يتم التحقيق في التهم الموجهة للجنود. وتابع تقرير الصحيفة: «في البداية، نفى المعنيون وقوع الحادث، لكن تحقيقاً داخلياً، بعد تدخل ضباط كبار، أكد وقوعه». وذكرت الصحيفة أن التحقيق كشف عن محاولة من بعض الجنود لإخفاء الحادث عن القيادة العليا للفرقة.

وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، تناول هذا الموضوع في حديثه مع الجنود من لواء كفير، خلال زيارة للقطاع قبل نحو أسبوعين. وقال هليفي إن المطلوب من الجنود أداء مهام تتعلق بنقل المساعدات الإنسانية ويجب عليهم تنفيذها حتى وإن كانوا غير موافقين عليها.

المعروف أن مجموعات من نشطاء اليمين والمستوطنين اليهود المتطرفين كانت قد نفذت عشرات الاعتداءات على سائقي شاحنات فلسطينية وهي في طريقها إلى قطاع غزة. وقد وقعت هذه الاعتداءات داخل الضفة الغربية، أي قبل أن تصل إلى عناوينها. وكان المستوطنون يقطعون الطريق العام ويقيمون الحواجز ويوقفون الشاحنات الفلسطينية التي تحمل مواد غذائية، ويعتدون بالضرب على السائقين وفي بعض الأحيان يسرقون البضائع. وكشفت تقارير إسرائيلية في حينه أن جنود الاحتلال كانوا يتصلون بالمستوطنين ويبلغونهم عن مكان الشاحنات ومواعيد تحركها، حتى يأتوا لتخريبها والاعتداء عليها. وقد فعلوا ذلك لأنهم يؤيدون سياسة التجويع التي كان الجيش يمارسها في غزة.


مقالات ذات صلة

تقرير: ترمب سيشرف شخصياً على المفاوضات بشأن أزمة غزة

المشرق العربي تساؤلات حول نوع الضغوطات التي قد يمارسها ترمب على نتنياهو (أ.ف.ب)

تقرير: ترمب سيشرف شخصياً على المفاوضات بشأن أزمة غزة

قالت كارولين ليفيت، التي أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب أنها ستكون متحدثةً باسم البيت الأبيض، لموقع «أكسيوس»، إن ترمب سيشرف شخصياً على المفاوضات

المشرق العربي مبنى مدمّر نتيجة القصف الإسرائيلي في جباليا بشمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

«القسام»: مقتل أسيرة في هجوم إسرائيلي على شمال قطاع غزة

أعلن المتحدث باسم «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» الفلسطينية، أبو عبيدة، اليوم (السبت)، مقتل أسيرة إسرائيلية في هجوم إسرائيلي على شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أرشيفية لمُسيّرات تابعة لـ«المقاومة الإسلامية في العراق»

«جرس إنذار» في العراق من هجوم إسرائيلي واسع

ينشغل الفضاء السياسي والشعبي العراقي بصورة جدية هذه الأيام باحتمالات توسيع إسرائيل دائرة حربها؛ لتشمل أهدافاً كثيرة في عموم البلاد.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي فتاة فلسطينية نازحة تأكل كسرة خبز في مخيم برفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)

مقتل 3 فلسطينيات بسبب «ربطة خبز» في غزة

تقف يومياً ولساعات طوابير طويلة من الفلسطينيين أمام المخابز للحصول على «ربطة خبز» واحدة تتكون من نحو 22 رغيفاً.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت (أ.ب)

إسرائيل ليست عضواً في «الجنائية الدولية»... كيف تلاحق المحكمة نتنياهو وغالانت؟

ما يجب أن نعرفه عن النطاق القانوني للمحكمة الجنائية الدولية، حيث تسعى إلى اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«القسام»: مقتل أسيرة في هجوم إسرائيلي على شمال قطاع غزة

مبنى مدمّر نتيجة القصف الإسرائيلي في جباليا بشمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
مبنى مدمّر نتيجة القصف الإسرائيلي في جباليا بشمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«القسام»: مقتل أسيرة في هجوم إسرائيلي على شمال قطاع غزة

مبنى مدمّر نتيجة القصف الإسرائيلي في جباليا بشمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
مبنى مدمّر نتيجة القصف الإسرائيلي في جباليا بشمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلن المتحدث باسم «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» الفلسطينية، أبو عبيدة، اليوم (السبت)، مقتل أسيرة إسرائيلية في هجوم إسرائيلي على شمال قطاع غزة.

ولم يصدر أي تأكيد من الجيش الإسرائيلي حول هذا الإعلان.

وأكد أبو عبيدة، على منصة «تلغرام»، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته وقادة جيشه يتحمّلون المسؤولية عن حياة أسراهم «وهم يصرون على التسبب في مقتلهم».

وأضاف أبو عبيدة أن أسيرة أخرى ما زالت معرّضة للخطر بعد مقتل رفيقتها في شمال غزة، محذراً إسرائيل من أن تستعد للتعامل مع «معضلة» اختفاء جثث أسراها القتلى «بسبب الدمار الواسع الذي لحق بقطاع غزة واستشهاد بعض الآسرين»، في إشارة للعمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة والتي تترافق مع قصف جوي ومدفعي عنيف منذ أكثر من شهر في شمال قطاع غزة.