اقتحم الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم (الخميس)، مخيم طولكرم في الضفة الغربية تزامناً مع العملية العسكرية المتواصلة على مخيم نور شمس والمدينة، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مصادر طبية قولها إن «العدوان على شمال الضفة الغربية هو الأوسع منذ اجتياح عام 2002، وأسفر عن استشهاد 16 مواطناً وإصابة أكثر من 30 آخرين، ما يرفع حصيلة الشهداء منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إلى 668». ووفق المصادر، «وسعت قوات الاحتلال عدوانها على طولكرم ليشمل مخيمها إلى جانب مخيم نور شمس، وداهمت عشرات المنازل فيه وأخضعت عدداً كبيراً من المواطنين للتحقيق الميداني، بينما تواصل حصار مخيم نور شمس وتغلق مداخله كافة مع اقتحام المنازل وتفتيشها».
وذكرت مراسلة «وكالة وفا» أن القوات الإسرائيلية فرضت حصاراً مشدداً على المخيم بعد تسلل قوة خاصة إلى داخله، ودفعت بتعزيزات عسكرية إليه، ونشرت القناصة فوق أسطح البنايات المرتفعة، وداهمت عدداً من منازل المواطنين، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في سماء المنطقة على ارتفاع منخفض.
وأضافت أن «قوات الاحتلال أطلقت قذائف (أنيرغا) تجاه أحد المنازل، ما تسبب في اشتعال النيران فيه، ولم يعرف إن كانت هناك إصابات في صفوف المواطنين بسبب الحصار المشدد ومنع الإسعاف من دخول المخيم».
وأشارت الوكالة إلى أن الجيش يطلق النار بشكل عشوائي تجاه كل ما يتحرك في المخيم وتحديداً في حارة مربعة حنون، في الوقت الذي يواصل فيه نشر آلياته في شوارع المدينة ومحاصرة مستشفيي الشهيد ثابت الحكومي والإسراء التخصصي.
وبدأت العملية، التي قال شاهد من «رويترز» إنها لم تنته بعد، في الساعات الأولى من صباح أمس الأربعاء بمداهمة المئات من القوات الإسرائيلية مدعومة بطائرات هليكوبتر وطائرات مسيرة وناقلات جند مدرعة لمدينتي طولكرم وجنين ومناطق في غور الأردن.
وانقطعت شبكة الاتصالات التابعة لشركة «جوال» بالكامل، وهي واحدة من شركتي الاتصالات الرئيسيتين في قطاع غزة والضفة الغربية، وفقاً لشاهد «رويترز».
وفي جنين، سارت الجرافات اليوم في الشوارع الخالية بينما اخترقت أصوات الطائرات المسيرة السماء.
وواصلت القوات الإسرائيلية تفتيش سيارات الإسعاف في شوارع جنين التي خلت من المارة وأمام المستشفى الرئيسي في المدينة، وأغلق الجيش الإسرائيلي أمس الطرق المؤدية إلى المستشفى لمنع المقاتلين من الاحتماء به.
تصاعد الاشتباكات
وتصاعدت الاشتباكات في الضفة الغربية منذ بدأت حرب إسرائيل مع مقاتلي حركة «حماس» في قطاع غزة قبل نحو 11 شهراً.
وتتهم إسرائيل إيران بتقديم الأسلحة والدعم للجماعات المسلحة في الضفة الغربية وتكثف العمليات هناك، في حين يشن مستوطنون يهود هجمات متكررة على بلدات فلسطينية.
وفي إشارة إلى أحدث هجوم في الضفة الغربية قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في منشور على منصة «إكس» الليلة الماضية «هذه حرب بكل معنى الكلمة، ويجب أن ننتصر فيها».