البنتاغون: تسرُّب محتمل للنفط من الناقلة «سونيون» بالبحر الأحمر

ناقلة النفط اليونانية (رويترز)
ناقلة النفط اليونانية (رويترز)
TT
20

البنتاغون: تسرُّب محتمل للنفط من الناقلة «سونيون» بالبحر الأحمر

ناقلة النفط اليونانية (رويترز)
ناقلة النفط اليونانية (رويترز)

قال باتريك رايدر، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الثلاثاء، إن ناقلة النفط الخام «سونيون»، التي تحمل العلم اليوناني لا تزال مشتعلة في البحر الأحمر، ويتسرب منها النفط حتى الآن على ما يبدو، بعد أن هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية.

واستهدفت الحركة المتحالفة مع إيران الناقلة بعدة مقذوفات قبالة مدينة الحديدة الساحلية الأسبوع الماضي. وأعلنت استهدافها الناقلة في إطار حملتها على السفن بالبحر الأحمر، تضامناً مع الفلسطينيين في حرب غزة.

وأضاف المتحدث أن طرفاً ثالثاً حاول إرسال قاطرتين للمساعدة في إنقاذ «سونيون»، لكنّ الحوثيين هددوا بمهاجمتهما. وقال إن الناقلة تحمل نحو مليون برميل من النفط الخام.

وتابع: «هذه الأعمال الإرهابية المتهورة تستمر في زعزعة استقرار التجارة العالمية والإقليمية، وتعريض حياة البحارة المدنيين الأبرياء للخطر، وتهدد النظام البحري الحيوي في البحر الأحمر وخليج عدن (الفناء الخلفي للحوثيين)».

وذكر المتحدث أن الجيش الأميركي يعمل مع شركاء آخرين في المنطقة على تحديد كيفية مساعدة السفينة وتخفيف الأثر البيئي المحتمل.

وأغرق الحوثيون، الذين يسيطرون على أكبر المراكز السكانية باليمن، سفينتين وقتلوا 3 بحارة على الأقل خلال حملتهم المستمرة منذ 10 أشهر، التي أدت إلى اضطراب الحركة الدولية للشحن البحري، عبر إجبار الشركات المشغلة للسفن على تجنُّب المرور من قناة السويس.

وقال يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين في خطاب بثه التلفزيون: «إن الجماعة هاجمت الناقلة لأسباب، منها انتهاك شركة (دلتا تانكرز) قرار حظر (الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة)».

والناقلة هي ثالث سفينة تديرها شركة «دلتا تانكرز» -التي يقع مقرها في أثينا- تتعرض لهجوم في البحر الأحمر هذا الشهر. وقالت «دلتا تانكرز»، في بيان، إن الهجوم تسبب في اندلاع حريق على متن السفينة، قبل أن يتمكن طاقمها من إخماده.

ويعود أكبر تسرب نفطي مسجل بقطاع الشحن البحري إلى العام 1979، عندما تسرَّب نحو 287 ألف طن من الخام من الناقلة «أتلانتيك إمبريس»، عقب اصطدامها بناقلة خام أخرى في البحر الكاريبي قبالة ساحل توباجو خلال عاصفة، وفقاً لبيانات الاتحاد الدولي المحدود لمالكي الناقلات المعني بالتلوث.


مقالات ذات صلة

حملة ترمب ضد الحوثيين تدخل شهرها الثاني... والغارات تتكثف في مأرب

العالم العربي مقاتلة تقلع من فوق متن حاملة طائرات أميركية لضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

حملة ترمب ضد الحوثيين تدخل شهرها الثاني... والغارات تتكثف في مأرب

مع بداية الشهر الثاني منذ بدء الحملة الأميركية ضد الحوثيين كثَّفت المقاتلات ضرباتها الليلية في محافظة مأرب، وامتدت إلى مواقع في الجوف وصولاً إلى جزيرة كمران.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أولياء الأمور في عدن يطالبون بتأجيل الامتحانات لأن الطلاب لم يستكملوا المناهج (إعلام محلي)

المعلمون اليمنيون... تصعيد في عدن وانفراجة في تعز

مع دخول الإضراب الذي ينفذه المعلمون اليمنيون في محافظتي عدن وتعز شهره الخامس، شهدت الأمور انفراجة في الثانية مع استمرار التصعيد في الأولى.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أفراد من البحرية الأميركية يجهّزون الذخيرة لتنفيذ عمليات ضد الحوثيين (الجيش الأميركي)

شهر من الضربات الأميركية يكبّد الحوثيين مئات العناصر

دخلت ضربات الولايات المتحدة ضد مواقع ومخابئ الحوثيين في اليمن شهرها الثاني، مُكبّدة الجماعة مئات العناصر من الصف الثاني، مع تدمير واسع للقدرات العسكرية.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي الضربات الأميركية غرب صنعاء نجم عنها حرائق ضخمة أضاءت الأفق (إ.ب.أ)

الحوثيون يعترفون بمقتل وإصابة 36 شخصاً إثر ضربات أميركية

بينما تتواصل الحملة الأميركية على الحوثيين في اليمن، تحدثت الجماعة، الاثنين، عن ارتفاع عدد القتلى والجرحى جراء غارات أميركية ضربت غرب صنعاء إلى 36 شخصاً.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي قادة الحوثيين يعيشون حالة من الرعب بسبب الضربات الأميركية (أ.ف.ب)

هلع الحوثيين يتعاظم عقب اصطياد قيادات وتدمير مخازن أسلحة

تعيش الجماعة الحوثية في اليمن حالة متصاعدة من الرعب بعد اصطياد المقاتلات الأميركية مخابئ لقيادات من الصف الثاني، وتدمير مخازن أسلحة، ومنصات لإطلاق الصواريخ

محمد ناصر (تعز)

لبنان: مخاوف طرابلسية من تكرار الإخلال بالتوازن الطائفي في الانتخابات المحلية

ناخبات أمام قلم اقتراع للتصويت في الانتخابات البلدية عام 2016 (أرشيفية - أ.ف.ب)
ناخبات أمام قلم اقتراع للتصويت في الانتخابات البلدية عام 2016 (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT
20

لبنان: مخاوف طرابلسية من تكرار الإخلال بالتوازن الطائفي في الانتخابات المحلية

ناخبات أمام قلم اقتراع للتصويت في الانتخابات البلدية عام 2016 (أرشيفية - أ.ف.ب)
ناخبات أمام قلم اقتراع للتصويت في الانتخابات البلدية عام 2016 (أرشيفية - أ.ف.ب)

تتخوف الأوساط السياسية من أن ينسحب القلق القائم حالياً، حيال تهديد المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في المجلس البلدي لبيروت، على طرابلس باستبعاد العلويين والمسيحيين من مجلسها البلدي، لئلا يتكرر الإخلال بالتوازن الطائفي كما هو حاصل في مجلسها الحالي بخلوه من تمثيلهم في حال أن رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، ومعه نواب المدينة، لم يقرروا النزول بكل ثقلهم لقطع الطريق على الإخلال به، والمؤلف من 24 عضواً كما الحال مع بيروت.

ومع أن توفير الحماية للحفاظ على المناصفة في بيروت، ومنع الإخلال بتعدد التمثيل الطائفي في طرابلس يبقى في النفوس قبل النصوص، كما يقول مصدر سياسي بيروتي لـ«الشرق الأوسط»، فإن استبعاد تعديل قانون الانتخابات البلدية من شأنه أن يرفع من منسوب القلق، بدءاً بالعاصمة، لأن الاتصالات ما زالت تراوح مكانها ما لم يبادر من يهمهم أمر الحفاظ عليها إلى تقديم التسهيلات المطلوبة لدرء الأخطار السياسية المترتبة على الإطاحة بها.

ولفت المصدر السياسي إلى أن المطلوب من المعنيين في الحفاظ على المناصفة البيروتية التواضع ما أمكن، وعدم تكبيرهم الحجر بالمفهوم السياسي للكلمة، لأن المناصفة لا تتحقق بإقحام بيروت في معركة كسر عظم يتوخى منها بعض أصحاب الرؤوس الحامية بأن تشكل محطة لاختبار الأحجام استعداداً لخوض الانتخابات النيابية في مايو (أيار) 2026.

تحييد الانتخابات المحلية عن النيابية

ودعا المصدر القوى السياسية المعنية بخوض السباق البلدي إلى تحييده عن الانتخابات النيابية، وهذا ما يُفترض أن ينسحب، بحسب قوله، على بلديتي طرابلس، والميناء التي يتألف مجلسها البلدي من 21 مقعداً موزّعين على 15 عضواً من الطائفة السنّية، و6 من المسيحيين. وقال إنه ليس المطلوب من الناخبين الكبار في بيروت وطرابلس الوقوف على الحياد، وعدم التدخل في الانتخابات البلدية، بمقدار ما أن هناك ضرورة للانخراط في تركيب اللوائح على نحو يؤمن التوازن في بيروت، ويعالج الخلل في طرابلس، لئلا يتكرر استبعاد المسيحيين وعددهم 3 أعضاء، والعلويين بعضوين اثنين عن مجلسها البلدي، وحذّر من لجوء البعض للثأر من الطائفة العلوية بذريعة أن سوادها الأعظم كان من مؤيدي النظام السوري السابق.

وأكد المصدر نفسه أن سقوط نظام بشار الأسد يجب أن يشكل فرصة لإزالة خطوط التماس السياسية التي كانت بين جبل محسن، معقل العلويين في طرابلس، وبين باب التبانة إحدى القلاع السنّية. وقال بأن المصالحة يُفترض أن تكون تحققت بسقوطه.

وشدد على أن المطلوب من الناخبين الكبار في بيروت وطرابلس القيام بجهد استثنائي فوق العادة يستدعي منهم التدخل لتوفير الدعم غير المشروط للوائح البلدية، شرط أن تتشكل من أوسع تمثيل طائفي وسياسي من غير الحزبيين، وتحظى بثقة الناخبين، ومعهم العاملون في المجتمع المدني، لإيصال المجلس البلدي الذي يحمي المناصفة في العاصمة، والآخر الذي يحفظ التوازن في طرابلس والميناء، وبرغم أنه لا شيء يمنع الناشطين المنتمين إلى «قوى التغيير» من خوض الانتخابات بلوائح مستقلة لاختبار مدى قدرتهم على التأثير في مجريات السباق البلدي.

تسييس المعركة الانتخابية

ورغم أن العاصمة تحتضن جميع المكونات السياسية والطائفية، باستثناء العلويين، إلى جانب الأحزاب والتيارات السياسية، فإن الانقسام القائم بين نوابها يبقى أمراً طبيعياً، لكن مشكلتهم تكمن في إصرار معظمهم على تسييس المعركة البلدية على نحو يؤدي إلى نقل الخلاف الدائر في الشارع إلى داخل المجلس البلدي، وهذا ما يحذر منه المصدر السياسي بقوله إن التوافق على تشكيل لائحة ائتلافية تحظى بأوسع تأييد يواجه صعوبة إذا ما أصر بعض الأحزاب على أن يتمثل مباشرة لا بالواسطة لتفادي تبادل الفيتوات بين الناخبين الكبار على خلفية الانقسام الحاصل حول إسناد «حزب الله» لغزة.

وبكلام آخر، رأى المصدر أنه ليس ضد تمثيل الأحزاب، لكن لا بد من التوقف أمام الواقع السياسي في البلد، وضرورة التعاطي معه بمرونة إذا كان المطلوب عدم تعريض المناصفة إلى خطر يأخذ البلد إلى أزمة سياسية مفتوحة، وهذا يستدعي خفض التمثيل الحزبي في اللائحة الائتلافية، لأنه لا مجال أمام جمع حزب «القوات اللبنانية»، و«التيار الوطني الحر»، والثنائي الشيعي في لائحة واحدة، لأن الأخير يُبدي تحفّظه على التحالف معهما على خلفية مواصلة حملاتهما السياسية على «حزب الله»، وتحميله مسؤولية تفرُّده بقرار الحرب الذي ترتب عليه استدراج إسرائيل لحرب مدمرة على لبنان، ويقترح حصر الترشيح على اللائحة بالمستقلين بما يحفظ الحد الأدنى من الانسجام بداخل المجلس البلدي المنتخب، وينأى به عن تصفية الحسابات التي ستكون حاضرة في اللحظة الأولى لتركيب اللائحة التوافقية في حال أُزيلت التحفظات باستبعاد الحزبيين.

ويبقى السؤال: هل سترى اللائحة الائتلافية في بيروت النور مع كثرة الطباخين من الناخبين الكبار، وتعدد المرشحين لرئاسة مجلسها البلدي، خصوصاً أن المطلوب منهم القيام بمهمة استثنائية للتعويض عن غياب «المستقبل»، وعلى رأسها تحصين اللائحة بالإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع، لئلا تذهب ضحية الصدام السياسي بين الأحزاب المسيحية والثنائي الشيعي، ما يعرّضها للتشطيب الذي سيؤدي حتماً إلى تهديد المناصفة، خصوصاً أن الثنائي يُعدّ القوة الناخبة الثانية بعد «المستقبل». وما ينسحب على بيروت ينطبق على طرابلس التي تقف على مشارف الانجرار إلى مأزق سياسي، وتشكو حالياً من احتمال تعدد اللوائح التي من شأنها أن تهدد التوازن ما لم يقرر الناخبون الكبار التدخل في الوقت المناسب لمنع تكرار الخلل في مجلسها البلدي على غرار ما أصاب الحالي.