ما حصة «الجهاد الإسلامي» في حرب غزة؟https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5052904-%D9%85%D8%A7-%D8%AD%D8%B5%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%BA%D8%B2%D8%A9%D8%9F
حافظت على استمرارية قدرتها الصاروخية... ولم تخسر قيادات بارزة
مقاتلون من «سرايا القدس» الجناح العسكري لـ«حركة الجهاد الإسلامي» في فلسطين (رويترز - أرشيفية)
غزة:«الشرق الأوسط»
TT
غزة:«الشرق الأوسط»
TT
ما حصة «الجهاد الإسلامي» في حرب غزة؟
مقاتلون من «سرايا القدس» الجناح العسكري لـ«حركة الجهاد الإسلامي» في فلسطين (رويترز - أرشيفية)
لم يكن إعلان الجناحين العسكريين لحركتي «حماس» و«الجهاد» الفلسطينيتين، قبل يومين، مسؤوليتهما المشتركة عن تفجير قنبلة بالقرب في تل أبيب هو الأول من نوعه الذي يُظهر تنسيقاً بين الحركتين، لكنه أعاد إلقاء الضوء على طبيعة الحرب الحالية في غزة بالنسبة لـ«الجهاد»، والتي يُنظر إليها على أنها ثاني أقوى تنظيم مسلح في غزة، والأكثر ارتباطاً بعلاقات مع إيران.
و«الجهاد» التي تأسست في ثمانينات القرن الماضي على يد الفلسطيني فتحي الشقاقي (اغتيل في مالطا عام 1995)، ويقودها راهناً، زياد النخالة، تعبِّر عن تيار أكثر راديكالية مقارنةً بـ«حماس» بين قوى التيارات الإسلامية في فلسطين، ويُعتقد أن جناحها العسكري «سرايا القدس» أقل تسليحاً وعدداً من نظيره في «حماس» ويمثله «كتائب عز الدين القسام».
ولعبت «سرايا القدس» خلال الحرب المستمرة في قطاع غزة، دوراً في مواجهات عسكرية لافتة منها القتال المشترك مع «حماس» في إطار ما عُرفت بمعركة «مستشفى الشفاء» في غزة قبل أن تدمره وتحرقه إسرائيل.
ورغم أن «سرايا القدس» لم تبدأ هجوم «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ فإن عناصرها شاركوا في قتل وأسر عديد من الإسرائيليين بعدما التحقوا بباقي المجموعات المسلحة من فصائل مختلفة، واقتحموا مستوطنات غلاف غزة في أعقاب انهيار الجيش الإسرائيلي.
ومنذ بدء الهجوم الإسرائيلي المضاد، فقدت «الجهاد الإسلامي» بعض قادتها ومقاتليها، لكن بوتيرة أقل بكثير من «حماس»، وذلك على العكس من جولات سابقة من التصعيد كانت فيها «الجهاد» تمثل رأس الحربة، وخسرت خلالها أبرز قادتها العسكريين.
وقبل السابع من أكتوبر بـ5 أشهر فقط، فقدت «سرايا القدس» أمين سر مجلسها، جهاد غنام، وخليل البهتيني قائد المنطقة الشمالية في المجلس العسكري، وطارق عز الدين الذي كان يقود العمل العسكري لـ«الجهاد» في الضفة الغربية، وجميعهم قتلتهم إسرائيل.
وعلى عكس «حماس»، ومنذ تأسيسها، تعتمد «الجهاد» على الدعم الإيراني الواسع، إذ حرصت على تدريب قيادات وعناصر من «سرايا القدس» من خلال دورات جرت في لبنان وسوريا وإيران نفسها، ونقلت أسلحة وصواريخ متطورة للتنظيم.
ووفق مصادر في غزة فإنه «منذ بداية الحرب، لم تعانِ (الجهاد) أي أزمة مالية»، وأضافت المصادر: «واظبت (الجهاد) على صرف رواتب عناصرها بشكل منتظم، إلى جانب صرف ما سمِّي بـ(غلاء المعيشة)، خصوصاً في مناطق شمال قطاع غزة بسبب حالة المجاعة وقلة الطعام والشراب وارتفاع أسعار ما كان يتوفر خلال الأشهر الماضية في الأسواق».
خسائر حركية
وقيّمت مصادر ميدانية في قطاع غزة لـ«الشرق الأوسط»، أنه «منذ بداية الحرب الحالية، فإن الغالبية العظمى من القيادات السياسية والعسكرية لـ(الجهاد الإسلامي)، نجوا بأنفسهم ولا يزالون على قيد الحياة، خصوصاً الصف الأول والثاني، لكنَّ أعداداً لا بأس بها من الناشطين داخل الحركة مثل مطلقي الصواريخ والقذائف المضادة والمقاتلين الذين خاضوا معارك ومواجهات مباشرة، قد قُتلوا بالفعل».
الأمر نفسه أكدته مصادر من «الجهاد»، وقالت إن «قيادة الحركة بخير، لكنَّ بعض قادة الكتائب والسرايا والفصائل داخل (سرايا القدس) قُتلوا نتيجة اغتيالات، أو من خلال استهدافات لهم خلال مهام قتالية ومعارك تدور في الميدان». وحسب مصادر في «الجهاد» فإن «جميع قيادات المجلس العسكري الجديد الذي تشكل بعد حقبة الاغتيالات التي سبقت الحرب، على قيد الحياة ويمارسون مهامهم».
وخلال الحرب الحالية، فقدت «الجهاد» قيادات ميدانية، من بينها، محمد الجعبري، الذي قالت إسرائيل إنها قتلته مطلع الشهر الحالي بعملية مخططة، وأفادت بأنه كان نائباً لرئيس البنية التحتية لإنتاج الذخائر في «الجهاد».
وادَّعت إسرائيل أنها نجحت كذلك في اغتيال أشرف جودة قائد لواء الوسطى في «سرايا القدس» خلال القصف الذي طال في العاشر من الشهر الجاري، مدرسة التابعين، بمدينة غزة، إلا أن مصادر من داخل الحركة أكدت لـ«الشرق الأوسط» أنه «لم يكن موجوداً لحظة القصف داخل المدرسة».
ترسانة الصواريخ
في المقابل، فإنه بالإضافة إلى أن معظم قادة «الجهاد» السياسيين والعسكريين نجوا، حتى الآن، من عمليات كبيرة، فإن الحركة حافظت كذلك على ترسانة صواريخها قدر الإمكان.
وشرحت مصادرة ميدانية في «غزة» لـ«الشرق الأوسط» أنه «خلال الحرب الحالية حافظت (الجهاد) على ترسانة صواريخ بشكل أفضل من حركة (حماس)، التي فقدت كثيراً من مقدراتها بفعل الهجمات المركزة ضدها من إسرائيل».
وبرهنت المصادر تقييمها بأنه «حتى الأيام الأخيرة، واصلت (سرايا القدس) إطلاق الصواريخ تجاه مستوطنات ومدن إسرائيلية، خصوصاً تلك المحاذية لشمال قطاع غزة». وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «ما يُطلق من صواريخ عادةً لا يتجاوز في كل دفعة 3 صواريخ، وليس رشقات كبيرة تشمل أعداداً أكبر».
وافتقرت الأجنحة المسلحة للفصائل الفلسطينية، لأكثر من شهرين ونصف بعد تراجع حدة العمليات الإسرائيلية، إلى القدرة على إطلاق الصواريخ تجاه مستوطنات غلاف غزة من مناطق شمال القطاع، لكن «الجهاد»، على ما يبدو، تمكنت من إثبات حضور صاروخي هناك.
واعتمدت «سرايا القدس» أن تكون عمليات إطلاق الصواريخ أقل كثافة من المعتاد مقارنةً بـ«القسام» التابعة لـ«حماس»، في محاولةٍ منها للحفاظ على ترسانتها الصاروخية، وهو ما سمح لها بالاستمرارية في إطلاق هذه الصواريخ حتى بعد كل هذه المدة من الحرب.
مصادر مقربة من «الجهاد» قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «عناصر الوحدة الصاروخية العامة (التابعة لقيادة عليا)، والخاصة (تتبع لقيادة المناطق المحدودة)، وهما وحدتان لكل واحدة منهما مهامها العسكرية، نجحا في الوصول إلى مرابض صواريخ كانت مجهَّزة مسبقاً، وأيضاً إلى أماكن كانت توجد بها مخازن صواريخ، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق مختلفة من مدينة غزة وشمالها، واستعادوا جزءاً كبيراً منها، ويستخدمونها حالياً بشكل مُقنن يتيح لهم الاستمرارية في إطلاق الصواريخ حتى ولو كان مرة واحدة كل أسبوع».
ولفتت المصادر إلى أن «غالبية الصواريخ الموجودة (لدى الجهاد) قصيرة المدى، وبعضها صواريخ يُطلق عليها (107)، ولا يتجاوز مداها 7 إلى 8 كيلومترات في أفضل الأحوال، إلى جانب تمكنهم من الوصول إلى قذائف هاون بأحجام مختلفة، منها ما تُعرف بـ(هاون 120) ويصل مداه إلى ما بين 3 و5 كيلومترات».
أما على صعيد العمليات، فقد نفَّذت «سرايا القدس» خلال هذه الحرب عديداً من الهجمات المؤثرة التي قُتل فيها جنود إسرائيليون، خلال معارك كانت تقع وجهاً لوجه، ومن خلال تفجير العبوات الناسفة وإطلاق الصواريخ المضادة للآليات.
الأسرى والتنسيق
ورغم مشاركة جناحها «سرايا القدس» المتأخرة نسبياً في عملية «طوفان الأقصى» فإن «الجهاد» تمكنت من أسر 30 شخصاً خلال السابع من أكتوبر، وفق إفادة من أمينها العام زياد النخالة، في أعقاب العملية.
وحسب معلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط» فإن «عدد الرهائن لدى (الجهاد) الآن يُقدّر بنحو 7 أشخاص» بعدما جرى الإفراج عن آخرين خلال صفقة مبكرة لتبادل إطلاق سراح الأسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المختلفة.
وعززت الحرب الحالية التنسيق بين «حماس» و«الجهاد» بشكل أكبر وأوسع، بل إن تقارير إعلامية إيرانية ودولية أشارت إلى أن الأمين العام لـ«الجهاد»، كان موجوداً في نفس المبنى الذي شهد اغتيال هنية نهاية الشهر الماضي في طهران.
ولوحظ في الأسابيع الأخيرة، خصوصاً في الفترة التي تلت اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، في طهران، تصاعد العمليات المشتركة بين عناصر «سرايا القدس» و«كتائب القسام» وزيادة التنسيق بين الجناحين ليس فقط في غزة، وإنما في الضفة الغربية، وصولاً إلى تبنيهما المشترك عملية التفجير التي وقعت في تل أبيب والتي تُعد تطوراً مهماً في المعركة الحالية، خصوصاً أنه التفجير الأول داخل إسرائيل منذ سنوات.
وزادت العلاقات متانةً بين «حماس» و«الجهاد» منذ انتخاب هنية رئيساً للمكتب السياسي لـ«حماس» في عام 2017، وزاد التنسيق العسكري بين الجناحين المسلحين للحركة، رغم فتور في العلاقات خلال بعض التصعيدات العسكرية المنفردة لكل طرف مع إسرائيل خلال الأعوام الأربعة الماضية.
حذر عسكريون إسرائيليون، في تسريبات لوسائل إعلام عبرية، من أن عرقلة نتنياهو لصفقة تبادل أسرى، تؤدي إلى تقوية حركة «حماس»، وتمنع الجيش من إتمام مهماته القتالية.
انتقد أعضاء اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية غالانت بعد أن حذر من أنّ تحمل المسؤولية عن توزيع المساعدات الإنسانية في غزة قد يجر إسرائيل للحكم العسكري.
جمال مصطفى: عرفنا في المعتقل بإعدام الرئيس ونقل جثته للتشفيhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5084585-%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%84-%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%81%D9%89-%D8%B9%D8%B1%D9%81%D9%86%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%AA%D9%82%D9%84-%D8%A8%D8%A5%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D9%88%D9%86%D9%82%D9%84-%D8%AC%D8%AB%D8%AA%D9%87-%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%B4%D9%81%D9%8A
جمال مصطفى: عرفنا في المعتقل بإعدام الرئيس ونقل جثته للتشفي
عائلة صدام وتبدو حلا إلى يساره (أ.ف.ب)
ليس بسيطاً أن تكون صهر الرئيس صدام حسين، وسكرتيره الثاني، وابن عشيرته، وموفده إلى العشائر، وأن تذهب لإحضار العشائر للدفاع عن بغداد، وأن تكتشف لدى عودتك أنها احتُلّت، وأن الأميركيين أدرجوا صورتك مع لائحة كبار المطلوبين على ورق اللعب، وأن تلجأ إلى سوريا فتمتنع عن استقبالك، وأن تعود وتغري الدولارات رجلاً بالوشاية، فتجد نفسك في المعتقل.
ليس بسيطاً أن تقيم في زنزانة انفرادية منقطعاً عن العالم والكاميرا تحصي حركاتك وآلة التسجيل تعد أنفاسك لالتقاط أي كلمة، وأن تُتهم رغم عزلتك بأنك تقود المقاومة وترسل سيارات مفخخة، وأن تعرف في المعتقل نبأ يوجعك وهو وقوع «قائد المقاومة» صدام حسين في أيدي القوات الأميركية، وأن تلمحه في المعتقل، وأن تُستدعى ذات يوم إلى محاكمة الدجيل فتجد في قفص الاتهام من كان سيّد البلاد والمصائر، وأن تكتشف لاحقاً أن «السيد الرئيس» أُعدم فجر يوم العيد، وأن جثته طُرحت أمام منزل رئيس الوزراء نوري المالكي الذي كان يحتفل بزفاف ابنه، وأن تشارك في صلاة الغائب مع أعضاء القيادة طه ياسين رمضان وخالك علي حسن المجيد «الذي سُمي ظلماً الكيماوي» وبرزان التكريتي وعبد حمود، وأن تستوقفك مشاركة طارق عزيز المسيحي في تأدية صلاة الغائب.
وليس بسيطاً أن يبلغك القاضي سراً في 2011 أن لا مبرر لمحاكمتك، وأنه قادر على إطلاق سراحك مقابل مبلغ نقدي محترم بالعملة الخضراء، وأن تعرض على القاضي أن يتولى بيع قطعة أرض ورثتها عن جدك الرابع لأنك لا تملك الدولارات التي يحلم بها، وأن يرفض القاضي العرض فتترك في السجن فترة إضافية تقترب من العقد ثم يفرج عنك بسبب نقص الأدلة.
قبل أسابيع، شاهدت صورة قديمة للرئيس الراحل صدام حسين مع كامل العائلة. كان في الصورة صدام وزوجته ساجدة ونجلاه عدي وقصي وبناته رغد وزوجها حسين كامل المجيد، ورنا وزوجها شقيقه صدام كامل المجيد، وحلا وزوجها جمال مصطفى السلطان. ضرب الزلزال الصورة الجامعة. قُتل خمسة من الرجال الستة الذين ظهروا في الصورة. أعدم صدام، وقُتل عدي وقصي ومصطفى نجل الأخير على أيدي الأميركيين، وقُتل حسين كامل وصدام كامل على يد أبناء العشيرة عقاباً لهم على الانشقاق عن النظام. لم يبق من رجال العائلة إلا واحد هو الدكتور جمال مصطفى السلطان.
ولد جمال في تكريت 4 مايو (أيار) 1964. التحق الشاب بجهاز حماية الرئيس الذي شجعه على متابعة دراسته بموازاة عمله. وهكذا حصل على إجازة جامعية تبعتها دكتوراه في العلوم السياسية. لعب دوراً كبيراً في تشجيع الرياضة وربطته علاقات واسعة بالرياضيين. وأوكل إليه ملف العشائر فنسج علاقات واسعة معها. وكان دائماً موضع ثقة الرئيس وكان يشارك في جلسات مجلس الوزراء. اعتُقل في العشرين من أبريل (نيسان) 2003 وأُفرج عنه من سجن الحوت في الناصرية في 17 يونيو (حزيران) 2021. توجّه من بغداد إلى أربيل حيث التقى الزعيم الكردي مسعود بارزاني ثم غادر للإقامة في الدوحة مع زوجته والسيدة ساجدة أرملة الرئيس العراقي الراحل.
استوقفني ابتعاد الرجل عن الإعلام فاتصلت به وقرر الخروج عن صمته. سألته عن قصته وطال اللقاء. وعلى العادة العشائرية رفض أن نغادر من دون غداء متأخر كان الطبق الرئيسي فيه «الهبيط» الذي كان صدام حسين يعده شخصياً في اللقاءات العائلية ومع الأصدقاء المقربين.
بعد مغادرتي تذكرت ما سمعته من القاضي عبد الرؤوف رشيد الذي أصدر حكم الإعدام بحق صدام حسين في قضية الدجيل. وكان جمال السلطان برفقة صدام في تلك الزيارة التي تعرض خلالها لمحاولة اغتيال. قال القاضي بعد اختتام الحوار معه: «للأسف نحن تصرفنا بمنطق القانون والعدالة. لكن بعض المعنيين أعطوا المسألة طابع الثأر والشماتة حين اختاروا يوم العيد لتنفيذ حكم الإعدام وأساءوا التصرف بجثة صدام. هذه الممارسات - عملياً - هدية لجمهور صدام إذ يمكن أن تبقي ذكره حياً لفترة طويلة».
سألت جمال مصطفى السلطان عن اتصالاته في المعتقل مع الرئيس السجين، وتركته يروي قصة الاتصال الأول الذي «كان من خلال بعض المعتقلين الذين كانوا معه في المحكمة، محكمة الدجيل»، أحدهم رئيس محكمة الثورة عواد البندر الذي نُفذ فيه حكم الإعدام أيضاً.
ويقول: «كان الرجل (البندر) ينقل لي بعض الكلام عن السيد الرئيس، إذ كان يذهب إلى محكمة الدجيل، وكانت علاقتي به جيدة ونجلس معاً ونتحدث، وأبو بدر في الحقيقة طيب وشجاع وإنسان لديه تفاؤل، التنفيذ (الإعدام) ربما بعد ساعة لكن هو يتحدث معك ويقول لك: لا تُقلق نفسك، ولا تهتم، وهذا الموضوع لن يحصل. يعطيك طمأنينة ويريحك. كنت أتواصل من خلال عواد البندر، كلام يأتي ويذهب.
وهكذا كنا نتبادل السلام والكلام وغيرهما. بعدها كان سلطان هاشم، وزير الدفاع العراقي، الله يرحمه ويغفر له، وحسين رشيد، الله يفرج عنه، فريق أول ركن أمين سر القيادة العامة للقوات العراقية، وهو لا يزال في المعتقل وتجاوز عمره 85 سنة... كان حسين رشيد وسلطان هاشم، الله يرحمه، أُرسل معهما كلاماً ويأتي كلام من خلالهما، رسائل شفهية، إضافة إلى أنني كنت أرسل كتباً للسيد الرئيس.
كتب متنوعة، خصوصاً التاريخية التي كانت عندي في المعتقل، إضافة إلى أنه كان يأتيني منه بعض السيجار الذي يحمل توقيعه. يوقّع على السيجار ويرسله لي لأتأكد أن الكلام وصل وما زلت أحتفظ بعدد من السيجار المرسل منه.
سيجار كوبي موقّع عليه بيده داخل المعتقل. وكنت أبعث السيجار إلى أسرتي مع المحامي الأستاذ بديع عارف، الله يرحمه، وكان يستغرب كيف وصلت هذه الرسائل وهذا السيجار فأقول له: أستاذ هذا الموضوع دعه بيننا الآن ولا تتحدث به ودعنا سائرين لأنني إذا قلت لك عن السبيل ربما يضيع السبيل علينا. دعنا نتبادل الرسائل والحاجات.
تسألني عن معنويات الرئيس في المعتقل. نحن نعرف السيد الرئيس، الله يرحمه، بشكل دقيق، والعراقيون والعرب والمسلمون أيضاً يعرفونه. يعرفون أنه رجل شجاع وثابت ثبات الجبال لا تهزه العواصف ولا تزيله القواصف. ثابت ومعروف عنه هذا الجانب. لذلك، نحن نتحدث عن شجاعته وبطولاته وعقليته وأملنا الكبير به وكنا معولين عليه لتحرير العراق من خلال وجوده خارج السجن، فكان الحديث يدور بشتى الطرق.
وليس سراً أن الرئيس كان يتوقع أن يُعدم. بصورة عامة، كل الذين دخلوا السجن بمن فيهم أنا، لم يغب عن بالنا هذا الموضوع، إذ يمكن إلصاق أي تهمة لتبرير الحكم والإعدام. لم يغب ذلك عن بالي، لأن المحكمة مجرد مسرحية وبنيت وأسست من قبل الأميركيين وبأوامر إيرانية، وتنفذ بأيادي عملاء عراقيين لإرضاء أسيادهم الإيرانيين والأميركيين. فهي أداة للانتقام من النظام السابق».
مع صدام في الدجيل
كان جمال مصطفى إلى جانب صدام حسين حين تعرض لمحاولة اغتيال في الدجيل واستدعي إلى المحكمة، وها هو يتذكر: «موضوع الدجيل تناقلته آنذاك وسائل الإعلام ثم المحكمة لاحقاً. تم الحديث عن الموضوع وبالكثير من التفاصيل. الرجل، الله يرحمه ويغفر له، زار الدجيل مثلما كان يزور أي مدينة أو قرية في العراق. زارهم والتقى المواطنين الذين احتفوا ورحبوا به. تحدث مع المواطنين وكانت بينهم امرأة. نحن عندنا عادة كلما زار السيد الرئيس قرية أو مدينة ذبحوا خروفاً. أتذكّر أن المرأة دمغت السيارة بكفها وأصبح هناك أثر دم على السيارة. نحن في هذه الأثناء نعرف أن هذه يمكن أن تكون إشارة ممكن بحسن نية، ولكن نحن لا نترك الأمور سائبة لحسن النية، فبدّلنا بسيارته، الله يرحمه، سيارة أخرى. عاد الرئيس إلى سيارته ومشينا باتجاه الطائرات للعودة إلى بغداد.
وفيما نحن نسير باتجاه الطائرات تعرّض الموكب لإطلاق نار من البساتين، وكان إطلاق النار كثيفاً وبأسلحة متنوعة. نزل الرئيس في هذه الأثناء من السيارة، وأصيب عدد من السيارات ووقع جرحى. بدأ الرئيس يتمشى مع المواطنين حتى يشيع جواً من الطمأنينة وعدم الخوف. راح يتحدث مع المواطنين ثم رجع إلى السيارة فاستقلها ورجع إلى المكان نفسه الذي ألقى فيه الخطاب للمواطنين والتقاهم وألقى فيهم خطاباً، وبعدما ألقى خطابه رجع وركب الطائرة وعدنا إلى بغداد.
بعد عودتنا ألقي القبض على عدد من الموجودين الذين شاركوا في هذه العملية. وبعد ساعة من هذه المحاولة الفاشلة، أوحى (الرئيس الإيراني الراحل) هاشمي رفسنجاني خلال زيارته إلى سوريا بأنهم هم من حاولوا اغتيال الرئيس العراقي الله يرحمه. أعلنها من دمشق. و(هذا) دليل قاطع على أن إيران وراء العملية، وهم من كانوا يسعون إلى اغتياله. يعرفون أنهم إذا اغتالوا السيد الرئيس يصبح العراق بأيديهم. حوكم المشاركون وأعدموا.
استدعيت إلى المحكمة بعد الاحتلال الأميركي. الحقيقة أول ما دخلت رأيت السيد الرئيس جالساً في المحكمة، فسلّمت عليه وأتذكر بالضبط ما قلته: «السلام عليكم يا أبي وعمي وقائدي العزيز الغالي». بالضبط هذا كان كلامي للسيد الرئيس عندما دخلت وسلّمت عليه. أديت اليمين وبدأت شهادتي.
أتذكر أنني استحضرت أشياء، قلت لهم هي سلسلة انفجارات حصلت في العراق، وهي ليست القضية الأولى في العراق وإنما قضايا كثيرة حدثت من قبل عملاء إيران وسلسلة من الانفجارات التي حصلت في بغداد وقلت لهم عن جامعة المستنصرية وأشياء أخرى. بماذا أجابني القاضي؟ قال لي: نحن لسنا بصدد هذا الموضوع حتى نتحدث عنه لنقول إنها إيران أو لا، أنا بصدد الآن أنك آتٍ لتدافع عن هذا المتهم، فجاوبته: نعم، السيد الرئيس متهم ومجرم منذ زمن بعيد بالنسبة إلى أعداء العراق والأمة ولكنه قائد وابن بار للعراق وللأمة.
تسألني إن كنت عوقبت لأنني صهر الرئيس وجوابي هو نعم. بقائي لمدة 18 سنة ونصف السنة في السجن هذا أحد أسبابه. هم بطريقتهم وفهمهم وحقدهم جاءوا فقط لأغراض الانتقام، لذلك هذا شيء بالنسبة إليهم جريمة، جريمة كبرى. دفعت ثمناً، ولكن هم حاولوا أن ينتقموا مني بهذه الطريقة وأبقوني طوال هذه المدة في السجن. وحقيقة لم تبق تهمة لم يوجهوها لي وبينها أنني أقود المقاومة من داخل المعتقل.
الزنزانة والاتهامات
لفقوا لي تهماً كثيرة. قالوا لكونك صهر صدام حسين وعندك علاقات متميزة مع شيوخ عشائر ورياضيين ومواطنين يمكن إذا طلعت أن تعمل علينا انقلاباً، لذلك يجب أن تكون في السجن ولا تخرج منه، بل يجب أن تموت فيه. هذا الكلام قاله عراقيون. الأميركيون قالوا لن تخرج للأسباب التالية التي ذكرتها لك، لكن العراقيين أضافوا: «يجب أن تموت في السجن لأنهم جاءوا لأغراض الانتقام، وهم لم يبقوا تهمة لم يتهموني بها منها، أنني قائد المقاومة، وقائد (ثوار العشائر) وقائد (جيش عمر) وقائد (جيش أبو بكر) وقائد (جيش محمد)».
أكثر من 10 تهم، يأخذونني إلى المحكمة ثم أدافع عن نفسي بقوة وثبات وشجاعة، وحين تتأكد براءتي يطلقون تهمة أخرى. كانت الهيئة الاستشارية للأمن الوطني مسؤولة عن 3 أجهزة هي المخابرات، والأمن الوطني، والاستخبارات. هذه الأجهزة الثلاثة كانت تراقبني داخل السجن، وتراقب كل خطواتي وكان لديهم عناصر داخل السجن لمراقبتي. هذه الأجهزة كانت تتهمني. مثلاً يتهمني جهاز المخابرات بقضية وعندما تنتهي يبدأ جهاز الأمن الوطني بقضية، ثم يبدأ جهاز الاستخبارات بقضية، وهكذا. عزلوني عن جماعتي - جماعة النظام السابق - لمدة 7 سنوات لكوني صهر صدام حسين والأخطر من بين كل السجناء، عزلة كاملة. لا ألتقي بسجين ولا بأيٍّ كان.
كان طول الزنزانة 3 أمتار ونصف المتر وعرضها 3 أمتار، والمرحاض. ساهم في مساعدتي عدد من الحراس الذين كانوا يحترمونني كثيراً ويقدرونني ويتعاملون معي باحترام كبير لأنهم يعرفونني من خلال عملي في الرياضة وعلاقاتي الواسعة في هذا الوسط. أتذكر في 2018، جاء مدير جديد للسجن اسمه عبد الرحمن، إنسان عراقي أصيل ليست لديه أدران وأحقاد تجاهنا. كان رجلاً مهنياً. زارني وقلت له إن المعتقلين والسجناء في هذا السجن كلهم محكومون بالإعدام. أنا لست معهم ومعزول عنهم ولا ألتقيهم، ولكن في هذا السجن الذي تعدونه مهماً جداً لكم وتعدونه رقمَ واحد تضعون فيه كل المحكومين بالإعدام. كلهم محكومون بالإعدام ورغم ذلك تعطونهم تليفونات وتسمحون لهم بالتواصل مع عوائلهم هاتفياً وتصل إليهم رسائل ولديهم مواجهات مع عوائلهم وكذلك لديهم محامون يلتقون بهم، بينما أنا لا أحصل على أي شيء من هذا.
قلت له: «أنا لا أتحدث عن حقي بصفتي سجيناً. على الأقل لصالحكم لتقولوا نحن نسمح له بأن يبعث رسائل، أنا أريد أن أبعث رسائل من خلالكم إلى أخي. فقال: طبعاً هذا حقك، حق مشروع، ثم بعثت رسائل، اثنتين أو ثلاثاً، من خلاله إلى أخي، ثم بعد فترة، حسبما فهمت، جهاز الاستخبارات الذي يراقب اتهمه بأنه أوصل لي رسائل. كان الأمر قانونياً والرجل لم يخترق القانون. فاعتقلوه ووضعوه في السجن، ثم بدأوا يحققون معه. حاولوا أن يتهموه بأنني أعطيته رشوة وحاولوا اتهامه بأنني أسرّب من خلاله رسائل إلى المقاومة وسعوا إلى تحويله شاهداً ضدي، لكن أراد الله شيئاً آخر فتوفي الرجل في السجن من التعذيب والأذى الذي حصل له. كان كثيرون من العراقيين متفانين في مساعدتي، لأنهم يعرفونني عن قرب ويعرفون أن وجودي كله (في المعتقل) ظلم وافتراء.
تصوّر أنني اتهمت بجريمة قتل في أثناء وجودي في المعتقل. زعموا أنني كلفت شخصاً بإعداد سيارة مفخخة وتفجيرها بالمقدم محمد الموسوي وهو يعمل في الشرطة أو المرور. يعرفون أنني في المعتقل ولكن أعتقد أن الحقد أعماهم. أنا لا أعرف من هو الموسوي ولم يسبق أن سمعت به».
كتمت القيادة دموعها وشاركنا طارق عزيز في صلاة الغائب
سألته عن لقاء آخر مع الرئيس فأجاب: «أنا رأيته مرتين (بعد الاعتقال). وكان ألمي كبيراً عندما رأيته لأن السيد الرئيس بالنسبة لي شيء عظيم، هو قدوتي. وألمي الشديد لأنني وجدته في مكان يحاول فيه بعض العملاء إيذاءه. كان رجلاً كالأسد وثابتاً على مبادئه التي نشأ عليها وناضل وضحّى من أجلها، حقيقة هذا أول لقاء. واللقاء الثاني، مثلما ذكرت لك، كان في قاعة المحكمة.
اللقاء الأول كان في السجن. معنوياته كانت عالية، وهو معروف بشجاعته وثباته أنه رجل لا تلقى إنساناً بمستواه من الشجاعة والثبات والإقدام.
نعم الرئيس تعرض للتعذيب. أعلن في المحكمة أنه تعرض للتعذيب. وأيضاً آخرون من القيادات العراقية تعرضوا للتعذيب مثل الأستاذ طه ياسين رمضان الذي كنت بين فترة وأخرى أتحدث إليه. تعرض للتعذيب. وبعض الإخوان تعرضوا للتعذيب أيضاً. في البداية على يد الأميركيين لأننا كنا لدى الأميركيين ولمدة طويلة حتى 2008 عندما التحق القسم الأول بالعراقيين، ثم القسم الثاني في 2010، ثم القسم الآخر في 2011 و2012. الأستاذ طارق عزيز تعرض أيضاً للتعذيب النفسي».
متى عرفت وأنت في المعتقل أن صدام حسين قد أعدم، وهو عمك ووالد زوجتك ورئيس العراق؟
أجاب: «كنا في قاطع أغلب الموجودين فيه لهم صلة بالرئيس، الله يرحمه. مثلاً كان معي الفريق الركن كمال، أخي، حجي عبد، خالي علي حسن المجيد، ابن عم الرئيس، سبعاوي إبراهيم، إضافة إلى بعض الموجودين من الأقرباء الآخرين، والقياديين طارق عزيز، سلطان هاشم، طه ياسين رمضان، عواد البندر. نحن عادة نشعر بشيء يحصل أو سيحصل. كان لدينا راديو أعطانا إياه الأميركيون نسمع به أخباراً. عندما استيقظنا صباحاً لم نجد الراديو في مكانه. وبالوقت نفسه وجدت أن بين الحراس مترجماً. هذا يعطيك مؤشراً بأن هناك حدثاً ما حاصل.
نعم، المترجم كان جالساً مع الحراس. في الأيام الاعتيادية يوجد الحراس فقط من دون مترجم، ولكن وجود المترجم يعطيك مؤشراً آخر أن هناك حدثاً. ثم غياب الراديو. هذان الأمران يعطيانك مؤشراً. القاطع الذي أمامنا لم يأخذوا منه الراديو. سمعنا بعض الكلام منهم وبعض الانزعاج، سمعنا منهم أن هذا اليوم تم تنفيذ حكم الإعدام واستشهاد السيد الرئيس القائد الله يرحمه. حقيقة، تألمنا كثيراً، وأنا أول الموجودين ورحت أمشي في المكان والمترجم قريب مني والحرس، وقلت التالي: صدام حسين خالد خلود عمر المختار والقادة العرب الكبار، ومن الآن فصاعداً هو رمز وأيقونة للشجاعة والبطولة والتضحية والفداء لكل العراقيين والعرب والمسلمين، وهو خالد خلود كل قادة العرب. المترجم كان يسمع ويترجم لهم لكنه كان رجلاً هادئاً وكان الحراس هادئين ولم يصدر منهم أي شيء. الفريق كمال أيضاً شاطرني الكلام نفسه وراح يتحدث بالروحية نفسها والطريقة نفسها، ثم صلينا صلاة الغائب عليه، رحمه الله.
كلنا حضرنا صلاة الغائب بمن فينا طارق عزيز، وهو رجل مسيحي، لكنه كان من قادة العراق البارزين. كان لدى الجميع شعور عارم بالصدمة. استشهاده كان صدمة لكل العراقيين الوطنيين الشرفاء والعرب والمسلمين وكانت في الوقت نفسه خسارة عظيمة لأنه هو جدار الصد للأعداء. فكان الكل بانياً عليه أملاً، وفي الوقت نفسه كانت خسارة عظيمة. فالكل كان يشعر بهذا الشعور والألم.
حاول الجميع ضبط مشاعرهم أمام الخسارة. ولكن حقيقة، نحن الرجال، نخجل من أن نبكي رغم أنه أمر طبيعي. وعندما يريد أحد أن يقوم بهذا الموضوع يعزل نفسه في جانب ما حتى لا يُشاهد.
لم يكن خالي علي حسن المجيد في تلك اللحظة إلى جانبي لأنه كان في قاطع آخر، لكن هو أيضاً كان محكوماً بالإعدام وكانوا بين فترة وأخرى يأخذونه لتنفيذ الحكم، ولكنني رأيته رجلاً ثابتاً وشجاعاً وكان هو أيضاً يعطيني شيئاً من الاطمئنان. كان يقول نحن كلنا سائرون على هذا الدرب، ولطالما شعرنا بأننا سنستشهد في أي لحظة، ليس الآن بل منذ كنا مناضلين ونقاتل في كل الحروب التي خضناها.
وبصورة عامة كل من شارك في تلك المرحلة نجا من الاستشهاد مرات عدة. ليس مرة ومرتين، مرة نجوا من قنبلة ومرة من رصاص لكننا نجونا بفضل الله سبحانه وتعالى. تعرضنا لمخاطر كثيرة، لذلك الكل يشعر بهذا الأمر، أنه مؤمن والقدر مكتوب. إذا كتب لك الله أن تستشهد فتستشهد».
قبور صدام وعدي وقصي في عهدة رجال موثوقين
سألته عما إذا كان لتوقيت عملية الإعدام وقع خاص وعما تردد عن الجثة والقبر، فأجاب: «مؤكد كان لتاريخ تنفيذ الإعدام وقع خاص وكان القصد إذلال العرب والمسلمين لأن الإعدام نفّذ يوم عيد الأضحى، فكل العرب والمسلمين يتأثرون تأثراً كبيراً لأن المقصود إيذاؤهم نفسياً وإذلالهم. هذا هو الموضوع.
الجثة نقلت في وقتها إلى مكان، حسبما وصلنا من روايات وسمعنا، هو منزل نوري المالكي (رئيس الوزراء السابق)، وهو من التابعين لإيران، وكان عنده حفل زفاف لابنه، حسبما يدّعون. نُقلت إلى المكان للانتقام، وأشير إلى هذه النقطة لأنهم لم يأتوا لخدمة العراق وتقديم شيء للعراق غير الانتقام وتدميره.
بعدها نُقلت الجثة إلى تكريت إلى صلاح الدين، وتحديداً العوجة مسقط رأس الرئيس ودُفن هناك. كان العزاء موجوداً وكان زوّار من كل أنحاء العالم والعراق يزورونه، الله يرحمه، لفترة طويلة. مكان القبر الآن غير معروف ولأسباب معروفة، لأننا نتعامل مع صغار القوم وفي الوقت ذاته أكبر الناس الحاكمين. هدفهم وغايتهم وغرضهم القتل والانتقام. الأمر نفسه بالنسبة إلى قبرَي عدي وقصي. القبور موجودة في عهدة أناس موثوقين مائة في المائة».
أرسلت إلى الرئيس المحتجز الكتب وأرسل لي السيجار مع توقيعه