العراق... مخاوف من بطالة آلاف الصيادلة وأطباء الأسنان

جرحى خلال احتجاج للمطالبة بوظائف في القطاع الطبي... والبلاد تعاني فائضاً في أعداد المتخرجين

عناصر من الشرطة العراقية في بغداد (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الشرطة العراقية في بغداد (أرشيفية - رويترز)
TT

العراق... مخاوف من بطالة آلاف الصيادلة وأطباء الأسنان

عناصر من الشرطة العراقية في بغداد (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الشرطة العراقية في بغداد (أرشيفية - رويترز)

خرج عشرات من ذوي المهن الطبية، ومن بينهم متخرجون من كليات الصيدلة وطب الأسنان والتمريض، الاثنين، في مظاهرة ببغداد، مطالبين بتعيينهم في وظائف بالقطاع العام.

وقال شهود إن أكثر من 30 متظاهراً، ومعظمهم من خريجي السنتين الأخيرتين، أصيبوا جراء مصادمات مع عناصر الشرطة ومكافحة الشغب التي طوّقت المكان. وأوضحت أوساط المحتجين أن المئات منهم يعتزمون مواصلة تحركهم أمام مبنى وزارة المالية لحين موافقتها على تخصيص درجات لتوظيفهم.

ويلزم القانون رقم 6 لعام 2000 السلطات بتعيين أصحاب المهن الطبية في المشافي والمؤسسات الصحية حال تخرجهم في الكليات والجامعات. غير أن تزايد أعداد الخريجين في السنوات الأخيرة نتيجة زيادة عدد الكليات الأهلية والحكومية، أصبح عائقاً أمام استيعاب تلك الأعداد وتوظيفها في القطاع العام، ما قد يؤدي إلى بطالة أعداد كبيرة منهم في السنوات المقبلة.

وأصدرت وزارة الداخلية، الاثنين، إيضاحاً حول الأحداث التي رافقت المظاهرات أمام مبنى وزارة المالية، وتحدثت عن وقوع إصابات بين عناصرها.

وقالت الوزارة، في بيان، إن «المتظاهرين أرادوا إغلاق مبنى وزارة المالية وتم منعهم والسيطرة على الموقف». وأضافت أن «الأجهزة الأمنية شرعت بواجبها وفق السياقات القانونية وذلك من خلال منع المتظاهرين من غلق أبواب وزارة المالية والطرق القريبة».

وأكدت وزارة الداخلية أنها «قامت بنشر قطعات الأجهزة الأمنية لسلامة المتظاهرين بعد أن حصلت أعمال شغب أدت إلى إصابة عدد من القوة المنفذة للواجب».

وتشهد عملية توظيف أفراد الكوادر الطبية في القطاع العام منذ أعوام تعثراً يدفع الكثير منهم للتظاهر بهدف الضغط على السلطات.

وتدعو النقابات الطبية، خصوصاً نقابتي الصيادلة وأطباء الأسنان، الأهالي إلى عدم الدفع بأبنائهم لدراسة هذين المجالين بالنظر لصعوبة الحصول على وظيفة نتيجة الزيادة الكبيرة في أعداد المتخرجين. لكن عائلات كثيرة تصر على الدفع بأبنائها إلى استكمال دراستهم في المجالات الطبية بالنظر إلى ضمان الحصول على وظائف في هذا المجال في السنوات الماضية، علماً بأن تلك الفرص أخذت بالتراجع مع تزايد أعداد المتخرجين.

وقال مصدر قريب من نقابة الصيادلة إن «خريجي هذه الدراسة سيواجهون مشاكل البطالة في السنوات المقبلة في ظل استبعاد حصولهم على وظائف في القطاع العام».

وأوضح المصدر، الذي فضّل عدم الإشارة إلى اسمه، أن «لدينا نحو 63 كلية صيدلة في العراق موزعة بين حكومية وأهلية، ولنا أن نتخيل الأعداد الغفيرة من الخريجين في هذا الكم الكبير من الكليات. ستكون دوائر الدولة الطبية غير قادرة على استيعاب أعدادهم».

وتابع المصدر: «لدينا أيضاً متخرجون من جامعات في خارج البلاد، وهذه المشكلة تنطبق إلى حد كبير على بقية المتخرجين من أطباء الأسنان وأصحاب مهن التمريض والتحليلات».

وأعرب المصدر عن اعتقاده بأن «أعداد الدارسين للطب العام ما زالت غير كبيرة بالمقارنة مع غيرهم، ومع ذلك غالباً ما يتأخر توظيفهم في القطاع العام لأكثر من عام. وإذا لم تتخذ السلطات خطوات جادة في الحد من افتتاح الجامعات، فإنها ستواجه مشاكل جدية خلال السنوات القليلة المقبلة».

وتتهم أوساط النقابات الطبية جماعات نافذة باستغلال نفوذها ومواردها لافتتاح أعداد كبيرة من كليات الصيدلة وطب الأسنان ومهن طبية أخرى. وسبق أن طالبت معظم النقابات الطبية الحكومة ورئاسة الوزراء بعدم السماح بافتتاح كليات جديدة.


مقالات ذات صلة

إشادة أممية بحرص السوداني على عدم الانجرار إلى حرب

المشرق العربي القائم بأعمال رئاسة بعثة «يونامي» كلاوديو كوردوني خلال إحياء ذكرى سيرجيو فييرا دي ميللو الذي قُتل بتفجير إرهابي في بغداد عام 2003 (بعثة يونامي)

إشادة أممية بحرص السوداني على عدم الانجرار إلى حرب

أحيت بعثة «يونامي» ذكرى تفجير إرهابي أودى بحياة ممثّل الأمم المتحدة في العراق، سيرجيو فييرا دي ميللو، عام 2003، مشدّدة على ضرورة خفض التصعيد في المنطقة.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي 
واجهة مبنى البرلمان العراقي في المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد (إ.ب.أ)

«آخر مهلة» شيعية للسنّة لحسم رئاسة برلمان العراق

بعد شغور منصب رئاسة البرلمان العراقي، الذي هو من حصة السنة، لتسعة أشهر، بسبب الخلافات داخل المكون، أعطى «الإطار التنسيقي الشيعي»، القوى السنية، مهلةً أخيرةً.

حمزة مصطفى (بغداد)
العالم العربي سفير المملكة المتحدة لدى جمهورية العراق ستيفن هيتشن (أرشيفية - وسائل إعلام عراقية)

العراق يستدعي القائمة بأعمال سفارة بريطانيا احتجاجاً على تصريحات السفير

ذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن العراق استدعى القائمة بأعمال السفارة البريطانية في بغداد على خلفية تصريحات السفير بشأن أمن العراق.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي لقطة أرشيفية من داخل قاعدة «عين الأسد» في الأنبار بالعراق (رويترز)

صاروخان يؤجلان انسحاب «التحالف الدولي» من العراق

تتجه واشنطن إلى إلغاء تفاهمات مع العراق حول جدولة انسحاب قواتها، وقال مسؤولون عراقيون إن الهجوم الأخير على قاعدة «عين الأسد» يقف وراء هذا التحول.

حمزة مصطفى (بغداد)
شؤون إقليمية وزيرا الدفاع العراقي والتركي يوقّعان مذكرة تفاهم لإنهاء خطر «العمال الكردستاني» (إكس)

العراق وتركيا يوقعان مذكرة «بالأحرف الأولى» لمحاربة «العمال»

أكدت تركيا والعراق رغبتهما في تعزيز علاقاتهما بمختلف المجالات، وفي مقدمتها التنسيق الأمني ومكافحة التنظيمات الإرهابية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)

تعرض معبر «أبو الزندين» في سوريا للقصف بعد ساعات من افتتاحه رسمياً

معبر أبو الزندين شمال سوريا (أرشيفية المرصد)
معبر أبو الزندين شمال سوريا (أرشيفية المرصد)
TT

تعرض معبر «أبو الزندين» في سوريا للقصف بعد ساعات من افتتاحه رسمياً

معبر أبو الزندين شمال سوريا (أرشيفية المرصد)
معبر أبو الزندين شمال سوريا (أرشيفية المرصد)

بعد ساعات قليلة من إعلان افتتاحه رسمياً أمام المدنيين، الاثنين، تعرض معبر «أبو الزندين» في ريف حلب الشرقي لقصف بقذائف «الهاون»، وسط حالة احتقان شعبي ورفض لإعادة افتتاح المعبر الذي يربط بين مناطق سيطرة المعارضة المدعومة من تركيا ومناطق سيطرة الحكومة السورية، بعد أربع سنوات من إغلاقه.

ورجحت مصادر محلية إعلامية أن تكون من استهدف المعبر جماعات محلية مسلحة (هيئة تحرير الشام)، المتضررة من فتح المعبر قد قامت بالقصف.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم الاثنين إن عدة قذائف هاون مجهولة المصدر سقطت في محيط معبر أبو الزندين الذي يربط مناطق سيطرة قوات النظام مع منطقة «درع الفرات»، الخاضعة لسيطرة الفصائل المدعومة من تركيا في ريف حلب الشرقي، وذلك تزامناً مع «حالة الاحتقان والرفض الشعبي لافتتاح المعبر من قبل الحكومة التركية»، لافتاً إلى وجود دعوات للانضمام إلى «اعتصام الكرامة» المستمر منذ مطلع شهر يوليو (تموز) الماضي في مدينة الباب بريف حلب الشرقي «رفضاً للوصاية التركية على مناطق سيطرة فصائل (الجيش الوطني)، في الشمال السوري».

وحسب المرصد، يشارك في الاعتصام المئات من المواطنين من مدن إعزاز ومارع والباب وعفرين وغيرها من البلدات من منطقتي «غصن الزيتون»، و«درع الفرات»، في ريف حلب، مطالبين باستعادة القرار العسكري، رافضين التقارب بين النظامين السوري والتركي.

كانت «الشرطة العسكرية» وفصيل «السلطان مراد» التابعان لـ«الحكومة السورية المؤقتة» المدعومة من تركيا قد انتشرا في محيط المعبر وسط تحذير من مغبة عرقلة فتحه، وفق مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق، لافتة إلى وجود إصرار تركي على منع تكرار هجوم المحتجين والفصائل المسلحة على المعبر، كما حصل في 28 يونيو (حزيران) الماضي، بعد يوم من افتتاحه تجريبياً، حيث جرى تحطيم الغرف ومحتوياتها وإغلاق المعبر.

وقالت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من الحكومة بدمشق في وقت سابق إن معبر «أبو الزندين» وُضع يوم الاثنين في الخدمة بشكل رسمي، بعد انتهاء الإجراءات اللوجستية. ونقلت عن مصادر معارضة وصفتها بـ«المقربة من ميليشيات إدارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان» قولها إن «الاستخبارات التركية اجتمعت الأحد في منطقة حوار كلس الحدودية التركية مع بعض متزعمي (الجيش الوطني)، لإبلاغهم بقرار افتتاح المعبر والتحذير من مغبة الاعتداء عليه من طرف أي مسلح تابع للميليشيات»، حسب الصحيفة شبه الرسمية، التي قالت إن الاستخبارات التركية أوكلت لفصيل «السلطان مراد» و«الشرطة العسكرية»، «مهمة حماية المعبر ومنع التعدي عليه من مسلحين أو مدنيين»، كذلك فضّ أي احتجاجات تعترض على افتتاح المعبر.

وتجمعت عشرات الشاحنات التجارية، يوم الأحد، عند المعبر في مناطق المعارضة استعداداً للدخول إلى مناطق الحكومة السورية، وقد عبر بعضها ذهاباً وإياباً باتجاه مدينة حلب في تشغيل تجريبي للمعبر، على أن يلي ذلك عبور للشاحنات من مناطق سيطرة الحكومة السورية إلى مناطق المعارضة بعد الافتتاح الرسمي.

ورجحت مصادر «الوطن» أن تتبع هذه الخطوة «سلسلة اتفاقات أخرى قد تشمل طريق الـM4 الذي يربط حلب باللاذقية «وذلك تنفيذاً للتفاهمات الروسية التركية» التي تشمل في مرحلة لاحقة فتح الطريق من تركيا حتى الأردن لعبور الشاحنات التجارية مروراً بالأراضي السورية.

وقد وافقت «الحكومة السورية المؤقتة» (الائتلاف الوطني) على إعادة فتح معبر «أبو الزندين» بضغط من تركيا بعد التفاهم مع الجانب الروسي، في يوليو (حزيران) الماضي، واشترطت وضع المعبر تحت إدارة مدنية، وتخصيص جزء من وارداته لإعادة إعمار البنية المدمرة في مدينة الباب.