المفاوضات حول هدنة في غزة تتواصل... وتنديد بهجوم شنه مستوطنون

جنود إسرائيليون يكبحون جماح مستوطنين يهود بعد اقتحامهم قرية دير شرف الفلسطينية في الضفة الغربية (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون يكبحون جماح مستوطنين يهود بعد اقتحامهم قرية دير شرف الفلسطينية في الضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

المفاوضات حول هدنة في غزة تتواصل... وتنديد بهجوم شنه مستوطنون

جنود إسرائيليون يكبحون جماح مستوطنين يهود بعد اقتحامهم قرية دير شرف الفلسطينية في الضفة الغربية (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون يكبحون جماح مستوطنين يهود بعد اقتحامهم قرية دير شرف الفلسطينية في الضفة الغربية (أ.ف.ب)

تتواصل المفاوضات الجمعة في الدوحة للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة، فيما أثار هجوم شنه مستوطنون يهود في الضفة الغربية المحتلة وأسفر عن مقتل فلسطيني، إدانات واسعة، بما في ذلك من جانب القادة الإسرائيليين.

ودانت الولايات المتحدة وكثير من المسؤولين الإسرائيليين الهجوم الذي شنَّته مجموعة من المستوطنين اليهود في قرية جيت الفلسطينية، الذي أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخر بجروح خطرة، الخميس، وهو ما ندد به الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ بشدة.

كذلك ندد البيت الأبيض بالهجمات «غير المقبولة» في الضفة الغربية.

ووفقاً للجيش الإسرائيلي، اقتحم عشرات المدنيين الإسرائيليين بلدة جيت الواقعة بين نابلس وقلقيلية، وأضرموا النار في مبانٍ ومركبات، وألقوا الحجارة وزجاجات حارقة. وعمل جنود وعناصر من حرس الحدود على «إجلاء المدنيين الإسرائيليين من البلدة»، وسلموا أحدهم إلى الشرطة، بحسب ما قال متحدث عسكري لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن الهجوم أسفر عن مقتل محمود عبد القادر سدة البالغ 23 عاماً «بنيران مستوطنين»، بينما أُصيب فلسطيني آخر بجروح خطرة، بعدما تلقى رصاصة في الصدر.

وجاء في بيان صادر عن مكتب بنيامين نتنياهو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي «يأخذ على محمل الجد أعمال الشغب التي وقعت مساء اليوم (الخميس) في قرية جيت»، مؤكداً أنه «سيتم توقيف المسؤولين عن أي عمل إجرامي ومحاكمتهم».

ويرأس نتنياهو زعيم حزب الليكود اليميني منذ ديسمبر (كانون الأول) 2022 حكومة مدعومة بأحزاب يمينية متطرفة تدعو إلى توسيع الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، بل ضم هذه المنطقة.

وقال وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش (يمين متطرف)، وهو من الداعمين الرئيسيين لتوسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية عبر منصة «إكس» إن «مثيري الشغب الليلة في جيت لا علاقة لهم بالاستيطان والمستوطنين».

«مجرمون»

وأضاف سموتريتش: «هؤلاء مجرمون يجب أن تتعامل معهم السلطات المسؤولة عن الحفاظ على النظام العام بكل صرامة».

كذلك، دان وزير الدفاع يوآف غالانت الهجوم «بشدة».

مستوطنون من اليمين الإسرائيلي (د.ب.أ)

وتشهد الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 تصاعداً في العنف منذ أكثر من عام، لكن الوضع تدهور منذ اندلعت الحرب في قطاع غزة.

وقُتل منذ اندلاع الحرب في غزة ما لا يقل عن 633 فلسطينياً برصاص القوات الإسرائيلية ومستوطنين في الضفة الغربية، وفقاً لإحصاء أعدته «وكالة الصحافة الفرنسية»، استناداً إلى أرقام فلسطينية رسمية.

وقُتل ما لا يقل عن 18 إسرائيلياً، بينهم جنود، في هجمات فلسطينية بالضفة الغربية خلال الفترة نفسها، وفقاً لأرقام إسرائيلية رسمية.

وتندد الأمم المتحدة بانتظام بالاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية باعتباره انتهاكاً للقانون الدولي، وتعتبره إحدى العقبات الرئيسية أمام إقامة سلام عادل ودائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

على مسار المفاوضات في الدوحة، أكدت وزارة الخارجية القطرية أن المباحثات من أجل هدنة في قطاع غزة ستتواصل، الجمعة.

وقالت الوزارة في بيان إن «جهود الوسطاء في دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأميركية مستمرة»، مضيفة أن «الوسطاء عازمون على المضي قدماً في مساعيهم وصولاً إلى وقف لإطلاق النار في القطاع يتم خلاله إطلاق سراح الرهائن ودخول أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية إلى غزة».

ويشارك في المفاوضات مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، ويليام بيرنز، إضافة إلى رئيسَي جهازي الاستخبارات الخارجية (موساد) والداخلية (شين بيت) الإسرائيليين.

ولا تشارك «حماس» في هذه المفاوضات، لكن أحد قادة الحركة، أسامة حمدان، قال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، مساء الخميس، إن «حماس» أبلغت الوسطاء في الدوحة بموقفها.

وليل الخميس، أكدت «حماس» أن أي اتفاق لوقف النار في غزة يجب أن يتضمن «انسحاباً كاملاً» للقوات الإسرائيلية من القطاع.

وقال عضو المكتب السياسي لـ«حماس»، حسام بدران، في تصريحات عقب استئناف التفاوض في الدوحة إن «أي اتفاق يجب أن يحقق وقف إطلاق نار شاملاً وانسحاباً كاملاً من غزة وإعادة النازحين».

وتجري المفاوضات على أساس طرح أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 مايو (أيار)، وينصّ على ثلاث مراحل تشمل وقفاً للنار وانسحاباً للقوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة وإدخال مساعدات وإطلاق معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وأكد نتنياهو مرات عدة أنه سيواصل الحرب حتى القضاء على «حماس».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تطلب هدنة 7 أيام في غزة لتلقيح 640 ألف طفل ضد شلل الأطفال

المشرق العربي الأمم المتحدة تطلب هدنة 7 أيام في غزة لتلقيح 640 ألف طفل ضد شلل الأطفال

الأمم المتحدة تطلب هدنة 7 أيام في غزة لتلقيح 640 ألف طفل ضد شلل الأطفال

طلبت الأمم المتحدة هدنة في غزة مدتها 7 أيام لتطعيم أكثر من 640 ألف طفل ضد فيروس شلل الأطفال، الذي اكتُشف في مياه الصرف الصحي بالقطاع.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شؤون إقليمية وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس رفقة نظيريه الفرنسي ستيفان سيجورنيه والبريطاني ديفيد لامي في القدس في 16 أغسطس 2024 (رويترز)

إسرائيل تتوقع من حلفائها مساندتها ضد إيران في حال تعرضها لهجوم

تتوقع إسرائيل من فرنسا والمملكة المتحدة أن تقولا لإيران بشكل واضح وعلني إنه ممنوع مهاجمة إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية فلسطيني يتفقد منزله المدمر إثر غارة جوية إسرائيلية في مخيم المغازي للاجئين بقطاع غزة... 14 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)

الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة من مناطق في غزة مع استمرار القتال

أصدر الجيش الإسرائيلي أمرا جديدا، اليوم (الجمعة)، بإخلاء مناطق في جنوب ووسط غزة كانت محددة في السابق مناطق إنسانية آمنة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي أعمدة الدخان تتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت أطراف قرية كفر حمام في جنوب لبنان في 9 أغسطس 2024، وسط اشتباكات حدودية متواصلة بين القوات الإسرائيلية و"حزب الله" (أ.ف.ب)

غارة إسرائيلية تستهدف بلدة كفركلا في جنوب لبنان

شن الطيران الحربي الإسرائيلي صباح اليوم (الجمعة)، غارة جوية استهدفت بلدة كفركلا في جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الولايات المتحدة​ المرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال فعالية لمكافحة معاداة السامية في بيدمينستر بنيوجرسي - 15 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

ترمب يطلب من نتنياهو «الانتصار بسرعة» .. وينتقد دعوة وقف إطلاق النار

قال الرئيس الأميركي السابق المرشح الجمهوري دونالد ترمب إنه طلب من نتنياهو إنهاء حرب غزة، ولكن ترمب انتقد أيضاً دعوة وقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

زلزال بقوة 4.8 يهز الحدود بين الأردن وسوريا

نقطة تفتيش حدودية بالقرب من معبر نصيب بين الأردن وسوريا 29 سبتمبر 2018 (رويترز)
نقطة تفتيش حدودية بالقرب من معبر نصيب بين الأردن وسوريا 29 سبتمبر 2018 (رويترز)
TT

زلزال بقوة 4.8 يهز الحدود بين الأردن وسوريا

نقطة تفتيش حدودية بالقرب من معبر نصيب بين الأردن وسوريا 29 سبتمبر 2018 (رويترز)
نقطة تفتيش حدودية بالقرب من معبر نصيب بين الأردن وسوريا 29 سبتمبر 2018 (رويترز)

قال مركز أبحاث علوم الأرض الألماني (جي.إف.زد) إن زلزالا بقوة 4.8 درجة هز منطقة الحدود الأردنية السورية اليوم الجمعة.وأضاف المركز أن الزلزال كان على عمق 10 كيلومترات، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.وعدّل المركز تقديره للزلزال، الذي شعر به السكان في أنحاء سوريا ولبنان، من 5.2 درجة في وقت سابق.وقال المركز الوطني للزلازل في سوريا، إن سكان مدينة سلمية في غرب البلاد شعروا بالهزة الأرضية، وذلك قرب المكان الذي ضربه زلزال بقوة 4.8 درجة في ساعة متأخرة من يوم الاثنين، مما أثار حالة من الذعر مع إصابة العشرات لكن دون سقوط قتلى.