الجيش الإسرائيلي يعزز قواته في الضفة خشية هجوم شبيه بـ7 أكتوبر

«الشاباك»: مجموعات مسلحة تنوي التسلل إلى المستوطنات

آليات عسكرية للجيش الإسرائيلي في مدينة طولكرم بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
آليات عسكرية للجيش الإسرائيلي في مدينة طولكرم بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يعزز قواته في الضفة خشية هجوم شبيه بـ7 أكتوبر

آليات عسكرية للجيش الإسرائيلي في مدينة طولكرم بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
آليات عسكرية للجيش الإسرائيلي في مدينة طولكرم بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

عزز الجيش الإسرائيلي قواته في مناطق شمال الضفة الغربية، خشية محاولة مسلحين فلسطينيين شن هجوم على مستوطنات على خط التماس، في مشهد يشبه الهجوم الذي شنته حركة «حماس» في عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على غلاف غزة.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الجيش دفع بعدد من القوات المعززة إلى المستوطنات بعد تحذيرات استخباراتية حول نيات تنفيذ عمليات اقتحام على غرار 7 أكتوبر. وجاء تحرك الجيش بعد تحذير بثه جهاز الأمن العام «الشاباك» إثر تلقيه إنذارات حول استعداد مجموعات فلسطينية لشن هجمات على مستوطنات عدة، رداً على الحرب الإسرائيلية المتواصلة في غزة، واغتيال إسرائيل مسلحين في طولكرم شمال الضفة.

ووفق الإذاعة العبرية، فإن لدى «الشاباك» تحذيرات حول نية مجموعات مسلحة تنفيذ عمليات تسلل إلى المستوطنات على طول خط التماس بتوجيه من إيران و«حماس». وقالت إذاعة الجيش إن التحذيرات تتعلق بشكل رئيسي بنيات خلايا مسلحة في طولكرم تحاول التسلل إلى المستوطنات القريبة، لذلك تم إرسال مزيد من القوات بهدف الرد الفوري والسريع على أي هجوم، بِعَدِّ ذلك جزءاً من الدروس المستفادة من هجوم السابع من أكتوبر.

مستوطنون مسلّحون في الضفة الغربية (أرشيفية - وفا)

وكان الجيش قد اغتال خلية مسلحين في طولكرم، السبت، وقال إنها كانت تعتزم تنفيذ عملية تسلل. ومنذ السابع من أكتوبر تخشى إسرائيل من أن تتحول الضفة إلى جبهة قتال أخرى. ويتهم مسؤولون أمنيون إسرائيليون، إيران و«حماس» بالعمل على إشعال الأوضاع في الضفة؛ لأنهما يعتقدان أنها الطريقة الأنجح في منع هجوم إسرائيلي على إيران ولبنان.

وفي أبريل (نيسان) الماضي أجرت قوات الجيش الإسرائيلي تدريبات عسكرية على المنطقة ما بين إسرائيل والضفة الغربية، تحاكي سيناريو صد هجوم فلسطيني شبيه بما نفّذته «حماس» على غلاف غزة في عملية «طوفان الأقصى». وكُشف، خلال التدريبات عن إقامة حواجز جديدة من جدران الأسمنت المسلح، وإكمال بناء جدار في مناطق عدة، وتفعيل دوريات مكثفة لهذه القوات، بمشاركة البلديات ومتطوعين.

وشاركت قوات إسرائيلية متنوعة وكبيرة من الجيش والشرطة وحرس الحدود والمخابرات والجبهة الداخلية، في هذه التدريبات التي تركزت في منطقتين واسعتين داخل ما يُعرف بنطاق أراضي 48 غرب الضفة الغربية؛ وكانت الأولى في قلقيلية، والثانية في طولكرم.

وحاكت التدريبات سيناريو مهاجمة مجموعات من الشباب الفلسطينيين المسلحين، من قلقيلية، ومدينتي كفار سابا ورعنانا والبلدات اليهودية المجاورة، وسيناريو مهاجمة مجموعات أخرى من طولكرم وبلدة شويكة المجاورة لها مدينة نتانيا، على النمط نفسه الذي نفَّذه مقاتلو «حماس» في هجوم 7 أكتوبر.

فلسطينيون يتفقدون حطام سيارة دمرتها ضربة جوية إسرائيلية في الضفة الغربية (رويترز)

وقال المقدم ليئور دوفيت، الذي قاد التدريبات الأولى، إن «الجيش اختبر الخطط التي وُضعت منذ 7 أكتوبر لمنع هجمات فلسطينية شبيهة. وفحص خلال ذلك سبل التأكد من كون الجيش على أهبة الاستعداد لكي يضمن ألا يتم تكرار الإخفاقات الأمنية في غلاف غزة». وأضاف: «نحن هنا في منطقة حساسة، نسميها (غلاف طولكرم)، حيث توجد مدن كبرى يعيش فيها وفي محيطها مئات ألوف السكان، ويوجد شارع 6، وهو الطريق العابر لإسرائيل من شمالها إلى جنوبها، وتمر عبره يومياً نحو مليون سيارة، وهدفنا ألا يداهمنا الخطر، ولا يباغتنا الأعداء مرة أخرى».

وتخصص القوات الإسرائيلية في المنطقة «غلاف طولكرم»، منذ 7 أكتوبر الماضي، دوريات عسكرية تراقب الحدود مع الضفة الغربية يومياً لمنع تسلل فلسطينيين إلى إسرائيل، خوفاً من تكرار ما حدث في غلاف غزة. والشهر الماضي هدد وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش بتحويل طولكرم إلى مدينة خراب، وقال لمستوطنين في مستوطنات قريبة إنه «يجب القضاء على التهديد الذي تمثله طولكرم، وأن يختفي من العالم، ويجب أن تصبح طولكرم مدينة خراب».


مقالات ذات صلة

المشرق العربي قصف إسرائيلي على جنوب لبنان (رويترز)

إسرائيل تعلن القضاء على قائد في وحدة «الرضوان» التابعة لـ«حزب الله»

أعلنت إسرائيل، الاثنين، القضاء على علي جمال الدين جواد القائد في وحدة «الرضوان» التابعة لـ«حزب الله» اللبناني.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب )
المشرق العربي وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين يتحدث في أثناء مشاركته بمؤتمر صحافي في بغداد بالعراق في 4 يونيو 2023 (رويترز)

العراق وإيطاليا يدعوان إلى خفض التصعيد في الشرق الأوسط

دعا وزيرا خارجية إيطاليا والعراق، الاثنين، إلى الدبلوماسية وخفض التصعيد في الشرق الأوسط، وقالا إنهما يشعران بقلق عميق إزاء ازدياد التوتر في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (روما)
العالم العربي محاولات مصرية لاحتواء التصعيد الجاري في المنطقة على خلفية سياسة الاغتيالات الإسرائيلية (أ.ف.ب)

مصر تطلب من أميركا الضغط على إسرائيل للانخراط بجدية في محادثات غزة

قالت وزارة الخارجية المصرية إن الوزير بدر عبد العاطي طلب من نظيره الأميركي أنتوني بلينكن الضغط على إسرائيل «للانخراط بجدية» في محادثات وقف إطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي نازحون ينتظرون الحصول على مساعدات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وسط الحرب المستمرة في غزة (رويترز)

الأمم المتحدة: إنهاء عمل 9 موظفين للاشتباه في مشاركتهم بهجوم 7 أكتوبر على إسرائيل

قالت الأمم المتحدة، الاثنين، إنها ستُنهي عمل 9 موظفين بوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ربما شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر.

«الشرق الأوسط» (جني٤)

إصابة 5 جنود أميركيين في هجوم صاروخي على قاعدة عين الأسد بالعراق

آليات عسكرية أميركية في قاعدة عين الأسد الجوية في الأنبار بالعراق (أرشيفية - رويترز)
آليات عسكرية أميركية في قاعدة عين الأسد الجوية في الأنبار بالعراق (أرشيفية - رويترز)
TT

إصابة 5 جنود أميركيين في هجوم صاروخي على قاعدة عين الأسد بالعراق

آليات عسكرية أميركية في قاعدة عين الأسد الجوية في الأنبار بالعراق (أرشيفية - رويترز)
آليات عسكرية أميركية في قاعدة عين الأسد الجوية في الأنبار بالعراق (أرشيفية - رويترز)

قال مسؤولون أميركيون لرويترز إن ما لا يقل عن خمسة جنود أميركيين أصيبوا في هجوم على قاعدة عسكرية في العراق اليوم الاثنين.
يأتي هذا وسط حالة تأهب في الشرق الأوسط لموجة جديدة محتملة من الهجمات من إيران وحلفائها بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إسماعيل هنية والقائد العسكري الكبير في جماعة حزب الله اللبنانية فؤاد شكر الأسبوع الماضي.
وأفاد مصدران أمنيان عراقيان بأنه تم إطلاق صاروخين من طراز كاتيوشا على قاعدة عين الأسد في غرب العراق. وذكر أحد المصدرين أن الصاروخين سقطا داخل القاعدة. ولم يتضح ما إذا كان الهجوم مرتبطا بتهديدات إيران بالرد على عمليتي الاغتيال. وقالت إيران يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية عن اغتيال هنية في طهران بسبب دعمها لإسرائيل.
وذكر المسؤولون الأميركيون، الذين تحدثوا لرويترز شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، أن أحد الجنود أصيب بجروح خطيرة. وذكروا أن عدد الجرحى يستند إلى معلومات أولية يمكن أن تتغير. وقال أحد المسؤولين إن "العسكريين بالقاعدة يجرون تقييما للأضرار بعد الهجوم".
ونفذت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي ضربة في العراق استهدفت أفرادا قال مسؤولون أميركيون إنهم مسلحون كانوا يستعدون لإطلاق طائرات مسيرة وشكلوا تهديدا للقوات الأميركية وقوات التحالف. وتراقب الولايات المتحدة الوضع تحسبا لوفاء إيران بتعهدها بالرد على اغتيال هنية في طهران، وهو حلقة في سلسلة عمليات قتل لشخصيات كبيرة في الجماعة الفلسطينية المسلحة مع احتدام الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها ستنشر مقاتلات إضافية وسفنا حربية تابعة للبحرية في الشرق الأوسط، في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن إلى تعزيز الدفاعات في أعقاب التهديدات بالرد من إيران وحليفتيها حماس وحزب الله.
ويعد العراق حليفا نادرا لكل من الولايات المتحدة وإيران، ويستضيف 2500 جندي أميركي ولديه فصائل مسلحة مدعومة من إيران مرتبطة بقواته الأمنية. وشهد العراق هجمات انتقامية متزايدة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر (تشرين الأول).
وقالت مصادر عراقية إن بغداد تريد أن تبدأ قوات التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة في الانسحاب في سبتمبر (أيلول) وإنهاء عمل التحالف رسميا بحلول سبتمبر (أيلول) 2025، مع احتمال بقاء بعض القوات الأميركية بصفة استشارية تم التفاوض عليها مؤخرا.