رفضت قيادات دينية ومحلية درزية في الجولان السوري المحتل إراقة «قطرة دم واحدة» بعدما توعّدت إسرائيل بالرد على ضربة صاروخية في بلدة مجدل شمس نسبتها إلى «حزب الله» اللبناني، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».
وطالت الضربة السبت ملعباً لكرة القدم في بلدة مجدل شمس الدرزية، ما أدى إلى مقتل 12 من الفتية والفتيات. ونفى «حزب الله» «أي علاقة» له بالحادث.
وتوعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ«رد قاسٍ» على هذا القصف خلال زيارته مجدل شمس الاثنين، فيما تُبذل جهود دولية لتجنب مزيد من التصعيد بين الدولة العبرية والحزب.
واحتج العشرات من سكان البلدة على زيارة نتنياهو، واحتشدوا خلف حواجز معدنية تحت مراقبة عناصر من الشرطة، وفق صحافي في «وكالة الصحافة الفرنسية».
وقالت «الهيئة الدينية والزمنية في الجولان السوري المحتل» في بيان ليل الاثنين: «نرفض أن تُراق قطرة دم واحدة تحت مُسمى الانتقام لأطفالنا، فالتاريخ يشهد لنا بأننا كُنا وما زلنا دُعاة سلام ووئام بين الشعوب والأُمم حيث تُحرم عقيدتنا القتل والانتقام بأي صفة أو هدف».
وشددت على أن «التصريحات الخارجة عن الإجماع الجولاني سواء كانت من داخل الجولان أو خارجه لا تمثل إلا صاحبها».
وتحتل إسرائيل مرتفعات الجولان السورية منذ حرب يونيو (حزيران) 1967، وأعلنت ضمّ أجزاء واسعة منها مطلع الثمانينات من القرن الماضي. ولم يعترف المجتمع الدولي بهذه الخطوة، باستثناء الولايات المتحدة في 2019.
ويناهز عدد سكان مجدل شمس 11 ألف نسمة غالبيتهم من الدروز الذين ما زالوا يحملون الجنسية السورية ورفضوا الحصول على الجنسية الإسرائيلية.
وأثارت الضربة في مجدل شمس مخاوف دولية متجددة من تفجر نزاع إقليمي مرتبط بالحرب المستمرة في غزة بين إسرائيل وحركة «حماس»، والتي اندلعت إثر الهجوم غير المسبوق للحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
وقال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب الأحد إن عدة دول، من بينها فرنسا والولايات المتحدة، تحاول احتواء مخاطر التصعيد.