حرب غزة تنعش زراعة التبغ

TT

حرب غزة تنعش زراعة التبغ

حرب غزة تنعش زراعة التبغ

التدخين عادة سيئة، كما يعرف الجميع، حتى أن شجرة التبغ تُسمى «الشجرة الخبيثة». وتعد نسبة المدخنين في فلسطين الأعلى في المنطقة، إذ بلغت نحو 34 في المائة وفق آخر إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية الصادرة في نهاية مايو (أيار) 2023.

في غزة، ومع نار الحرب المستعرة، أصبح التدخين للمتهورين فقط، إذ يصل سعر السيجارة المستوردة 30 دولاراً، إذا توفرت في الأساس، نظراً لإغلاق المعابر وشح دخول البضائع إلى داخل القطاع.

زراعة التبغ تجارة مربحة

في دير البلح، وسط قطاع غزة، التقت «الشرق الأوسط» العم أحمد عودة، وهو مزارع هجر زراعة اللوز والبطيخ واتجه إلى زراعة التبغ مستغلاً فترة الحرب التي أشعلت سعر السجائر مع ارتفاع طلب المدخنين عليها وشح وجودها.

يقول المزارع عودة إن عملية زراعة التبغ غير مكلفة وتستغرق نحو شهرين فقط لحصاد محصولها، كما تلعب نسبة الماء التي تروى بها أشجار التبغ دوراً في التحكم في درجة تركيز نكهة التبغ، إذ كلما قل الماء كلما كانت النكهة مركزة وقوية. ويصف المزارع عودة فترة الحرب بأنها أفضل وقت لبيع التبغ، خصوصاً بعدماً قفز سعر الكيلوغرام الواحد من 16 إلى 41 دولاراً.

«الشامي» في أسواق النزوح

ومع انقطاع علب السجائر المستوردة عن الأسواق، توجه التجار إلى عرض بسطاتهم من السجائر «الشامي» (النفل) والمنتج محلياً من غزة والضفة الغربية، إذ يتم بيعه بالغرام وتتراوح سعر السيجارة الواحدة من 6 دولارات إلى 27 دولاراً لسيجارة الضفة، فيما يكون السعر أقل بكثير إذا كان التبغ «الشامي» من غزة.

وعلى الرغم من أن السجائر لا تعدُّ سلعة أساسية فإنها تواجه طلباً مرتفعاً كغيرها من السلع في وقت الحرب، ويسعى المدخن إلى سد حاجته بأقل تكلفة ممكنة مع الحفاظ على قدرته في توفير قوت أطفاله رغم اشتعال الأسعار بشكل عام.


مقالات ذات صلة

نتنياهو يزور واشنطن في خضم العاصفة السياسية الداخلية

الولايات المتحدة​ نتنياهو يتحدث مع الصحافيين قبل مغادرته إلى أميركا في 22 يوليو 2024 (د.ب.أ)

نتنياهو يزور واشنطن في خضم العاصفة السياسية الداخلية

بينما تتخبط الولايات المتحدة في أزماتها الداخلية غير المسبوقة بعد تنحي بايدن، يستعد نتنياهو للدخول في معترك الأزمة مع زيارته المقررة إلى واشنطن هذا الأسبوع.

رنا أبتر (واشنطن) «الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية يحيى السنوار قائد «حماس» في غزة في صورة تعود إلى 13 أبريل 2022 (أ.ب)

هل أرسل السنوار رسالة لإسرائيل قبل السابع من أكتوبر؟

أرسل زعيم «حماس» في غزة يحيى السنوار، رسالة تحذير سرية إلى إسرائيل قبل أسابيع من شن هجوم 7 أكتوبر، وتساءل تقرير في القناة «12» عن سبب عدم تفسيرها بشكل صحيح!!

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي مبنى مدمّر في بلدة الجمَيجمة بجنوب لبنان استهدفه القصف الإسرائيلي مساء الخميس الماضي وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى (أ.ب)

«حزب الله»: الضغط والتصعيد لوقف العدوان على غزة

تتفاوت حدّة المواجهات في جبهة الجنوب بين إسرائيل و«حزب الله» الذي يعتمد سياسة «الضغط والتصعيد لوقف العدوان على غزة».

كارولين عاكوم (بيروت)
المشرق العربي صورة لشركة «ماكسار تكنولوجيز» تظهر تصاعد الدخان الكثيف جراء الحريق في ميناء الحديدة بعد الضربات الإسرائيلية (رويترز)

نيران ميناء الحديدة ما زالت مشتعلة بعد يومين من الغارات الإسرائيلية

تُواصل فِرق الإطفاء، اليوم الاثنين، جهودها لاحتواء الحريق الهائل الذي لا يزال مشتعلاً في ميناء الحُديدة بغرب اليمن.

«الشرق الأوسط» (الحديدة (اليمن))
المشرق العربي الشرطة الإسرائيلية في موقع انفجار مُسيّرة في تل أبيب (أرشيفية - الشرطة الإسرائيلية عبر منصة «إكس»)

كندي يحاول تنفيذ هجوم طعن في مستوطنة بغلاف غزة

قالت الشرطة الإسرائيلية، الاثنين، إن مواطناً كندياً حاول تنفيذ هجوم طعن في بلدة بجنوب إسرائيل قبل «تحييده».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

طهران تعلن من دمشق أنها «سعيدة» باستئناف التقارب التركي ـ السوري

وزير الخارجية السورية فيصل مقداد استقبل الاثنين علي أصغر خاجي والوفد المرافق له (سانا)
وزير الخارجية السورية فيصل مقداد استقبل الاثنين علي أصغر خاجي والوفد المرافق له (سانا)
TT

طهران تعلن من دمشق أنها «سعيدة» باستئناف التقارب التركي ـ السوري

وزير الخارجية السورية فيصل مقداد استقبل الاثنين علي أصغر خاجي والوفد المرافق له (سانا)
وزير الخارجية السورية فيصل مقداد استقبل الاثنين علي أصغر خاجي والوفد المرافق له (سانا)

أعلنت طهران دعمها لاستئناف المباحثات على مسار التقارب السوري - التركي. وقال كبير مستشاري وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة، علي أصغر خاجي، بعد لقاء وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في دمشق، إن «بلاده سعيدة» باستئناف المباحثات على مسار التقارب التركي - السوري، وأنها تأمل في أن تلقى التمهيدات «اللازمة والجيدة» للاجتماعات بينهما، منوهاً إلى أن طهران تدعم هذا المسار لحل المشكلات بين البلدين عبر «الحوار السياسي بعيداً عن الطرق العسكرية».

اجتماع على مستوى وزراء دفاع سوريا وتركيا وإيران وروسيا في موسكو يوم 25 أبريل 2023 (وزارة الدفاع الروسية - أ.ف.ب)

ولفت المسؤول الإيراني إلى أن الاجتماعات الأولى بين سوريا وتركيا، كانت في طهران، ومن ثم استمرت بشكل رباعي، مشدداً على «محاولة طهران عقد الاجتماعات بشكل أكبر، لنشهد مزيداً من التطور في العلاقات بين البلدين».

ولفتت تصريحات أصغر خاجي التي نقلها التلفزيون الرسمي السوري، إلى أن لقاءه والوفد المرافق مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، تناول آخر التطورات في سوريا والمنطقة، والقضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية مع تحديد «مسارنا في المستقبل».

وقال إنه تحدث مع المقداد ونائبه بشكل مفصل حول القضايا الثنائية والإقليمية، و«كان لدينا تقييم مشترك حولها، كما حددنا أهدافنا بشأن تعزيز العلاقات أكثر وأكثر بين بلدينا».

المسؤول الإيراني كشف أيضاً أن اللقاء، اليوم (الاثنين)، تطرق إلى المواضيع الاقتصادية، وعودة اللاجئين إلى سوريا، ومكافحة الإرهاب، مضيفاً: «وكانت لدينا تقييمات جيدة بهذا الخصوص، للاستمرار في مسار التعاون بهذه المجالات»، لافتاً إلى أن الحكومة الإيرانية الجديدة «لديها الإرادة والعزيمة الجادة في تعزيز العلاقات بين البلدين في كل المجالات».

زيارة المسؤول الإيراني والوفد المرافق له جاءت دون إعلان مسبق، بعد يوم من تأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تصميمه على مواصلة دعمه الثابت لسوريا في سعيها «للدفاع عن سيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها وضمان أمنها القومي واستقرارها»، وذلك رداً على برقية الرئيس السوري بشار الأسد، بمناسبة مرور 80 عاماً على العلاقات الروسية - السورية.

لقاء بشار الأسد ورجب طيب إردوغان في دمشق خلال مايو 2008 (أ.ب)

ورأت مصادر متابعة في دمشق أن تأكيد الرئيس بوتين جاء بعد أن «بردت» التصريحات المتبادلة بين الجانبين التركي والسوري بخصوص ملف التقارب بين البلدين، التي أوحت بأن جلوس دمشق وأنقرة إلى طاولة المفاوضات بوساطة من بغداد ودفع من موسكو ودول عربية، بات «وشيكاً». وهو الأمر الذي دفع إيران إلى التلويح لدمشق بورقة الديون المستحقة عليها، كي لا يأتي التقارب مع تركيا بدفع من روسيا، على حساب مصالحها في سوريا، رغم تشجيعها الوساطة العراقية في هذا المسار. بينما لم تتقبل موسكو أن تكون بغداد مكاناً لجمع الجانبين التركي والروسي.

خريطة المواقع العسكرية الإيرانية في سوريا منتصف 2023 - 2024 (مركز «جسور»)

وتابعت المصادر أن تلك التطورات حركت واشنطن التي تجاهلت الحركة الدبلوماسية المتسارعة على مسار تطبيع العلاقات السورية - التركية، إلى تجاهلها والإشارة بشكل غير مباشر، بعدم السماح لأي تقارب من شأنه تعزيز نفوذ إيران في سوريا التي ستعمل على إخراج القوات الأميركية من سوريا، بحسب ما قالته مصادر متابعة لـ«الشرق الأوسط»، لافتة إلى أن الفترة التي نشطت فيها التصريحات التركية والردود السورية على أعلى مستوى، أوحت بأن ملفات المنطقة ذاهبة باتجاه إيجاد مخارج للحلول.

لكن الواقع على الأرض كان عكس ذلك، إذ دفعت الأطراف الموجودة على الأرض (إيران وقوات التحالف والقوات التركية)، بمزيد من التعزيزات العسكرية، خلال الأيام الماضية. ورأت المصادر في ذلك «إعادة تمترس كل طرف في موقعه وتعزيزه بزيادة النفوذ العسكري على الأرض، بعد وصول الجولة الأخيرة من العملية الدبلوماسية على مسار التقارب السوري - التركي، إلى طريق شبه مغلقة».

وكانت مواقع إعلامية قد نقلت، الأحد، عن مسؤولين أميركيين القول إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن «غير مبالية» بالتقارب بين أنقرة ودمشق. كما عدّ السفير الأميركي السابق في سوريا، روبرت فورد، أنه «من المستحيل فصل وساطة العراق بين أنقرة ودمشق، عن هدف طهران المتمثل في إخراج القوات الأميركية من سوريا».

ولا تزال إيران صاحبة النفوذ العسكري الأقوى في سوريا بين القوى الأجنبية الموجودة على الأراضي السورية، بحسب خريطة الانتشار العسكري الأجنبي في سوريا لعام 2023 - 2024 التي حدثها «مركز جسور للدراسات»، وبحسب الخريطة، هناك 801 موقع عسكري للقوى الأجنبية، منها 529 موقعاً لإيران، التي تمتلك 52 قاعدة عسكرية على الأراضي السورية.