نتنياهو يستعد لإلقاء كلمته أمام الكونغرس... ويسعى للقاء بايدن وترمب

يريد الفوز بـ«هدايا» من المرشحين للرئاسة الأميركية

محتجون ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي يتظاهرون في القدس ليلة الخميس (رويترز)
محتجون ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي يتظاهرون في القدس ليلة الخميس (رويترز)
TT

نتنياهو يستعد لإلقاء كلمته أمام الكونغرس... ويسعى للقاء بايدن وترمب

محتجون ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي يتظاهرون في القدس ليلة الخميس (رويترز)
محتجون ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي يتظاهرون في القدس ليلة الخميس (رويترز)

يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى ترتيب اجتماعين مع المرشحَين للرئاسة الأميركية؛ الرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن والرئيس السابق المرشح الجمهوري الحالي دونالد ترمب، خلال زيارته المقررة إلى واشنطن، ابتداءً من يوم الأحد، التي ستشهد إلقاء خطاب أمام الكونغرس. وعلى الرغم من إصابة بايدن بـ«كورونا» وإصرار ترمب على البقاء هذا الأسبوع في نيويورك وعدم التوجه إلى واشنطن، ينوي نتنياهو، بحسب أوساطه، فعل كل ما هو ممكن لإخراج اللقاءين إلى النور.

وأفاد مكتب نتنياهو بأنه إذا بقي بايدن مصاباً بالفيروس حتى يوم الاثنين، يمكن تأجيل موعد لقائه لعدة أيام حتى يشفى. وإذا لم يحضر ترمب إلى واشنطن، سيسافر نتنياهو إليه في نيويورك خصيصاً.

الرئيس جو بايدن خلال زيارة لإسرائيل في 18 أكتوبر الماضي (رويترز)

ويحتاج نتنياهو إلى هذين اللقاءين في معركته الشخصية الطاحنة داخل إسرائيل. ففي العادة، تكون الشهور الثلاثة الأخيرة من المعركة الانتخابية بالغة الحساسية لكل مرشح في الرئاسة الأميركية، ويكون المرشحون أكثر سخاء في تقديم الهدايا وتكون مواقفهم السلبية شحيحة ونادرة. ولذلك يتوقع نتنياهو أن يكون كلا المرشحين كريمين معه. وقد أعد قائمة طلبات لكل منهما.

ويتطلع نتنياهو إلى الصورة التي سيتم التقاطها له مع كل منهما. بيد أن الأهم من هذه الصورة هو الخطاب «التاريخي» الذي سيلقيه يوم الأربعاء المقبل أمام مجلسي الشيوخ والنواب في الكونغرس الأميركي. فهذه هي المرة الرابعة التي يتاح فيها لنتنياهو أن يخطب أمام المجلسين، ليكون أول مسؤول أجنبي في التاريخ يحظى بهذا المجد الأميركي. وهو ليس خطيباً عادياً، بشكل خاص باللغة الإنجليزية وباللكنة الأميركية. في المرات الثلاث السابقة، تمكن من استثارة حماسة النواب وحظي بعواصف التصفيق. إذ نهضوا من مقاعدهم ووقفوا على أرجلهم مرة تلو أخرى وغمروه بالمحبة والتقدير. وهو من جهته، يحسب أن هذه الوقفات ستجلب له عشرات الآلاف من الأصوات في الانتخابات المقبلة.

الرئيس السابق دونالد ترمب مع عائلته خلال مؤتمر الحزب الجمهوري في ويسكونسن يوم الخميس (إ.ب.أ)

ومع ذلك، فإن نتنياهو يعرف أن الأميركيين يحترمون ضيفهم بقدر ما هو قوي في بلاده. وهم يقرأون جيداً الصحافة الإسرائيلية ويطالعون نتائج استطلاعات الرأي ويعرفون أن غالبية ساحقة من الجمهور تريد التخلص من حكمه وتفتش عن بديل. ويمتعضون من طريقته في إدارة الحرب على غزة، ويرون أنه يورّط إسرائيل فيها ويغرق في وحلها. ويشعرون بأنه يخدعهم في المفاوضات لوقف الحرب وتبادل الأسرى، ويماطل بشكل متعمد حتى يمدد عمر حكومته. ويراقبون من كثب كيف يعرقل المفاوضات كلما حصل تقدم فيها. والرئيس بايدن كان قد دعا نتنياهو علناً لأن يوافق على «مشروع نتنياهو» لاتفاق وقف النار، مما اعتُبر تهكماً لاذعاً. وحتى الرئيس السابق ترمب قال إنه يجب إنهاء هذه الحرب منذ زمن، وعاد جي دي فانس، مرشح ترمب لمنصب نائب الرئيس، لتكرار هذه الكلمات. وهذا يعني أن الأميركيين من الحزبين يريدون إنهاء الحرب.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارة تفقدية لقواته في رفح الخميس (مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي - أ.ف.ب)

ولذلك حرص نتنياهو على تركيبة مميزة للوفد الذي سيكون مقلصاً إلى النصف. ومع ذلك فإنه أخذ من ضمن حاشيته عدداً من عائلات الأسرى وقتلى الحرب الذين يؤيدونه. وكان من المفروض أن تحط طائرة نتنياهو في رحلتها إلى أميركا في محطة استراحة بأوروبا، لكنّ دولاً أوروبية نبهته إلى أن هناك خطراً أن يفاجئها قرار قضائي باعتقاله بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة، لذلك قرر السفر في رحلة مباشرة من تل أبيب إلى واشنطن. ولكي تكون رحلة كهذه آمنة، يجب إفراغ قسم من حمولتها، فتقرر تقليص الوفد.


مقالات ذات صلة

المحكمة الجنائية الدولية تُحقق مع المجر لعدم اعتقال نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

المحكمة الجنائية الدولية تُحقق مع المجر لعدم اعتقال نتنياهو

طالب قضاة المحكمة الجنائية الدولية المجر بتوضيح لسبب عدم اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال زيارته بودابست، في وقت سابق من هذا الشهر.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو 15 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

«جبان لن يضرب إيران»... المعارضة الإسرائيلية تحشد ضد نتنياهو

حشد قادة المعارضة في إسرائيل ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لدفعه على شن ضربة عسكرية ضخمة على إيران، واتهموه بـ«الجبن والتهرب».

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ) play-circle

نتنياهو: إسرائيل لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي

شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، الخميس، على أن بلاده لن تسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي، في حين يحاول الرئيس الأميركي التفاوض على اتفاق نووي جديد مع طهران.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بودابست 4 أبريل الحالي (رويترز)

الجهاز القضائي الإسرائيلي يدرس فرض العزل على نتنياهو

أفادت مصادر بالجهاز القضائي الإسرائيلي بأن المستشارة القضائية للحكومة تدرس مجدداً إمكانية فرض العزل على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبب تصعيده ضد رئيس الشاباك

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بودابست يوم الخميس (أ.ب)

«الخارجية» الفلسطينية تدين اقتحام نتنياهو شمال قطاع غزة

أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، الأربعاء، «اقتحام نتنياهو» شمال قطاع غزة، واصفة إياه بـ«استهتار بالإجماع الدولي على وقف الإبادة والتهجير والضم».

«الشرق الأوسط»

عضوان بالكونغرس يقومان بأول زيارة لمشرعين أميركيين لسوريا منذ الإطاحة بالأسد

عضوا الكونغرس الأميركي كوري ميلز ومارلين ستوتزمان يلتقيان بقيادات دينية مسيحية في دمشق (رويترز)
عضوا الكونغرس الأميركي كوري ميلز ومارلين ستوتزمان يلتقيان بقيادات دينية مسيحية في دمشق (رويترز)
TT

عضوان بالكونغرس يقومان بأول زيارة لمشرعين أميركيين لسوريا منذ الإطاحة بالأسد

عضوا الكونغرس الأميركي كوري ميلز ومارلين ستوتزمان يلتقيان بقيادات دينية مسيحية في دمشق (رويترز)
عضوا الكونغرس الأميركي كوري ميلز ومارلين ستوتزمان يلتقيان بقيادات دينية مسيحية في دمشق (رويترز)

وصل عضوان بالكونغرس الأميركي إلى دمشق، الجمعة، للاجتماع مع مسؤولين سوريين، في أول زيارة لمشرعين أميركيين منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في هجوم للمعارضة في ديسمبر (كانون الأول).

والعضوان بمجلس النواب هما كوري ميلز عن ولاية فلوريدا، وهو عضو لجنتي الشؤون الخارجية والخدمات المسلحة بالمجلس، ومارلين ستوتزمان، العضو بالمجلس عن ولاية إنديانا. وكلاهما عضو بالحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس دونالد ترمب.

وذكر أحد أعضاء الوفد الأميركي أن ميلز اجتمع مع الرئيس السوري أحمد الشرع، مساء اليوم. وناقش ميلز والشرع مسألتي العقوبات الأميركية وإيران، خلال اجتماع استمر 90 دقيقة.

عضو الكونغرس الأميركي كوري ميلز يسير في أحد شوارع دمشق (رويترز)

وقال المصدر إن من المقرر أن يجتمع ستوتزمان، السبت، مع الشرع الذي لا يزال خاضعاً لعقوبات فرضتها عليه الولايات المتحدة والأمم المتحدة، بسبب علاقاته السابقة بتنظيم «القاعدة».

وحين سُئل ستوتزمان عن لقاء زعيم لا يزال خاضعاً لعقوبات واشنطن، استشهد بأمثلة على تعامل إدارة ترمب مع زعيمي إيران وكوريا الشمالية، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال النائب: «يجب ألا نخاف من التحدث إلى أي أحد»، معبراً عن تطلعه إلى رؤية الطريقة التي ستتعامل سوريا بها مع المقاتلين الأجانب، وما إذا كانت ستعمد إلى حكم سكان البلاد متنوعي الأطياف بأسلوب يتسم بالشمول والاستيعاب.

وتجوّل ميلز وستوتزمان في أنحاء من العاصمة السورية دمرتها الحرب، والتقيا بزعماء دينيين مسيحيين، ويعتزمان لقاء وزراء آخرين في الحكومة السورية.

من لقاء عضو الكونغرس الأميركي كوري ميلز بزعماء دينيين مسيحيين (رويترز)

وقال ستوتزمان لـ«رويترز»: «توجد فرصة هنا، وهذه الفرص لا تأتي إلا مرة واحدة في العمر... لا أريد دفع سوريا إلى أحضان الصين، أو العودة إلى أحضان روسيا وإيران».

وقدمت الولايات المتحدة الشهر الماضي، قائمة شروط يتعين على سوريا الوفاء بها، مقابل تخفيف جزئي للعقوبات، تضمنت إبعاد المقاتلين الأجانب عن الأدوار القيادية، لكن إدارة ترمب، بخلاف هذا، لم تتواصل مع الحُكام الجدد إلا قليلاً.

ونظم «التحالف السوري - الأميركي من أجل السلام والازدهار» زيارة عضوي الكونغرس.

وقال ستوتزمان إن السوريين في دمشق تحدثوا معه عن ضربات إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية في جنوب سوريا، وفي أنحاء العاصمة. وأرسلت إسرائيل أيضاً قوات برية إلى أجزاء من جنوب سوريا، وضغطت على الولايات المتحدة لإبقاء سوريا ضعيفة ومفككة، وبلا حكم مركزي.

وأضاف ستوتزمان: «يحدوني أمل في قيام حكومة قوية بسوريا تدعم الشعب السوري، ويدعمها الشعب السوري، وأن تكون العلاقة بين إسرائيل وسوريا قوية. أعتقد أن هذا ممكن، أعتقد ذلك مخلصاً».