يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى ترتيب اجتماعين مع المرشحَين للرئاسة الأميركية؛ الرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن والرئيس السابق المرشح الجمهوري الحالي دونالد ترمب، خلال زيارته المقررة إلى واشنطن، ابتداءً من يوم الأحد، التي ستشهد إلقاء خطاب أمام الكونغرس. وعلى الرغم من إصابة بايدن بـ«كورونا» وإصرار ترمب على البقاء هذا الأسبوع في نيويورك وعدم التوجه إلى واشنطن، ينوي نتنياهو، بحسب أوساطه، فعل كل ما هو ممكن لإخراج اللقاءين إلى النور.
وأفاد مكتب نتنياهو بأنه إذا بقي بايدن مصاباً بالفيروس حتى يوم الاثنين، يمكن تأجيل موعد لقائه لعدة أيام حتى يشفى. وإذا لم يحضر ترمب إلى واشنطن، سيسافر نتنياهو إليه في نيويورك خصيصاً.
ويحتاج نتنياهو إلى هذين اللقاءين في معركته الشخصية الطاحنة داخل إسرائيل. ففي العادة، تكون الشهور الثلاثة الأخيرة من المعركة الانتخابية بالغة الحساسية لكل مرشح في الرئاسة الأميركية، ويكون المرشحون أكثر سخاء في تقديم الهدايا وتكون مواقفهم السلبية شحيحة ونادرة. ولذلك يتوقع نتنياهو أن يكون كلا المرشحين كريمين معه. وقد أعد قائمة طلبات لكل منهما.
ويتطلع نتنياهو إلى الصورة التي سيتم التقاطها له مع كل منهما. بيد أن الأهم من هذه الصورة هو الخطاب «التاريخي» الذي سيلقيه يوم الأربعاء المقبل أمام مجلسي الشيوخ والنواب في الكونغرس الأميركي. فهذه هي المرة الرابعة التي يتاح فيها لنتنياهو أن يخطب أمام المجلسين، ليكون أول مسؤول أجنبي في التاريخ يحظى بهذا المجد الأميركي. وهو ليس خطيباً عادياً، بشكل خاص باللغة الإنجليزية وباللكنة الأميركية. في المرات الثلاث السابقة، تمكن من استثارة حماسة النواب وحظي بعواصف التصفيق. إذ نهضوا من مقاعدهم ووقفوا على أرجلهم مرة تلو أخرى وغمروه بالمحبة والتقدير. وهو من جهته، يحسب أن هذه الوقفات ستجلب له عشرات الآلاف من الأصوات في الانتخابات المقبلة.
ومع ذلك، فإن نتنياهو يعرف أن الأميركيين يحترمون ضيفهم بقدر ما هو قوي في بلاده. وهم يقرأون جيداً الصحافة الإسرائيلية ويطالعون نتائج استطلاعات الرأي ويعرفون أن غالبية ساحقة من الجمهور تريد التخلص من حكمه وتفتش عن بديل. ويمتعضون من طريقته في إدارة الحرب على غزة، ويرون أنه يورّط إسرائيل فيها ويغرق في وحلها. ويشعرون بأنه يخدعهم في المفاوضات لوقف الحرب وتبادل الأسرى، ويماطل بشكل متعمد حتى يمدد عمر حكومته. ويراقبون من كثب كيف يعرقل المفاوضات كلما حصل تقدم فيها. والرئيس بايدن كان قد دعا نتنياهو علناً لأن يوافق على «مشروع نتنياهو» لاتفاق وقف النار، مما اعتُبر تهكماً لاذعاً. وحتى الرئيس السابق ترمب قال إنه يجب إنهاء هذه الحرب منذ زمن، وعاد جي دي فانس، مرشح ترمب لمنصب نائب الرئيس، لتكرار هذه الكلمات. وهذا يعني أن الأميركيين من الحزبين يريدون إنهاء الحرب.
ولذلك حرص نتنياهو على تركيبة مميزة للوفد الذي سيكون مقلصاً إلى النصف. ومع ذلك فإنه أخذ من ضمن حاشيته عدداً من عائلات الأسرى وقتلى الحرب الذين يؤيدونه. وكان من المفروض أن تحط طائرة نتنياهو في رحلتها إلى أميركا في محطة استراحة بأوروبا، لكنّ دولاً أوروبية نبهته إلى أن هناك خطراً أن يفاجئها قرار قضائي باعتقاله بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة، لذلك قرر السفر في رحلة مباشرة من تل أبيب إلى واشنطن. ولكي تكون رحلة كهذه آمنة، يجب إفراغ قسم من حمولتها، فتقرر تقليص الوفد.