«العدل الدولية»: الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية غير قانوني ويجب أن ينتهي

القاضي نواف سلام يتلو قرار محكمة العدل الدولية (أ.ف.ب)
القاضي نواف سلام يتلو قرار محكمة العدل الدولية (أ.ف.ب)
TT

«العدل الدولية»: الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية غير قانوني ويجب أن ينتهي

القاضي نواف سلام يتلو قرار محكمة العدل الدولية (أ.ف.ب)
القاضي نواف سلام يتلو قرار محكمة العدل الدولية (أ.ف.ب)

رأت محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، الجمعة، أن الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ عقود للأراضي الفلسطينية «غير قانوني»، ويجب أن ينتهي «في أسرع وقت ممكن».

وقال القاضي نواف سلام الذي يرأس محكمة العدل الدولية: «لقد خلصت المحكمة إلى أن الوجود الإسرائيلي المستمر في الأراضي الفلسطينية غير قانوني»، مضيفاً أنه «يجب على إسرائيل إنهاء الاحتلال في أسرع وقت ممكن».

وتابع، في أثناء تلاوة نتائج توصلت إليها لجنة مكونة من 15 قاضياً، «المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، والنظام المرتبط بها، أُنشئت، ويجري الإبقاء عليها بالمخالفة للقانون الدولي».

وقالت المحكمة إن بإمكانها إبداء رأي استشاري غير مُلزم بشأن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، ورفضت دعوات من إسرائيل ومجموعة دول أخرى من أجل عدم الموافقة على إبداء الرأي.

وأفادت بأن سياسات إسرائيل الاستيطانية واستغلالها الموارد الطبيعية في الأراضي الفلسطينية يمثلان انتهاكاً للقانون الدولي، وفقاً لوكالة «رويترز». وأضافت أن «ممارسات إسرائيل وسياساتها تنتهك حق الفلسطينيين في تقرير المصير».

يشار إلى أن القرار استشاري، أي أنه ليس ملزماً، لكنه سيعزز الضغوط السياسية الدولية على تل أبيب. وشهدت القضية اهتماماً كبيراً، بحيث أرسلت 52 دولة دفوعاً للمحكمة.

وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في المحكمة (أ.ف.ب)

ورحبت الرئاسة الفلسطينية بما وصفته بأنه «قرار تاريخي» لمحكمة العدل الدولية.

من جانبه، ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بموقف محكمة العدل الدولية، وعدَّه «قراراً كاذباً».

وأورد نتنياهو، في بيان: «الشعب اليهودي ليس بمحتل في أرضه، لا في عاصمتنا الأبدية القدس، ولا في إرث أجدادنا يهودا والسامرة»، مستعملاً التسمية الإسرائيلية للضفة الغربية المحتلة.

وأضاف: «لن يحرّف أي قرار كاذب في لاهاي هذه الحقيقة التاريخية، وكذلك لا يمكن الجدال في قانونية المستوطنات الإسرائيلية في كل أنحاء وطننا».

وذكرت الخارجية الإسرائيلية، في بيان، أن حكم محكمة العدل الدولية غير الملزم هو «خلط للقانون بالسياسة»، ويتغافل عن حقيقة الوضع في الشرق الأوسط.

وطلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية في عام 2022 تحديد العواقب القانونية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وذلك قبل وقت طويل من نشوب الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

واحتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية خلال حرب 1967، وانسحبت إسرائيل من قطاع غزة في عام 2005، لكنها تفرض حصاراً على القطاع، عبر السيطرة على حدوده البرية والبحرية، وعلى المجال الجوي.

وفي الوقت نفسه، زادت أعداد المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية إلى نحو نصف مليون مستوطن. ويصل الرقم إلى 700 ألف مستوطن، حال إضافة القدس الشرقية.


مقالات ذات صلة

وزير الخارجية الإسرائيلي يهاجم بوريل لتنظيمه «لقاء مدريد»

شؤون إقليمية مسؤول السياسة الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل ورئيس حكومة السلطة الفلسطينية محمد مصطفى في «لقاء مدريد» (إ.ب.أ)

وزير الخارجية الإسرائيلي يهاجم بوريل لتنظيمه «لقاء مدريد»

هاجم وزير خارجيتها، يسرائيل كاتس، الممثلَ السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية، جوزيف بوريل، وعَدّه عنصرياً ومعادياً للسامية ولليهود.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت (أ.ب)

نتنياهو يبحث عن كبش فداء إسرائيلي لتفادي المحاكمة في لاهاي

السعي في إسرائيل لإيجاد كبش فداء يحمل ملف التهمة عن نتنياهو وغالانت، والتحقيق سيقتصر على عدد قليل من الأشخاص، ولوقت قصير، ومن دون توجيه اتهامات حقيقية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي أشخاص أمام قصر السلام قبل صدور حكم محكمة العدل الدولية بشأن طلب من جنوب أفريقيا باتخاذ تدابير طارئة لغزة في لاهاي بهولندا (إ.ب.أ)

تقرير: إسرائيل تطلب من الكونغرس الضغط على جنوب أفريقيا لإسقاط قضية الإبادة الجماعية

كشف موقع «أكسيوس» الأميركي أن إسرائيل تمارس ضغوطاً على أعضاء الكونغرس للضغط على جنوب أفريقيا لإسقاط إجراءاتها القانونية أمام محكمة العدل الدولية.

«الشرق الأوسط» ( واشنطن)
شؤون إقليمية وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس (رويترز)

كاتس يهدد بـ«تفكيك وحل» السلطة الفلسطينية إذا دفعت بقرار أممي ضد إسرائيل

هدَّد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بـ«تفكيك وحل» السلطة الفلسطينية إذا تقدمت بإجراءات عدوانية ضد إسرائيل في الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي فلسطينيون في الضفة الغربية يشيعون أمس جثمان شاب قتلته القوات الإسرائيلية (أ.ب)

تصاعد العنف الاستيطاني في الضفة الغربية

يتعرض الفلسطينيون في الضفة الغربية إلى موجة من العنف والتهديدات المتزايدة من الإسرائيليين الذين يسعون لانتزاع أراضيهم تحت حماية الجيش.


إسرائيل تنفذ اغتيالين في قلب بيروت

إسرائيل تنفذ اغتيالين في قلب بيروت
TT

إسرائيل تنفذ اغتيالين في قلب بيروت

إسرائيل تنفذ اغتيالين في قلب بيروت

نفّذت إسرائيل، أمس، اغتيالين في قلب بيروت الأول استهدف مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف خلال غارة على محلة رأس النبع، والثاني، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إنه طال «رئيس قسم العمليات للجبهة الجنوبية في (حزب الله)» خلال غارة في شارع مار الياس.

في الأثناء، واصلت القوى السياسية اللبنانية بث جرعات من التفاؤل حول تقدم مفاوضات تقودها أميركا لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان، بعد مسودة اتفاق عرضتها واشنطن على المفاوضين اللبنانيين، وتنتظر إجابات حولها، تمهيداً للانتقال إلى المرحلة الثانية مع الجانب الإسرائيلي.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن الموفد الأميركي آموس هوكستين طلب موعداً للقاء رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري غداً (الثلاثاء). وقال مصدر قريب من بري إن الأجواء إيجابية، وإنه سيجتمع مع هوكستين لمناقشة بعض النقاط المحددة التي سيتبين من بعدها مسار الأمر، مضيفاً أن الرد اللبناني «لن يكون سلبياً، وإن كان سيتضمن مجموعة من الملاحظات».

وبموازاة استمرار غاراته وعملياته البرية في لبنان والاغتيالات لقادة «حزب الله»، باشر الجيش الإسرائيلي تخفيف المظاهر العسكرية في أعالي الجليل بهدف التمهيد لإعادة السكان النازحين إلى الشمال. وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة إن الجيش أنهى المهمة التي حددتها القيادة السياسية في جنوب لبنان، ويسعى إلى «الحفاظ على إنجازاته»، ويطلب من القيادة السياسية الموافقة على الاتفاق الذي تسعى الولايات المتحدة وفرنسا إلى التوصل إليه مع الحكومة في بيروت.