«الاستقطاب السياسي» يسود مجلس محافظة نينوى… وتخوّف من تصعيد

سعي إلى إقالة المحافظ... وبغداد تتدخل للجم التدهور

محافظ نينوى عبد القادر الدخيل (موقع ديوان المحافظة في «فيسبوك»)
محافظ نينوى عبد القادر الدخيل (موقع ديوان المحافظة في «فيسبوك»)
TT

«الاستقطاب السياسي» يسود مجلس محافظة نينوى… وتخوّف من تصعيد

محافظ نينوى عبد القادر الدخيل (موقع ديوان المحافظة في «فيسبوك»)
محافظ نينوى عبد القادر الدخيل (موقع ديوان المحافظة في «فيسبوك»)

يسيطر الغموض على الأوضاع السياسية في محافظة نينوى (400 كيلومتر شمال بغداد)، بالنظر لحالة الاستقطاب القائمة بين كتل وأحزاب مجلسها الذي أفرزته انتخابات المجالس المحلية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتعتزم الكتلة التي تحظى بأغلبية النصف زائد واحد بمجلسها (16 عضواً) استجواب المحافظ عبد القادر الدخيل على خلفية عدم التزامه بقرارها القاضي بإقالة 21 من أصل 30 مسؤولاً وقائمقام ومدير وحدة إدارية في المحافظة.

وتؤكد مصادر مطلعة أن نائب رئيس مجلس محافظة نينوى محمد الجبوري جمع تواقيع أعضاء تحالف «نينوى المستقبل» البالغ عددهم 16 عضواً لاستجواب المحافظ الذي رفض تنفيذ قرار الإقالة الذي أصدره المجلس قبل نحو أسبوعين.

أعضاء في مجلس نينوى خلال تصويتهم على قرار إقالة مسؤولين إداريين في المحافظة (إكس)

وتقول المصادر إن الجلسة كان مقرراً لها الانعقاد مساء الأربعاء، «لكن جهات سياسية في بغداد اعترضت على ما قام به الجبوري، وحذرت من مغبة المضي في قرار من هذا النوع، ما اضطر أمانة سر المجلس إلى تبليغ الأعضاء بتأجيل الجلسة».

وسبق أن قامت «الهيئة العليا للتنسيق بين المحافظات» التابعة لرئاسة الوزراء العراقية، في 7 يوليو (تموز) الجاري، بإيقاف إجراءات جلسة مجلس محافظة نينوى التي قرر فيها المجلس تغيير رؤساء الوحدات الإدارية.

لكن مجلس المحافظة ردّ في حينها على الهيئة العليا، وتمسك بحقه في استبدال وإقالة المسؤولين المحليين بالاستناد إلى نصّ المادة 115 الدستورية المتعلقة بصلاحيات مجالس المحافظات، والذي يقول إن «كل ما لم ينصّ عليه في الاختصاصات الحصرية للسلطات الاتحادية، يكون من صلاحية الأقاليم والمحافظات غير المنتظمة في إقليم، والصلاحيات الأخرى المشتركة بين الحكومة الاتحادية والأقاليم، تكون الأولوية فيها لقانون الأقاليم والمحافظات غير المنتظمة في إقليم، في حالة الخلاف بينهم».

نجم الجبوري محافظ نينوى السابق على يسار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال افتتاح مشروع عمراني في الموصل يونيو الماضي (رئاسة الوزراء العراقية)

لكن الحكومة الاتحادية في بغداد ما زالت مصرة على عدم السماح لتحالف «نينوى المستقبل» بالتصرف تبعاً لأغلبيته العددية وهي أغلبية «مطعون» في قوتها، ذلك أن «تحالف نينوى الموحدة» الذي يقوده نجل محافظ نينوى السابق نجم الجبوري حصل على أعلى نسبة من المقاعد في المجلس، وبرصيد 5 أعضاء... ويصل العدد إلى 13 عضواً بعد التحالف مع كتلة «الحزب الديمقراطي الكردستاني» وكتل أخرى.

لكن تحالف «نينوى المستقبل» الذي تقوده قوى «الحشد الشعبي» ممثلة برئيس الحشد فالح الفياض، ورئيس تحالف «بابليون» ريان الكلدان، سعى إلى الالتفاف على نتائج الانتخابات، وتمكن من جمع 16 مقعداً في المجلس من إجمالي 29 مقعداً، وبذلك ضمن أغلبية النصف زائداً واحداً المطلوبة لإصدار قرارات الإقالة والتعيين... ويعتقد خصومهم في المجلس أن قرارات الإقالة «لم تلتزم المعايير القانونية والدستورية، وخضعت لعوامل عديدة، من ضمنها السعي لاستبعاد معظم الشخصيات المقربة والمرتبطة بتحالف نينوى الموحد، والحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني».

وتقول مصادر مقربة من الحكومة العراقية إنها «تسعى إلى تهدئة الأمور في ثالث أكبر محافظة في البلاد، وسبق أن تعرضت لاحتلال (داعش) عام 2014، ولا تريد أن تعيش المحافظة حالة استقطاب جديدة بين كتلها السياسية قد تؤدي إلى زعزعة استقرارها».

وسبق أن قال محافظ نينوى إن رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني «تواصل معي شخصياً بعد تغيير المناصب الإدارية ووجه بالتريث في الإجراءات».

من مجلس محافظة نينوى (إكس)

وفيما يرفض الأكراد رفضاً قاطعاً قرار الإقالة لرؤساء الوحدات الإدارية، ترى كتلة مصادر تحالف «نينوى المستقبل» أن من حقها استبدالهم، «خاصة أنهم يشغلون مناصبهم منذ نحو عقدين من الزمن، ومعظمهم مقرب أو مرتبط بعجلة الحزب الديمقراطي الكردستاني».

ومع ذلك، يتفق معظم المراقبين لأوضاع محافظة نينوى على أن «قوى الإطار التنسيقي في بغداد بيدها الحل والعقد لمشكلة نينوى» علماً بأن هذه القوى لم يكن لها نفوذ يذكر قبل صعود «داعش» في معظم مدن المحافظة قبل يونيو 2014.

وكان محافظ نينوى عبد القادر الدخيل قد دعا، الاثنين الماضي، نواب ووزراء نينوى وأعضاء مجلس المحافظة «للجلوس على طاولة حوار لدرء هذه المشكلات من أجل المضي بالإعمار والخدمات». لكن دعوته لم تجد الاستجابة المطلوبة، وليس من الواضح بشكل مؤكد مآل الأمور إذا ظلت الأطراف المتنافسة متمسكة بمواقفها.


مقالات ذات صلة

تركيا: الأعمال مستمرة لإنشاء مركز عمليات مشتركة ضد «الكردستاني»

المشرق العربي جنود أتراك مشاركون في العمليات العسكرية بشمال العراق (وزارة الدفاع التركية)

تركيا: الأعمال مستمرة لإنشاء مركز عمليات مشتركة ضد «الكردستاني»

قال مسؤولون بوزارة الدفاع التركية، الأسبوع الماضي، إن عملية «المخلب- القفل» كانت «غير عادية، وغير متوقعة، وسريعة، واستمرت بنجاح كما هو مخطط لها».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي البرلمان العراقي بلا رئيس منذ أكتوبر الماضي بعد إقالة الحلبوسي (إعلام المجلس)

البرلمان العراقي يستأنف جلساته دون حسم منصب الرئيس

«هناك إرادة داخل أطراف في قوى الإطار التنسيقي الشيعي، بعدم حسم هذا الملف برغم أن الجميع يعترف بأن المنصب من حصة السنة، ولا يمكن التنازل عنه لأي سبب كان»

حمزة مصطفى (بغداد)
الخليج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء العراقي محمد السوداني (الخارجية السعودية)

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء العراقي يناقشان سبل تعزيز العلاقات

استعرض ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني سبل تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.

«الشرق الأوسط» (جدة)
المشرق العربي جندي من قوات التحالف الدولي خلال دورية قرب قاعدة «عين الأسد» الجوية في العراق (أرشيفية - سانتاكوم)

بغداد: مخاوف أميركية من عودة «داعش»... وفصيل مؤيد لإيران يبرر استهداف «عين الأسد»

«استهداف قاعدة (عين الأسد) بطائرتين مسيرتين قد يكون بمثابة رد فعل على ممارسات الولايات المتحدة وتدخلها السافر في الشأن العراقي».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني خلال استقباله شيوخ عشائر من الأنبار في مناسبة سابقة (مكتب رئاسة الوزراء)

دعوات عراقية لعقد المؤتمر الأول لـ«الإقليم السني» في سبتمبر المقبل

شهدت الأسابيع الماضية تصاعداً غير مسبوق في المطالبة بإقامة إقليم سني في العراق، وصل حتى تحديد شهر سبتمبر (أيلول) المقبل موعداً لمناقشتها.

فاضل النشمي (بغداد)

البيت الأبيض: بايدن يتوقع أن يجتمع مع نتنياهو الأسبوع المقبل

جون كيربي يتحدث خلال مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض في واشنطن (أ.ف.ب)
جون كيربي يتحدث خلال مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض في واشنطن (أ.ف.ب)
TT

البيت الأبيض: بايدن يتوقع أن يجتمع مع نتنياهو الأسبوع المقبل

جون كيربي يتحدث خلال مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض في واشنطن (أ.ف.ب)
جون كيربي يتحدث خلال مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض في واشنطن (أ.ف.ب)

قال البيت الأبيض، اليوم الخميس، إن الرئيس الأميركي جو بايدن يتوقع أنه سيتمكن من الاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأسبوع المقبل، بناء على تعافيه من الإصابة بـ«كوفيد-19».

وسيلقي نتنياهو خطاباً أمام الكونغرس الأميركي، الأسبوع المقبل.

وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، لصحافيين: «إننا نتوقع أن يحظى الزعيمان بفرصة رؤية أحدهما الآخر، حينما يكون رئيس الوزراء نتنياهو في البلاد».

وعن السودان قال كيربي إن الولايات المتحدة لا تزال تشعر بقلق عميق إزاء الصراع المستعر في السودان، وتُدين، بشكل لا لَبس فيه، الضالعين فيه. وأضاف أن أكثر من 25 مليون شخص يواجهون مستويات غير مقبولة من انعدام الأمن الغذائي، كما تواجه البلاد كلها تقريباً أعمال عنف. ومضى قائلاً إن الولايات المتحدة تدعو المقاتلين إلى وقف الهجمات على المدنيين الأبرياء، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية.