أطلق أمين عام «حزب الله» اللبناني وعداً جديداً بإعادة إعمار القرى والبلدات التي تعرضت للتدمير جراء الحرب الحدودية المستمرة منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مع إسرائيل، في استعادة لوعد سابق أطلقه إبان حرب العام 2006 التي انتهت بدمار هائل في الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية والتي أعيد إعمارها بمساعدات قدمتها عدة دول عربية في طليعتها المملكة العربية السعودية التي قدمت نحو نصف مليار دولار.
ويتعرض «حزب الله» إلى ضغوط داخلية شديدة جراء انخراطه في المعركة «نصرة لغزة»، خصوصاً في ضوء الدمار غير المسبوق الذي تعرضت له القرى الحدودية. وسار نصرالله في خطاب ألقاه في ختام مسيرة العاشر من محرم في ضاحية بيروت الجنوبية على ما سار عليه قياديو الحزب أخيراً بتوجيه انتقادات للمعارضة اللبنانية. وتوجّه إلى «بعض الداخل اللبناني» قائلاً: «لأولئك الذين يُخوّفوننا بالحرب، الإسرائيلي والأميركي والغربي وبعض الداخل اللبناني، نقول لهم نحن قوم لا نخاف الحرب ولا نخشاها، لأنّ أقصى ما يمكن أن تأتي به الحرب هو الموت، هو الشهادة»...
ونفى أمين عام «حزب الله» في خطاب متلفز وجود اتفاق جاهز للوضع في جنوب لبنان ومؤكداً أن مستقبل الوضع على الحدود سيتقرر على ضوء نتائج هذه المعركة. وقال: «لأول مرة في تاريخه يعيش الكيان الصهيوني أسوأ حالاته وأيامه كما يعترف قادته. لأول مرة يتحدثون عن الانهيار والزوال، لأول مرة تبدو إسرائيل عاجزة بعد 10 أشهر من القتال عن تحقيق أهدافها وتغطي فشلها بارتكاب المجازر البشعة بحق الأطفال والنساء». وأضاف «نحن في لبنان منذ 8 أكتوبر دخلنا مرحلة مختلفة ونخوض معركة مختلفة، أعلنا فتح جبهة إسناد لبنانية نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم ونحن نعتقد أن ما قامت به المقاومة في غزة هو حق كامل لها وللأسف هناك ما زال من يسيء إلى المقاومة».
وجدد نصرالله موقف الحزب لجهة ربط جبهة الجنوب بجبهة غزة قائلاً: «جبهتنا لن تتوقف ما دام العدوان مستمراً على غزة والتهديد بالحرب لن يخيفنا وتمادي العدو في استهداف المدنيين في لبنان سيدفع المقاومة إلى إطلاق الصواريخ واستهداف مستعمرات جديدة لم يتم استهدافها في السابق».
ونفى نصرالله الحديث عن اتفاق جاهز في جنوب لبنان مشيراً إلى أن الدولة اللبنانية هي الجهة المسؤولة عن التفاوض وقال «في حال توقف العدوان، الجهة التي تفاوض باسم لبنان هي الدولة اللبنانية، وكل ما يشاع عن اتفاق جاهز للوضع عند الحدود الجنوبية غير صحيح، مستقبل الوضع في الجنوب سيتقرر على ضوء نتائج هذه المعركة».
وجدد وعوده لأهالي الجنوب بالمساعدة وإعادة إعمار المناطق الحدودية، قائلاً: «في جبهتنا اللبنانية أيا يكن الدعم الذي ستقدمه الدولة اللبنانية لأهلنا في القرى والجنوب، سنعمل وإياكم وبكل وضوح لإعادة إعمار بيوتنا ومنازلنا وسنشيد قرانا الأمامية كما كانت وأجمل مما كانت».