القيادات الإسرائيلية تؤكد أن الضيف كان في موقع القصف

نتنياهو اجتمع مع عدد منهم في انتظار نبأ نجاح عملية الاغتيال

فلسطينيون يتجمعون قرب أنقاض منازل مهدمة في أعقاب غارة إسرائيلية على مخيم بمنطقة المواصي (رويترز)
فلسطينيون يتجمعون قرب أنقاض منازل مهدمة في أعقاب غارة إسرائيلية على مخيم بمنطقة المواصي (رويترز)
TT

القيادات الإسرائيلية تؤكد أن الضيف كان في موقع القصف

فلسطينيون يتجمعون قرب أنقاض منازل مهدمة في أعقاب غارة إسرائيلية على مخيم بمنطقة المواصي (رويترز)
فلسطينيون يتجمعون قرب أنقاض منازل مهدمة في أعقاب غارة إسرائيلية على مخيم بمنطقة المواصي (رويترز)

كشفت تسريبات إعلامية عبرية أن القيادات العسكرية والأمنية وأهم القيادات السياسية في إسرائيل اجتمعت، فجر السبت، في انتظار نتائج عملية اغتيال قائد الذراع العسكرية لحركة «حماس»، محمد الضيف، وبانتهاء العملية غادرت وهي مبتهجة، لكنها استفاقت على أنباء خائبة تشير إلى أنه ربما يكون قد نجا، هذه المرة أيضاً، وأن مصيره لا يزال غامضاً.

ووفق ما نشرته وسائل إعلام عبرية، فإن الإسراع في نشر أنباء تؤكد أن إسرائيل نجحت في تصفية الضيف، جاء في إطار البحث بلهف عن نبأ سار يغير نفسية الإحباط من نتائج الحرب التي دخلت شهرها العاشر دون التمكن من هزيمة تنظيم مسلَّح صغير مثل حركة «حماس».

ووفق إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن الجيش لا يزال يفحص نتائج استهداف الضيف، قائلاً: «بالنسبة لرافع سلامة، قائد لواء منطقة خان يونس، فإن الاحتمال الأعلى هو أنه جرى القضاء عليه بالفعل؛ لأن المجمع المستهدف في خان يونس كان تابعاً له بصفته قائد قوات حماس في المنطقة، والمعلومات الواردة من الفلسطينيين تؤكد مقتله».

كما قال مسؤولون في الجيش إنه بناء على «معلومات استخبارية قوية ودقيقة جداً جرى التحقق منها ومطابقتها مع معلومات مختلفة، يُعتقد أن الضيف كان موجوداً في الموقع المستهدَف، لكنه قد يكون نجا إذا غادر، قبل لحظات، من تنفيذ الغارات».

بنيامين نتنياهو وبتسلئيل سموتريتش (يمين) وإيتمار بن غفير (يسار) (وسائل إعلام إسرائيلية)

معلومات استخبارية

وتبيِّن المعلومات الاستخبارية، التي تجمعت بعد تحقيقات ماراثونية جرى إجراؤها مع مئات من مقاتلي «حماس» وغيرها من الفصائل الفلسطينية، طيلة تسعة شهور، أن المخابرات الإسرائيلية اهتمت بأن تعرف كيف يتحرك محمد الضيف ويتنقل من مكان لآخر، وهل يلتقي يحيى السنوار، وأين وكيف، وهل يخرج فوق الأرض، ومن ينقل رسائله، ومن يلتقيه ومن لا يلتقيه، فتكونت لديها صورة قريبة جداً تمكِّن من الوصول إليه.

وفي عشرات المرات، التي قام فيها الجيش الإسرائيلي بقصف مناطق مدنية مأهولة بكميات ضخمة من المتفجرات، فعلت ذلك لأنها حصلت على معلومات تفيد بأن أحد القادة البارزين في «حماس» موجود في المنطقة. وفي بعض الأحيان نجحت في ذلك، وفي أحيان أخرى فشلت، وهو الأمر الذي جعل «حماس» تُجري تحقيقات داخلية حول «اختراق كبير للاحتلال داخل صفوفنا»، واتخاذ إجراءات قاسية ضد من يشتبه في أنهم سرَّبوا معلومات.

لذلك فإن النبأ عن وجود محمد الضيف مع سلامة في المواصي كان على رأس اهتمام الحكومة وأجهزة الأمن الإسرائيلية، فاجتمعت أهم القيادات السياسية والعسكرية لمتابعة عملية الاغتيال؛ لأن إسرائيل تعدّ الضيف «صيداً عملاقاً»، وأنها قررت اغتياله قبل 32 عاماً، وحاولت اغتياله بالفعل سبع مرات في الماضي، وهذه هي المرة الثامنة.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسط جنود (أرشيفية - أ.ب)

مداولات أمنية

وعقد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، مداولات أمنية في مقر وزارة الدفاع بتل أبيب، بمشاركة وزير الدفاع يوآف غالانت، ومستشار الأمن القومي، تساحي هنغبي، ورئيس الموساد، دافيد برنياع، ورئيس «الشاباك» رونين بار، ورئيس أركان الجيش هرتسي هليفي، والجنرالات في هيئة الأركان العامة، بمن في ذلك رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية «أمان»، ورئيس شعبة العمليات، وقائد وحدة جمع الاستخبارات الميدانية.

ثم أصدر وزير الدفاع غالانت تعليمات برفع حالة الجهوزية والتأهب العملياتي على كل جبهات القتال، وذلك في أعقاب جلسة لتقييم الوضع الأمني عقدها مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ورئيس «الشاباك»، وغيرهما من القيادات العسكرية والاستخباراتية أعرب غالانت خلالها عن تقديره للعمل الحاسم الذي تقوم بها الأجهزة الأمنية لتصفية كبار مسؤولي «حماس»، وأشاد بعمليات القوات التي تنفذها بشكل مستمر في مختلف أنحاء قطاع غزة. وشدد غالانت على «أهمية مواصلة العمليات الموجهة ضد قادة (حماس)».

فلسطينيون يحملون جثمان أحد القتلى من موقع القصف إسرائيلي بمنطقة المواصي في خان يونس أمس (أ.ب)

عملية مدمرة

وتبيَّن أن عملية الاغتيال خُططت لتكون مدمرة بشكل هائل، على الرغم من أن المكان مأهول بالسكان. وبعد العملية تبيَّن أن عدد القتلى بلغ أكثر من 90، والجرحى أكثر من 300، معظمهم من النساء والأطفال الفلسطينيين. وكشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الهجوم على الموقع المستهدَف في المواصي نفّذته مقاتلات حربية من طراز «إف 6»، بواسطة 8 قنابل ثقيلة، يصل وزن كل منها إلى طن، من نوع «J-DAM»، وهي نوع الذخيرة الأميركية نفسها التي علقت الإدارة الأميركية شحنة منها كانت متجهة لإسرائيل في مايو (أيار) الماضي، وجرى تحريرها، في الأسبوع الماضي، دون إعلان.

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر أمنية قولها إن المعلومات الاستخباراتية، التي تلقتها حول مكان وجود الضيف، «على درجة عالية من الموثوقية». وقالت إن «الجمع بين المعلومات الاستخباراتية ذات المصداقية العالية، إلى جانب عملية جوية قوية بالعديد من الأسلحة الثقيلة، يثير التفاؤل لدى الأجهزة الأمنية ​​بأن عملية الاغتيال كانت ناجحة بالفعل». لكن الواقع على الأرض يشير إلى أنها قد تكون فشلت، هذه المرة، أيضاً في الوصول إلى الضيف.


مقالات ذات صلة

المشرق العربي فلسطينيون يكافحون من أجل الحصول على الغذاء في مركز توزيع بخان يونس (أ.ب)

«الأغذية العالمي»: 80 ألف طن من الغذاء تنتظر الدخول إلى غزة

قال برنامج الأغذية العالمي، اليوم الخميس، إن لديه 80 ألف طن من الغذاء كافية لإطعام أكثر من مليون شخص تنتظر السماح لها بالدخول إلى غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون يقفون أمام سيارة مدمرة وسط أنقاض مبنى منهار بعد قصف إسرائيلي في مدينة غزة أمس (أ.ف.ب)

سنوات ومليارات و«مواجهة» ملايين أطنان الأنقاض... كيف سيعاد بناء غزة؟

تظهر تقديرات الأمم المتحدة أن إعادة إعمار قطاع غزة بعد انتهاء الحرب ستحتاج إلى سنوات ومليارات الدولارات.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي متظاهرة إسرائيلية بين توابيت رمزية للرهائن أمام المحكمة العليا في القدس الخميس (أ.ف.ب) play-circle 00:55

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: إسرائيل كادت تقتل رهينتين في غزة

كشفت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، صباح الخميس، عن أن إسرائيل كادت تقتل اثنين من أسراها لدى حركة «حماس» خلال غارة نفذتها على مدينة غزة خلال اليومين الماضيين.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية أشخاص يتفقدون أنقاض المباني التي تضررت جرَّاء الغارات الإسرائيلية الليلة الماضية في جباليا شمال قطاع غزة اليوم (أ.ف.ب)

نتنياهو: «حماس» تتراجع عن بعض تفاصيل اتفاق غزة

اتهم بنيامين نتنياهو حركة «حماس» بالتراجع عن بعض تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة اليوم، مما أدى إلى تأخير موافقة الحكومة الإسرائيلية عليه.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

استهداف إسرائيلي للسلطة الجديدة في سوريا

 الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لدى استقباله وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في أنقرة (سانا)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لدى استقباله وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في أنقرة (سانا)
TT

استهداف إسرائيلي للسلطة الجديدة في سوريا

 الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لدى استقباله وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في أنقرة (سانا)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لدى استقباله وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في أنقرة (سانا)

قُتل 3 أشخاص جراء قصف للجيش الإسرائيلي في قرية غدير البستان التابعة لمحافظة القنيطرة جنوب غربي سوريا، مستهدفاً قوات الإدارة الجديدة للمرة الأولى، حسبما أفادت مصادر طبية في المنطقة و«المرصد السوري لحقوق الإنسان». وتزامنت الضربة مع «إجراء إدارة العمليات العسكرية حملة أمنية في البلدة بحثاً عن السلاح».

وأعلنت إسرائيل، أمس (الأربعاء)، الاستيلاء على أكثر من 3300 قطعة عسكرية من سوريا، بينها دبابات للجيش وصواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون. ولم يحدد الجيش الإسرائيلي مواقع ولا تواريخ الاستيلاء على هذه القطع العسكرية السورية.

وفي أنقرة، استبق الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مباحثات وفد الإدارة السورية بالإعلان أنها ستُركز على سُبل دعم سوريا وإعادة الإعمار.

وقال أمام البرلمان، صباح أمس: «يجب على إسرائيل أن توقف فوراً الأعمال العدائية على الأراضي السورية؛ وإلا فإن النتائج سيكون لها تأثير سلبي على الجميع». وتابع إردوغان، في كلمة أمام المجموعة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم: «لن نسمح بحدوث أي شكل من أشكال الفوضى في سوريا، ولن نسمح بزرع بذور الفتنة بيننا وبين الشعب السوري»، محذراً إسرائيل من مغبة مواصلة الأعمال العدائية على الأراضي السورية.