إسرائيل تنتقل إلى استهداف الخط الثاني من الحدود بجنوب لبنان

«حزب الله» يكثف إطلاقه للصواريخ المنحنية والمسيّرات

الدخان يتصاعد جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت بلدة الجبين بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت بلدة الجبين بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT
20

إسرائيل تنتقل إلى استهداف الخط الثاني من الحدود بجنوب لبنان

الدخان يتصاعد جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت بلدة الجبين بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت بلدة الجبين بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

انتقل الجيش الإسرائيلي إلى مرحلة أخرى من العمليات العسكرية في جنوب لبنان، تمثلت في تركيز القصف على الخط الثاني من المنطقة الحدودية بعمق يتراوح بين 7 و10 كيلومترات، بعد مرحلة أولى تمثلت في فرض حزام أمني بالنار على الخط الأول وهو البلدات المحاذية للحدود.

وبدا لافتاً تركيز القصف الإسرائيلي على بلدات شقرا وبرعشيت والطيبة وأطراف ديرميماس في القطاع الشرقي، وطيرحرفا ووادي الزرقاء في القطاع الغربي، وهي بلدات لا تقع على الخط الحدودي المباشر مع الحدود في إسرائيل؛ كون تلك القرى الحدودية باتت شبه خالية من السكان، وتعرضت منازلها ومرافقها الحيوية لتدمير كبير.

عناصر من الدفاع المدني يجلون جرحى أصيبوا جراء غارة إسرائيلية على برعشيت الثلاثاء (جمعية الرسالة)
عناصر من الدفاع المدني يجلون جرحى أصيبوا جراء غارة إسرائيلية على برعشيت الثلاثاء (جمعية الرسالة)

وتبعد قرى الخط الثاني بين 7 و10 كيلومترات عن الحدود، وتفصل بينها وبين قرى الخط الأول عوائق طبيعية مثل وادي الحجير الذي يقسم المنطقة الممتدة من القطاع الشرقي إلى الأوسط إلى قسمين. وبينما كانت القرى الواقعة غرب وادي الحجير تتعرض لقصف جوي متقطع وقصف مدفعي نادر، باتت اليوم وجهة الاستهداف المدفعي والجوي، وتحديداً قريتي برعشيت وشقرا الواقعتين على الكتف الغربي لوادي الحجير.

صواريخ اعتراضية إسرائيلية تنفجر في سماء بلدة حولا بجنوب لبنان (إ.ب.أ)
صواريخ اعتراضية إسرائيلية تنفجر في سماء بلدة حولا بجنوب لبنان (إ.ب.أ)

واستهدف القـصف المدفـعي الإسرائيلي من العيار الثقيل، أطراف بلدات حولا، ووادي السلوقي وعيترون، حسبما أفادت وسائل إعلام محلية الخميس، وذلك بعد قصف مماثل الأربعاء، وطال منطقة شقرا.

وبالتوازي، كثفت القوات الإسرائيلية استهدافاتها لقرى الخط الثاني في القطاع الغربي، وخصوصاً الجبين وطيرحرفا اللتين تعرضتا لقصف عنيف، بالتوازي مع قصف مناطق واقعة مباشرة على الحدود مثل علما الشعب ويارين وأطراف الناقورة وحامول.

وأفادت وسائل إعلام محلية بتعرض أطراف بلدتي الناقورة وعلما الشعب ومنطقة البطيشية وخراج بلدة الضهيرة لقصف مدفعي من عيار 155 ملم، وسط تحليق لطائرات استطلاعية ومسيرة في الأجواء. وأدى القصف على منطقتي الناقورة وعلما الشعب إلى اندلاع النيران في الإحراج وبساتين الزيتون حيث عملت فرق الدفاع المدني على إخمادها. كما استهدف الجيش الإسرائيلي أحد المنازل في بلدة راميا الحدودية بصاروخ موجه (أرض - أرض).

ويأتي هذا التحول في القصف، بموازاة تحول في أنواع الأسلحة التي يستخدمها الحزب. فإلى جانب الصواريخ الموجهة التي لا يزال يطلقها منذ بداية الحرب، تزايدت في الأسابيع الأخيرة استخدامات الحزب للطائرات المسيرة والصواريخ المنحنية التي تحتاج إلى مدى أبعد لإطلاقها، واستهدف فيها مواقع عسكرية في العمق الإسرائيلي، خصوصاً في هضبة الجولان السوري المحتل، وصفد في الجليل الأعلى، ومناطق أعمق في الجليل الأسفل.

عناصر بالجيش الإسرائيلي يقفلون طريقاً رئيسية في الجولان بعد سقوط صواريخ لـ«حزب الله» (أ.ب)
عناصر بالجيش الإسرائيلي يقفلون طريقاً رئيسية في الجولان بعد سقوط صواريخ لـ«حزب الله» (أ.ب)

وتبنى الحزب، الأربعاء، هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية أطلقه على «المقر المستحدث لقيادة ‌‏كتيبة المدفعية التابعة للفرقة 146 جنوب كابري»، واستهدف «أماكن القيادة وتموضع أطقم ‏وضباط ‏إدارة النيران ومرابض المدفعية وأصابهم بشكل مباشر وأوقعهم بين قتيل وجريح»، حسبما قال في بيان.

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابة شخص إصابة حرجة في «الكابري» الواقعة شرق نهريا، إثر «تسلّل» مسيّرة من لبنان. وأكد الجيش الإسرائيلي من جهته، أن عدة طائرات مسيرة انطلقت من لبنان سقطت داخل إسرائيل الخميس، بينما قال رئيس إحدى البلديات للقناة «12» الإسرائيلية إن شخصاً أصيب بجروح خطيرة. وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه بخلاف الطائرات المسيرة التي سقطت، فقد جرى اعتراض «عدد من الأهداف الجوية المشبوهة التي تم رصدها من لبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية».

وقال الجيش إنه «بعد التنبيهات التي تم تفعيلها صباحاً في منطقة الجليل الأعلى، نجحت مقاتلات الدفاع الجوي في اعتراض عدد من الأهداف الجوية التي كانت في طريقها إلى إسرائيل من الأراضي اللبنانية». وأضاف في البيان ذاته، أنه «بعد التحذيرات التي تم تفعيلها في منطقة الجليل الغربي، تم رصد عدة طائرات من دون طيار عبرت الأراضي اللبنانية، وسقطت في منطقة الجليل الغربي».

إلى ذلك، أعلن «حزب الله» في بيانين، قصف موقعين إسرائيليين، وقال في البيان الأول، إن مقاتليه «استهدفوا التجهيزات التجسسية المستحدثة في موقع حدب يارين، وحققوا إصابة مباشرة». وذكر في البيان الثاني، أن مقاتليه «قصفوا تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع حانيتا بالأسلحة الصاروخية، وأصبناه إصابة مباشرة». كما تبنى استهداف التجهيزات الفنية ‏المستحدثة في موقع المالكية.


مقالات ذات صلة

سجال بين «حزب الله» و«الوطني الحر»

المشرق العربي رجل يبكي على ضريح نصر الله في بيروت (رويترز)

سجال بين «حزب الله» و«الوطني الحر»

لم تتوقع قيادة «التيار الوطني الحر» الذي يرأسه النائب جبران باسيل أن يتوقف «حزب الله» عند عدم مشاركة باسيل شخصياً بالمناسبة وإيفاد ممثلين له.

بولا أسطيح (بيروت)
تحليل إخباري أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم يتحدث عبر الشاشة في تشييع نصر الله وصفي الدين (رويترز)

تحليل إخباري هل يرضى خصوم «حزب الله» بما يطرحه من استراتيجية دفاعية؟

لم تعد الاستراتيجية الدفاعية صيغة مقبولة لدى خصوم الحزب، وما يسمّى بـ«القوى السيادية» التي تعتبر أن المعطيات تغيرت عن السابق.

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي مناصر لـ«حزب الله» يطلق شعارات خلال تشييع نصر الله وصفي الدين (أ.ب)

قاسم يفتح الباب أمام انخراط «حزب الله» في التسوية بلبنان

يقف «حزب الله» على مشارف الدخول في ولادة سياسية جديدة، بعد أن مضى على تأسيسه أكثر من 4 عقود.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون (د.ب.أ)

الرئيس اللبناني يؤكد العمل على إحياء النشاطات الفرانكوفونية

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم (الاثنين)، العمل على إحياء النشاطات الفرانكوفونية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون يتوسط الوفد الإيراني (الرئاسة اللبنانية)

عون للإيرانيين: تعبنا من حروب الآخرين

أبلغ الرئيس اللبناني، جوزيف عون، وفداً إيرانياً رفيعاً حَطّ في بيروت للمشاركة في تشييع الأمينَين العامَّين الأسبق والسابق لـ«حزب الله»، حسن نصر الله وهاشم صفي.

نذير رضا (بيروت)

الدغيم لـ«الشرق الأوسط»: «الحوار الوطني» سيطلق الإعلان الدستوري... و«الاستعجال» مطلب السوريين

المتحدث باسم اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني حسن الدغيم (سانا)
المتحدث باسم اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني حسن الدغيم (سانا)
TT
20

الدغيم لـ«الشرق الأوسط»: «الحوار الوطني» سيطلق الإعلان الدستوري... و«الاستعجال» مطلب السوريين

المتحدث باسم اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني حسن الدغيم (سانا)
المتحدث باسم اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني حسن الدغيم (سانا)

أكد المتحدث باسم اللجنة التحضيرية للحوار الوطني السوري، حسن الدغيم، أن توصيات المؤتمر الذي انطلق اليوم (الثلاثاء)، سينتج عنها إعلان دستوري، إلا أن «الدستور الدائم سيحتاج إلى جمعية وطنية تأسيسية قد تستغرق سنوات في إعداده».

ورداً على الانتقادات المتعلقة بالسرعة القياسية للتحضير للمؤتمر، قال الدغيم، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن ذلك سيكون صحيحاً لو عددنا أن الحوار السوري بدأ قبل عشرة أيام، وتجاهل أربعة عشر عاماً من الجهود السورية المبذولة في ملفات العدالة الانتقالية والبناء الدستوري والإصلاح المؤسساتي ودور المجتمع المدني.

وأضاف الدغيم، أنه لا يمكن تجاهل تلك الجهود، مشيراً إلى أن الاستعجال تمّ بناء على طلب السوريين خلال الحوارات التي جرت في المحافظات، وكان هناك من يدعو إلى التريث وآخر مستهجن للاستعجال، لكن الغالبية كانت تلح على إطلاق عجلة الدولة والإعلان الدستوري، وتفعيل القانون وتشكيل الحكومة الانتقالية، والمجلس التشريعي، فإطلاق عجلة الدولة مطلب السوريين، ومن شأنه أن يسرع في إزالة العقوبات.

ورشة «دور منظمات المجتمع المدني» ضمن فعاليات مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي انطلق الثلاثاء (سانا)
ورشة «دور منظمات المجتمع المدني» ضمن فعاليات مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي انطلق الثلاثاء (سانا)

وحول توجيه اللجنة التحضيرية الدعوات إلى المشاركين بصفتهم الشخصية أفراداً، لا ممثلين عن مكونات وكيانات وأحزاب، قال الدغيم، إن «هذا الأمر كان مقصوداً بحد ذاته؛ لأن المحاصصة الطائفية والعرقية مرفوضة، فلم نشأ أن نكون مثل الدول التي دخلت في محاصصة طائفية وعرقية لم تنتج سوى المزيد من الدمار والخراب».

وأضاف: تمت دعوة «السوريين بصفتهم سوريين بأشخاصهم حسب خبراتهم وكفاءاتهم، مع مراعاة ألوان الطيف»، مؤكداً أن «التنوع الطائفي والثقافي والإنساني في سوريا ملاحظ ومراعى، لكنه ليس نقطة الارتكاز». كأن يُدعى رجل لأنه خبير بشأن ما، لكن ليس لأنه عربي سني على سبيل المثال، وكذلك تُدعى المرأة، لأنها خبيرة، وليست لأنها تنتمي إلى طائفة معينة.

ممثلون عن المجتمع السوري يحضرون مؤتمر الحوار الوطني الذي دعت إليه السلطات الجديدة في دمشق الثلاثاء (سانا)
ممثلون عن المجتمع السوري يحضرون مؤتمر الحوار الوطني الذي دعت إليه السلطات الجديدة في دمشق الثلاثاء (سانا)

وتابع: «لم تتم دعوة لا جماعات و لا جمعيات ولا كيانات ولا أحزاب ولا مكونات»، وإنما أفراد يمثلون هذا الطيف، لافتا إلى وجود فرق بين «الاعتمادات والمراعاة».

وبدأ مؤتمر الحوار الوطني أعماله، صباح الثلاثاء، في قصر الشعب الجمهور، بمشاركة أكثر من 600 مشارك من جميع أطياف الشعب السوري. وتضمّنت جلسة الافتتاح التعريف بأجندة المؤتمر وكلمات المشاركين، بحضور رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع الذي ألقى كلمة أمام الحضور شدّد فيها على وحدة سوريا و«احتكار» السلاح بيد الدولة. وأكد الشرع كذلك العمل على تشكيل هيئة لتحقيق العدالة الانتقالية في البلاد.

وبدأت لجان المؤتمر عملها حسب المسارات التي حددتها الحوارات التحضيرية في المحافظات، أبرزها مسار العدالة الانتقالية والبناء الدستوري ودور المجتمع المدني والحريات، وسيتم تبادل أوراق العمل لإقرار الخطوة التالية.

من لقاء التعارف في فندق «الداما روز» (مواقع)
من لقاء التعارف في فندق «الداما روز» (مواقع)

هذا، وسبق أن عقد المؤتمر لقاء تعارفياً للمشاركين في فندق «الداما روز» في دمشق، مساء يوم الاثنين، حضره ما يقارب 600 مشارك ومشاركة، مع الإشارة إلى اعتذار العشرات عن عدم الحضور لتعذر حضورهم بسبب ضيق الوقت بين توجيه الدعوات وموعد المؤتمر، سواء من المحافظات السورية أو من خارج البلاد.