إسرائيل تغتال قائد عمليات القطاع الغربي في «حزب الله»

القيادي الثالث منذ بدء الحرب في جنوب لبنان

الفسفور الأبيض الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي لإنشاء حاجز من الدخان يظهر على الحدود الإسرائيلية اللبنانية في شمال إسرائيل (رويترز)
الفسفور الأبيض الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي لإنشاء حاجز من الدخان يظهر على الحدود الإسرائيلية اللبنانية في شمال إسرائيل (رويترز)
TT

إسرائيل تغتال قائد عمليات القطاع الغربي في «حزب الله»

الفسفور الأبيض الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي لإنشاء حاجز من الدخان يظهر على الحدود الإسرائيلية اللبنانية في شمال إسرائيل (رويترز)
الفسفور الأبيض الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي لإنشاء حاجز من الدخان يظهر على الحدود الإسرائيلية اللبنانية في شمال إسرائيل (رويترز)

اغتالت إسرائيل قيادياً في «حزب الله»، هو الثالث من كبار القياديين منذ بدء الحرب في جنوب لبنان، عبر استهداف سيارته في منطقة الحوش شرق مدينة صور، التي تبعد نحو 20 كيلومتراً من الحدود، وقال الإعلام الإسرائيلي إنه قائد العمليات العسكرية للحزب في القطاع الغربي بأكمله.

أتى ذلك في وقت وصف فيه رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني، نجيب ميقاتي، الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان بـ«العدوان الإرهابي»، فيما جدّد وزير الدفاع الإسرائيلي تهديده، مؤكداً أن «تل أبيب مستعدة لاتخاذ أي إجراء ضروري ضد (حزب الله)، مع أن من الأفضل التوصل إلى اتفاق عبر التفاوض».

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة الحوش، وقد نُقلت إصابتان إلى المستشفى، ليعود بعدها «حزب الله» وينعي «المجاهد القائد محمد نعمة ناصر من بلدة حداثا في جنوب لبنان»، و«المجاهد محمد خشاب من بلدة المنصوري في جنوب لبنان».

وقال مصدر مقرب من «حزب الله»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، مفضّلاً عدم الكشف عن هويته، إن القيادي ناصر، الملقّب بـ«أبو نعمة»، هو قائد «أحد المحاور الثلاثة للحزب في جنوب لبنان»، مضيفاً أنه «قُتل بغارة إسرائيلية على سيارته في صور»، فيما أكّد مصدر آخر، أنه هو القيادي الثالث الذي قُتل في جنوب لبنان منذ بدء التصعيد قبل نحو تسعة أشهر.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية، إن ناصر كان مسؤولًا عن وحدة «عزيز»، وهي الوحدة المسؤولة عن القطاع الغربي بأكمله في جنوب لبنان، والمسؤول عن جميع العمليات، وإطلاق النار في الجليل الغربي خلال كل أشهر الحرب.

وبعد وقت قصير من عملية الاغتيال أشارت القناة 12 الإسرائيلية، إلى سقوط 3 صواريخ في مناطق مفتوحة بكريات شمونة دون تسجيل إصابات.

وأعلن «حزب الله» بعد الظهر، عن تنفيذه عدة عمليات، استهدفت موقعَي ‏‏السماقة والرمثا في تلال كفرشوبا، إضافةً إلى ‏تجمّع لجنود إسرائيليين في مثلث الطيحات بالأسلحة.

وناصر هو القيادي الثالث الذي ينعاه الحزب بصفة «القائد»، وسبقه القيادي العسكري في حزب الله وسام الطويل، الذي اغتالته إسرائيل في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، بضربة استهدفت سيارته في الجنوب، وتلاه في 11 يونيو اغتيال القيادي طالب عبد الله، الذي كان كذلك قائد أحد المحاور الثلاثة في جنوب لبنان، وقُتل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في بلدة جويا، الواقعة على بُعد نحو 15 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل، إلى جانب 3 عناصر آخرين من الحزب.

وردّ «حزب الله» يومها بوابل من الصواريخ التي أطلقها على مواقع عدة في شمال إسرائيل، ورصد الجيش الإسرائيلي من جهته حينها إطلاق أكثر من 150 قذيفة صاروخية من جنوب لبنان، وأعلن اعتراضه عدداً منها، بينما سقطت غالبيتها في أراضٍ خلاء، وأدّت إلى اشتعال حرائق.

وكان قد سُجّل قبل الظهر قصف متقطع على عدد من بلدات الجنوب، واستهدفت المدفعية الإسرائيلية بلدة الجبين بعدد من قذائف المدفعية، ما أدى إلى تضرّر الشبكة الكهربائية في المنطقة التي تساقطت فيها القذائف، حسب ما أعلنت الوكالة الوطنية للإعلام، مشيرة كذلك إلى «انفجار درون مفخّخة فوق ساحة بلدة الطيبة، من دون وقوع إصابات».

لبنان وإسرائيل يعيشان على وقع توسّع الحرب

وأتى ذلك، في وقت لا يزال فيه كل من لبنان وإسرائيل يعيشان على وقع احتمالات توسّع الحرب. وفي هذا الإطار، جدّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الدعوة إلى تطبيق القرارات الدولية. وقال خلال مشاركته في فعالية «لبنان الدور والموقع بين الانتهاكات الإسرائيلية والمواثيق الدولية»: «هذه الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب، وما يشهده من قتل متعمّد لأهله، وتدمير للبلدات وإحراق للمزروعات، ليس فقط محل إدانة واستنكار من قِبلنا، بل هو عدوان تدميري وإرهابي موصوف، ينبغي على المجتمع الدولي أن يضع حداً لتماديه وإجرامه».

وأضاف: «في هذه المناسبة لا بد من إعادة طرح السؤال على المعنيّين الدوليّين بالمبادرات عن الخطوات المتخَذة للَجْم العدوّ، ووقف نهج القتال والتدمير، فما يشهده جنوب لبنان حالياً من أحداث، وإن اعتُبِرَتْ في العمق صدىً للمآسي في قطاع غزة، ليست في حقيقتها سوى نتيجةٍ لتفاقم اعتداءات إسرائيل على السيادة الوطنية، وخرقها المستمر والمتمادي للقرار الدولي رقم (1701)».

ولفت إلى أنه بادر شخصياً «إلى إطلاق النداءات العلنية للحفاظ على الهدوء، ولضبط النفس على الحدود الجنوبية، ووجَّهْتُ التحذيرات، من تمدّد الحرب التدميرية في غزة إلى جنوب لبنان، ومنه إلى المنطقة»، مؤكداً «خيارنا في لبنان كان ولا يزال هو السلام، وثقافتنا هي ثقافة سلام، مبنيةٌ على الحق والعدالة، وعلى القانون الدولي، لا سيما القرار (1701)، لكننا شعب ما رَضِي، ولن يرضى بالاعتداءات على سيادته، وعلى كرامته الوطنية وسلامة أراضيه، وعلى المدنيين من أبنائه، وخصوصاً الأطفال والنساء».

غالانت

في المقابل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إنّ تل أبيب «لا تريد حرباً» في لبنان، لكنها يمكن أن تعيده إلى «العصر الحجري» في حال اندلعت حرب.

وخلال أكثر من ثمانية أشهر من القصف المتبادل بين إسرائيل و«حزب الله»، أسفر التصعيد عن مقتل 494 شخصاً على الأقل في لبنان، بينهم 324 على الأقلّ من «حزب الله»، ونحو 95 مدنياً، وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكرياً و11 مدنياً.

وأتى ذلك في وقت قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الأربعاء: إن «القوات الإسرائيلية ستكون مستعدة لاتخاذ أي إجراء ضروري ضد (حزب الله)، مع أن من الأفضل التوصل إلى اتفاق عبر التفاوض».

وأضاف غالانت، في بيان أصدره مكتبه: «نحن نضرب حزب الله بشدة كل يوم، وسنصل أيضاً إلى حالة الاستعداد الكامل للقيام بأي إجراء مطلوب في لبنان، أو التوصل إلى اتفاق من مركز قوة، نفضّل التوصل لاتفاق، لكن إذا أجبرَنا الواقع فسنعرف كيف نقاتل».


مقالات ذات صلة

تل أبيب تواصل ملاحقة حلفاء «حزب الله» في لبنان

المشرق العربي مواطنون يتفقدون منازلهم بعد القصف الإسرائيلي خلال الليل في مدينة أبلح في البقاع (أ.ف.ب)

تل أبيب تواصل ملاحقة حلفاء «حزب الله» في لبنان

تستمر إسرائيل في حرب الاغتيالات التي تقوم بها، مستهدفةً، إضافة إلى قيادات في «حزب الله»، حلفاء الأخير في لبنان، ومن الفصائل الفلسطينية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي القيادي البارز في «حزب الله» هاشم صفي الدين خلال مشاركته في تشييع قيادي من الحزب قُتل في إدلب بسوريا (أ.ف.ب) play-circle 00:53

«حزب الله» يعلن فقدان الاتصال مع زعيمه المحتمل هاشم صفي الدين

بعد الغارات العنيفة التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، بدأت المعلومات تتكشف عن مصير رئيس المجلس التنفيذي لـ«حزب الله» مع الإعلان عن فقدان الاتصال به.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي (رئاسة الحكومة)

مكتب ميقاتي ينفي أن يكون اجتماعه مع وزير خارجية إيران أمس عاصفاً

نفى المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، ما تم تداوله بشأن أن اجتماعه مع وزير خارجية إيران عباس عراقجي أمس كان عاصفاً.

«الشرق الأوسط» (بيروت )
يوميات الشرق «سكاي بار» أمَّن جميع المستلزمات لحياة كريمة (الشرق الأوسط)

ملاهٍ وأماكن عرض تتحوَّل ملاجئ نزوح في لبنان

بعد أيام على فتح أبواب «سكاي بار» أمام النازحين، أُعلن عن فتح أماكن ترفيه وتسلية أخرى. فمركز المعارض الفنية، «فوروم دو بيروت»، قرّر القيام بالخطوة عينها.

فيفيان حداد (بيروت)
الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يستقبل نظيره الفرنسي جان نويل بارو في الرياض (واس)

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان تطورات لبنان

ناقش وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، التطورات على الساحة اللبنانية والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

 الجيش الإسرائيلي يختبر توغّله البرّي في العديسة ومارون الراس

دبابات الجيش الإسرائيلي تقوم بمناورة في منطقة تجمع بشمال إسرائيل بالقرب من الحدود الإسرائيلية - اللبنانية (أ.ب)
دبابات الجيش الإسرائيلي تقوم بمناورة في منطقة تجمع بشمال إسرائيل بالقرب من الحدود الإسرائيلية - اللبنانية (أ.ب)
TT

 الجيش الإسرائيلي يختبر توغّله البرّي في العديسة ومارون الراس

دبابات الجيش الإسرائيلي تقوم بمناورة في منطقة تجمع بشمال إسرائيل بالقرب من الحدود الإسرائيلية - اللبنانية (أ.ب)
دبابات الجيش الإسرائيلي تقوم بمناورة في منطقة تجمع بشمال إسرائيل بالقرب من الحدود الإسرائيلية - اللبنانية (أ.ب)

تواصل القوات البرّية الإسرائيلية منذ 3 أيام تنفيذ عمليات استطلاع بالنّار عبر نقاط برّية قرب الخطّ الأزرق، تحديداً على أطراف بلدات العديسة ومارون الراس ويارون، لاختبار قدرات مقاتلي «حزب الله»، ومحاولة فتح ثغرة أمام التوغّل البرّي في الجنوب اللبناني، من دون معرفة أسباب اختيارها هذه النقاط بوابة لدخول الأراضي اللبنانية، لكنّها أخفقت في محاولاتها بعد أن واجهت مقاومة شرسة من مقاتلي الحزب، وتكبّدت خسائر بشرية بين ضبّاط وجنود ومدرعات.

ويجمع الخبراء على أن «العمليات البرّية المحدودة لا تعدو كونها استطلاعاً نارياً لرصد القدرات الدفاعية عند الخصم».

نقاط قوة «حزب الله»

يؤكد الخبير العسكري والاستراتيجي العميد نزار عبد القادر، أن الإسرائيلي «اختار فتح العمليات انطلاقاً من القرى المحاذية للخطّ الأزرق: يارون، العديسة ومارون الراس، لكون طريق الأخيرة سهلة ويمكن الوصول عبرها إلى عمق البلدة، أو الالتفاف غرباً والدخول إلى يارون». وشدد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على أن «المعركة البرّية لن تكون سهلة أمام الإسرائيلي كما هي العمليات الجويّة».

وقال: «نقطة القوة لدى مقاتلي (حزب الله) في الميدان تكمن بلا مركزية المواجهة، إذ إن كل مجموعة صغيرة تعمل بشكل مستقل عن الأخرى، وتختبئ وتفاجئ العدو، وهذا يعني أن الحرب البرّية ليست نزهة».

وثمة أسباب حتّمت على الجيش الإسرائيلي أن يبدأ عملياته من البلدات المتاخمة للخطّ الأزرق، علماً بأن الحدود البرّية بين لبنان وإسرائيل يبلغ طولها نحو 100 كيلومتر.

العملية البرية في بدايتها

وعزا العميد عبد القادر السبب في ذلك، إلى أن هذه البلدات «تقع في القطاع الأوسط، والدخول عبرها يسهّل الوصول إلى مدينة بنت جبيل»، مشيراً إلى أن «العملية ما زالت في بدايتها، وربما لم تبدأ بعد، وقد يوسع الإسرائيليون النطاق الجغرافي للهجوم باتجاه بلدة كفركلا ويحاولون الدخول منها إلى جسر الخردلي، وهذه المسافة الجغرافية لا تتعدى 5 كيلومترات بين الحدود الفلسطينية ومجرى نهر الليطاني».

مقابل ما يعلنه الإسرائيليون عن تقدّم محدود، يسارع الإعلام الحربي لدى «حزب الله» إلى النفي وتقديم رواية مختلفة، حيث أعلن في بيان، أن «مجاهدي المقاومة، ودعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، ودفاعاً عن لبنان وشعبه، ورداً على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين، استهدفوا عند الثانية من فجر السبت، تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في خلة عبير في يارون بصلية صاروخية».

وفي بيان آخر، أفاد الإعلام الحربي بأنه «لدى محاولة قوة مشاة إسرائيلية معادية التقدم باتجاه محيط البلدية في بلدة العديسة عند الساعة الحادية عشرة من مساء الجمعة، اشتبك معها مجاهدو المقاومة الإسلامية، ما أدى إلى حصول انفجار ضخم في القوة المتقدمة وأجبروها على التراجع وأوقعوا في صفوفهم قتلى وجرحى».

الدخول إلى الجولان

ويكثر الحديث عن إمكانية توسيع نطاق الجبهة، وأن تتوغّل إسرائيل نحو البقاع لإحكام عزل لبنان عن سوريا، وقطع طرق الإمداد لـ«حزب الله».

وأشار العميد نزار عبد القادر إلى أن «مثل هذا السيناريو يستدعي الدخول إلى الجولان، ومنه إلى مدينة راشيا اللبنانية في البقاع الغربي، ثم التوجه إلى ضهر الأحمر، لكن هذه الخطّة ليست سهلة»، مؤكداً في الوقت نفسه أن «العملية البرّية حتمية، لكن حتى الآن لم يضع الإسرائيلي خططه قيد التنفيذ، الذي يبدأ بقوات كبيرة جداً لخلق اضطراب في صفوف مقاتلي الحزب وتحقيق الاختراق الذي يريده».

وبثّ الجيش الإسرائيلي قبل ساعات، مشاهد فيديو تظهر دخول عدد من عناصر قوات النخبة إلى منازل في بلدة مارون الراس وتفتيشها والعبث بمحتوياتها. ورداً على هذه الصور التي باتت جزءاً من أدوات المعركة، نقل «حزب الله» عن ضابط ميداني في غرفة عمليات المقاومة الإسلامية، قوله إن «الصور التي نشرها جيش العدو الإسرائيلي لجنوده قرب منازل في قرية حدودية بجنوب لبنان تم تصويرها في بقعة جغرافية تبعد عشرات الأمتار عن الأراضي المحتلة، حيث كما يعلم الجميع أن بعض الجنوبيين بنوا منازلهم بالقرب من الحدود».

وأضاف البيان نقلاً عن الضابط الميداني أنه «بهدف الحصول على هذه الصور التي يحتاجها بشدّة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو المأزوم، كان الثمن أكثر من 20 قتيلاً وجريحاً في صفوف جنود النخبة، الأمر الذي أجبر الرقيب العسكري الإسرائيلي على إخفائه والتعتيم على الحدث»، مشيراً إلى أن «جنود النخبة في جيش العدو الإسرائيلي حاولوا عصر الجمعة، وبعد تغطية نارية مدفعية وجوية، التقدم من محورين باتجاه بلدتي مارون الرأس ويارون عند الحافة الأمامية، ولدى وصول القوات إلى نقاط الكمائن المعدّة مسبقاً، (...) فجّر مجاهدو المقاومة الإسلامية عدداً من العبوات (بعضها زُرِع بالأمس - الخميس) واشتبكوا مع ضباط وجنود النخبة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية، من مسافات قريبة وصلت إلى مسافة صفر، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف القوة المتسللة، ومن لم يُصَب حمل قتيلاً أو جريحاً وانسحب تحت غطاء مدفعي من مرابض العدو داخل الأراضي المحتلة».

الحزب وحرب العصابات

من جهته، عدّ منسق الحكومة اللبنانية السابق مع قوات «اليونيفيل»، العميد منير شحادة، أن «إسرائيل اعتقدت أنه بعد اغتيال السيد حسن نصر الله وكبار قادة (حزب الله)، باتت المقاومة في مرحلة الترهّل والانهيار، فاختارت الانتقال السريع إلى العملية البرية، حيث مهّدت لها بقصف جوي ومدفعي عنيف على تخوم الجبهة». وأشار في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «المقاومة فاجأت العدو بقدرتها على القيادة والسيطرة»، لافتاً إلى أن الحزب «مارس حرب العصابات التي تسمح للعدو بالتوغل بعمق كيلومتر تقريباً، ثم تستهدفه وتطبق عليه».

ورأى العميد شحادة أن «إصرار إسرائيل على الدخول من القطاع الأوسط، غايته السيطرة على مارون الراس، التي ترتفع عن سطح البحر 950 متراً، وتشرف على جزء كبير من شمال فلسطين المحتلة وعلى الأراضي اللبنانية». وقال إن «هدفها في المرحلة الأولى احتلال هذه التلّة (المرتفع) للانطلاق منها إلى المرحلة الثانية»، مشيراً إلى أن إسرائيل «تتحسّب لما يمتلكه مقاتلو الحزب من ترسانة لصواريخ الكورنيت و(ثأر الله) المضادة للدروع التي تدمر الهدف بالكامل».