الجولاني يتهم «الإخوان المسلمين» بتأجيج الأوضاع في مناطق نفوذه

اعتقل وزيراً سابقاً في حكومته شمال غربي سوريا

مظاهرة ضد الجولاني (متداولة)
مظاهرة ضد الجولاني (متداولة)
TT

الجولاني يتهم «الإخوان المسلمين» بتأجيج الأوضاع في مناطق نفوذه

مظاهرة ضد الجولاني (متداولة)
مظاهرة ضد الجولاني (متداولة)

قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «أبو محمد» الجولاني، متزعم «هيئة تحرير الشام»، يتهم «الإخوان المسلمين» بالوقوف خلف تأجيج المظاهرات الشعبية ضده والتحريض عليها، بتوجيهات وأوامر تركية.

وأفاد، نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن الجولاني يَعدّ الاحتجاجات في مناطق نفوذه بإدلب، شمال غربي سوريا، تهدف إلى الدفع بالمنطقة نحو مزيد من الانفلات الأمني، وتحويلها لمناطق شبيهة بمناطق سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، في نبع السلام، وغصن الزيتون، ودرع الفرات، وإدراجها ضمن مناطق السيطرة التركية؛ «تمهيداً لإخضاعها في مرحلة مقبلة للاتفاقيات التركية الروسية».

ووفقاً للمصادر، فإن الجولاني يتهم جماعة «الإخوان المسلمين» بتسليح كثير من المعارضين له ضمن مناطق نفوذه في شمال غربي سوريا، بأسلحة فردية، «لجرّ المنطقة للتصعيد تنفيذاً للمخطط الذي تريده تركيا»، وفق ما أورده المرصد.

في شأن متصل، يستمر جهاز الأمن العام، التابع للهيئة، باعتقال الدكتور بسام صهيوني، منذ يوم أمس الأربعاء، حيث جرى اعتقاله من منزله، واقتياده لجهة مجهولة.

صهيوني أحد المؤسسين لـ«حكومة الإنقاذ»، ومجلس الشوري العام، وشغل منصب وزير التربية، وأيضاً رئيس مجلس الشورى، وعمل مدرساً في كلية الشريعة بإدلب. غير أنه يُعدّ، اليوم، من أبرز الشخصيات الرافضة للحوار مع «أبو محمد الجولاني»، ومن أبرز المعارضين لسياسة «الهيئة»، وهو من المشاركين في الاحتجاجات ضد «هيئة تحرير الشام» وزعيمها.

احتجاجات للمعلمين أمام مبنى رئاسة «حكومة الإنقاذ» في مدينة إدلب (أرشيفية - المرصد السوري)

وعلى الرغم من مرور أكثر 24 ساعة على اعتقاله من منزله، لا يزال مصير الدكتور بسام صهيوني مجهولاً حتى اللحظة، وفق المرصد السوري، عقب اعتقاله، الذي جاء بعد نحو 20 يوماً على محاصَرة منزله بعناصر أمنية. و لم تحسم المصادر في المنطقة ما إذا كان قد تمكّن من الخروج بشكل غير معلَن، أو أنه جرى تهريبه من قِبل بعض عناصر جهاز الأمن العام، التابع للهيئة.

وقال المرصد إن الدكتور بسام صهيوني ينحدر من مدينة بانياس في الساحل السوري، وتعرَّض، في السابق، للسجن من قِبل أجهزة الأمن السورية عند اندلاع الاحتجاجات الشعبية عام 2011.

وتتواصل مطالب المتظاهرين، منذ 4 أشهر، التي تطالب بإسقاط الجولاني، ورفع الظلم وكف القبضة الأمنية، وتبيض السجون من الأبرياء، وفتح الجبهات، بالإضافة إلى إطلاق سراح جميع معتقلي الرأي، ومحاكمة عاجلة وعادلة للمساجين، ووقف التعذيب، وتخفيف الرسوم والضرائب عن المواطنين.

ونفذت الأجهزة الأمنية، التابعة للهيئة، حملة اعتقالات واسعة طالت 30 ناشطاً في يونيو (حزيران) الحالي، بتهمة تحريض الأهالي على المظاهرات ضد قيادات «تحرير الشام».


مقالات ذات صلة

التعزيزات العسكرية التركية تتوالى إلى منطقة «بوتين – إردوغان»

شؤون إقليمية تركيا كثَّفت من تعزيزاتها العسكرية في شمال غربي سوريا مع احتمال مواجهات جديدة بين القوات السورية وفصائل المعارضة والتصعيد الإسرائيلي (إعلام تركي)

التعزيزات العسكرية التركية تتوالى إلى منطقة «بوتين – إردوغان»

دفعت تركيا بتعزيزات عسكرية جديدة إلى ريف إدلب الشرقي في إطار تعزيزاتها المكثفة في الأيام الأخيرة لنقاطها العسكرية في منطقة خفض التصعيد في شمال غربي سوريا

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي تركيا تواصل تعزيزاتها العسكرية المكثفة في شمال غربي سوريا (وسائل إعلام تركية)

تركيا تعزز قواتها في شمال سوريا بأنظمة دفاع جوي ورادارات

كثفت تركيا تعزيزاتها العسكرية لقواتها المنتشرة في منطقة خفض التصعيد شمال غربي سوريا المعروفة باسم «بوتين - إردوغان» التي تشهد توتراً شديداً في الأشهر الأخيرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي سوريون يؤدون صلاة الجمعة على طريق M4 قرب معبر أبو الزندين شرق حلب (متداولة)

هل تلجأ أنقرة للقوة لفتح معبر أبو الزندين؟

تتوارد أنباء عن حسم أنقرة قرارها بفتح المعبر الفاصل بين مناطق سيطرة المعارضة المدعومة من تركيا ومناطق سيطرة الحكومة السورية، وإن استدعى الأمر استخدام القوة

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عناصر من «هيئة تحرير الشام» في إحدى مناطق شمال غربي سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

مقتل 12 جنديا سوريا بهجوم انتحاري لـ«هيئة تحرير الشام»

قتل 12 عنصرا من قوات النظام السوري، الأربعاء، جراء هجوم انتحاري نفّذته هيئة تحرير الشام في شمال غرب البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج «اعتدال» و«تلغرام» يتعاونان منذ عام 2022 على الوقاية ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف (الشرق الأوسط)

خلال موسم الحج... «اعتدال» و«تلغرام» يُزيلان أكثر من مليونَي محتوى متطرف

نجحت شراكة «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال)»، ومنصة «تلغرام» خلال موسم الحج للعام الحالي، في إزالة أكثر من مليونَي محتوى متطرف.

غازي الحارثي (الرياض)

السوداني طلب من التحالف الحاكم «التحرك بسرعة قبل الحرب»

السوداني في اجتماع لـ«الإطار التنسيقي» في بغداد (إكس)
السوداني في اجتماع لـ«الإطار التنسيقي» في بغداد (إكس)
TT

السوداني طلب من التحالف الحاكم «التحرك بسرعة قبل الحرب»

السوداني في اجتماع لـ«الإطار التنسيقي» في بغداد (إكس)
السوداني في اجتماع لـ«الإطار التنسيقي» في بغداد (إكس)

أكد مسؤول حكومي بارز أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أبلغ قادة «الإطار التنسيقي» بتفاصيل شاملة عن «المخاطر المتوقعة على العراق» جراء التصعيد بين إسرائيل وإيران، في حين أكد أن طهران تمارس «التحايل» حينما يطلب منها إبعاد الفصائل عن الحرب الدائرة.

وزاد القلق بين أوساط سياسية وحكومية من تعرض العراق إلى ضربة بعد مقتل جنديين إسرائيليين جراء هجوم بالطيران المسير على قاعدة الجولان، فجر الجمعة.

وتحدث المسؤول، لـ«الشرق الأوسط»، شريطة عدم الكشف عن هويته، عن مجموعة إجراءات يقوم بها السوداني لتفادي الحرب، من ضمنها «زيادة زخم الوساطات السياسية» لإقناع الفصائل بعدم توريط العراق في الحرب، وأنه «أبلغ قيادات الإطار التنسيقي بكل شيء عن المخاطر، ودعاهم إلى التحرك السريع».

ويقر المسؤول بإمكانية «وقوع الضربة»، رغم أن «المعلومات المتوفرة لدى السلطات العراقية تشير إلى أن هجوم الفصائل العراقية نفذ من خارج الأراضي العراقية بأسلحة وصلت من العراق»، على حد قوله.

«كتائب حزب الله العراقي» خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وساطات السوداني

وكشف المصدر عن أن الوسطاء الذين اختارهم السوداني للضغط على الفصائل لديهم تزكية من إيران بالحديث عن ملف الحرب وشروط التهدئة مع وكلائها في العراق.

وقال المصدر إن «الشخصيات الثلاث سبق وأن طلب منها القيام بوساطات في أحداث معينة خلال السنوات القليلة الماضية».

وكانت «الشرق الأوسط» قد كشفت، الأسبوع الماضي، عن أن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني طلب من 3 شخصيات شيعية، التوسط لكبح جماح الفصائل، ومنعها من التورط في الحرب الدائرة بين «حزب الله» اللبناني وإسرائيل، بعد تداول معلومات داخل التحالف الحاكم بأن إسرائيل حددت 35 هدفاً عراقياً.

وقالت مصادر حينها إن عمار الحكيم ضمن هؤلاء الشخصيات، إلى جانب شخصيتين مؤثرتين في الفضاء الشيعي لم يُكشف عنهما حتى الآن.

في المقابل، تفيد أنباء بأن فصيلين عراقيين يرجح أنهما حركة «النجباء» التي يقودها أكرم الكعبي، و«كتائب حزب الله» التي يقودها «أبو حسين الحميداوي»، يرفضان الاستجابة للوسطاء ويصران على الاستمرار في شن هجمات صاروخية على إسرائيل.

وأقر المسؤول العراقي بوجود «تعنت لدى بعض الفصائل»، لكن رئيس الوزراء يدرك أن بلاده في «قلب العاصفة»، وقد أبلغ معظم قيادات «الإطار التنسيقي» بذلك.

ونقل المسؤول أن «السوداني قال حرفياً: العراق غير قادر على تفادي ضربة عسكرية لو وقعت، وعلينا أن إبعاد الخطر عن البلاد من خلال عدم التورط في الحرب».

كان المرشد الإيراني علي الخامنئي قد قال، خلال خطبة الجمعة الماضية، إن «حلفاء الجمهورية الإسلامية في المنطقة لن يتراجعوا»، ما يعزز مخاوف عدم تراجع الفصائل العراقية المرتبطة بإيران عن قرارها بمهاجمة إسرائيل.

وكانت مصادر عراقية قد أفادت بأن تحالف «الإطار التنسيقي» ناقش ما قيل إنه «تقرير أمني لعشرات الأهداف لضربها واغتيالها من قبل إسرائيل في العراق».

السوداني أبلغ «الإطار التنسيقي» تبعات الانزلاق في الحرب بين إيران وإسرائيل (إكس)

جهود حكومية لمنع التصعيد

وذكر المسؤول أن «السوداني وخلافاً لبعض رؤساء الوزراء السابقين لم يسمح بخروج الأموال العراقية لتغذية محاور الصراع، من خلال تنسيقه العالي مع الجانب الأميركي والخزانة الأميركية لمراقبة خروج الأموال العراقية بطريقة مشددة وغالباً ما يطالب الإيرانيين بالدخول عبر البوابات الرسمية للحصول على مستحقاتهم المالية بذمة العراق».

وأضاف المسؤول أن «شركات تدقيق عالمية باتت تعمل اليوم إلى جانب البنك المركزي لمراقبة عمليات خروج وتهريب الأموال، وما يحدث اليوم أن جميع بوابات الأموال التي كانت مفتوحة باتت موصدة تماماً».

وكشف المسؤول عن أن «الولايات المتحدة الأميركية أبلغت العراق منذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أنها مارست ضغطاً على إسرائيل لمنع شنها ضربات على العراق، في مقابل أن يلتزم العراق بعدم الانخراط في الحرب».

وزاد المسؤول بالقول إن «واشنطن لا تعارض مواقف الحكومة العراقية التي تسير ضمن الخط الأخضر المتمثل بإصدار البيانات المناهضة لإسرائيل والداعمة للشعبين اللبناني والفلسطيني وكذلك إرسال المساعدات»، لكنها «لن تقبل قيام العراق بتقديم أي دعم مادي أو عسكري لجماعات الفصائل أو غيرها».

وعن إمكانية طلب السلطات العراقية من الجانب الإيراني كبح جماح الفصائل المرتبطة بها، أكد المسؤول أن «طهران تمارس نوعاً من التحايل في هذا الاتجاه، إذ إن ردها غالباً ما يلمح إلى أن الفصائل لديها قرارها الخاص والتفاهم معها شأن الحكومة».